الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإنساني ومعضلة الآخر:كيف نتفلسف داخل المدار الإنساني؟

الناصر عبد اللاوي

2011 / 11 / 29
كتابات ساخرة


الإنساني ومعضلة الآخر:كيف نتفلسف داخل المدار الإنساني؟
بقلم الناصر عبداللاوي-تونس(كاتب فلسفي)
إن مسألة الإنساني تتعلق بجملة من الأسئلة تحوم حول كل من أراد تقصي المعرفة والسعي لرصد الحقيقة.ولعل من الإشكاليات التي تراود مشاغلنا وهمنا الفلسفي. ماالذي دفع المفكرين والفلاسفة وطلبة العلم أن يجعلوا من الإنسان مدار بحثهم .؟مالذي يجعل التفكير في الإنسان مطلبا فلسفي بامتياز؟ فإذا ماكان سؤال ما الإنسان؟ متعدد الأبعاد نظرا لاتساع السؤال حول المعنى والحقيقة ,فماهي الدلالات التي يمكن أن تحمل على مفهوم الإنسان؟ماهي الإمكانيات الفلسفية التي يمكن أن نحصل عليها في تقصينا لسؤال ما لإنسان في كل مشاغلنا وإهتماماتنا الوجودية منظورا إليها من جهة التجربة الإنسانية الحياتية والواقعية ,ومالذي يحدثه فينا اليومي من كسر العادة والروتين التي من شانها أن تسيرنا كالانعام أو الألة الموجهة دون ان نختار بأنفسنا مالذي نريد أو لانريد؟ إذا كان سؤال حول مدار الإنسان قديم في التناول الفلسفي فمالذي شرع العودة إلى الإلتقاء معه من جديد ألا يمكن أن يكون مضيعة للوقت وسقوط في تكرار أنفسنا من جديد ,ألا يكون الأجدر بنا أن نكتفي بتجارب الاخرين ونسحبها على حاضرنا؟ فكيف يكون بحثنا حول الإنسان معاصرا لنا ؟ بين راهنيته ومدى تناسبه مع مشاغل إهتماماتنا ومستلزماتنا التقنية والتكنولوجية.
نسعى لمعالجة هذا الإشكال الفلسفي من الأسئلة الحارقة التي يطرحها أنطونيو غرامشي "...ماذا يمكن أن يصير الإنسان؟أي هل يستطيع الإنسان ان يسيطر على مصيره الخاص؟ هل يستطيع أن" يصنع "وأن يخلق حياته؟
أين يمكن تنزيل قول الكاتب في ضوء كشف ملابسات سؤال ماالإنسان؟ وتقديم تصور من شأنه أن يساعدنا على فك هذا اللغز الذي حير الإنسانية منذ القدم؟
2 ملامح الحقل الإشكالي :
سؤال" ما الإنسان"؟ إقترن أولا بالتصور القديم والكلاسيكي ,بداية من أفلاطون ووصولا إلى كانط :ماهي الإمكانيات الفلسفية التي يمكن ترجمتها من خلال معاشرة الفلاسفة لسؤال ما الإنسان؟ -في مستوى الدلالة والفهم والإشكال .بمعنى هل أن هذه التعريفات التي تحوم حول مدار سؤال الماهية واحدة أم متكترة,متوحدة أم مختلفة,هل يمكن أن يستجيب سؤال ما الإنسان؟ في مجاله التأسيسي بأعتباره يمثل المبدأ والعلة والهوية والأس الذي يكون فيه الإنسان البراديغم الذي تحوم حوله كل التأويلات الفلسفية الممكنة. والسؤال الذي يستحضرنا هل أن كل هذه التعريفات لم يعد لها مقاما في فهمنا لأنفسنا مادام قد تناولها الفلاسفة السابقين وقد أكتشفوا آليات اشتغالها في كل المجالات الممكنة ؟
*الوحدة والكثرة: يطرح مشكلا حقيقيا يتعلق أساسا بمنهج المقاربة لمفهومين متنافرين :
