الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نداء الي كل مصري

عمرو اسماعيل

2004 / 12 / 22
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


أتوجه بهذا النداء الي كل مصري محب لوطنه مسلما كان أم مسيحيا .. مواطنا عاديا أم مسئولا حكوميا أو أمنيا .. مصر القوية الفتيه الآمنة والحرة والمستقلة هي أهم من أي فرد منا لأنها الوطن الذي نعيش فيه وسيعيش فيه ألاودنا وأحفادنا .. مصر أهم من أن تتحول مسيحية الي الاسلام أو مسلمة الي المسيحية لنجعلها قضية تثير بين أبناء الوطن الواحد الذين يشتركون في الارض والتاريخ والحضارة والمصير البغض والكراهية والحقد ..
نداء أتوجه به الي شيخ الأزهر والبابا شنودة وأعرف أنهما مصريان تجري الوطنية وحب مصر في عروقهما أن يفعلا ما هو أكثر من تبادل القبلات والسلام أمام كاميرات التليفزيون .. أن يؤكدا بتصرفاتهما وتصريحاتهما وفتاويهما الدينية أن الحفاظ علي مصر الآمنة والمستقرة هو هدف لهما ولكل مصري شريف ..أن يؤكدا علي أن مصر هي فعلا مهد الحضارة والتاريخ ..هي الارض التي عرف الانسان فيها معني الدين والتوحيد ..هي الارض التي ولد فيها موسي وقضي فيها عيسي طفولته وخرجت منها هاجر أم العرب والمسلمين وخرجت منها أم الابن الوحيد لسيدنا محمد صلوات الله عليه وسلم ..
دعونا نضع أيدينا جميعا ..نحن مواطني مصر ومسئوليها .. مسلمين وأقباطا ... لنصل بمصر الي مكانتها المستحقة في هذا العالم .. بلدا آمنا مستقرا .. يقود هذه المنطقة وينشر بها مباديء العدل والحرية والديمقراطية والمساواة ..
دعونا نتكاتف جميعا لنرسي مبدأ سيادة القانون والمواطنة .. حتي يحس كل مواطن مصري بصرف النظر عن ديانته أو جنسه أو لونه أنه صاحب الارض وصاحب الحق .. أنه شريك في ماضي ومستقبل هذه الأمة العظيمة التي أعطت البشرية الكثير ..التي علمتها الزراعة والري والحضارة والتي توجد بها ثلث آثار العالم والأثر الوحيد الباقي لعجائب الدنيا السبع .. دعونا نثبت جميعا أن المواطن المصري هو فعلا ابو الهول يستطيع أن يتحدي الزمن والعواصف والأزمات ويبقي صامدا رافع الرأس .. قادرا علي التصدي للصعاب والتغلب عليها ....
دعونا جميعا نستعيد روح أكتوبر وروح بناء السد العالي .. عنما تشابكت سواعد المصريين جميعا أقباطا ومسلمين ليثبتوا لأنفسهم قبل العالم كله قدرتهم علي التلاحم وتحدي الطبيعة وتحرير الأرض وبناء المستقبل ,,,
نحن قادرون أن خلصت النوايا أن نعيد بناء مصرنا الحبيبة ونستمر في ذلك .. نجعلها كما يجب ان تكون واحة للمساواة بين جميع ابناء الواطن .. واحة للرخاء والعدالة والتقدم .. واحة يختلط فيها عبق التاريخ بالحاضر والأمل في مستقبل مزدهر .. واحة يسود فيها الحب بدلا من الكراهية والتسامح بدلا من التعصب والتحزب .. واحة يتوجه فيها الانسان الي خالقه بالشكر والحمد بالطريقة التي يؤمن بها وبالعقيدة التي يتبعها دون أن يصادر حق أخيه المصري من أتباع الاسلام أو المسيحية أن يمارس نفس الحق بحرية .. دعونا جميعا نأخذ من الدين أحلي ما فيه وهو مكارم الأخلاق وأن يحب كل منا لأخيه ما يحبه لنفسه ثم يتوجه كل منا الي ربه يعبده بالطريقة التي ارتضاها واقتنع بها وتملكت قلبه ووجدانه دون أن يعني ذلك أن أخيه علي خطأ ....
