الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشاعر اللص

فاروق صبري

2011 / 11 / 27
الادب والفن


يقال أو شائع في الاوساط الثقافية : أن الشاعر الفاشل يحاول أن يكون ناقداّ ، ولكن هل يبدع في مجال النقد ، واذا أصابه الخلل أو الفشل لماذا يهرول نحو البؤرة السياسية !!؟
انه أمر طبيعي أن يترك أو يرجئ الأديب كتابة القصيدة ليجرب أو يكتب قصصاً ، روايات ، دراسات ، أو يطلق رغبته في الدخول إلى كل هذه الفضاءات في الوقت نفسه ولكن هل يستطيع أن يتفرد بفضاء معرفي ابداعي ، واذا لم يفلح هل يتحول إلى ضابط توجيه سياسي وأمني !!!!!!!!!!!؟
أن يتحدث ( الشاعر) في السياسة وينظّر لها ويقف أمام كاميراتها ذلك أمر يحدث في جميع بقاع العالم استثناءً وصار في العراق قاعدة ولكن كيف يتغيّر ويتلون وجه ( الشاعر) وهو يحرس كراسيها ويتسلق حبالها ويساهم في مؤمراتها ويشخر في اعلامها وينطق بمسدسها الكاتم للصوت والحق والجمال والتساؤل؟
عبر سياق تلك التساؤلات يمكن التوقف عند حشد من الادباء والشعراء منهم خصوصاً والذين رموا ( صولجان نصوصهم) تحت أقدام ودولارات وعقائد سياسيي ما بعد عام 2003 أي بعد سقوط المعدوم بذله صدام حسين ....
فصار ( الشاعر) محللاً سياسياً أو ناطقاً اعلامياً تحيطه من كل الجهات الكاميرات ويغزو المطارات وينظّر لوحدة العراق ليل نهار وفي الليل والنهار يظهر ولاءه لسيده الجديد وينفذ فرماناته في التحريض على الاعتقالات والقتل ضد أي صوت يعارض أو ينتقد أو يدين!!
هذا (الشاعر) يدخل تحت قبة البرلمان طاووساً، صاخباً ، مترئساً كرسي لجنته(الثقافية) ، مثلما كان يدخل منتدى عدي صدام حسين (الثقافي) متسللاً ، عبداً ، متأمراً على ولي نعمته الذي أمن له مهنة ( الفراش ) وكتابة التقارير .
هذا (الشاعر) لم يغيّر جلده كما الثعبان ،فالجلد نفسه المرقط بالحقد والدونية والخواء ، انه أيضاً تمرّس في ملتقى ثعلب غدر به وسرق كرسيه وتلقى منه ضربة حذاء في الرأس وأقنعة للوجه تتغيّر رتوشها ومهماتها وفق ظمأ الجيوب والعقد النفسية .
و(الشاعر) نفسه يسقّط (نصوصه) في ما بين بدلته الزيتونية المتهرئة مثلما يخفي صلعته المجروحة ويوميات ماضيه الموبوء وهو يبدأ مشواره ( الديمقراطي ) بخطوات االتنحي عن مهمة (القصيدة ) وممارسة مهنة اللصوصية عبر ممر الناطق الرسمي .
كيف يكون هذا ( الشاعر) ناطقاً لصوت دولة تتدعي أنها تحارب الفساد و(ثقافة) عهد الطغيان والحروب!!!!!!!!!!؟؟
كيف يقبل هذا الصوت أن ينطق به ( شاعر) زعقت ( قصائده ) باسماء القائد الحمقى واليوم يسرق ما تبقى من أحلامنا والإصبع البنفسجي وعرق جبين العراقيين !!!!!!؟
فيما مضى جرى الحديث وما يزال عن أديب تناص نصه مع نص كاتب أخر أو ( شاعر) سرق قصيدة أو بعض منها من مجموعة شعرية ما واليوم نعيش نوعاً أخر من اللصوصية حيث يوقف ( الشاعر) في المطارات وفي حقائبه ملايين الدولارات بتهمة من أين لك هذا ، والمسروق هذا من أموال العراق .
وهذا ( الشاعر) تعلم وبجدارة الكثير من مدرسة حزبه السابق ، وأبدع في كيفية قضم الاكتاف والغدر والادعاء والتخوين لكن أهم ما تعلمه هو اقامة المهرجانات الأدبية ، بها وبشعاراتها يخفي العورات ويحصد الدولارات ، ويواصل مهنته كلص محمي بحصانة القبة البرلمانية.
والعراق يعيش هذه الأيام ذكرى استشهاد أنبل وأقدس وأشجع البشر الحسين ، لابد أن نتوقف عند هذه الذكرى لا لطماً وتطبيراّ وبكاءً ، بل جعلاً لدمائه الطاهرة التي نزفت من أجل مقاومة الفساد ولصوص الكراسي والاموال والأحلام قناديل تضئ وتطارد وتطرد هذا اللص ( الشاعر ) وأمثاله كثر من حياتنا العراقية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الشاعر اللص
ماجدة شريف ( 2011 / 11 / 28 - 22:11 )

