الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ازمة الحكومة . . سوق بيع الأطفال !

مهند البراك

2011 / 11 / 27
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


يكاد يتفق كل السياسيين في البلاد سواء من الكتل الكبيرة او الصغيرة، ان الوضع العراقي في حالة ازمة تزداد استعصاءً و خطورة، مع تزايد اقتراب موعد انسحاب القوات الاميركية . . الأمر الذي يهدد بطغيان تحالف البعث الصدامي ـ القاعدة و طغيان دوائر فيلق القدس الإيراني، في ظروف اقليمية تزداد تفاقما و تهدد بالإنفجار وفي مقدمتها وصول النظام السوري الى حافة الهاوية امام الجماهير الغاضبة و ابعاد ذلك على المنطقة، و تزايد مخاطر اندلاع صدام اقليمي مسلح بسبب اصرار مرجعية خامنئي على المضي بالتسلح النووي .
و يرى كثيرون في اجراءات رئيس الوزراء المالكي، بكونها صارت اجراءات ارتجالية تزداد تفاقماً و لاتبالي بمصائر الشعب و لا بمصارحته بقدر ماتبالي بكيفية ادامة مقعده الحاكم، كباقي المتنفذين في الكتل الحاكمة . . بعد ان ازداد اعتمادها على تهدئة الأزمات بازمات جديدة، لم و لا تؤدي الاّ الى استمرار سقوط مزيد من الضحايا المدنيين من كل الوان الطيف العراقي بنسائه و رجاله . .
حيث يتبين الآن ان سبب ازمة موضوعة (فيدرالية صلاح الدين) هو اعلان توجه المالكي الى اعلان محافظة جديدة تتكون من سامراء و الدجيل و بلد و الكاظمية على اساس طائفي منذ شهرين . . الأمر الذي اثار مجلس محافظة صلاح الدين ـ راجع التفاصيل في صحيفة "العالم" البغدادية عدد امس و امس الاول ـ . . تلك الأزمة التي تفاقمت و صارت تفسيراتها و تعميماتها تهدد بتفاقمات اكبر و بخروج صارخ عن دستور البلاد القائم، و وضعه على الرف تماما . .
و تتزايد الأخبار المتسربة من المنطقة الخضراء بان (محاولة عسكريين للقيام بانقلاب بعثي صدامي؟) بكونها رغم تهويلها الاّ انه كان هناك تحرّكاً فعلاً ، و لكن لم يكشف عن ان القائمين به هم من العسكريين الشيعة ـ التوابين ـ (1) في وقت تصاعدت فيه الاتهامات الطائفية ضد ابناء السنة و شنّت حملة اعتقالات يصفها كثيرون بالعشوائية و تسببت بكثير من الفوضى و بتصعيد الطائفية المقيتة . .
في وقت ترتفع اصوات مرجعيات دينية شيعية مؤثرة بضرورة استقالة الحكومة اثر الفساد و اهمال حياة و مصائر العراقيين و اثر تدهور الوضع المعاشي العام تدهورا مريعا وصل الى بيانات منظمات انسانية دولية متنوعة و الى تناقل الصحافة السويدية قبل ايام و بالصوت و الصورة الأنباء المهولة عن سوق بيع الأطفال الكبير في بغداد (2) . .
وفي اجواء فاقمت فيها اجراءات حكومة المالكي اجواء عدم الثقة بين الأطراف السياسية العراقية و صارت تلجأ للعشائر، تنادي القوى الديمقراطية و الحزب الشيوعي و تنال تأييداً متزايداً . . الى اهمية الاسراع بعقد قمة سياسية لكل الأطراف الفاعلة سواء داخل او خارج مؤسسات الحكم، لمحاولة ايجاد مخرج من الأزمة المتفاقمة المهددة عشية مغادرة القوات الأميركية . . ترى اوساط واسعة ان حل الأزمة يتطلب ضرورة الإسراع بعقد انتخابات مبكرة، كخيار دستوري على اساس قانون للأحزاب و قانون جديد للإنتخابات . . باشراف حكومة انقاذ وطني .
في وقت تتزايد فيه مطالبات من الكتل المتنوعة، بتمديد بقاء القوات الأميركية او التعاقد مع وحدات للتدريب على الاجهزة و الاسلحة و الآليات الجديدة، لعدم قدرة العراق بعد على حماية حدوده الجوية و البرية و البحرية ـ راجع مقابلة قناة "العراقية" الرسمية مع رئيس الجمهورية الطالباني امس الأول . راجع تصريحات امراء الصنوف في وزارة الدفاع للسومرية نيوز هذا اليوم ـ ، في وقت تتزايد فيه مطالبات الجماهير الثائرة في ربيع المنطقة بالتدخل الخارجي . . كما حصل في ليبيا ثم في اليمن و يحدث في سوريا مؤخراً . .

27 / 11 / 2011 ، مهند البراك
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1. الضباط البعثيون الشيعة الذين اعلنوا التوبة على الطريقة الشيعية بداية، و احتفظوا بذلك بمراكزهم السابقة و رتبهم العسكرية. الأمر الذي حرم منه الضباط السنّة، لكونهم سنّة .
2. اثار الصحفي الذي نشر تحقيقه بالصور على 6 صفحات قبل ايام، في اوسع واكبر الصحف السويدية انتشارا اضافة الى وكالة الاخبار العالميه اكسبريس، و الذي ترجم الى اكثر من 12 لغه عالميه خلال 24 ساعه من نشره . . اثار ضجة كبيرة في السويد.
فقد تجولت الصحفيه السويديه (تيريس كرستينسون) وزميلها (توربيورن انديرسون) خفية بسيارة فولكس واكن برازيلي ليتابعا عن كثب سوق بيع الاطفال الكبير في وسط بغداد بالصورة والصوت، حين كان يعرض لبيع الاطفال الرضع والمراهقين . . الامر الذي ابكى القراء والمشاهدين لحظة نشره و بثه على التلفاز السويدي! و خاصة حين عرض البث فتاة عراقية اسمها (زهراء) ذات اربع اعوام تباع بمبلغ 500 دولار فقط .
و يسترسل الصحفي في مقاله يقول " أطفال العراق يباعون في سوق النخاسه ونسائهم بغايا بالاكراه، والأرقام مخفيه عن عدد القتلى اليومي، واحزاب تنهب مافوق الارض وتحتها وتقدم لشعب العراق رصاصه الموت تحت رغيف الديمقراطيه . . جوع، وباء، سوء تغذية، تلوث بيئي و فوضى سياسيه . . يقتل الانسان بثمن قسيمة ملء الهاتف النقال. "
و قد اعلنت السويد اثر ذلك عن فتح استقبال الاطفال العراقيين ممن يتعرضون لسوء المعاملة ومنحهم اللجوء مباشرة، ويحق للطفل بعد الاقامه لم شمل ولي امره انقاذا لاطفال ونساء العراق . . فيما تتشدد دوائر الهجرة فيها باعادة طالبي اللجوء الى العراق .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عزة.. ماذا بعد؟ | المعارضة الإسرائيلية تمنح نتنياهو -الأمان-


.. فيضانات في الهند توقع أضراراً طالت ملايين الأشخاص




.. مواجهة مرتقبة بين إسبانيا وفرنسا في نصف نهائي يورو 2024


.. الاستقرار المالي يثير هلع الفرنسيين




.. تفاعلكم | مذيعة أميركية تخسر وظيفتها بسبب مقابلة مع بايدن!