الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


-حقوق الانسان -

شمسان دبوان سعيد

2011 / 11 / 29
حقوق الانسان


الانسان كائن حي ميزه الله على سائر المخلوقات بالعقل والمنطق وحرية الاختيار ومعرفة الحق من الباطل . فاذا افتقد هذا الكائن الى العقل والانسانية فلا حقوق له ولا واجبات ولا اهمية لأنه خرج عن المفهوم الانساني واصبحت قيمته لا شيء . يختلف كل انسان عن اخر بقيمته التي ينشدها في الحياة فمنهم من يرى ان قيمته كانسان تتحقق في قيمته الاجتماعية داخل مجتمعه وان قيمته الكاملة تتحقق في العيش الرغيد و الترف والغناء وتحقيق العيش الرغيد ..... الخ . ومنهم من ينشد في قيمته الانسانية الشخصية الناجحة والتعامل الانساني القائم على احترام الاخرين وصون كرامتهم والحفاظ على حقوقهم . اذن من حق كل انسان ان يمتلك ادنى حقوق الانسانية وان يعيش كبشر . لكن المصيبة ان تبقى حقوق الانسان مرهونة بيد الاقوياء والاثرياء وان تصبح منح هذه الحقوق مرهونة في استعباد الاخرين والخضوع لهم كعبيد . والمصيبة الاعظم ان يسكت الانسان عن حقه ويفوض الاخر في الدفاع عنها والتفاوض بشأنها . حقوق الانسان لابد ان يتم انتشالها من ركام الجهل والتخلف الذي انقض عليه واصبح مغمى عليه وطمس كل معالمه الانسانية تحت مسمى حقوق الانسان .
ظل الانسان العربي مستعبدا محروما من ادنى حقوقه الانسانية والبشرية لعشرات السنين ثم يفيق على ربيع عربي سمي " ثورة " . ففي اليمن على سبيل المثال ، ظل الشعب اليمني يمر بفترات مختلفة بين استعمار اجنبي و حكم ملكي ثم استعمار وحكم محلي على حد سواء . اعلنها ثورة في وجه الاستعمار سعيا وراء نيل حقوقه المشروعة وانتزاعها من يد المستعمر الغاشم ليفيق على حكم ملكي تقاسم كل ثرواته وكد يده ليعلنها ثورة ضد الامامية والرجعية والتخلف .... الخ وسميت ثورة لكنها لم تعيد للمواطن اليمني كرامته وانسانيته حتى من الله على ارض اليمن برجل اعاد للإنسان كرامته وعزته ومنحه كافة حقوقه في غضون سنتين . حينها تربع عل العرش احد الطغاة والمستبدين الذي جعل الشعب اليمني يتمنى يوما ما ان يعود الى حضن المستعمر الغاشم لينعم بدفء الانسانية والحنان . حتى وصل الامر الى التفاوض والحوار في منح حقوق الاخرين ومنح كل من قام بسلب حقوقهم على مدى سنين حصانات من أي ملاحقة قانونية في حال تحققت العدالة ،،،، منحت هذه الحصانة من منظمات تسمى " منظمات حقوق الانسان " .
في ليبيا انتفضت منظمات ما يسمى بحقوق الانسان وتدخلت في الشأن الليبي منذ الاسبوع الاول من انتفاضته تحت مسمى " الدفاع عن حقوق الانسان " وكانت الحصيلة فقدان الالاف من ابناء الشعب الليبي في فترة وجيزة . ولا ننسى ان شاركت دول عربية شقيقة في قتل الشعب الليبي لا لانتزاع حقوقه من الظالم ولكن مجرد عداء شخصي فقط . وهو الامر الذي لم نراه في سوريا التي لم تمتلك الحصة الليبية من البترول . اما في البحرين فالأمور طبيعية على ما يرام ولا يوجد أي ازمة في حقوق المواطن البحريني ولم نسمع أي استنكار لأي منظمة حقوقية في العالم نددت بقمع حرية شعب البحرين في التعبير عن رايه وخاصة بعد وصول قوات درع الجزيرة لحماية حقوق الانسان ؟؟ كذلك الحال في فلسطين المنكوبة منذ سنين .
وهذا يطرح تساؤل عن مهام منظمات حقوق الانسان في العالم . هل هذه المنظمات تعني بالدفاع عن حقوق الانسان ؟ اذن من المسؤول في الدفاع عن حقوق الاطفال في فلسطين والعراق واليمن وسوريا وليبيا . هل سمعتم يوما ما ان هذه المنظمات اقامت دعاوي قضائية ضد النظام الامريكي الذي قتل واغتصب وشرد الالاف من ابناء الشعب العراقي والشعب الافغاني ؟ هل اقامت دعوى قضائية ضد الكيان الاسرائيلي المحتل والغاصب الذي قتل واغتصب وشرد الالاف من ابناء الشعب الفلسطيني ؟ هل اقيمت دعوى قضائية ضد السفاح صالح في اليمن او بشار في سوريا جراء ما اقترفوه من جرائم القتل والتعذيب في الشعب اليمني والسوري ؟ .
تتمثل مهام منظمات حقوق الانسان في وقف المساعدات عن الدول التي تبيح ختان الاناث وزواج الصغيرات وعدم اباحة الاختلاط بين الرجال والنساء ، عدم اعطاء الحرية التامة للمرأة ، وحرمانها من الحجاب والاحتشام ، وبعبارة اخرى الدول التي تحاول الاحتفاظ بهويتها الاصيلة والحفاظ عليها . فما دخل ختان الاناث بتلك الحقوق العامة؟ وما دخل زواج الصغيرات او المراهقات بتلك الحقوق ؟ وما دخل الاختلاط بحقوق الانسان ؟ . ان الهدف الرئيسي لتلك المنظمات هو العمل على ضياع الهوية الوطنية العربية والاسلامية فقط لا اكثر . فهل العمل على ضياع الفرد لهويته الاصيلة حق من حقوقه ؟ والى ماذا يتحول الانسان عندما يتخلى عن هويته ؟ .الوقت الراهن و الايام القادمة هي من ستجيب عن المهام الاساسية والرئيسية لمنظمات حقوق الانسان في الوطن العربي .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أردنيون يتظاهرون وسط العاصمة عمان ضد الحرب الإسرائيلية على ق


.. كيف يمكن وصف الوضع الإنساني في غزة؟




.. الصحة العالمية: المجاعة تطارد الملايين في السودان وسط قتال ع


.. الموظفون الحكوميون يتظاهرون في بيرو ضد رئيس البلاد




.. مؤيدو ترامب يطالبون بإعدام القاضي وبحرب أهلية