البينية التي تعنى منطيقيا بالفصل والوصل معا ,أما فلسفيا فتتمثل في التقابل الميتافيزيقي بين الوحدة والكثرة ,وهي كذلك تجسد أن الإنساني ميدان يتشكل في أفق "الوحدة والكثرة"والبينية ترفعنا إلى رتبة المقام التأويلي الذي من شأنه أن ندرك ذواتنا .ونريد أن نبين أن مشكل الإنساني ليس مقصدا أفلاطونيا ولا كانطيا فحسب وإنما هو موقف" ما بعد ميتافيزيقي"أصلا
-إذ تم نقل السؤال الميتافيزيقي "ماهو "الإنسان؟" الذي يغلب عليه المنطق الماهوي المشوب بالوحدة على السؤال التاريخي "من؟"يكون الكائن الإنساني حيث يتجسد منطق الكثرة لأول مرة في معنى كينونة هذا الإ إن البحث في ما هو إنساني يعود بنا إلى سؤال ماهو ثقافي وحضاري على اعتبار أن الثقافي هو مايشكل جوهر الإنسان ويرصد حقيقة وجوده وهي السمة التي ترتقي به فوق المنزلة الحيوانية والحتمية البيولوجية ..
الفرضية التاريخية لبلورة المشكل:إن فهم الفلاسفة للإنساني قد مر بمرحلتين في تقديرنا : أولا التعريف الذي حدد الإنسان "الحيوان القادر على الكلام " وهو يمثل حدثا فلسفيا حينها (القرن الرابع قبل الميلاد وصولا إلى نهاية القرن الثامن عشر) وقد طرح كانط السؤال الشهير "ما الإنسان؟" بأعتباره تدشين رزنامة جديدة تعنى بالمبحث الإنساني الذي من خلالها مهد لولادة "علم الإنسان " بلغة ميشال فوكو وهذا القرار الفلسفي الكانطي قد ورد في جملة من أعماله الفلسفية (رسالة بتاريخ ماي 1793 ثم في دروس المنطق سنة1800)
*ماهي الإمكانيات الفلسفية التي يمكن بلورتها بعد رصدنا لملامح الحقل الإشكالي الذي تنزل في درس"الإنساني بين الوحدة والكثرة" وهذا ما يدفعنا إلى رصد خطة المعالجة التي تستوجب تذليل كل صعوبة من الإمكانيات الفلسفية التي تكتنف كل مستوى من مستويات تخريج هذا الفضاء الاشكالي:
هل أن مفهوم الإنسان هو ادّعاء منهجي لم تستطيع الفلسفة الكلاسيكية أن تفي به إلى حد الآن , ومن ثم يجدر بنا نقل المشكل من مستوى سؤال الميتافيزيقين –الباحثين في ماهية الموجودات "ماهو الإنسان"إلى سؤال المؤرخين –لوضعية النوع الإنساني "من هو الإنسان؟" والسؤال الذي يطرح في علاقة بهذا الإشكال المركزي:كيف نفهم هذه المقاربة الإنساني بين الوحدة والكثرة ؟ ألا يدفعنا هذا إلى الخروج من تخوم الماهو التأسيسي المشترط للأفق الأنطولوجي والذي يجد صلابته في المنحى الميتافيزيقي,كانت غايته العلياإرساء "علم الإنسان" على مقاربة أخرى تكون أكثر راهنية وارتباطا بملامح الإنسان المعاصر وإلى طبيعة خصائص الظاهرة الإنسانية المتطورة .ولعل السؤال الذي يكون اكثر رحابة وتلاؤما في فهمنا لأنفسنا بأعتبارنا كائنات معاصرة ومنفتحة على الآخر هو ما الإنساني؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صباح العربية | الفنان السعودي سعود أحمد يكشف سر حبه للراحل ط


.. فيلم تسجيلي عن مجمع هاير مصر للصناعات الإلكترونية




.. جبهة الخلاص الوطني تصف الانتخابات الرئاسية بالمسرحية في تونس


.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل




.. أفلام رسوم متحركة للأطفال بمخيمات النزوح في قطاع غزة