الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اللغة بين الخطاب السردي والبعد التداولي

الناصر عبد اللاوي

2011 / 11 / 30
الادب والفن


اللغة بينالخطاب السردي والبعد التداولي:حوار بين الناصر عبد اللاوي من تونس ومفكرين جزائرين:ربوح كمال،اسماعيل مهنانة،عبد الغني يارة
ربوح كمال
يقول هيدغر " رب هبة تكمن في أنه إنما في الفكر تأتي الكينونة إلى اللغة . فإن اللغة هي مسكن الكينونة .وإنما في هذا السكن يقيم الإنسان . إن المفكرين والشعراء هم الساهرون على هذا السكن " هل يمكن تصور مسكن أخر للكيونة غير اللغة ؟؟ وهل اللغة هي قدر الكينونة السرمدي أم من الممكن أن نجد مأوى كينوني أخر في فضاء مغاير نهرب إليه بسبب امبريالية وهيمن اللغة على الفكر ؟؟؟ ألا تعد اللغة في هذا المنعطف دكتاتورية معرفية جديدة تنضاف لباقي الدتاتوريات النسقية الأخرى ؟
اسماعيل مهنانة
لا اعتقد يا صديقي ان اللغة في ذاتها دكتاتورية، إنما النمط التداولي/التقني للغة ، لأن الشعر وهو محرر اللغة والانسان من التداولية، ينتمي أيضا للغة، لان رفض اللغة سيودي بك ألى تصور صوفي للفكر (كلما اتسعت الرؤيا ضاقت العبارة) والتصور الصوفي للفكر ينتمي الى دائر التعالي الاميتافيزيقي الافلاطوني، تبقى اللغة فارماكون: الداء والدواء، المهيمن والمحرر في نفس الوقت...

