الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سأقطع يدي لو قطع النظام الايراني علاقاته مع بريطانيا!

خليل الفائزي

2011 / 11 / 29
السياسة والعلاقات الدولية


هدد النظام الإيرانية عبر مجالسه ومراكزه وحناجر معظم المسئولين انه سيقطع العلاقات بكافة أنواعها السياسية والدبلوماسية والتجارية مع بريطانيا وحدد البرلمان الإيراني مهلة أسبوعين لقطع العلاقات مع بريطانيا و طرد سفيرها فورا! بسبب تأييد الأخيرة لفرض عقوبات على النظام الإيراني لانه يرفض إيقاف نشاطه النووي و متهما أيضا بالتخطيط لاغتيال السفير السعودي في واشنطن (وفقا للرواية الأمريكية) وانتهاك النظام الإيراني لحقوق الإنسان.
من المؤسف جدا ان بعض ذوي الأفكار المتحجرة او المطبلين لكل من يجلس على كرسي الرئاسة و يصفوه بالملك العظيم اذا عيّن ملكا و بالقائد المفدى اذا كان شخصا عاديا فرض نفسه قسرا، يتصورون ان جميع المسئولين في النظام الإيراني معصومون او قادمون من المدينة الفاضلة في حين انهم أناس عاديون بل و اكثر من عاديين، ومن حق الجميع دون استثناء انتقادهم و كشف عيوبهم و بيان أخطائهم والوقوف ضدهم اذا انحرفوا عن طريق الصواب و هذا الحق أعطاه لنا الله العلي القدير و شرعته الديان السماوية السمحاء و القوانين البشرية الحقة و كل من يضع خطا احمرا حول المسئولين و ينزههم عن الخطأ و يدافع عن عيوبهم فهو اما غبي و أحمق و جحش او انه مرتزق و بيدق وعبد للمال والسلطة وتبويس الأحذية و عبادة المسئولين كما يعبد الهندوس الأبقار!.

و عودة للتهديد الرسمي من جانب النظام الإيراني بقطع العلاقات مع بريطانيا فقصته طويلة و أسبابه لا تعد و لا تحصى ذلك لان لهذا النظام علاقات وطيدة و متينة و سرية مع بريطانيا تاريخيا و هي العلاقات التي يصفها الكثيرون بعلاقات المدير مع موظفه والسيد مع عبده وهي كالعلاقات القائمة الان بين معظم دول المنطقة مع أمريكا او العلاقات بين لبنان و فرنسا الذي توصف بالعلاقات بين ربة البيت والخادمة!. و لاثبات هذه الحقيقة يشير المعارضون و المنتقدون للنظام الإيراني للنقاط التالية:

* علاقات كافة مسئولي النظام الإيراني مع بريطانيا هي علاقات تاريخية خاصة مع كبار المسئولين و شريحة خاصة و معروفة في المجتمع الإيراني وهذه حقيقة قائمة و ليس وهما و تصورا من الخيال او بث الاتهامات دون دليل ونحن لا نريد الغور كثيرا في هذا الملف لانه معقد و قد يفهم على انه إساءة لفئة خاصة والأفضل ان يبقى مغلقا لانه اذا فتح ستتغير مواقف و رؤى الكثير من الناس بشأن تلك الفئة.

* بالرغم من بريطانيا وخلال استعمارها القديم للمنطقة والعالم اقتطعت الكثير من الأراضي الإيرانية وأهدتها لدول في المنطقة مثل أذربيجان و أفغانستان و دول عربية خليجية (و هذه حقيقة تاريخية لا يمكن التلاعب بها او تحويرها) الا ان العلاقات بين المستعمر العجوز ومسئولين إيرانيين ظلت أحلى من العسل لاسباب تتعلق بإرادة ورغبة تلك الفئة الخاصة التي لها علاقة وطيدة مع المستعمر العجوز الذي كان و لا يزال له الدور الأكبر في حفظ قدرة و سلطة تلك الفئة و إشاعة دورها و تعزيز مكانتها في المجتمع.

