الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تأديب المعلّمين و المعلمات مندوب اليه أم مندوب عليه؟

أم الزين بنشيخة المسكيني

2011 / 11 / 29
كتابات ساخرة


تأديب المعلّمين و المعلمات مندوب اليه أم مندوب عليه؟
كانت الصدفة مطمئنة ترسم و تعلم الصدفات الصغيرة الرسم و تمتشق الألوان و تلعب بالريشة..و كانت تظنّ أنّ ريشة الرسّامة هي أخطر الأسلحة بعد هدوء العاصفة ..و لكن ما راعها الاّ أنّ الليل قد جنّ في وضح النهار ..و دخلت العصا الى القسم مرّة أخرى..هي ليست عصا المعلّمة ، فهي المعلّمة ..ضحكت ملء شدقيها و قالت : " هل جاؤوا يؤدّبون المعلّمة هذه المرّة.. ؟ "..
حينئذ قرّرت أن تستفتي أخطبوط القرية : سيّدي و مولايا أفتيني في هذا "هل أنّ تأديب المعلمات أمر مباح أم مندوب اليه أم مندوب عليه ؟"فقبض الأخطبوط على ظفائره الطويلة و رسم على الماء شيئا قرأته الصدفة بسرعة لأنّه من الرسائل التي تمّحي ما ان تتمّ قرائتها ..قال :
"حين يجنّ الليل في المدينة و يستفحل به الجنون يومئذ يخرج الزمان عن طوره فتذهل القلوب عن عقولها و تتشرّد الأعضاء ..و حين يصير العلم و الأدب تُهمة للعالمين فيُجلدُ الخيال خمسين جلدة كل يوم ممّ يعدّون من عُمر المخيال المُتعب بالسنين ، فآعلم أعزّك الله أنّ ميعاد الكارثة من ناظره لقريب ..لا شيء يفصل حينئذ بين النصر و الهزيمة غير خيط جميل ..خذي ريشتك و آرسميه جيّدا بالحبر الأسود و لا تنسي طرد البنفسج من حوض ألوانك ..قد يفسد عليك اللوحة مرّة أخرى فآدفعي برسومك بعيدا عن الهاوية ..ههنا حفرة عميقة لا أحد يحسن قيسها بالبركار و المسطرة غير من يحذق التحديق في الظلام ..و لا أحد يبصر في الظلام غير الخفافيش ..
و حين يحكمون بجلدك مائة جلدة في اليوم لأنّك انتصرت على الهاوية و نجحت في فكّ الطلاسم و تكنيس الأشباح من قلوب فتيان المدينة ، فأعرضي أعزّك الله يومئذ عن القوم الجاهلين و أمسكي بلسانك و بعقلك و بحيائك عن الزائفين ..و قولي "صبرا ..فلنا القلم و الزمن ..انّ وعد الله في سرّ كمين ..أنتِ هنا يا علّيسة الدهر سيّدة الأمر و النهي فقُصّي الجلود جيّدا و أبحري حيثما شئت ثمّة وجه الله و حنّبعل يرقبك و سندباد البحر يعدك بقصّة أخرى ..و لا تغرنّك المجالس و الكراسي و عدد المقاعد المزوّقة بالزنجبيل ..فلا خدور و لا قصور و لا قبور ..لا أحد انهزم و لا أحد انتصر و لا أحد يعلم الغيب غير علاّم الغيوب سوف ينجيك غدا من الكروب ..و سوف يمسي عليك المساء و حين تثقل الموازين ابحثي لك عن بغّال أو عن حمّال قديم يخفّف عنك وزرك ..و احذري حين ترسمين وجها آخر للمدينة من تلطيخ لوحتك بالزنابق المجفّفة بنار القرابين .. هل جلبت معك كلّ ألواحك الضاحكة ؟ ولا تنسي اللون الأحمر وقّعي به جيّدا هذا الليل الطويل ..ستشرق الشمس يوما ..لا تبكي قد تُصابُ اللوحة بالكآبة و قد تحزن الألوان فتحجم عن الرسم ..فمن أين لنا بضحكة الأطفال من هذا الزمان الفقير ؟ "عندئذ ضحكت الصدفة و قالت في نفسها :"عندئذ لا ذنب على الرسوم ".










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفنان عبدالله رشاد: الحياة أصبحت سهلة بالنسبة للفنانين الشب


.. الفنان عبدالله رشاد يتحدث لصباح العربية عن دور السعودية وهيئ




.. أسباب نجاح أغنية -كان ودي نلتقي-.. الفنان الدكتور عبدالله رش


.. جزء من أغنية -أستاذ عشق وفلسفة-.. للفنان الدكتور عبدالله رشا




.. الفنان عبدالله رشاد يبدع في صباح العربية بغناء -كأني مغرم بل