الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عندما تطلق الحرية

نزار عبدالله

2011 / 11 / 27
مواضيع وابحاث سياسية


مااقبح خنق الحرية في السابق، عندما كانت تتربع في العرش اقلية ظالمة فاسدة تمسك بزمام السلطة السياسية والاقتصادية في مجتمعاتنا في الشرق الاوسط، تحتكر الثروة وكافة الموارد العامة باسم الشعب وتدعي تمثيل مكوناته القومية والدينية (من العرب والكرد والمسلم والمسيحيين...الخ) فيما تسخر تلك الموارد خدمة لمصالحها ولتراكم رؤس اموالها وبناء قصورها الفارهة. كم كان بشعا بناء الجدران العازلة والعالية بين السلطة والشعب، ورسم حدود مصطنعة لحرية الفرد والمجتمع وتضييق الخناق على حرية الطبقات والشرائح الدنيا. ومااقبح دعم دول الغرب وامريكا لرموز القمع والاضطهاد، للامراء والملوك ورؤساء القبائل والعشائر في الشرق او منحهم أوسمه ملطخة بالدماء، وياعار للدول التي لم تتوان عن تقديم كل الدعم اللازم لهؤلاء ضاربة بعرض الحائط بكل المطالب والاعتراضات الجماهيرية الشعبية فيما تغض الطرف عن ممارساتهم القمعية وجرائمهم البشعة، انها وبغية ضمان مصالحها وتحقيق مطامح وجشع ونهم شركاتها العالمية العملاقة فتحت ابواب بنوكها على مصراعيها لرأسمالهم المنهوب والملطخ بالدماء، وتعاقدت معهم في عقود استثمارية نفظية وغازية مغرية، وقفت ضد الاعتراضات الشعبية المتصاعدة المطالبة بالحرية والحقوق المسلوبة وادارت ظهرها للمعركة التى كانت تدور رحاها بين الجماهير وبين تلك السلطات السياسية والاقتصادية الفاسدة..
تغيرت تلك المظاهر الان وبكل سرور، اذ انبثقت في الشرق الاوسط والبلدان العربية احدث واروع تجربة نضالية سياسية وجماهيرية معاصرة لنيل الحرية وحياة افضل، ودكت الجماهير فيها سلطة اقلية برجوازية فاسدة وطفيلية كانت تتمتع بدعم دولي، وسقطت بشكل دراماتيكي "جدار برلين" بين السلطة والشعب بلا رجعة، فيما تواجه مجتمعات هذه البلدان باسرها اكبر واعنف هزة سياسية واجتماعية، فالطبقات الحاكمة من رأسها الى اخمص قدميها والاقليات الفاسدة الطفيلية واعوانها الدوليين مرعوبة وقد اصيبت بصدمة لامثيل لها، فيما غدت ادعاءات ممن كانوا يزعمون بانهم ممثلي الشعب وتحت هذه الذريعة يتلاعبون بحياة ومصير الملايين من الناس فقاعة ليس الا.
تحققت الكثير من الانجازات فور تدخل الجماهير لمعترك الصراع بشكل فعلي، ولعل ابرز ماتحقق هو ازالة الحدود المرسومة السابقة بين السلطة والشعب وسقوط الاصنام والفراعنة والجبابرة والقياصرة واتساع رقعة الحريات الانسانية، فلاول مرة منذ عقود تتحقق للجماهير الشعبية الحرية في التعبير والتظاهر والتنظيم وفرصة بلورة مطالبها واللجوء الى طرق مدنية وحضارية جديدة لفرضها على السلطة، ولقد اصبح واضحا ان الجماهير حين تنعم بالحرية او تكتسبها فانها لاتتوان عن تقرير مصيرها ورسم حياتها بنفسها، ولن تقبل بذلك من اية جهة او طرف التحدث باسمها او ان يدعى تمثيله لها.
اما الاحزاب التقليدية فقد باتت في وضع لايحسد عليه، فطالما اعتبرت نفسها قوة معارضة حقيقية تمثل الجماهير- فنادت بشعار الحوار والتفاوض باسم المتظاهرين والجماهير (سواء في ميدان التحرير بمصر او في ساحة السراي بمدينة السليمانية او في ساحة التحرير في بغداد والاماكن الاخرى) الا ان الملاحظ بأن الجماهير لم تمنحها فرصة المناورة وركوب موجة الانتفاضات الجماهيرية الصاخبة وفوتت عليها بذلك فرصة التفاوض مع السلطات المتداعية و رموزها الكريهة، ان ذلك انما يدل و قبل كل شيء آخر بان الجماهير لن تقبل هضم حريتها وحقوقها، ولن تقبل من اي حزب او جهة تأطير حركتها وترسيم حدود مصطنعة لها، بل والاكثر من ذلك باتت هي التي تضع حدا لتلك الممارسات والتحركات.
