الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كما من حمّى ينتفض المريض ،انتفض الشعب العربي من ظلم الطغاة !

ناديه كاظم شبيل

2011 / 11 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


كما ان لكل فعل رد فعل مساو له بالمقدار ومعاكس له في الاتجاه ، ولان الظلم لا يدوم كما يقول العراقيون البسطاء : (لو دام الظلم دمّر ) اضرم الشهيد التونسي محمد بوعزيزي النار في نفسه عندما وصل صبره لدرجة الاشباع ، وبما ان الثورة الشعبية توقد من شرارة صغيرة ، سرت هذه الشرارة لتعم الوطن بأكمله مما حدى بالرئيس التونسي بالفرار مذعورا ليعم ضيفا مريضا عند (حامي الحرمين الشريفين ) مخلفا في قصره كنوزا لم تنفعه في يومه الاسود .
ان سهولة الاطاحه بالرئيس زين العابدين بن علي اثارت دهشة واعجاب ملايين المظلومين في وطننا العربي الكبير ، وساهمت بشكل كبير في كسر حاجز الخوف والرعب الذي كان نتيجة للممارسات القمعيه في السجون العربيه والتي كان من اشدها ايلاما هي الاعتداءات الجنسيه التي يقوم بها المشرفين على التحقيق ، والتي كانت الرادع الرئيسي في احجام الشباب وبالاخص الاناث عن اعلان الرفض للحكومات الجائره او حتى للانتساب لقوى اليسار ، وكان للاسلوب الوحشي الذي قام به المجرم صدام بدفنه الاف الابرياء من شعبة احياءا في انتفاضتهم الشعبانيه العارمه التي شملت معظم محافظات العراق ، رادعا اخر في حالة صمت الشارع العربي ، فنظام حسني مبارك لايقل فسادا عن نظام بن علي ، وارض الكنانة اشبعها قائدها ظلما وجورا ، فهبت جموع الشعب بكل فئاته معلنة بصوت واحد : نريد اسقاط الرئيس . وكعادة الطغاة حاول زبانية الرئيس اجهاض الثورة باستعمال ابشع انواع العنف ، فشاهد ملايين البشر في كل انحاء العالم فداحة جرائم النظام بدهس المتظاهرين بالسيارت وضربهم بالهراوات ثم اطلاق العيارت الناريه وقتل العديد منهم رغم سلمية التظاهره ، وغسلت ساحة التحرير بالدماء الطاهره من الشباب القبطي والمسلم لا فرق بين الذكر والانثى فالشعب بكل فئاته هب ضد النظام ، فالظلم توزع بالتساوي بين مختلف فئات الشعب ، وكان لجهاز الموبايل والانترنيت الدور الكبير في نقل الوقائع الحيه ، فنظم الشباب من خلال الفيس بوك وتويتر مواعيد التظاهرات ، وعرض صور تفضح جرائم النظام البشعه بحق التظاهرين الابرياء. .
للاسف الشديد كانت الجماهير تعوزها القيادة الموجهه ، فبدت التظاهرات عفويه ذات هدف واحد هو اسقاط النظام الفاسد واستبداله بحكومة ديمقراطية ، والسبب هو محاربة الانظمه العربيه الفاسده لقوى اليسار وسجن كوادرها او قتلهم او تهجيرهم الى كافة ارجاء العالم الديمقراطي الحر ، وخلت الساحة الا من الاخوان المسلمين او الوهابيين والسلفيين الذين قاموا بدور وعاظ السلاطين للانظمه الفاسده وانتهزوها فرصة ثمينة لمصادرة الثورة لصالحهم الخاص .
