الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاختفاء الغريب لخنفساء كروسنر...خرافة علمية

فريد يحي

2011 / 11 / 28
الادب والفن


لقد تجاوزت الشارع الذي يوجد به بيتي،فبينما كنت أضع إحدى يداي على مقود السيارة،كانت الأخرى تتحسس منابت الشعر في ذقني،وظلت الخواطر تتزاحم في عقلي ،تأبى أن تتحول إلي أفكار،فموضوع محاضرة فسيولوجيا الحشرات ، مازالت تشغل بالي....أدرت السيارة وسط سخط السائقين الآخرين، الذين عبروا عن امتعاضهم لي، بواسطة الإصرار على مواصلة التزمير...لا أدري لمن كل هذا الاحتفال...لي أنا ...لا أبالي.

غادرت السيارة بعد أن أوقفتها هذه المرة أمام المنزل، ولم أنسى أن أنزل معي مجلة" أنول ريفيو" التي استعرتها من المكتبة، لأكمل قرأتها، فلقد شدني البحث الذي أجره " ويليام.اي.كونر"على الخنفساء المرقطة" Diabrotica undecimpunctata howardi".
دخلت مكتبي ولم التفت لأحد، رميت كل ما كان بيدي على طاولة المكتب، جلست مباشرة على الكرسي، كي أوصل القراءة.

في ربيع العام 1927 جلبت بعثة مختصة بعلم الحشرات ،لحوض نهر الأمازون، عينات من الحشرات لم تكن معروفة في هذه المنطقة سابقا ، والتي وجدت بأعداد كبيرة على طول ضفاف النهر بالقرب من مصدر هذا النهر. وقد انتاب الخبراء الحيرة، لتفسير كيفية وجود الحشرة بكميات كبيرة على هذا القبيل، في حين لم يسبق الإبلاغ عنها أو تحديدها.

كان على اعلى درع الخنفساء التي سميت باسم قائد الفريق العلمي ، السير ادموند كروسنر ، عديد من الألوان ... هذه الالوان جعلت منها ،مخلوقة جميلة ،لها درع يشبه أم اللؤلؤ في قراره...سقوط ضوء الشمس على"درعها" ،يجعل هذا الضوء ينعكس رغما عنه كظلال خفية على بعض الأحجار الكريمة.

هذه الخنافس كانت ذات أهمية خاصة لعلماء حشرات العصر، فهم يراقبون عمليتها، بسبب كونها فريدة من نوعها في عملية البحث عن الطعام.

أحدى الحشرات، والتي عادة ما تكون ألأكبر والأقوى في المجموعة، تأخذ زمام المبادرة وتصبح مسئولة عن تحديد مكان الطعام.

لكي تكون قادرة على تناول الطعام أثناء السفر فأن الحشرات قد تطورت فيزيولوجيا،على مستوى الفرد ؛ فقد كانت قرون الاستشعار لكل خنفساء ، متصلة وملتحمة مع الأرجل الخلفية للخنفساء من ناحية الإمام. بهذه الطريقة، فأن الحشرات الفردية، لا تحتاج لترى طريقها...بينما هي تركز على تناول الطعام.

طوابير طويلة من الحشرات، الباحثة عن المؤن تسير عبر الغابة بطريقة استكشاف إلهامية: " كما لو كان عقدا من الماس، يتحرك خلال الغابة...يمسكون أشعة الشمس التي تحدد طريقهم عبر المظلة الناشئة من أشجار الغابة...في الأغلب هذه المجموعة المذهلة تتحرك حركة لذيذة في صفوف عديدة، كل صف فيها يبلغ مئات من الأمتار، مشكلة سلاسل غير معروفة، تصل إلى كيلومتر ونصف أحيانا.

ثم فجأة... غابت، في الوقت الذي قامت فيه البعثات 30،29 بتقديم بلاغ ،يقول بأن مستعمرة كبيرة من خنافس كروسنر تتجول في موكب طويل على ضفاف نهر الأمازون،لقد كانت مفاجأة لمجموعة علماء 1931 ،عندما اكتشفوا... أن هذه الحشرات،من الاستحالة أن تكون موجودة.

