الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


على مشارف الستين

صبري هاشم

2011 / 11 / 30
الادب والفن


أنا هنا في ساحةِ هانا زوبك
أقفُ على مَشَارف الستين وحيداً
أمامي حديقةُ هامبولدت هاين
التي عصفتْ ـ بأشجارِها المغروسةِ بعنايةٍ ـ رياحُ
أُكتوبر .
إلى جواري مِن اليمينِ أسواقُ غزوند برونن
وخلفَ ظهري يقفُ المطعمُ الآسيويُّ حائراً
أنا هنا أقفُ ـ على مَشَارف الستين ـ وحيداً
لا موسيقى للهنودِ الحُمرِ تُطْربُني
ولا صديقتي الحمامة جاءتْ
أنا هنا
وعلى مسافةِ سنةٍ ضوئيةٍ يقفُ العراقُ وحيداً
مثلي تماماً
على عتباتِ الشيخوخةِ
يقفُ وحيداً
يفصلُني عنهُ الفقرُ ، مرضُ القلبِ ، وسرطانُ الدّمِ المُزمن .
تقولُ المُذيعةُ في قناةِ الجزيرةِ :
إنَّ العالمَ أصبحَ قريةً صغيرةً بعد ثورةِ الأنترنيت
وأنا أقولُ أمسى قارةً موحشةً يسيطرُ عليها جشعُ الرأسمال .
أقولُ أمسى
لماذا تقولُ المُذيعةُ دائماً: أصبحَ
بينما المساءُ يُشعرُنا بالأُلفةِ
حيثُ يلتقي العشّاقُ
ويتسامرُ البشرُ
عندما كان المساءُ مساءً ؟
أنا أقولُ أمسى
لأنَّ الظلامَ سيهبطُ كثيفاً في ليلٍ يسوقُهُ الرأسماليون.
العراقُ مثلي وحيداً يقفُ على عتباتِ الشيخوخةِ بلا صاحبٍ أو خليل .
أبناؤه الذين في المنافي استجلبوا إليه الغُزاةَ
ومعهم ذهبوا لغزوِهِ
أبناؤهُ الذين على أرضِهِ ، عنه لم يدافعوا
لم يصدّوا الغُزاةَ والخائنين
العراقُ في الطرفِ البعيدِ
يقفُ مثلي وحيداً ، مريضاً ، على أبوابِ الستين
يفصلُني عنهُ الفقرُ ، مرضُ القلبِ ، سرطانُ الدّمِ المُزمن ، والخائنون .

16 ـ 10 ـ 2011 برلين


***








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -أنا مع تعدد الزوجات... والقصة مش قصة شرع-... هذا ما قاله ال


.. محمود رشاد: سكربت «ا?م الدنيا 2» كان مكتوب باللغة القبطية وا




.. جائزة العين الذهبية بمهرجان -كان- تذهب لأول مرة لفيلم مصري ?


.. بالطبل والزغاريد??.. الاستوديو اتملى بهجة وفرحة لأبطال فيلم




.. الفنان #علي_جاسم ضيف حلقة الليلة من #المجهول مع الاعلامي #رو