* بشان متانة العلاقات مع بريطانيا هو امر معروف لدى الجميع و ذلك ان معظم المسئولين و رموز الفئة الخاصة و المعروفة يحصلون فورا على تأشيرات دخول الى بريطانيا و الكثير من هؤلاء لهم إقامة رسمية و ربما هويات و جوازات بريطانية غير معلن عنها و يهرع اي مسئول او شخصية من الفئة الخاصة فورا الى لندن في حالة إصابته بزكام او نزلة برد و يخضع للعلاج في افضل و اشهر المشافي البريطانية من اجل إزالة نتوء صغير او عملية جراحية بسيطة. وكذلك فان 90% من المسئولين و النواب الإيرانيين و الفئة الخاصة لهم حسابات مالية سرية في بريطانيا و أنجال و أحفاد هؤلاء يدرسون في لندن و زوجاتهم يزرن بريطانيا شهريا اذ لم نقل أسبوعيا للتسوق من متاجر بريطانيا المعروفة (صور ووثائق موجودة لدينا في هذا السياق) ومن المستغرب ان %99 من المسئولين الإيرانيين يزعمون من انهم حاصلون على شهادات الدكتوراه من جامعة اكسفورد البريطانية بالذات دون سواها، وإذا تحدثت مع اي منهم باللغة الإنجليزية لا يعرف سوى كلمتي (YESوNO!) وحتى ان كبار المسئولين في النظام من الذين يقولون انهم حائزون على شهادات الدكتوراه و البروفيسور عندما يشاركون في اي مؤتمر صحفي فيه أجانب لا يفهمون ابسط الأسئلة التي يطرحا صحفيون أجانب باللغة الإنجليزية و لا نعلم كيف يدعي هؤلاء انهم حاصلون على شهادات عليا و هم لا يعرفون اي لغة سوى لغة واحدة ؟!. وفقا للمعلومات و التقارير المؤكدة الكثير من هؤلاء يشترون عادة الشهادات من بريطانيا و أمريكا خاصة نواب البرلمان و كافة المسئولين الحكوميين ومن السخرية انهم ينادون بعضهم البعض بالبروفيسور و الدكتور و كذلك ألقاب تهز عرش الله و السماوات السبع لبعض شخصيات الفئة الخاصة الا ان جميع الحقائق أثبتت للناس من ان اغلب هؤلاء لا علم مفيد و لا دراية كبيرة لهم و ان الكنايات و الألقاب التي أطلقوها هم على أنفسهم ليس لا يستحقوها فحسب بل وتفضحهم و تصغرهم و لا تليق بهم بتاتا.

* قبل أعوام و بالتحديد عامي 2007 و 2009 اعتقلت قوات خفر السواحل الإيرانية في عهد الحكومة الحالية 20 من البحارة العسكريين البريطانيين وأقامت الحكومة الإيرانية الدنيا و لم تقعدها واتهمت هؤلاء بالتجسس و شيدت المشانق لإعدامهم (إعلاميا بالطبع) و لكن بعد فترة قصيرة فرشت الحكومة الإيرانية البساط الأحمر للبحارة البريطانيين الذين منحوا الهدايا والعطايا من يد الرئيس احمدي نجاد نفسه وتم ترحيلهم بمراسم حكومية على متن طائرة خاصة من طهران الى لندن.
سؤال: اذا كان هؤلاء البحارة أبرياء فلماذا تم اعتقالهم و اتهامهم بالتجسس و إصدار حكم الإعدام عليهم و اذا كانوا جواسيس حقا لماذا أطلق سراحهم و لماذا حملوا بالهدايا والعطايا من قبل الحكومة الإيرانية ؟!.
سؤال يلح و يجب ان تجيب عليه الحكومة الإيرانية وأبواقها الرسمية التي تنفخ زيفا في بوق العداء لبريطانيا الأم الحنون!

* علاقات بعض المسئولين الذين يشتمون عادة بريطانيا علاقات وثيقة و حميمة جدا و ان سياسة الشتائم تدخل بالطبع في نطاق السياسة التي وضعها المستعمر العجوز من خلال تحريض عبيده و حماته بشتم سياسته و انتقاده دوما للتغطية على العلاقات الحميمة بين الطرفين و ما خفي كان اعظم!.
فمثلا الدكتور! م.ج.ل الذي يسب بريطانيا ليلا و نهارا و يقوم عادة بجولات حول العالم ليزعم في مقابلات صحفية ان نظامه يعادي بريطانيا و يطالب بقطع العلاقات معها هذا الشخص وخلال الانتخابات الرئاسية التي جرت عام 1997 و أدت الى فوز الدكتور! محمد خاتمي، هرع قبل الانتخابات مسرعا الى لندن واجتمع مع كبار المسئولين البريطانيين وابلغهم ضرورة تدخل بريطانيا فورا لصالح المرشح الشيخ ناطق نوري مرشح المحافظين المتطرفين و أعلن الدكتور! م.ج.ل في لندن علانية من ان تياره اكد للمسئولين البريطانيين من ان خاتمي هو مرشح الغرب و انه أمريكي في المنهج و السياسة! ويجب ان تستمر لندن بدعم المحافظين في ايران ليتواصل احتكارهم للسلطة!. و ان هذه المسئول اكد علانية آنذاك من ان بريطانيا تدعم المرشح ناطق نوري بقوة و صارت تقف ضد خاتمي!.

