الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الربيع العربي ... قريباً إلى فلسطين

خليل سامي ايوب

2011 / 11 / 26
القضية الفلسطينية


أمام ما يشهده عالمنا العربي من ثورات شعبية باسم الحرية والديمقراطية وبتحريك خارجي أمركي غربي نحو بناء عالم جديد يقوم على الرؤية السياسية الامريكية وتنفيذ ما عرف تاريخياً بمشروع الشرق الأوسط الكبير, وأمام بعض الإضاءات التي باتت تلوح في الأفق القريب بشأن الوضع على الساحة الفلسطينية, هناك من يتخوف من غزو ربيع عربي بصبغة غربية إسرائيلية للساحة الفلسطينية, ولعل الأسباب التي باتت تقف وراء ذلك الوضع الذي سيطلق عليه فيما بعد بالربيع الفلسطيني تتمثل فيما يلي :-
1_ اتمام اتفاقية المصالحة الفلسطينية الفلسطينية في القاهره, والتي تم التوقيع على صيغتها النهائية في القاهرة قبل عدة أيام.
2_ ترافق اتفاقية المصالحة الفلسطينية الفلسطينية مع التهديدات الاسرائيلية التي أطلقها قادة الكيان الصهيوني ومنهم رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو عندما وصف المصالحة بالكارثة التي ستحل قريباً على الشعب الفلسطيني.
3_ التهديدات المتواصلة التي يطلقها الموساد الإسرائيلي وأجهزته الأمنية بشأن تصفية الرئيس الفلسطيني محمود عباس بصفته بات ليس شريكاً استراتيجياً في عملية السلام في الشرق الأوسط
4_ اعلان الجانب الإسرائيلي وبشكل خاص على لسان نائب وزير الخارجية الاسرائيلي داني أيالون أن إسرائيل ستقوم بفك الارتباط كلياً مع قطاع غزه ما يعني وفق وجهة النظر الإسرائيليه ان السلطة إرهابية.
5_ اللقاء الذي كشفت عنه بعض الصحف الغربية بين كل من ياسر عبد ربه ويوسي بيلن في جنيف في 22 نوفمبر 2011 بحضور برنار ليفي مهندس الثورات العربية الحديثة.
6_ الاتصالات التي اعلنت عنها الحكومة الاسرائيلية اليوم والتي تهدف إلى تجنيد عناصر وشخصيات فلسطينية تقود المرحلة القادمة في الضفة وقطاع غزة.

النقاط السابقة كفيلة بنا لأن نتوقع ذهاب الحكومة الاسرائيلية والأوضاع في فلسطين إلى حافة الهاوية عما قريب, فإسرائيل لا تطلق التصريحات من العدم وهي متيقنة من أن أي اتفاق فلسطيني إذا ما تم فعلاً من شانه ان يؤدي إلى إحراج اسرائيل سياسياً ودولياً وخاصة أمام وضع تشهده البلاد العربية من انطلاق ثورات تنادي بالحرية والديمقراطية من شانها أن تضع اسرائيل في زاوية المواجهة مع الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة الأمريكية التي طالبت في الاسابيع الماضية اسرائيل بالافراج عن الاموال المتحجزه للسلطة الفلسطينية, فأمركا ومن بعدها الدول الكبرى لا تريد ان تضع نفسها في خانة اليك والشك أمام دعمها المتواصل للثورات العربية التي تنادي بالديمقراطية والحرية على الطريقة الأمريكية, وتتغاضى عن مآسي إسرائيل وخاصة الاقتصادية التي تمارسها ضد الشعب الفلسطيني, ولذلك فهي تؤمن بأن على إسرائيل ان تتماشي مع سياستها الحالية لحين إعادة ترتيب الأوراق في المنطقة والتقرب من الأخوان المسلمين وترويضهم في إطار الديمقراطية الحالية للعالم العربي والتي يقود زمامها الاسلاميين بتعاون وثيق ومعلن مع الغرب.
أمام تنفيذ المصالحة الفلسطينية على أرض الواقع والحرج الذي سيلاقي حكومة بنيامين نتنياهو في اسرائيل والتي تعاني أصلا من أزمات اقتصادية ستجد اسرائيل نفسها مضطره لأن تقوم باتخاذ تدابير وقائية وأحادية الجانب ولعل أبرزها سيكون ما تم الإعلان عنه من قبل داني أيالون عن قيام اسرائيل قريباً بفك الارتباط مع غزة كلياً ما يعني تملص اسرائيل من جميع التزاماتها الانسانية تجاه قطاع غزة وما سيرافق ذلك من زعزة للأمن والإستقرار الذي سيدفع اسرائيل للعمل مع شركاء جدد في عزة والضفة تحت حجة أن القيادة الفلسطينية الحالية غير قادرة على الايفاء بالتزاماتها الحالية ما سيضطر إسرائيل إلى التفكير جدياً بنتنصيب شخصيات من الممكن أن تكون مقدسية عرفت بموقفها من عملية السلام وساهمت في إعداد وثيقة جنيف عام 2003 وهو ما يقود إلى التفكير بجدية حول ما دار في اللقاء الذي جرى بين بعض الشخصيات الفلسطينية والاسرائيلية في جنيف قبل عدة أيام, كما أن قيام اسرائيل باجراء اتصالات مع بعض الشيوخ والقبائل الفلسطينية المعروفة والتي تحظى بدعم ومنهم الشيخ أبو خضر الجعبري أحد وجهاء عشائر الخليل من اجل إيجاد قياده بديلة في إطار محاولاتها لإجهاض اتفاق المصالحة وهو ما صرح به الشيخ الجعبري علانية لصحيفة التايمز البريطانية وأمام ذلك التوجه يبقى السؤال المطروح هل فعلاً بدأ الربيع الغربي العربي ولكن بأيدي اسرائيلية ورؤية صهيونية بحته يخطط له ليغزو فلسطين ويوقع بها من المآسي ما أوقع بعالمنا العربي طيلة السنة الماضية.
سؤال جدير بالبحث والتحليل من قبل السياسيين والمعنيين, من أجل قطع الطريق على إسارائيل وقيادتها الحالية للعبث بالشعب الفلسطيني وإسالة دماء أبناءه في مواجهة قادمة ستقاد بقوى تدعى الديمقراطية والحرية من الممكن أن يمثلها محمد دحلان أو ياسر عبد ربه .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قتيل وجرحى في انهيار مبنى بمدينة إسطنبول التركية


.. مبادرة شابة فلسطينية لتعليم أطفال غزة في مدرسة متنقلة




.. ماذا بعد وصول مسيرات حزب الله إلى نهاريا في إسرائيل؟


.. بمشاركة نائب فرنسي.. مظاهرة حاشدة في مرسيليا الفرنسية نصرة ل




.. الدكتور خليل العناني: بايدن يعاني وما يحركه هي الحسابات الان