الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عِبرة

ناصر قوطي

2011 / 11 / 27
الادب والفن


قصة قصيرة جدا



أيام الفاقة والعوز ، وتحت سطوة أعتى الديكتاتوريات ، يوم كنت لا أجيد ارتداء ثيابي وعد أناملي العشر ، لم يكن أبي ليمل من ترديد عبرة تقول (( لا يحسدن مضيماً حسن بزته ... وهل تروق دفينا جودة الكفن )) . في الوقت الذي يخلع فيه ثيابه الجديدة التي لم يمض على ارتدائه إياها إلا يوما واحدا ليهبها لأقرب أصدقائه المعوزين ، كل مرة يكرر ذات العبارة حين يواجهه أخي الكبير الذي يعمل في الخياطة .. ( يا ابني ، لا أحد يرتدي ثياب الميتين ، وأنا أقترب من القبر ، فما دمت حيا فلأهبها الآن .. ) . حين كبرت واستطعت عد النجوم بأبراجها ، عرفت فحوى تلك العبرة ، يوم رجعت ورأيته عاريا إلا من قماشة بيضاء كان يحتفظ بها ، خرقة صغيرة حال لونها إلى الاصفرار وهي تلف جسده النحيل المسجى على حصيرة عتيقة ، وسط باحة الدار ، بين جموع واجمة من الأهل والجيران ، وعلى شفتيه المنفرجتين ترتسم ابتسامة غامضة ، كما لو انه يردد همسا ذات العبارة .












التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لقد صعقت
عبد الحسين طاهر ( 2011 / 11 / 28 - 00:43 )
عزيزي ناصر قوطي أين مواضيعك وقصصك وكتاباتك المنشورة على الحوار أنا متابع لكتاباتك اين هي ولماذا اختفت انا اعرف قراءك عدة الاف ماذا حدث ارجوك انا صاحبك عبد الحسين طاهر الكاتب الساخر عفوا صاحب عمود حكايات في جريدة الاخبار البصرية انا اكتب في الحوار ولي موقع فرعي مواضيعي تقاري ال 40 وزواري اكثر من 270 الف هل انام واصبح ولم اجد كتاباتي ارجوك قلي ماذا حدث تحياتي الحارةوشكرا

اخر الافلام

.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا


.. فنانون مهاجرون يشيّدون جسورا للتواصل مع ثقافاتهم الا?صلية




.. ظافر العابدين يحتفل بعرض فيلمه ا?نف وثلاث عيون في مهرجان مال


.. بيبه عمي حماده بيبه بيبه?? فرقة فلكلوريتا مع منى الشاذلي




.. ميتا أشوفك أشوفك ياقلبي مبسوط?? انبسطوا مع فرقة فلكلوريتا