* تعتبر بريطانيا كعبة للكثير من المسئولين في النظام الإيراني و الفئة الخاصة و أنجالهم و للنظام الإيراني شركات كبرى في بريطانيا تؤمن ما يحتاجه النظام من أجهزة وسلع ومعدات لا يتمك النظام من تأمينها بسبب الحظر الاقتصادي والعقوبات الغربية ولكن الموضوع الأبرز في هذا السياق ان أجهزة ومؤسسات النظام تصعد هجمتها المنظمة ضد بريطانيا كلما وحينما يتم الكشف مثلا عن حسابات ضخمة لبعض المسئولين و أنجالهم في البنوك البريطانية او الاتضاح من كبار مختلسي أموال الشعب يخرجون بصورة طبيعية من مطار طهران لانهم يمتلكون جنسية مزدوجة (إيرانية و بريطانية) ومن المؤسف ان أجهزة الإعلام وصغار أنصار الذين لهم علاقات سرية و وطيدة مع بريطانيا ينظمون مسيرات اعتراضية ضد بريطانيا للتغطية على هذه العلاقات واستيعاب واحتواء الغضب الجماهيري الواقعي من متانة العلاقات بين المسئولين في النظام الإيراني و ليس من سياسة بريطانيا التي لا تختلف عن سياسة اي دولة غربية فلماذا لا يسأل صغار أنصار النظام عن سر و سبب التركيز فقط و بصورة متعمدة على انتقاد بريطانيا فقط دون سواها من الدول الغربية التي اتخذت بعضها سياسات و مواقف اكثر تطرفا و عداء للنظام الإيراني في الآونة الأخيرة؟ أليس ذلك من اجل ذر الرماد في عيون الرأي العام و الباحثين عن الحقيقة في إيران؟.

* في الآونة الأخيرة أثارت أجهزة الأعلام للنظام الإيراني مسرحية سياسية و الإعلامية وهي توجيه اتهام في البرلمان الإيراني بواسطة بلدية طهران اتهمت فيها السفارة البريطانية بقطع عشرات من الأشجار في بستان كبير جدا تمتلكه هذه السفارة في أغلى منطقة بطهران وهو البستان الذي تقول عنه بريطانيا انها حصلت عليه كمنحة او اشترته من حاكم قديم في ايران اي قبل حوالي 150 عاما الا ان النظام الحالي يطالب باسترداد هذه البستان ليجعله كما هو الحال للسفارة الأمريكية قاعدة و منتزها لعناصر التعبئة و الحرس.
و اخير اصدر البرلمان قرارا بتغريم السفارة البريطانية حوالي مليون و 500الف دولار لان هذه السفارة قطعت بعض الأشجار وأساءت للبيئة و ارتكبت إثما لا يغتفر ضد الإنسانية و المجتمع ، في حين ان بلدية طهران هي ذاتها قبل اشهر قطعت 5 لاف شجرة في شمال طهران لبناء المجمعات السكنية والمؤسسات الحكومية والحصول على مليارات دولار وكذلك قطعت أجهزة تابعة للقوات العسكرية آلاف من الأشجار في منتزهات في شمال و غرب طهران لبناء مجمعات سكنية باعتها قيادة القوات العسكرية بمليارات من الدولارات، وجميع هذه المواضيع تطرح بصورة اعتراضية في صحف تصدر داخل إيران بالإضافة الى ذلك فان سفارتي الصين وروسيا في طهران قطعتا مؤخرا المئات من الأشجار القديمة والضخمة لتوسيع البنايات في هاتين السفارتين و لكن بلدية طهران و البرلمان الإيراني لم يحركا ساكنا بشأن البيئة و الدفاع عن حقوق المواطنين في طهران لسبب وحيد و هو ان هاتين الدولتين لازالتا تمتلكان حق النقض الفيتو لصالح النظام الإيراني في مجلس الامن الدولي.

اننا نقولها صراحة للذين يعتقدون بقداسة المسئولين وبعض الشخصيات وألوهيتهم خاصة من الفئة الخاصة ليس في ايران فحسب بل و في العراق و سائر الدول الأخرى ان القدرة و العظمة و التعبد لله وحده لا غيره و ان النبوة و الشريعة للأنبياء و الرسل و ان العصمة للائمة فقط دون سواهم اما الآخرون حتى و ان كانوا زعماء و رؤساء و قادة فهم أناس عاديّون نعم عاديّون بل اقل من عاديين و اقل شأنا من اي إنسان عادي من وجهة نظرنا (الناس سواسية كأسان المشط!) ولا يجوز تأليههم او وضعهم بمصاف ومستوى الأنبياء و المعصومين و ان هؤلاء جائزي و مرتكبي الخطأ وان الكثير من هؤلاء لهم علاقات مع بريطانيا و ربما مع غير بريطانيا و هو أمر طبيعي و متداول بين كافة المسئولين و القادة و الزعماء الحاليين و كل من لا يصدق هذا القول فليذهب الى السفوح و ينطح رأسه بالجبل او بأقرب حائط أسمنتي منه ليفيق و لو مرة في حياته ويرى الحقائق بوضوح!.

[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيران تتحدث عن قواعد اشتباك جديدة مع إسرائيل.. فهل توقف الأم


.. على رأسها أمريكا.. 18 دولة تدعو للإفراج الفوري عن جميع المحت




.. مستوطنون يقتحمون موقعا أثريا ببلدة سبسطية في مدينة نابلس


.. مراسل الجزيرة: معارك ضارية بين فصائل المقاومة وقوات الاحتلال




.. بعد استقالة -غريط- بسبب تصدير الأسلحة لإسرائيل.. باتيل: نواص