الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عندما ينبح الفساد مستهتراً بالقيَمْ !

مهند البراك

2011 / 11 / 29
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


لاشك ان الفساد مستشري في مفاصل البلاد التي منها اقليم كوردستان . . و يرى كثيرون ان الفساد و الإفساد ليس وليد مرحلة مابعد سقوط الدكتاتورية، و انما ظهر بقوة و تنظّم بظهور مفهوم (الحزب القائد) و (القائد الضرورة) و الفئات المستفيدة الملتفة حوله في زمان الدكتاتورية البائدة، حين صارت اعداد كبيرة من كبار موظفي الدولة و الحزب، ترى في نفسها و كلّ من موقعه بكونه هو القائد الذي لاينازع و المطلق اليدين فوق مرؤسيه . .
و تأصلت تلك النزعة في المجتمع بتأثير سموم و ويلات حروب الدكتاتورية التي وجد فيها الفساد فرصته الذهبية، و تكوّنت على اساسها انواع الجماعات التي قد تتعايش و تتخادم لفترة او تصطدم بلا رحمة في فترة اخرى بسبب المنافسة او بسبب خسارة مصلحة ما . . و تسخّر في ذلك كل الوسائل بلا قيود او ضمير او قِيمْ، بما فيها من تحاول خفية جعله وسيلة (ضحية) او امثولة لإستهداف الآخر الذي قد لاتستطيع مواجهته علناً.
و يرى متخصصون اجتماعيون، بانه بالرغم من امتياز اقليم كوردستان بالإستقرار قياساً ببقية مناطق العراق، و رغم تواصل القصف الجوي و المدفعي من دول الجوار على حدوده كاقليم ضمن دولة ذات سيادة . . فان الإقليم يعاني من ظاهرة الفساد و اخطارها على السلامة و الأمن الإجتماعيين فيه، و تسعى الحكومة الكوردستانية للحد منها و محاربتها، باعتبارها اكبر القيود التي تقف بوجه التطور و التقدم الإجتماعي و تعميق المسيرة الكوردستانية و التصدي لمعوقاتها.
و يرى مسؤولون سياسيون و اداريون كوردستانيون الى ان الفساد ـ مع الثغرات القائمة ـ قد يجرّ الى تحويل كوردستان العراق الى كانتونات سياسية ـ عائلية ـ اقتصادية، و دوائر اجتماعية ـ اقتصادية مصلحية تدور في افلاكها مستقوية بها ـ سواء بعلم تلك الكانتونات او بغفلة منها ـ محاولة استغلالها لتحقيق اعلى الأرباح . .
كانتونات و مصالح تزيد من التشوهات الإجتماعية التي يعاني منها الإقليم، كنتائج لعقود من سياسات الدكتاتورية الشوفينية و حروبها و حصاراتها، و ضغوط دوائر من الجوار لايروق لها ثبات التجربة الكوردستانية، اضافة الى المخلّفات و المصالح و التعقيدات الإجتماعية لحروب اقتتال الأخوة، التي تطلّ برأسها بين فينة و اخرى . .
و على تلك الأسس و غيرها، تتستر عديد من المصالح و المنافع الأنانية الضيّقة و تحرّض و تسيئ، محاولة اقصاء الوجوه النزيهة و المخلصة لقضية الشعب الكوردي العادلة من جهة، و لعموم القضية الوطنية العراقية التي صارت للاسف و رغم جهود المخلصين نموذجاً مؤلماً لشعوب المنطقة، حتى صارت مظاهرات ربيع المنطقة تحذّر من بديل (على الطريقة العراقية) . .
على تلك الأرضية، و في تلك الأجواء المتشابكة التي تلعب فيها الحرب النفسية و الإعلامية السايكولوجية ادواراً خطيرة في بث انواع الإشاعات و السموم بتشجيع من جهات و دوائر شتى . . في التحريض ضد الوجوه و القادة السياسيين المعروفين بنزاهتهم، لتحقيق اهداف متنوعة : من محاولات اساءة السمعة الى محاولات ضغوط بقصد الإحتواء بتصورها . . منها مانشر مؤخراً بحق احد القادة السياسيين في اقليم كوردستان، المناضل المعروف "حيدر الشيخ علي " الذي عرف اضافة الى تضحياته في سبيل قضية الشعب الكوردي و عموم الشعب العراقي . . عرف بشعبيته و تواضعه و استجابته للمطالب، بشهادة اوسع الأوساط الشعبية الكوردستانية (*).