ربوح كمال شكرا جزيلا استاذي اسماعيل على هذه القراءة التأويلية بدورها .
عبد الغني يارة
معذرة ، ولكن الطابع الفاشي للغة ، وببهي عبارة لبارت ، يجعل منها فضاء كينونيًا يشيّد فيه الكائن علاقته بالوجود والآخرين ، وبما هي كذلك ، فهي ذلك الوسيط الذي ترتحل بوساطته أشياء الوجود من ثقافة إلى أخرى ومن عصر إلى آخر ، بل إنّ الإنسان بها يولد (كن فيكون) ويرحل إلى العالم الآخر (يوم ينفخ) فهي بمثابة النداء الذي يسوق الإنسان إلى عالم غير العالم حيث تبدل الأرض غير الأرض والسموات . فنحن لا نعني ما نقول بل اللغة تقول ما تعنيه . فالمبدع لا يكتب بل ينكتب داخل اللغة ، وهذا معنى أنها تتسلط علينا وتأسرنا غوايةً وإغراءً بوصفنا كائنات لغوية .ومن هنا يتحدث بارت عن فكرة موت المؤلف . ولعل هذا ما جعل هيدغر يعطي للشعراء تلك المكانة لأنهم ، من هذا المنظور ، حراس العالم وخدمه . فكم من شاعر أراد أن يكتب قصيدته فكتب غيرها بل دواوين ورحل عن عالمنا ولم يلتق بقصيدته تلك التي راودته في أوّل البوح . لأنّ اللغة ببساطة أغوته ثم رحلت متمنعة وبقي يلهث وراءها بحثًا عن القصيدة فإذا به ينكتب داخلها ذاتًا للقول ويرحل بإذنها داخلها ، أي أنّه يفرّ منها إليها في رحلة حلقية . فهي في المحصلة تحقق مرادها بما هي فاشية ، ولا يطال المبدع إلا ما شاءت له ويبقى على تلك الحال حتى يصير إلى موته ، فتتركه وتنتقل إلى غيره . . . هذه بعض دلالات الفاشية . تحياتي
ربوح كمال
شكرا جزيلا أستاذي عبد الغني يارة على هذا القبس التأويلي الذي أنزلته علينا بصورة فجائية ورائعة ، لأن الإنسان من جهة كونه كائنا متكلما وناطقا بلغة أو بلسان محدد ينخرط تلقائيا في اللغة دون أن يختار هذا التواجد اللغوي ، وهو بذلك يسقط في المسارات التأويلية بقوة التموقع الحتمي داخلها ، لأن الكلمات قبل أن تأتي له تكون هي بدورها محملة بتاريخه المتعدد الأذرع والأطراف والأرجل فهو مغروس في كلماته التي هي ليست كلماته ، لأنها وضعت له فوجدها جاهزة ، لذلك نحن في موقع الضروري للخروج من هذا المأزق اللغوي ، أما من جهة حديثك عن سيلان التأويلات غير المنقطعة فهي تعبير عن أن الأزمة أكبر من أن نتصورها . أعتقد أن اللغة صنتاعة مرتبطة بالتاريخ البشري . مودتي وشكرا .
اسماعيل مهنانة
أعتقد أن رأس المنعرج اللغوي-التأويلي بدأ حين تساءل هيدغر مع نيتشه وستيفان جيورجه: من الذي يتكلم فين؟ الله أم الروح أم العالم، وأكتشف أن الكلام هو الذي يتكلم فينا، وأننا مجرد مناسبة لكي تتكلم اللغة فيينا، وتقول الاشياء. وأن تزمّن الكيونة نفسه تزمننا لغويا/كلاميا، أكثر من ذلك ان اللغة ليست تسمية للأشياء بل هي تأويلا لها لأنها تحمل العالم في تضاعيفها ولا شيء يوجد خارج اللغة، الشعر أيضا ينقذ اللغة من الاندثار والتلاشي، فهو بقدر ما ينقذ اللغة من الاستعمال التداولي/البراغماتي، ويحفر في جسد اللغة دروبا جديدة، وطرق مبتكرة في قول الوجود والأشياء، بقدر ما يقوم بتزمين السكن/الإقامة في العالم، نجد الشعر كذلك يحفظ للهوية رأسمالها البياني في التصوير الشعري، فهوية شعب ما بقدر ما يتم تصويرها وتناقلها في القصائد، بقدر ما يمتلك الشعر هذه القدرة الخارقة على خلق تصوير جديد، ورؤية جديدة للعالم، وربما خلق هوية ما: "الشعر أخطر الألعاب وأكثرها براءة" يقول هولدرلين؟
الناصر عبداللاوي
ذا ما انطلقنا من قول مأثور لهيدجر"اللغة مكمن الوجود" ندرك ان اللغة هي الأخرى مسكن الهيرمينوطيقا بماأن العالم الذي نقوله هو عالم رمزي/رؤى للعالم.وهنا نعود لأصل هيدجر الذي استعاد النمط الفيلولوجي بطريقة مغايرة للعود الأبدي نتشه باحث الفيلولوجي .اشكرك الأستاذ إسماعيل عن قراءة النص وفق الهوية السردية وهي تقنية تدخل في العرف التأويلي بالطريقة الابداعية الشعر ونضيف له الأسطورة بماهما خطابان يرفعا من تفعيلات"الانا السردية" في مقاصد رائعة تكون أوضح في الذهن من سجون المفاهيم الباردة ونتشه نفسه يصف الشاعر بالمبدع ويعتبرها ولادة أصعب من حمل المرأة التي تلد شكرا على تفاعلك . إذاما انطلقنا من قول مأثور لهيدجر"اللغة مكمن الوجود" ندرك ان اللغة هي الأخرى مسكن الهيرمينوطيقا بماأن العالم الذي نقوله هو عالم رمزي/رؤى للعالم.وهنا نعود لأصل هيدجر الذي استعاد النمط الفيلولوجي بطريقة مغايرة للعود الأبدي نتشه باحث الفيلولوجيا..ولكن تصبح الأمور معقدة لدى هيدجر في مستوى"كينونة وزمان" في مستوى الصعوبة بين الوجود والموجد في مفارقة لغوية ينضاف إليها واقعية الدازاين والمشاكل المنطقية التي خاضها في مقارباته من أرسطو وصولا لهيغل مرورا بكانط في مستوى التحليلات...ولكن ما يهمني هنا أن التناول الوضعي والفينومينولوجي لمسألة اللغة يبقى معطلا من خلال إدخال الذات والمرجع ومن هنا تنكشف الصعوبة حيث نستعين بتشومسكي وأوستين في تحديد الأنا المتكلم..بل تأخذ اللغة الأبعاد التداولية حيث يتعثر هيدجر في هذا المشكل الصعب لأن واقعية الدازاين تظل مشروطة بالوجود..ولعل "التواصلية في الأفق المعياري تكون الاخرج الأكثر ثراء وأقصد "الفعل التواصلي "لهابرماس ونمط التأويلي لبول ريكور وكلاهما يعودان لهيدجر في نقدية من أجل إعادة دور اللغة وتفعيلها داخل فلسفة اللغة وهذا يكون في أرقى مستوياته بما يعرف"المنعرج اللغوي" ونحن لا نريد أن ندخل في مقارنة بين تفعيل هذه الإمكانيات التأويلية في مفارقة الخطاب الغوي من جهة"اللسان" و"اللغة" خصوصا إذا ما أكدنا على"المعنى" وبهذا نستعيد رولان بارت دي سوسير وحلقة فيانا وهو ما يستدعي أطروحة دكتورا فلربما هي لحظات ابداعية اردت ان اقاسم بها اخوتي الجزائريين ترسيخا لهوية واحدة نأمل فيها جغرافية"النحن" حيث يتوارى هيدجر بارت هابرماس وأوستين....عن فهم الهم الذي بحوزتنا...الشكر موصول
*هذا الحوار تحولت افكاره الى كتاب في اللغة سيصدر قريبا//الناصر عبداللاوي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل


.. أفلام رسوم متحركة للأطفال بمخيمات النزوح في قطاع غزة




.. أبطال السرب يشاهدون الفيلم مع أسرهم بعد طرحه فى السينمات


.. تفاعلكم | أغاني وحوار مع الفنانة كنزة مرسلي




.. مرضي الخَمعلي: سباقات الهجن تدعم السياحة الثقافية سواء بشكل