الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أية مصلحة وراء سد أبواب

فيصل يوسف

2004 / 12 / 22
حقوق الانسان


العلم أمام هؤلاء الطلبة من أبناء سوريا
فيصل يوسف-القامشلي
انه وعقب أحداث ملعب الجهاد بالقامشلي في الثاني عشر من آذار المنصرم, وعلى اثر تناقل وكالات الأنباء مقتل وجرح العديد من سكان المدينة، فقد خرج بعض أبناءها وبناتها من الطلبة والطالبات في جامعة دمشق للمطالبة بوقف ما يحدث لأهلهم بشكل سلمي وهادىء، إلا أن ذلك لم يرق لمسؤولي "الانضباط" في الجامعة وتم على إثرها فصل العشرات من الطلبة بعد تحقيقات صورية، ومن مختلف كليات الجامعة،- بل إن بعضا منهم كان في سنته الدراسية الأخيرة- ،فصلا نهائيا أو لمدد مختلفة، تتراوح بين سنة وسنتين ،،كما وقد فصل العديد منهم من المدينة الجامعية أيضا،إذ حرموا من حق السكن فيها، وجلهم من أبناء الطبقات الفقيرة، ولا يملكون الإمكانات المطلوبة لاستئجار الشقق في دمشق .
إن مثل هذه الإجراءات التعسفية، كانت متوقعة سلفا من قبل الأوساط الشوفينية في السلطة دوما لأنها تناسب سلوكها وقد مارستها من قبل بفصل الطلبة الأكراد من بعض المعاهد والثانويات، تحت يافطات( مقتضيات المصلحة العامة ؟؟؟؟!!!!!! )إلا إنها توقفت في السنوات الأخيرة من حكم الرئيس الراحل المرحوم حافظ الأسد، كنتيجة لسياسة الانفتاح النسبي التي كان يتبعها حيال الأكراد السوريين

ها لقد أمضى هؤلاء الطلبة المفصولون عاما خارج مقاعد دراستهم، ولم يتركوا مرجعا في السلطة وخارجها ممن اتيح لهم مقابلته، إلا وزاروه لشرح معاناتهم، وتظلمهم، بغية إعادة النظر بقرارات فصلهم الجائرة، ليتسنى لهم إتمام دراستهم، لكنه دون جدوى حتى الآن، وباتت امتحانات الفصل الأول لهذه السنة الدراسية أيضا قاب قوسين، او أدنى، و ليس امامهم سوى الالتحاق بخدمة العلم، وتاليا اللحاق بجيوش العاطلين عن العمل ،وخسارة امكاناتهم ومواهبهم العلمية في خدمة أهلهم ووطنهم، إن لم تعالج أوضاعهم كما هو مطلوب..........
انه لمن المعروف، وفي جميع أنحاء العالم المتحضر، تقديم التسهيلات اللازمة، للمساجين حتى السياسيين منهم، لإتاحة المجال امامهم، لمتابعة تحصيلهم العلمي ومنحهم الفرصة للتقدم للامتحانات الرسمية، وبغض النظر عن التهم الموجهة إليهم، وكانت وراء توقيفهم......
اجل، كل ذلك يحصل تقديرا للعلم، واحتراما لشخصية الإنسان، وحقه ورغبته في التعلم، وفي تنمية وتطوير مواهبه، بل وخدمة للأوطان، أما في بلادنا، وعلى الرغم من أن جميع الطلبة الأكراد المفصولين، لم يعتقلوا باستثناء اثنين منهم فقط، حيث اخلي سبيلهما بعد حين، لبراءتهما من التهم المنسوبة اليهما ، فان إدارة الجامعة تصر على إبقاء طلبتها الأكراد المفصولون (تعسفيا)، خارج كلياتها الدراسية، وتصم الآذان، عن طلبات تظلمهم التي تقدموا بها للجان المختصة!!!؟؟
ثمة أمثلة تاريخية عديدة، نتذكرها، تشير إلى مدى قدسية واحترام الحرم الجامعي، والطالب في بلادنا أيضا، ومنها على سبيل المثال، تسامح وتجاوب الرئيس الراحل حافظ الأسد مع الطلبة في مناسبات عديدة خلال سنين حكمه، فكان ذلك موضع احترامهم، وتقديرهم جميعا، وما يحدث الآن عكس ذلك فانه حقا مدعاة للغرابة والدهشة
إننا نعلم ،أن السيد رئيس الجمهورية الدكتور بشار الأسد ليدرك ويقدر الحالة النفسية لهؤلاء الطلبة لحظة سماعهم(ومن خلال وسائل الإعلام الخارجية) بما جري في مدينتهم من أحداث مؤسفة ودامية ولاسيما وان كل واحد منهم كان يفترض وجود ذويه وأقاربه في ملعب الجهاد بالقامشلي، وانه في ذروة انفعالهم، وبمحض عفوية خرجوا للتظاهر، بغية إسماع صوتهم للسيد رئيس الجمهورية، للاستغاثة به للتدخل لحماية أهلهم ليس إلا.... وما يقال عكس ذلك، فليس سوى صب الزيت على نار حرق مستقبل هؤلاء الشباب من أبناء الوطن!!!!؟؟
وإذا كان طلابنا السوريون قد دأبوا –سنويا-على صدور مراسيم مع بداية ونهاية كل عام دراسي تخدم مصلحتهم لإعادة مستنفدي فرص النجاح إلى جامعاتهم, فان الأمل بلفتة لأوضاع الطلبة الأكراد المفصولين من جامعة دمشق، وتقديرا لظروفهم الطارئة أثناء الأحداث المؤسفة وكذلك لطلاب جامعة حلب المفصولين، الذين طالبوا برعاية الدولة لخريجي كليات الهندسة لهم بالاستمرار في توظيفهم، وفي إطار سياسة التسامح، والانفتاح المعمول بها حاليا، تجاه المواطنين من جانب القيادة السياسية في البلاد، وفي مقدمتهم السيد رئيس الجمهورية شخصيا بان يشمل مثل هذا التوجه الطلبة المفصولين من جامعاتهم أيضا، بإعادتهم إليها وتسوية أوضاعهم، وليهنأوا بالسنة الجديدة المقبلة دون منغصات، وتثبيط همم ومن البداهة القول إن مثل هذه الأساليب التي تحط من قيمة المواطن قد تخطتها مجتمعات العالم المتمدن منذ دهور وهي تلحق اشد الضرر بالوحدة الوطنية ، وبمصالح بلادنا وشعبنا، وان زرع الأمل في نفوس الأجيال القادمة، ونزع الخوف منه لخير ضمانة وحصانة لوطن منيع وقوي .... أليس كذلك ؟؟؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اعتقالات وإعفاءات في تونس بسبب العلم التونسي


.. تونس– اعتقالات وتوقيف بحق محامين وإعلاميين




.. العالم الليلة | قصف إسرائيلي على شمال غزة.. وترمب يتعهد بطرد


.. ترمب يواصل تصريحاته الصادمة بشأن المهاجرين غير الشرعيين




.. تصريحات ترمب السلبية ضد المهاجرين غير الشرعيين تجذب أصواتا ا