المشكلة ياسيدي ليس بحزب وافكار وهذا من المرتزقة وغيرها من التعابير المشكلة ان الانسان يتصرف كما ربي هو فلا اعتقد من لديه اخلاق وتربى على الاصول في كل شي ليس في الشعر وبقية الفنون وحتى ابسط الاعمال يستطيع ان يتصرف خارح عن المالوف اما المناصب وغيرها فهي لا ترتقي بالانسان بل الشخص هو الذي يرتقي بالمكان اذا كان فعلا يستحقه ويبقى دائما هناك اشخاص يستطيعون ان يميزون الثرى من الثريا ياسيدي وغدا لناظره قريب.


2 - اللصوص في كل مجالات الحياة العراقية
محمد علي الشبيبي ( 2011 / 11 / 29 - 12:11 )
عن اللص واللصوصية نسمع ونرى يوميا الكثير. اللصوصية في أيامنا هذه أصبحت سمة الوضع الجديد للأسف!؟ هناك لصوص ينهبون أموال الشعب بالمقاولات الوهمية! ولصوص يستوردون بضاعة فاسدة! ولصوص يسرقون حصة الفقراء ممن شملتهم الإعانة الاجتماعية! ولصوص يستوردون أجهزة مقلدة! ولصوص زوروا شهادات ليسرقوا أماكن أصحاب الكفاءات! ولصوص يستنسخون الكتب ليسرقوا تعب وجهد المؤلف! ولصوص سرقوا أصوات الناخبين بالدجل والكذب وبرشى تافهة لشعب أنهكته الانظمة الاستبدادية! ولصوص سرقوا الدين والإيمان وأحتكروه لأنفسهم!!!؟ فهذا زمن يتحكم بنا لصوص



3 - اصحوا وافهموا ماذا يعني خلط الاوراق
عبدالحسين ناجي شعبان ( 2011 / 11 / 30 - 18:55 )
لا استغرب ابداَ من اناس وصلوا البرلمان العراقي الهزيل بالثقافه والمتخم بالمحسوبيه والدسائس الدنيئه والمثقل بموروث الجهل والمرض والعقد النفسيه وغيرها لان البرلمان فيه شخص واحد فقط نزيه ومع الآسف استقال بمحض ارادنه لعدم تمكنه من ايصال صوته (صوت الحق والعدل والمحرومين) ألا وهو السيد جعفر ابن المفكر الاسلامي الشهيد محمد باقر الصدر قدس سره الشريف. أما ما تبقى من برلمانيين وعلى قول المثل الشعبي المأثور فشله وازر الخ الخ الخ وعذراَ ان صدرت كلمه جارحه للقارئ الكريم

اخر الافلام

.. مقابلة فنية | المخرجة لينا خوري: تفرّغتُ للإخراح وتركتُ باقي


.. فقرة غنائية بمناسبة شم النسيم مع الفنانة ياسمين علي | اللقاء




.. بعد تألقه في مسلسلي كامل العدد وفراولة.. لقاء خاص مع الفنان


.. كلمة أخيرة - فقرة غنائية بمناسبة شم النسيم مع الفنانة ياسمي




.. كلمة أخيرة - بعد تألقه في مسلسلي كامل العدد وفراولة.. لقاء