ولعل من الضرورة التأكيد بان الزمن الذي كان يسعى فيه حزب معين او مجموعة من الاحزاب في ان يصبحوا محركين للجماهير ويجروها ورائهم كعربة قد ولى، فلقد انتهت الحقبة التي اعتبرت فيها غالبية الجماهير على انها فاقدة الوعي و كانت تبرر وتتكرر بالف سبل ووسيلة الحديث عن اهمية وضرورة وجود اقلية طليعية رائدة وشخصيات اسطورية تلعب الدور القيادي، اليوم فما ان تسنح الفرصة للجماهير لتعبر عن تطلعاتها بحرية وتتحرك بلا قيود، ويتوفر لها منبر اعلامي فاعل دون رقابة او قص، وتصبح شبكات الانترنت وخدماتها مثل الفيس بوك وغيرها من الخدمات في متناول اليد، فانها لاتحتاج الى وصاية، فهي تعرف وتعي ماتقول وماتطلب وتدرك "ماالعمل"ها.
ان الاحزاب والقوى السياسية ان ارادت في خضم هذه الاوضاع ان تعلب دورا في العملية التحررية عليها ان تتحرك وسط الجماهير والاجيال الصاعدة منها، وتزيل القيود التي فرضتها على نفسها باتجاه المشاركة والالتحاق بركب الانتفاضة الشعبية، وتتخلى نهائيا عن طبيعتها المحافظة وتنتقدها دون رحمة وبلا هوادة، والحيلولة دون ان تحول اطرها التنظيمية المرسومة الى جدران عازلة وحدودا لتحديد وتقييد حرية نشاطها وفعاليتها وان لاتجعل من هوياتها هوية للجماهير المعترضة والمنتفضة، اوان ن تعتبر نفسها محركا والبقية الباقية عربة او ناقلة للحركة، عليها ان تتخلى عن اطروحة التمثيل والعمل بجد واخلاص ونشاط لتحول الجماهير نفسها الى قوة ومصدر للقرار وان تمثل نفسها بنفسها..
اليوم وبسبب تلك القيود والجدران العازلة- المصطنعة الجبارة التي وضعتها السلطة والاحزاب المعارضة البرجوازية معا بغية تقييد حرية الفرد والمجتمع فان الجماهير المعترضة والمنتفضة وبخاصة شبانها التي يشكلون اكثر من نصف المجتمعات الراهنة متعطشة الى الحرية باوسع صورها وابعادها، من وجهة نظر تلك الحركة التحررية فان السلطة والاحزاب التي تديرها ماهي الا حدودا مرسومة وعائقا بوجه الحرية الانسانية، ولذلك نشهد ونرى بان الشعارات المرفوعة ابرزها تدعو "للسقوط" اي انها تستهدف السلطة بكل رموزها ومظاهرها، وتبغي قبل كل شيء اسقاط هذه الانظمة وهدم بنيانها وازالة الحدود المرسومة اكثر من الانشغال بطرح البدائل لها، ولان الحرية بكافة ابعادها ومظاهرها هي البديل بحد ذاته لذلك فان شعار "عاش" هي للحرية ذاتها لاغيرها، ومن يسأل عن البديل لهذه الاوضاع فان النضال الشعبي الجديد يلخص ذلك بكلمة واحدة "الحرية".
لاشك بان الاوضاع الراهنة ليست غريبة على الفكر التجديدي الماركسي واليساري المعاصر الا انها غريبة وبعيدة كل البعد عن واقع القوى السياسية التقليدية وبافكارها ونهجها السياسي وبنائها االتنظيمي، وهي تتعارض بشكل كبير مع آمال وتطلعات الشباب والجيل الناشيء، الجيل الذي استلم زمام المبادرة وحرك الساكن وهز الاوضاع الراكدة للشرق الاوسط باسره..
ان انخراط الشباب وبقوة في الاحتجاجات الراهنة وامساكهم بزمام المبادرة ليس مدعاة للغرابة، ان جيل الشباب الصاعد يحتاج اكثر من غيره للحرية والتمتع بالرفاه الانساني وغالبيته محروم منها، اما السياسيين المزيفين في السلطة والامراء الرأسماليين الجدد فانهم يتمتعون بكل الامتيازات الممنوحه لهم من قصور ضخمة ورواتب وامتيازات هائلة، لذلك فان الاوضاع المناهضة للعدالة والانقسامات الطبقية والاجتماعية السائدة واللممارسات البشعة للقوات الامنية كلها تشكل العامل والدافع لكي يتحرك جيل الشباب ويملء الشوارع للمطالبة بالتغيير والثورة وقلب الاوضاع القائمة وانهاء النظام المبني على العبودية واللانسانية.
ان تمرد وعصيان الشبيبة الذي نشهده حاليا في الشرق الاوسط يذكرنا بالاعتصامات والانتفاضات الشبابية التي حدثت في اوروبا سنة 1968 ومااعقبها، ففي شهر آيار من ذلك العام انطلقت شرارة الاحتجاجات الطلابية من جامعة السوربون والحي اللاتيني في باريس واصبحت نارا في الهشيم وهزت كيان اوروبا من الناحية السياسية والاقتصادية باسره، ولعبت دورا فاعلا ومؤثرا في توسيع رقعة الحريات واشتداد نضال الشبيبة ونضال الحركة العمالية والنسوية والشرائح المقهورة والمضطهدة. وفي حينها قام الطلاب والشبيبة بمساندة النقابات والاتحادات العمالية مطالبين بتوسيع الحدود المرسومة للحريات والوقوف ضد القمع الممارس من قبل قوات الشرطة وتدخلاتها الفظة، تحولت الجامعات الى منابر وساحات للحرية، واندمجت الحركة الشبابية المذكورة خلال فترة وجيزة مع حركة الطبقة العاملة الفرنسية والاوروبية ومنظماتها العمالية وتحولت الى جبهة تحررية سياسية واجتماعية مترامية.
