الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ظاهرة جديدة اسمها العظامة السياسية

عبد الحسن حسين يوسف

2011 / 11 / 27
مواضيع وابحاث سياسية


بغداد في أوائل القرن الماضي لم تكن كبيرة وذو استقرار سكانى ثابت فلا توجد تنقلات بين سكانها من مكان إلى آخر مما جعل أي ظاهرة غير مألوفة تنتشر بسرعة ويعرف أهالي بغداد من الذي يقود هذه الظاهرة . ومن الظواهر غير المألوفة التي انتشرت في بغداد في ذلك الوقت ظاهره سماها أهالي بغداد بـ (العظّامة) وهم مجموعة من الناس يتابعون الأخبار لمعرفة المناسبات التي تقام فيها الولائم سواء كانت هذه المناسبات حزينة مثل المآتم أو مفرحة مثل الإعراس والولادات والطهور وغيرها . وهؤلاء لهم طريقتهم الخاصة في معرفة أماكن هذه المناسبات وطريقتهم في إيصال الخبر إلى بعضهم البعض لكي تعم الفائدة ما دام الخير كثير ويعم الجميع ولهؤلاء العضامة أساليبهم في التعبير عن الحالة التي حضروا من اجلها فهم يحفظون أدعية وآيات قرآنية لكل مناسبة فلهم دعاء وحديث خاص للمتوفي أن كان رجلاً وحديث آخر إن كان المتوفي أمرآة ولهم أدعية تخص اليوم الأول من العزاء ودعاء لليوم الثاني وحديث لليوم الثالث ولهم القدرة بأحياء حفلات الأفراح .فإذا كانت المناسبة مولوداً ذكراً وجاء على (سبع بنات) له أشعاره وخطاباته وإذا كانت المناسبة زواجاً والزوج من السراق المعروفين يستطيع هؤلاء العظامةإن يجعلوه مثال للتقوى والأخلاق الحميده . المهم في العملية أنهم يضربون الثريد ويضعون في أكياسهم كل ما يستطيعون أخذه لعوائلهم ولا بأس إذا استطاعوا الحصول على ما تجود به أيادي أصحاب المناسبة من نقود وجاجيات وملابس عائدة للمتوفي ولقد سمو بـ (العظّامة) لأنهم يشمون رائحة اللحم والعظام عن بعد ويتهافتون عليها0 بعد سقوط النظام الصدامي والفوضى العارمة التي حدثت في البلد والتي سميت "بالحرية" أفرزت مما أفرزته من ظواهر سلبية ظاهرة (العظّامة السياسية) وهم ينقسمون إلى قسمين الأفراد العظّامة والأحزاب العظّامة فالأفراد العظّامة لهم معرفة بما يدور في الساحة السياسية العراقية فكل مناسبة لهم حضور فيها فإذا كان الاحتفال لأحد منظمات المجتمع المدني فاللعظامة الأفراد خطاب خاص بهذه المناسبة وإذا المحتفل حزباً دينياً فلهم مجموعة من الأحاديث والآيات القرآنية يطرحونها في تمجيد ذلك الحزب الديني ولا ينسوا إن يختموا خطابهم بالصلاة على محمد وآله وصحبه وسلم إذا كان حزب سنياًوبالصلاة على محمد واله وسلم اذا كان حزبا شيعيا. وعندما يكون المحتفل حزب ديمقراطياً فهم من دعاة الديمقراطية وآذانهم مفتوحة لسماع الرأي الأخر وان كان المحتفل حزباً يسارياً فلديهم نصوص مختارة يحفظونها لماركس ولنينين ولكثير من زعماء اليسار العالمي ولا ينسى هؤلاء العظّامة الافراد استعمال المصطلحات الكبيرة للتعبير عن أفكارهم حتى يقال أنهم مثقفين من الوزن الثقيل على طريقة أبن الأرملة الذى أوصته أمه إذا جلس بين الناس ان يقول كلاما كبيرا فضل يردد كلاما مثل بعير . بقرة . جاموسة . وعندما سأله الناس عن هذا الهذيان قال إن أمه أوصته أن يتكلم كلاماً كبيراً . النتيجة إن العظّامة السياسيين بعد أن يضربوا الثريد أن توفر وإذا أنتهي الاحتفال بالكيك والببسي فهي أفضل من لاشيء وقد يغادرون الاحتفال قبل نهايته إذا داهمهم النعاس . يقابلهم من الجهة الأخرى الأحزاب والمنظمت العظّامة هذه الأحزاب تمتلك نفس حاسة الشم التي يمتلكها الافراد العظّامة ولكنها لا تشم رائحة اللحم والعظام بل تشم رائحة الدولار وعن بعد ألاف الأميال ولهذا فأنها عندما تقيم احتفالاتها بمناسبة أو بدونها فهي بحاجة إلى مداحين من الطراز الأول لهم ديباجتهم الخاصة بالمدح تقوم هذه الأحزاب بتصوير هذه الاحتفالات لفضائيات مأجورة ومدفوعة الثمن ليقولوا لمن خارج الحدود إن لنا الجماهير تستطيع إن تأثر بالعملية السياسية ولكن دعمكم لنا "بالدولار" يزيد من تأثيرنا في مجريات الإحداث وهكذا كل عظام يكسب ما يريد الفرد العظام والحزب العظام كل يعزف على ليلاه 0هناك ظاهره اخرى مرتبطه بضاهرة العظامة السياسيه هذه المره العظامه الانترنيتيه فبعض الكتاب عندما تقرء كل مقالاته تجد ان الواحده تكاد ان تكون نقيض الاخرى فعلى سبيل المثال ان احد كتاب الحوار المتمدن كان دائما يعتبر المرجعيه الدينيه فى النجف هى الفرع العراقى لحكومة الولى الفقيه الايرانيه ومهمة هذه المرجعيه هى فقط تنفيذ الاجنده الايرانيه وكان هذا الكاتب يكتب عنها بطريقه يسميها هو بالادب الساخر وبالطبع من حقه ان يكتب رايه بما يشاء ونجد له انصارا ومؤيدين يعقبون على ما يكتب بالئييد والترحيب ولكنه فى ليله وضحاها يكتب قبل ايام مقالا يثني فيه على هذه المرجعيه وعلى توجيهاتها لخطباء الجمعه وان المرجعيه قامت بواجبها خير قيام0 نفس المعقبين المؤيدين على مقالاته الساخره ضد المرجعيه عقبوا على مقالته الاخيره المؤيده لها بنفس الترحاب واثنو على حصافة راءيه وباعه الكبير بالتحليل السياسي0 هذه الضاهره الانترنيتيه هى جزء من العظامه السياسيه التى لا يخجل اصحابها من الدوران 180 درجه بين ليلة وضحاها 0 هذه الاحزاب والافراد وكتاب النترنيت العظامه بحاجه الىحمله اعلاميه لفضحهم كما نتمنى منهم مراجعة انفسهم وياءخذو عبرتا من اخوانهم العظامه السابقيين 0 ان ما اكتبه الان ليس موجه ضد شخص بعينه ولكنه لمناقشة كثير من الظواهر المدانه وهذه واحده منها وشكرا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - صدقت القول يا زميل
سمير اسطيفو شبلا ( 2011 / 11 / 28 - 04:53 )
قرأت مقالتك عن -العظّامة- وتذكرتُ في نهاية السبعينات الرعاية العلمية ومديرها العام /الدباغ - رحمه الله - حيث كان من بين الادارة عدة معاونين لمدير / المدير الفني والمعاون المالي والاداري والهندسي ،،،الخ وكان احد هؤلاء نواب المدراء في اي وقت تدخل عليه وبيده جريدة، وتسلم عليه ويجاوبك ونظره على الجريدة!! وفي احدى المرات دخلتُ عليه طالباً توقيعه لامر يخص قسمي/الميكانيك فرد عليّ وقال: خليها وتعال بعدين
ورجعت بعد فترة قصيرة ولم يكن قد وقعها! وهنا ثارت حميتي ولزمت الجريدة من يده وقلت له بصوت عصبيك وقع لي الامر وبعدها اقرأ بكيفك؟؟؟ هنا قام من كرسيه وذهب مسرعا للمدير العام /الاستاذ كامل الدباغ - رحمه الله - واشتكى عنده وطلبني المدير العام وقال بالحرف:يا سمير : هل تريد قطع رزق الرجل؟ فلم افهم مغزى كلامه: فقلت له استاذ كامل/ ماذا تقول وكيف ؟ ضحكَ الرجل وقال: انه كان يقرأ المناسبات في الجريدة لكي يحضرها مع زملائه في المهنة!! عندها افتهمت اختصاص الرجل وهو بدرجة معاون مدير عام
شكرا لك اخي على مقالك الواقعي -العظّامة- مع التقدير