اكتشف "اكسوسكليتال"بأنه لا تزال هناك بقايا ،شارحا "ماذا" حدث للخنافس،ولكن ليس "لماذا". دروعها شكلت دائرة ضخمة، بلغ قطرها أكثر من كيلومتر ، خلال الغابة على طول مسارات وصلت الي عدة كيلومترات، إلى الغرب من النهر.

الأوساط العلمية كانت في حيرة من أمرها، في الوقت الذي تم فيه فحص نظريات مختلفة...وأهملت ،هذا السقوط أدى ببعض علماء الحشرات أمثال "ايفورباندير-دوندت" لاستنتاج نظرية مع الأسف،تبقى هي المقبولة الآن ...عموما، في حساب زوال خنافس كروسنر.

" لاحظ دوندت" من خلال مراقبته للخنفساء في السنوات السابقة ،إنها تستخدم الصفوف لغرض إيجاد الطعام،وان هذه الصفوف، قد أصبحت أقل عددا ،في حين أنها كانت أطول بكثير. نتيجة أن الخنفساء القائدة في الصف الواحد، متقدمة في نهاية الوحدة للصف الأخر، ومنضمة فيه. لينتج في نهاية المطاف ،مجاميع من خنافس فولايم،التي أصبحت منضمة معا في صف واحد، لمسافة هائلة. ربما يمكن هذا الوضع أن يستمر لبعض الوقت إلا أنه ومن قبيل الصدفة البحتة ، اتصلت الخنفساء القائدة مع نهاية ذيل صفها لتنضم غريزيا فيه.

باندير-دوندت تكهن،بأنه بعد دائرتين أو ثلاث دوائر من نفس المنطقة،فان كل الطعام المتوفر...قد يستنفد، وأن هناك إمكانية على الأرجح بان تتحرك دائرة الخنافس، بسرعة كبيرة من أجل البحث عن الطعام...عندها ستلقى الأعضاء الضعيفة في الصف الواحد حتفها، نتيجة الجوع.

للأسف، فأن الحشرات الميتة، تستطيع أن تحافظ على صلتها، في الصدارة والمؤخرة، كي تظل السلسلة متصلة.في حين إن الخنافس الميتة، يمكن أن تحمل على طول الصف، إلي نقطة معينة، ولكن هذا الأمر لا يمكن أن يستمر إلى أجل غير مسمى.حركة على شكل رقم 5.

في النهاية يجبر الصف على الوقوف أرضا،و بينما المكان...مغلق عليها ، تخوض في سلسلة بلا حراك. لتجوع الخنافس المتبقية حتى الموت.

كان باندير-دوندت،يقول على نطاق واسع،"يحزنني كثيرا عندما أفكر ،لو أن خنفساء واحدة،خططت لتهرب وتكسر السلسلة،فأنه كان بإمكان الجموع الموجودة في الداخل،أن يتم إنقاذها من الانقراض.

...ألن تريد أن تستيقظ، لتأكل، فأنت منذ البارحة لم تأكل شيء، أفقت على هذا الحديث، لأزيح المجلة جانبا بعد أن استرخت على صدري...وأذهب إلي تناول الطعام، وأنا في غاية السرور،لقد جاءت الفكرة....

أحذر... من أن تكون خنفساء كروسنر ،إياك أن تخطئ بالنشاط لغرض الانجاز.، وأن تذهب إلي مكان، هو بالأصل غير ضروري، وإذا ما صادف أن ذهبت إلي المكان غير الضروري، فأعلم إن الجري... لن يبلغك مقصدك بسرعة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما حقيقة اعتماد اللغة العربية في السنغال كلغة رسمية؟ ترندينغ


.. عدت سنة على رحيله.. -مصطفى درويش- الفنان ابن البلد الجدع




.. فدوى مواهب: المخرجة المصرية المعتزلة تثير الجدل بدرس عن الشي


.. الأسطى عزيز عجينة المخرج العبقري????




.. الفنانة الجميلة رانيا يوسف في لقاء حصري مع #ON_Set وأسرار لأ