لقد وجد اصحاب الشهادات العليا خريجي جامعة السوربون وغيرها من الجامعات والمعاهد مغلوبين على امرهم اذ لاحياة مرفهة مستقرة وعليهم الالتحاق بسوق العمل الجائر لبيع قوة عملهم وبالتالي لم يبق امامهم سوى التمرد والعصيان، واما اليوم فهو اسوء من البارحة بالنسبة لشباب الشرق الاوسط حيث تفشي البطالة وفي ظل سوق عمل جائر وانعدام ابسط الضمانات الاجتماعية، لم تعد غالبية هذه الشريحة الحاملة للشهادات العليا والتعليم العالي تلتحق بالطبقة المتوسطة في المجتمع وتستلم راتبا دسما يكفي لنيل حياة متوسطة مستقرة، فشهاداتهم لاتساوي فلسا وقوة عملهم لاتمتصه سوق العمل الرأسمالي الجائر، ولم يبقى امامهم سوى الرضوح لجبروت وتسلط الرأسمال على حياتهم والسعي في افضل الاحوال الى ايجاد رب عمل- ان وجد- ليشتري قوة عملهم، وفي حال نجاحهم في بيع بضاعتهم فان مايحصلون عليه من اجور ورواتب بالكاد تكفي لسد الرمق ولاتمت بصلة بالجهود المعرفية والتعليم ولا للشهاده العليا.
ففي ظل اوضاع كهذه فان الاغتراب الجماعي للشباب مع ذواتهم ومع الظروف المحيطة بهم ومع كل الهويات المُعَرفة يبدأ بالظهور، ليمهد بذلك كل اسباب الانفجار والتمرد والانقضاض، كما ان عدوى الاغتراب ينتشر ليشمل بدوره القوى التي اعتادت ان ترى نفسها محركا الجماهير بشعارات جاهزة وحركات مؤطرة، تعودت ان تكون احزابها ومنظماتها محركات تجر عربة الجماهير ورائها او تسخر معركة الشارع خدمة لمعركتها في صناديق الاقتراع. ولذلك نراها وفي اوج اغترابها لاتفهم اسباب وديناميكية الحركة الشبابية الجديدة ولم يبق لها سوى هز رؤسها.
وفيما يتعلق بقضية البدائل وماالذي يحل محل الساقط والمدمر فانها لاتشكل في الحقيقة موضع اهتمام آني للجيل الجديد، فما ان يدخل ويسيطر على الشارع ويحرك قواه فانه يزيل الحدود المرسومة ويغرد باقصى ماعنده من قوة للحرية، يدوس باقدامه قيم ورذائل النظام والسوق الرأسمالي، ويستهدف ملكية الاقلية بحد ذاتها ويطالب باعادة توزيع عادل للثروات والموارد. اما الشخصيات التي يُزعم بان تأريخ البلد يمكن قراءته في كف يديها فاننا نراها اليوم وقد تحولت الى مهرجين، اقاويلهم وخطاباتهم موضع السخرية والتنكيت! ياترى من منا لم ينفجر ضاحكا في غمرة تراجيديا الموت والدمار من المظهر المضحك- المبكي للقذافي ومبارك وزين العابدين بن على وعبدالله صالح والمالكي وميراني ومن لف لفهم..
وازاء الاوضاع الجديدة الراهنة فان الاقلية البرجوازية الحاكمة من الناحية السياسية والاقتصادية تحس بالاغتراب والعجز اكثر من غيرها، قسم منها (مثل القذافي واشباهه، على عبدالله صالح والمالكي واعوانه في العراق واقليم كردستان ....الخ) تفترس وتهاجم وتقمع بوحشية حركة الشباب والمنتفضين، فيما ان قسم آخر قد استسلم للامر الواقع وتخلت رموزها عن السلطة وزمرها منهمكة في ردم الصدع واعادة بناء ماتحطم من السلطة المتداعية واجهزتها القمعية والبوليسية واعادة رسم الحدود التي تقيد وتكبل حرية الطبقات والشرائح المظلومة والمضطهدة (تونس ومصر كنموذج) من جديد، وشلة اخرى تسابق الزمن بكل مااوتيت من قوة لسد الابواب امام الرياح والعواصف العاتية وتسعى الى احداث بعض التغييرات والاصلاحات الشكلية وتنفق عشرات المليارات من الدولارات بغية التحكم بالاوضاع المتداعية والتحكم بصمامات امانها (السعودية وسوريا والبحرين والاردن و...).