و يتساءل كثيرون و رغم التهجم القاصر الذي لايعرّف باسمه و لابمصادره، و لايمتلك حججاً تسوّغ تلك الإتهامات الباطلة بالفساد . . كحجج و ارقام و وثائق و اسماء موثقة بادلة مادية، يمكن الإقناع بها لمن يمتلك حد ادنى من المعرفة القانونية و الحقوقية او الثقافة العامة. . يتساءلون هل الغاية منها شخص المناضل حيدر الشيخ ام حزبه المعروف بتأريخه و ادواره المشرّفة و نزاهته . . رغم وجود نواقص سياسية و اخطاء عامة ام فردية يمكن حلّها بحوارات علنية و نشاط بنّاء يخدم قضية الشعب، او موسعات او مؤتمر، و ليس باتهامات تهدف نهش السمعة و خدشها للمس بمصداقيتها، فهو اسلوب معروف خبرته كل الاحزاب و الحركات المناضلة التي احتمت بالسرية في مواجهة القمع في تأريخها . .
و يرى آخرون، ان كان ذلك (نقداً) على نشاط الحزب او ملاحظات و مؤاخذات عن دوره في عموم المسيرة، او عن نقص في توجه الحزب الى الجماهير . . فانه يستهدف حركة بكاملها تجهد بكل قواها للم شملها و تاتي ببراهين جديدة على ذلك. و يرى قسم آخر ان نواقصها و اخطائها هي جزء من نواقص و اخطاء المسيرة الكوردستانية من جهة، و عموم العراقية من جهة اخرى، في ظروف مجتمع تغيّرت و تتغيّر قيّمْه .
من جهة اخرى، يرى مطلعون ان تلك الإتهامات الباطلة التي استهدفت عدد غير قليل من مسؤولي الصف الاول في الاقليم بالأسماء . . قد يراد منها ليس السيد حيدر الشيخ وزير المواصلات في اقليم كوردستان لدورتين و قام بدوره بنجاح بشهادة اوسع الاوساط السياسية الكوردستانية و خاصة في مجال الهاتف و الموبايل و الانترنت وفق خطط الحكومة الكوردستانية . . و الأهم بالشهادة في مجال النزاهة و نظافة اليد . .
و انما يراد منها وضع العقبات امام اتفاق الحزبين الكبيرين القاضي باستلام الحزب الديمقراطي الكوردستاني رئاسة وزراء الإقليم مع بداية العام الجديد، من خلال استهداف عائلة البارزاني بالأسم في ذلك التهجم . . و محاولة الإساءة للمناضل حيدر الشيخ و حزبه الشيوعي الكوردستاني و هو يتهيأ للمشاركة في انتخابات المجالس المحلية، و يتهيأ لعقد مؤتمره العام . . في وقت اشتهر فيه حزبه الكوردستاني كما اشتهر فيه الحزب الشيوعي العراقي بالنزاهة و نظافة اليد .


29 / 11 / 2011، مهند البراك
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*) و للمزيد عن المناضل حيدر الشيخ علي، راجع السجل الروائي للكاتب الكبير الفقيد عبد الرحمن منيف في " الآن هنا . . او شرق المتوسط من جديد" الصادرة في عام 1988 .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الانتخابات التشريعية في فرنسا : هل يمكن الحديث عن هزيمة للتج


.. فرنسا : من سيحكم وكيف ؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. سائل غامض أخضر اللون ينتشر على أرضية مطار بأمريكا.. ما هو وم


.. فشل نظام الإنذار العسكري.. فضيحة تهز أركان الأمن الإسرائيلي




.. مقتل وإصابة العشرات من جراء قصف روسي على عدة مدن أوكرانية عل