2 - تحياتي
عبد الحسن حسين يوسف ( 2011 / 11 / 28 - 19:11 )
شكرا يا استاذي سمير على مرورك الكريم 00 تحياتي


3 - على طريق العظامه
سعد محمد حسن ( 2011 / 11 / 29 - 12:41 )
صديقي العزيز
مقالك الرائع ذكرني باحد العظامه ممن كانو من رفاق الحزب القايش فلقد كان ضليعا باخبار الاحزان والافراح وكان اول الحاضرين حتي ان لم توجه دعوه له خاصة ايام الثالث في اي فاتحه ومن الطريف حقا ان العظام انف الذكر تحول وبقدرة قادر الى عظام من نوع اخر فتحول من الرفيق العظام الى السيد العظام فسبحان مغير الامور
تحياتي ومودتي






4 - تحياتي
عبد الحسن حسين يوسف ( 2011 / 11 / 29 - 13:06 )
شكرا رفيقى العزيزسعد على تعليقك الرائع 0اتمنى لك كل الخير0تحياتى


5 - تحياتي للمناضل عبد الحسن حسين يوسف
عبد الحسين سلمان ( 2013 / 7 / 10 - 03:49 )
تحياتي للمناضل عبد الحسن حسين يوسف
وتحياتي ثانية لكشف وتعرية ...العظّامة ..في السياسة
وتحية ثالثة لاستخدامه مفردة عراقية صميمية في وصف ظاهرة اجتماعية و سياسية سيئة السلوك و عديمة القيم

اخر الافلام

.. الخارجية الروسية: أي جنود فرنسيين يتم إرسالهم لأوكرانيا سنعت


.. تأجيل محاكمة ترامب في قضية الوثائق السرية | #أميركا_اليوم




.. دبابة إسرائيلية تفجّر محطة غاز في منطقة الشوكة شرق رفح


.. بايدن: لن تحصل إسرائيل على دعمنا إذا دخلت المناطق السكانية ف




.. وصول عدد من جثامين القصف الإسرائيلي على حي التفاح إلى المستش