رغم مانراه من اختلافات معينة هنا وهناك وبين دولة واخرى فان هناك اجماعا خطيرا في اوساط الطبقات المستغِلة الحاكمة- التي تشكل اقلية في مجتمعاتنا- على سجن وتكبيل الحرية وسلبها من الشعوب المنتفضة وترميم ماهدم من السلطات التقليدية وارجاع الامتيازات القديمة. والعراق يقدم الدليل الساطع في هذا المجال، مجمل القوى البرجوازية الحاكمة فيه واوساطها ادانت اعلان "يوم الغضب" في 25 شباط، ان اعداء الامس الذين كانوا يفترسون بعضهم البعض ومئات الآلاف من العراقيين راحت ضحية صراعاتهم الطائفية والقومية البغيضة المرتكزة والمتمحورة حول الاستحواذ على السلطة والمال انتفضوا و وقفوا كرجل واحد ضد المتظاهرين، المرجعيات الشيعية والسنية كافة، علماء الدين، القساوسة ورجال الكنيسة، ديوان الوقف السني والشيعي والمسيحي و....الخ اقاموا الدنيا واقعدوه ضد المتظاهرين، طالبوا بتأجيلها لمدة 6 اشهر! تعالت كل الاصوات المحافظة وصاحت، وعندما لم تسعفهم سلطانهم في العالم العلوي الدنيوي لجأوا الى سلطة الله والسماء. وقد فشلوا في ذلك بكل وضوح ولم تستطع السلطة والله من وقف مد الغضب الشبابي والجماهيري او وضع العصي في عجلته..
والسؤال الذي يطرح نفسه بقوة هو: ماهي نتائج تلك الانتفاضات والاحتجاجات الشعبية؟ يبدو بانه من السابق لاوانه التكهن بمستقبلها في ظل اوضاع اقل مايقال عنها انها بالغة التعقيد والخطورة. ولكن يبدو لي بان التطور المتصاعد للاوضاع المارة الذكر هو بداية ذوبان الجبال الجليدية في العصر الجليدي الشرق الاوسطي، بداية لسلسلة من الزلازل السياسية والاجتماعية الكبرى في العالم والنظام الرأسمالي باسره، لقد قدم الشرق- على نقيض فوبيا وتصورات المستشرقين الغربين الذين لازالوا ينظرون اليه بمثابة كانون الرجعية والجهل والتطرف الاسلامي- اروع واحدث نموذج انساني للنضال الجماهيري المعاصر، ويملك ويزخر بقوى وطاقات ظاهرة وباطنية جبارة من اجل معركة الحرية والعصيان وهدم الانظمة القديمة المتداعية والمهترئة..
ولان النضال المذكور في جوهره هو لنيل الحرية عليه فان مجمل القوى المحافظة (القوى الدينية والقوى السياسية والاجتماعية الاخرى) نراها مغلوبة على امرها وبات من الصعب عليها التحكم بمساره، انها تلعب في ساحة غريبة عليها، بالامس كانت تستقوي وتتغذى من الصراعات المذهبية والقومية اما اليوم فانها تحس بالاغتراب وعاجزة بالمرة في الميادين التي يناضل فيها جنبا الى جنب المسلم والمسيحي والقبطي والاشوري والسني والشيعي والكردي والعربي...الخ بغية الحرية والعدالة ومناهضة السلطات الحاكمة، فان حدث يوم غد نزاعات معينة بين تلك الاطياف وحول تلك المسميات فانها لاتمت بصلة بالجماهير بل هي ناجمة عن مؤامرات الجبهة المعادية لها.
ان سلطة الاقليات الحاكمة في نهاية المطاف- السلطة الفوقية المتعالية على الجماهير التي تحافظ على اركانها بقوة القمع والردع واضحت رمزا للاختناق وتكبيل حرية الفرد والمجتمع وحرية الطبقات والشرائح السفلية- لن تبق كما في السابق، سماتها وخصوصياتها السابقة ذهبت بلا رجعة، يستحيل الاحتفاظ بالحدود المرسومة القديمة لتكبيل الحرية ووقف انجرافها، ان رموزالسلطة مجبرين بقوة على النزول من برجهم العاجي والتخلي عن الجدران والحواجز العالية التي كانت تفصل بينهم وبين الجماهير، مجبرين على تقريب الهوة- التي وجدت منذ الازل بين الحكام والمحكومين وتحولت في الشرق الى جدار صيني- بينها وبين شعوبها، عليها وبغية الاحتفاظ باركان سلطتها القديمة المتداعية اجراء بعض الاصلاحات او عبور طريق تحديثها واعادة تجديدها وبنائها على اسس مدنية وديمقراطية حديثة..
----------------------------
* نشر المقال لاول مرة في نهاية شهر شباط 2011 في جريدة "المواطن" الصادرة باللغة الكردية وكذلك في المواقع الالكترونية الكردية الاخرى.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تحياتي رفيق نزار
عبد الحسن حسين يوسف ( 2011 / 11 / 28 - 19:31 )
رفيقي العزيز 0شكرا علي هذا التحليل الرائع لواقع هذه الانضمه المتهرئه والتى سحبت معها الى المستنقع كل الاحزاب اليساريه التقليديه التى فاتها القطار وبقيت تجتر بماصيها عسى ان يقربها من الجماهير التى تجاوزتهاوتركتها تلهث وهى جاثمه في مكانها لا تستطيع حتى الحركه00تحياتى يا رفيقي العزيزلك ولكل الرفاق0


