الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الرعب والرغبة

باسم الخندقجي

2011 / 11 / 27
القضية الفلسطينية


من ديوان " طقوس المرة الأولى "
الأسير باسم الخندقجي


مقدمهُ المشوب ببعض الخشية
من ثقَلِ الهبوط على ضبابية النهوض
بدأت بحفظِ الدرس الأول
من التكوين المقامِ على أرضيةِ
المُصاب بحمّى التسابق السريع
للوصول إلى خطّ نهايته ..
هو المريضُ الخائفُ
يقرأُ بدايات الكلمة
على مسامع مرضه
مُحدِثاً الدَوِيْ الهمجيْ
مُدمّر جدار الشرائع المستقيمة
ذات أَعمدة الضحية والجريمة
سقطَ سقف السِلْم والطمأنينة ..
سقَطَتْ القُبّة المائية
لذكريات سماء ما قبل الرحلة الأخيرة
وعمَّ فيضان التهام الأحلام
على مائدةِ الأرضِ الكبيرة...
حيثُ لامكان للاختباء من الظلّ
الأعمى الذي يبحثُ عن
أصلِه المُتَوَحش ..
كانت في البدءِ قًُبْلَة
ثم سرير نِمْتُ عليه
وماتت القبلة
هي الريح الخائبة
تحاول دفع شراع الحلم
إلى وسطِ بحر التحرر
من وهمِ الحرية الأسيرة ..
كي يغوص إلى أعماق ِ
سماء الانعكاس الأول
لصورةِ الدم المهدور
على أوراقِ الشجرة المرسومة
داخل اليقظة القوية
للروحِ المذعورة
من صاحبة السرير....
هَبَطّتُ وتهبطُ قبُْلَتي ..
ولكن الهبوط لذيذ
والانقيادُ المفجع وراء
أسئلة الرحيق الأزليْ
أَلَذّ....
الأجَلْ نقطة البقاء
على قيدِ العدمْ .. وقت
التبدد وانسياح شعاع " لماذا "
فوق الجسد الُمْرهَقْ من فطرتِه..
إنه الانبهار المرعب الذي
يُفضي إلى الوجهِ الوديعِ
البديع الساكن مرآه
السيطرة على "المُقدَّس "
اذ تحثُّ الصدمة ذاتها الشريرة
لتكون عنوان حكاية
الدراما السمائية الأرضية ...
هي التي أنصاعُ على وقعِ
كلماتِها إلى التوهّمِ بالراحة
على شظايا المرأة التاريخية
ذات هوية الموت هو الموت
حتى هذه اللحظة....
والاهتزازالبشع ..
المِضيُّ شراهةً وراء
الأُفق المُدَنَّس ..
لايزيدُ الكلمة سوى
التعرّي الوقح من وعدها
بالصمودِ أمامَ سيل الرغبة
الآتي من التصاعد المُستمر
للحلم البربري الراقص
حولَ النار الكاذبة ..
والإنصياعُ للزيف الأنيق
هو الغايةُ المُنعكس وجهها
القاسي على نصلِ السيف المتأَلّق
المغروس بابتسامة شيطانية
في أَعماقِ القلب الطاهر
الذي حُرِمَ من مشاهدةِ
ولادة انصهاره مع قانونِ
الصخرة المُنتصبةَ .. المُستعدّة
للإنقضاض بجمودها
على الحركةِ المُتبقية من عمرِ
فاكهة الهبوط التي لم يصلْها
الإندماج بعدْ ..
الطعنةُ تقسو على لحمي
ويزدادُ اجتياحها لي همجية
بازدياد وتيرة ابتسامتها ...
هي ضحكتها تقولُ لي :
" سأَطعُنكْ .. لا تحزنْ
وسأَقتُلكْ أيضاً لكي لا
يطول حزنكْ فيُصبح
همّاً صادقاً نقياً آخر"
المصيرُ الجريءُ .. رسول البصيرة
المحافظة على ذاتها ..
يحاول اقناعها بالتخلّي عن
خوفِها المُذلّ من الثورةِ
على قذارةِ ثوبها المتألّق وهماً..
ويسارعُ إلى تكريس التحدّي
لخلق مصير آخر يجاورُه
تراباً يسترُ عورته الفانية ..
ودفئاً يُهدي ذاته لدربِ المصير
المـتألمَّة من حقبةِ التجمد ..
تفترسُني الشفقة على الشمعة
التي ترتعش من :
ما الحاجة إليها
إذا قُطعت اليد الوحيدة
التي تعتنقها ؟
هي الضعيفة .. الواهنة .. المُغرية
الناشدة الجسد الناريْ
بقاءاً لها .......
آن "للان" أن يأخذها بعيداً
عن وميضة القاتل ....
ليُثبت ايمانه الذي يخوضُ
تسلّق العداله المزعومة ..
هو الصعود.... الشكل الأول للهبوط
وصاحب افتتاحية انتصار الغراب
على جميع الغصون البريئة
من تساقط أوراقها عنها
لكتابة المسيرة الحافلة
بالعداء الحافل مابين
الجسرِ المُنهار والهاوية الاصيلة ...
الجسدُ يأخذُ درساً جاداً
ربمّا تكون فرصته الأخيرة
كي لايقع مجدداً في فخّ
التهجئةِ الخاطئة لحروف النشوء....
ساعياً وراء انقاذ نفسه
من اللجوءِ إلى الدمِ المحترق
والشرارة القاسية ..
هو الذي تَعبَ من الاختباءِ
وراء السواتر المختنقة....
يدعوني إلى الجرأة
ورفع علم لذّة الألَمْ...
كفاني إذن صمتاً جباناً
لايقوي على مواجهة اسمكِ
المختفي في أعماقي..
الآن ...
أسعى إلى التواجدِ قُرب
جسدكِ المُر..
لأصرخ العبث بكِ
لعلّك تجمعين أشلائي ثوباً
يُغطي الجرح الواحد المُسَيطْر
على المساحات المتبقية من
أراضي براءتك ..
لتكنْ صرختي عنوان التمزّق..
لتكنْ عنوان العودة والصعود
عبْرَ أشدّ بوابات الموت خرافة...
قَتَلْتِني .. حتى اصرخ بك :
أيتها الحياة ...
أريد أن أكون أنساناَ
إنساناً
إنساناً....

الأسير باسم الخندقجي
عضو اللجنة المركزية لحزب الشعب الفلسطيني
سجن شطة المركزي
الحكم ثلاث مؤبدات








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مسؤول إيراني لرويترز: ما زلنا متفائلين لكن المعلومات الواردة


.. رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية يأمر بفتح تحقيق




.. مسؤول إيراني لرويترز: حياة الرئيس ووزير الخارجية في خطر بعد


.. وزير الداخلية الإيراني: طائرة الرئيس ابراهيم رئيسي تعرضت لهب




.. قراءة في رسالة المرشد الإيراني خامنئي للشعب حول حادث اختفاء