هذه هي مصر التي يحبها كل مصري ويعشق كل ذرة من ترابها .. مصر الهلال والصليب ..مصر الحسين والأزهر ومار جرجس ..مصر التي لم يتقوقع فيها المسلم في حي او قريه أو محافظة وكذلك لم يفعل المسيحي .. في كل قرية وكل حي كان هناك دائما المسلم والمسيحي يشتركون في كل شيء .. في الحقل والمدرسة والجامعة والمصنع .. تتجاور المساجد والكنائس .. نسمع صوت المؤذن وصوت أجراس الكنائس .. نتجاور في المنازل ونتشارك في الفرح والعزاء ..
هذه هي مصر ..نفخر فيها ونحب سعد زغلول ومكرم عبيد .. عمرو موسي وبطرس غالي .. وننتقد فيها أقطاب الحكومة يوسف بطرس غالي وأحمد نظيف أن أخطأوا و نمدحهم أن أجادوا ... بصرف النظر عن ديانتهم ولكن لكونهم أولا مصريين .
هل يستطيع أن يشكك اي منا في وطنية وحب الشيخ الشعراوي لمصر أو هل يستطيع أن يفعل ذلك اي منا نحو البابا شنودة ورغم ذلك لم يخلص اي من الرجلين من أطلاق بعض النكات عليه والتي نطلقها من باب الحب وليس الكره كما نفعل تماما مع أخواننا من صعيد مصر ...فهل يستطيع اي مصري أن يشكك في رجولة وشهامة وجدعنة صعايدة مصر ورغم ذلك نصفهم أنهم ذوو دماغ ناشفة ولم نفرق ونحن نفعل ذلك بين الصعيدي المسلم والصعيدي المسيحي ..
هذه هي مصر يا سادة ..وشعبها ... شعب مسالم محب للنكته والحياة ... كله يحب الحسين وأكل الكباب والكفته والرز باللبن هناك كما يتجاور المسلم والمسيحي في خان الخليلي والجميع يمارسون الفهلوة علي السياح ...
هذه هي مصر التي يحبها كل مصري ... فلنتكاتف جميعا لنحافظ عليها وعلي رونقها وطابعها الخاص الذي جعل لها دائما مذاقا خاصا .. ومهما هاجر المصري مسلما كان أم مسيحيا فهو دائم الحفاظ علي الرابط بينه وبين مصر و أهلها .. يحتفظ بها في قلبه وعقله ويحتفظ فيها بمنزل وروابط اسرية وصداقات والأهم أنه يحتفظ فيها بمدفن لأنه دائم الحلم أن يضم ترابها جثمانه الي يوم القيامة .. هذا الحلم لا يختلف عند المصري المسلم أو المصري المسيحي .. وتأكدوا يا سادة أننا لو أجرينا تحليلا للحمض النووي للمصريين مسلميهم ومسيحييهم لاكتشفنا أن اكثر من 90% يعودون لنفس الجد مهما ادعي بعضنا العكس والنسبة البسيطة الباقية ذابت في تراب مصر ونيلها واصبحت مصرية أكثر من أي مصري ولد أجداده بها منذ ألاف السنين .. ودليلا علي ذلك أن أثنين من أكثر اصدقائي قربا الي قلبي أحدهم مسلم والآخر مسيحي وكلاهما من صعيد مصر وأذا رايتهما لابد أن تتأكد كما كنت أطلق عليها أن أحدهما أحمس والآخر تحتمس .. هذه هي مصر الغاليه علي قلب كل مصري فأرجو وأتوسل الي كل مصري أن نبقيها كذلك ..
هذا نداء كتبه قلبي وليس قلمي أتوجه به الي كل مصري ... نداء كتبه مصري مسلم ولكنه يعتبر نفسه قبل كل شيء قبطي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ستيف بانون.. من أروقة البيت الأبيض إلى السجن • فرانس 24


.. فرنسا: حزب الرئيس ماكرون... ماذا سيقرر؟ • فرانس 24 / FRANCE




.. أوربان يزور أوكرانيا ويقترح وقفا لإطلاق النار للتعجيل بإنهاء


.. فرنسا: التعايش السياسي.. مواجهة في هرم السلطة • فرانس 24 / F




.. كبار جنرالات إسرائيل يريدون وقف الحرب في غزة حتى لو بقيت حما