الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ارادة الشباب.. هي ذاتها ارادة الوطن

احمد البغدادي

2011 / 11 / 28
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


على مدى التاريخ كان الشباب الجزء الاكثر اهمية في اي عملية للتغيير، وحتى التغيير ذاته، لا يتعدى عن كونه عامل مساعد للتمهيد للحياة الجديدة التي يبنيها الجيل الشاب الناشئ، والتي ستؤثر في حياة المجتمع والعالم وفي كل المياديين، فالشباب وخصوصاً الطلبة مهم هم الفئة الاكثر وعياً في المجتمع، وبذلك هم الشريحة التي تتكون كمحرك اساسي في التغيير، وهذا بالطبع يكون بالتشارك مع كل الفئات الاجتماعية والشرائح التقدمية التي تدفع بأتجاه المستقبل المزدهر.
في الدكتاتورية كان كل شيء غاية في السوء، (النظام - المجتمع - الفكر - الوضع....الخ) والشباب كانوا الفئة الاكثر تضرراً، فهم يساقون كما يشتهي "قائد الضرورة" ومطامعه، من حرب الى حرب، ويسمون مر العذاب في جوع وحصار، دون ان يكترث ذلك النظام البغيض بأي رأي من اراء هذه الشريحة، واذا ما اشتكى احدهم من سوء الوضع او حاول التعبير عن رأيه بمختلف القضايا، سيكون مصيره الموت المحتم، ضمن اطار شعار "نفذ ولا تناقش" او ما شابه ذلك، فكله يصب في تغييب الاخر واقصائه، حتى في تقرير مصيره، ثم جاء التغيير والديمقراطية، وعشنا تلك الاحلام الوردية بحياة افضل، التي يتشارك في بنائها الجميع، والتي يكون للشباب فيها دور كبير في صنع القرار، ورسم معالم الواقع الذي يعيشوه، والذي سيخدمهم وبلدهم بما يرونه افضل، لكن ومن الامور التي تثير في ذاتي الحيرة والاستغراب، تصريحات "الفوق المتنفذون" النارية، وهم يغردون بها كل يوم على الشاشات وفي الصحف، وبالطبع لوحات الاعلانات المنتشرة في جامعاتنا ونوادينا الرياضية وغيرها من الاماكن، كأنه النص المقدس الصادر عنهم هم منظروا الامراض الكبرى في العملية السياسية وهم يقولون بكل بساطة وطيب خاطر و"انتهازية" :
لا تعبثوا بالسياسة..لا تتدخلوا في تنظيم وبناء المجتمع الذي تعيشوه..انتم طلبة وشباب فقط ولا غير..!

الغريب اكثر، انهم يحاولون خداع الشبيبة بألاعيبهم، بتشكيل برمانات للشباب وربما مستقبلاً برلمانات للطلبة، لكي يوهمونا، ان للشباب دور مؤثر، لكني اتسائل عن اي برلمانات تأتي بأليات غير ديمقراطية، وتستنسخ ذات مشاكل العملية السياسية الام في المحاصصة والصراعات التي لا تنتهي، وعن اي دور مؤثر لبرلمانات ليس لها ادنى صلاحيات او قوة مؤثرة؟! .. محض حبر على ورق، وكارزما من الاوهام المخصصة لخداع الشباب، والتي لن تنجح ابداً بخداع "ذبابة" فكيف لها ان تخدع الشباب؟!
ما قام به الشباب بداية العام من قيادة وتوجيه لنسيم الربيع والتغيير، ذلك الذي اصلح انظمة واسقطت دكتاتوريات، اثبتوا انهم من القوى المؤثرة في الواقع، وهم رغم كل الاستخفاف التي كانت تحمله هذه الانظمة تجاههم قادرون على تغييرالواقع بما ينسجم وتطلعاتهم للغد الذي يريدوه، لذلك لن يكون هذا التهميش سوى تأخير في الوقت وفي حتمية مشاركة الشباب في صنع القرار، لكن أنا اسأل رجال السياسية ممن لهم مواقع مرموقه في قيادة البلد، والذين كانوا يوما من الايام شباباً ومعارضة لذلك النظام الدكتاتوري وما سبقه من انظمة، بأسئلة غاية في البساطة، عسى ان اعثر على اجابة عليها منهم، الم يحلموا في شبابهم بغد افضل؟ الم يتخذون من السياسة طريقاً لتحقيق هذه الغاية التي تسكن اعماقهم؟ وعن اي الاماكن التي كانت تحتضن نشاطاتهم السياسية والمهنية في اول حياتهم؟ واخيراً.. هل لهم الحق في حرمان الجيل الشاب الناشئ من حق كانوا يمارسوه في حياتهم؟! هذه اسئلة سأكون ممتناً من احدهم ان يكون شجاعاً ويجيب عليها بصراحة، ولكن....؟!
في النهاية وقبل ان اختم مقالي هذا، اود ان اوجه كلامي للشباب واقول لهم، نعم لكم الحق في الاشتراك في اتخاذ كل القرارات، وعلى كل الاصعدة، المهنية منها كالسياسية والاجتماعية والاقتصادية، وبعد حملة "يلا شباب" والحركة الاحتجاجية في ساحة التحرير وباقي الساحات، اثبتم انكم عنصر مهم في المجتمع، فهيا وهلموا من اجل حقوقكم في تقرير المستقبل الذي تنشدوه، كما واشير بلا تعالي ولا رياء "للفوق المتنفذون" بالقول ان ارادة الشباب هي ذاتها ارادة الوطن، ومن يقف ضدها بالتأكيد سيقف ضد حتمية التاريخ، وسيتنهي به الامر كما انتهى بالعديد ممن سكنوا مروجهم العاجية "فوق" والنهاية كانت حفر الجرذان..!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الداعية الأزهري رمضان عبد المعز: ابن تيمية جاء في ظروف قاسية


.. إسرائيل تدرس نقل السلطة في غزة إلى هيئة غير مرتبطة بحماس|#غر




.. القوات الإسرائيلية تدخل جباليا وتحضيرات لمعركة رفح|#غرفة_الأ


.. اتهامات جديدة لإسرائيل في جلسة محكمة العدل الدولية بلاهاي




.. شاهد| قصف إسرائيلي متواصل يستهدف مناطق عدة في مخيم جباليا