الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مجلس الشعب .. وبرلمان -التحرير-

سعد هجرس

2011 / 11 / 29
مواضيع وابحاث سياسية


نجحت المرحلة الأولى من الانتخابات البرلمانية نجاحاً باهراً فاق توقعات الجميع. لكن البعض حاول تفسير هذه النجاح الكبير باعتباره هزيمة للثوار ولميدان التحرير وبداية النهاية لثورة 25 يناير.
وهو تفسير مجافى للحقيقة من أكثر من زاوية. ولعل أفضل تفنيد له رسالة وصلتنى على شبكات التواصل الاجتماعى عبر الانترنت تقول بالنص:
" لكل من يلعنون ميدان التحرير نقول:
1- لولا التحرير لكنت الآن بدون حق الانتخاب لأنه ليست لديك بطاقة انتخابية.
2- لولا التحرير لكنت فشلت فى الوقوف فى طابور لجنة لأن بلطجية النظام كانوا سيمنعونك.
3- لولا التحرير لما كنت رأيت مائة مرشح لمقعد واحد وكلهم يعتقدون أن لديهم فرصة.
4- لولا التحرير لما تأكدت أن المسجلين خطر ليسوا من بين الناخبين.
5- لولا التحرير لرأيت أتوبيسات النقل العام تنقل الموظفين الحكوميين بالاكراه لانتخاب الحزب الوطنى.
6- لولا التحرير لما تمكن المصريون بالخارج من استرجاع حقهم المسلوب فى المواطنة الكاملة.
7- لولا التحرير لكان خرج علينا ديٌّوس النظام السابق ليقول لك: اليوم عرس الديموقراطية.
أيا كانت نتيجة الانتخابات الحالية.. شكراً لميدان التحرير قلب مصر النابض بالحيوية والشرف لكل مصرى حر".
***
وإضافة إلى ما جاء فى هذه الرسالة الصادقة فإنه لا يمكن الجدال فى أن ثورة 25 يناير هى التى فتحت الباب أمام إجراء انتخابات نزيهة، بدون تزوير، للمرة الأولى بعد سنوات وعقود كانت الانتخابات فيها مهزلة حقيقية.
وهناك الكثير من الأمور التى تستحق الاشادة فيما جرى فى تسع محافظات مصرية يومى الاثنين والثلاثاء الماضيين.
وأول من يستحق الاشادة والتحية هو الشعب المصرى، الذى سحب استقالته – بعد ثورة 25 يناير – من الاهتمام بشئونه. وبدلاً من العزوف عن المشاركة فى السابق رأينا المصريين من كافة الأجيال والطبقات والفئات والمدارس الفكرية والسياسية والحزبية يخلعون رداء السلبية والأنا ماليه، رغم أنه كانت هناك مخاوف شديدة ومبررة، من اندلاع موجات من العنف مع بدء فتح صناديق الاقتراع.
وهذه النقطة الأخيرة تنقلنا إلى الجيش المصرى الذى يستحق ثانى إشادة وتحية لسيطرته على مقاليد الأمور، والاشراف الصارم – والمهذب فى ذات الوقت – على العملية الانتخابية فى مناخ من الأمن والأمان.
هذه الانجاز تستطيع أن تعرف حجمه بالمقارنة مع أمرين: الأمر الأول هو غياب الأمن إلى حد بعيد قبيل الانتخابات فى سائر أنحاء مصر.
والأمر الثانى هو مقارنة أجواء الانتخابات الحالية بأجواء آخر انتخابات جرت فى عصر حسنى مبارك فى عام 2010 قبيل ثورة 25 يناير. ونتذكر أن تلك الانتخابات "المباركية" قد شهدت تزويراً فاجراً ومفضوحاً ووقحاً وسقط فيها عشرات القتلى والجرحى.
فإذا استعرضنا وقائع يومى الاثنين والثلاثاء الماضيين نستطيع أن نرى الفارق الكبير، وهو فارق يحسب لصالح قواتنا المسلحة التى نجحت نجاحاً كبيراً فى توفير مناخ من الأمن الذى يسمح بانتخابات بأقل قدر من الضغوط والتجاوزات.
وهذا النجاح الكبير الذى يستحق الاشادة والتحية يجعلنا نفتح قوساً لجملة اعتراضية أو سؤال يطرح نفسه: إذا كان بمقدور الجيش أن يفرض الأمن بهذا الشكل فلماذا ترك الحبل على الغارب للبلطجية ومعتادى الاجرام وكل من هب ودب لانتهاك القانون وترويع الأمنين بطول البلاد وغربها؟!
***
على أى حال.. نرجو أن يستمر هذا المناخ الايجابى فى انتخابات الاعادة وفى المرحلتين الثانية والثالثة، حتى يكون لدينا أول برلمان بعد الثورة يأتى دون تزوير "رسمى" و "حكومى".
هذا البرلمان المقبل يكتسب أهمية استثنائية من زاوية أنه هو الذى سيختار أولئك الذين سيكتبون مسودة الدستور الجديد. وهذه مهمة بالغة الخطورة (رغم أنها تأتى متأخرة وفى ترتيب مقلوب لما كان يجب أن تسير عليه عملية الانتقال من الدولة الاستبدادية إلى إرساء دعائم الدولة المدنية الحديثة).
غير أن المجلس الأعلى للقوات المسلحة قلل من شأن صلاحيات البرلمان المقبل، حين أشار بعض أعضائه إلى أن هذا البرلمان لن يكون من حقه تشكيل الحكومة، إضافة إلى حرمانه من صلاحيات مهمة أخرى.
***
وأياً كان تشكيل البرلمان الجديد، وأياً كانت صلاحياته، فإنه لا يجب نسيان أن هذا أول برلمان بعد الثورة، فضلاً عنه يأتى نتيجة انتخابات فريدة تمت فى ظل ثلاث رؤساء حكومات: رئيس وزراء تم إعفاءه مع استمراره فى تسيير الأعمال لحين تسلم رئيس الوزراء الجديد، ورئيس وزراء مكلف من المجلس الأعلى للقوات المسلحة، و"رئيس وزراء" مكلف من ميدان التحرير. ففى ظل وجود هذا الثالوث: عصام شرف وكمال الجنزورى ومحمد البرادعى، بما يعنى التداخل فيما بينهم من دلالات، جرت الانتخابات. وهذا سيترك بصماته على سير الأمور بعد بدء عمل البرلمان الجديد.
الأمر الثانى المهم هو أن هذا البرلمان، والانتخابات التى جلبته إلى الحياة، يتمان فى ظل استمرار اعتصام فى ميدان التحرير وأمام مجلس الوزراء ومجلس الشعب.
أى أن البرلمان لن يكون وحيداً.. أو بعيداً عن صوت المليونيات الهادر.
وبهذه الثنائية العجيبة .. نفتح صفحة جديدة فى العمل الوطنى.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مخاوف من استخدامه كـ-سلاح حرب-.. أول كلب آلي في العالم ينفث


.. تراجع شعبية حماس لدى سكان غزة والضفة الغربية.. صحيفة فايننشا




.. نشاط دبلوماسي مصري مكثف في ظل تراجع الدور القطري في الوساطة


.. كيف يمكن توصيف واقع جيش الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة؟




.. زيلنسكي يشكر أمير دولة قطر على الوساطة الناجحة بين روسيا وأو