وكلنا يعرف ان الاحزاب الاسلاميه ممولّة من قوى الظلام التي ينحصر همّها في استمرارية السيطره على سدة الحكم والسيطرة بيد من حديد على القوى اليساريه والعلمانيه ومحاربتها بتزوير اهدافها الانسانية النبيله في بناء حياة ديمقراطية عادله والارتقاء بواقع المرأة المتدني ومساواتها بشقيقها الرجل في كافة الميادين ، فعملت وبمساندة الحكام والملوك العرب بخلق جدا ر عازل بين الرجل والمرأة ،لمنع الفتنة والفساد بزعمهم المريض ، فكانت الصبية تزف لشيخ طاعن في السن او تهدى لاصحاب السلطة والنفوذ بحجة طلب الستر .
وهكذا استمرت الثورات تتوالى لتقتلع اعتى مجنون عرفته الشقيقة ليبيا والذي تفوق على حسني مبارك وصدام حسين في جرائمه البشعه بحق شعبه والابرياء الاخرين الذين ابتلوا بجرائمه في تصفياتهم .
ووصل الامر الى الشقيقه سوريا ، ولا اظن ان الامر سيختلف عن سابقاتها من الدول المجاوره فما هي الا فترة وجيزة ليسقط بشّار الاسد ويكون عبرة لمن يعتبر .
كي يدوم الربيع العربي ، على كافة القوى اليساريه ان تتحد وتقف بصمود واصرار في وجة قوى الظلام وتبيّن اهدافها الحقيقيه في اقامة المساواة والعدل لكل ابناء الشعب دون تفرقة او تمييز فالدين لله والوطن للجميع ، وعلى القوى اليساريه ان تعلن موقفها من قضايا المرأة التقدميه ومساواتها بالرجل وتغيير القوانين بما ويتناسب وروح العصر ، وحبذا لو قامت النساء من ذوي الاختصاص بسن القوانين العادلة لحماية المرأة من الظلم الفادح الذي يسومه لها المجتمع الابوي التسلطي ، وان يكون التعليم الزاميا لكلا الجنسين حتى نهاية المرحله المتوسطه .
وان تطور قوى اليسار اساليبها في نشر الوعي الثقافي والسياسي بين الجماهير عن طريق القنوات الفضائيه والانترنيت والمسرح والسينما والملصقات الجداريه ، وكل وسائل الاعلام المتوفره ، كي لا تضيع جهود الثوار العرب في ربيعهم الزاخر بالتضحيات ولكي لا تصبح الثورة مجرد حفلة تنكرية سرعان ماتنكشف عنها حقيقة الوجوه.
على منظمة حقوق الانسان واجب انساني كبير في تخصيص السجون العربيه الحاليّه لمن قام بتأسيسها فقط ليذوق وبال ماجنت يديه ، ولكي يكون عبرة للحاكم الجديد ، وبناء سجون اكثر انسانية كما هو الحال في السجون السويديه لعامة الشعب ، مع مراعاة الحالة المرضيه والنفسيه للسجين ، وان يمنع التعذيب النفسي والجسدي عن السجين منعا باتا يعاقب بموجبه المخالف وفق قوانين مستحدثه ، ويمنع منعا باتا حجز قريب المتهم في حالة اختفاء المتهم كما هو الحال في الوطن العربي.
مثل طفل يتعرض للسقوط في بداية حياته ، قد تتعثر ثورات الربيع العربي ولكنها ستقف من جديد مزهوة بثمار النصر الاكيد وهو تحقيق العدالة الاجتماعيه والحريه والديمقراطيه ومنع الفساد الاجتماعي بكل انواعه وفضح المفسدين دون خوف او وجل لينالوا القصاص العادل ويكونوا عبرة لمن يخلفهم ، عندها سيعيش الشعب العربي عصرا جديدا اسمه عصر الكرامة والحرية والديمقراطيه ، والى مزيد من الثورات يااحرار العرب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -أسلحة الناتو أصبحت خردة-.. معرض روسي لـ-غنائم- حرب أوكرانيا


.. تهجير الفلسطينيين.. حلم إسرائيلي لا يتوقف وهاجس فلسطيني وعرب




.. زيارة بلينكن لإسرائيل تفشل في تغيير موقف نتنياهو حيال رفح |


.. مصدر فلسطيني يكشف.. ورقة السداسية العربية تتضمن خريطة طريق ل




.. الحوثيون يوجهون رسالة للسعودية بشأن -التباطؤ- في مسار التفاو