2 - اشد على يديك
سعد محمد حسن ( 2011 / 11 / 29 - 12:19 )
الرفيق العزيز مزار
اشد على يديك لمقالك الرائع انه التشخيص الدقيق لما يجري الان

مرة اخرى تحياتي
























































































































3 - الحر ية وحدها لاتكفي
فؤاد محمد ( 2011 / 12 / 1 - 08:13 )
الرفيق العزيز نزار تحية
تحليل ماركسي مبدع لاكن للاسف ينقصة الدعوة للثورة وبرنامجها
كان هناك برنامج بين السطور كومونيوا الملامح لاكنك الم تصرح به ولمحت اليه من خلال ثورة الطلاب في اوربا
كما ان تشرذم اليسار مكن القوى الرجعيه والسلفية والعميله من سرقة الحريه لصالحم وخداع الجماهير بلنتخابات المزوره
جهد رائع وشجاع اهنئك
اعانقكم

اخر الافلام

.. بين أنستغرام والواقع.. هل براغ التشيكية باهرة الجمال حقا؟ |


.. ارتفاع حصيلة القتلى في قطاع غزة إلى 34388 منذ بدء الحرب




.. الحوثيون يهددون باستهداف كل المصالح الأميركية في المنطقة


.. انطلاق الاجتماع التشاوري العربي في الرياض لبحث تطورات حرب غز




.. مسيرة بالعاصمة اليونانية تضامنا مع غزة ودعما للطلبة في الجام