الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سميرة إبراهيم وهذا الشناوي الهارب من شمس الحقيقة

مجدي مهني أمين

2011 / 11 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


في برنامج "اليوم" بقناة التحرير، عرضت دينا تسجيلا وحوارا مع سميرة إبراهيم التي تعرضت لـ فحوصات عذرية إجبارية، وخبر اختفاء ضابط الأمن المركزي صائد عيون الأبطال، كان من المفروض أن يصدر اليوم، الثلاثاء 29 نوفمبر، الحكم في قضية سميرة، ولكنه تأجل ليوم 27 ديسمبر القادم، والملفت في الحوار مع سميرة هو استمرارها بنفس الروح والرغبة في التظاهر والاحتجاج، أي الاستمرار في موضوعها الأساسي،الثورة، لازالت بنفس صلابة الثوار بتدور على حق البلد، وفي سعيها لحقها تريد الوصول إلى النتيجة الثورية، فقد آن الأوان – في عهد الثورة- أن يحصل كل صاحب حق على حقه.

جراءتها لم تمنعها من عرض قضيتها، وثوريتها لم تجعلها تنكفئ على قضيتها بل حثتها من خلال قضيتها للدفاع عن دولة القانون في مقابل دولة البطش التي روج لها النظام السابق، واستمر فيها النظام الانتقالي الحالي في العديد من التجاوزات من الاعتقال، للمحاكمات العسكرية، للمحاكمات الاستثنائية، ثم البالون وماسبيرو والتحرير، تجاوزات سيعاقب عنها القانون، وسيحاكم كل من قام فيها بالبطش، وكل من أمر به، ومن حرض عليه، مثلما حوكمت رموز النظام السابق.

الأمل أن تنمو دولة القانون، وركيزتنا هنا، اننا في الأساس دولة قانون، والقانون في بلادنا مقننن، ولكن الأمل أن تنمو مكانة هذه الشجرة، حتى تصبح وارفة، أي شجرة خضراء مورقة ؛ يستظل بها الجميع دون تمييز، من الغفير للمشير، لا يتعالى عليها موظف رسمي برتبة ملازم أول مثل هذا الشاب الضابط محمد صبحى الشناوى، صائد عيون أبطال التحرير، هذا الضابط اللي حصل فجأة على لقب "باشا" ، وحصل على تهنئة العسكري المصاحب له: "جدع ياباشا " ، "جبت عين الواد " ، هذا الباشا المسئول، يعيش بعيدا عن القانون، يعيش بالقوة، مع انه المفروض انه حامي القانون، وهنا الخلل، من أعطاه الأوامر بالضرب، أيضا يعيش بعيدا عن القانون، يعيش بالقوة، مع أنه المفروض انه رقيب على هذا الشاب الشناوى في كيفية حمايته للقانون، وهنا الخلل أيضا.

واتدارك؛ فكل من اعتدى على سميرة ابراهيم، وقادها، طبقا لتعبيرها في الشريط التسجيلي الخاص بها، قادها إلى لحظة المذلة، كل هؤلاء وكل من أعطاهم الأوامر، أو حماهم ، وحمي الشناوي، من المساءلة، كلهم يعيشون بالقوة، يعيشون خارج القانون، ينفردون بالشعب، يمارسون معه قانونهم الخاص، قانون سكسونيا (1) .

سميرة وشباب التحرير يغذون شجرة القانون كي لا يتعالى أحد عليها، هذا هو الفارق بين هؤلاء الثوار، وبين اللاهثين وراء الكراسي، ومحترفي الانتخابات والصناديق، هذا هو الفارق، فسميرة والشباب يعدون، بفطرتهم ووعيهم وشجاعتهم، الغد المشرق لبلادنا ، بينما الساعون للصناديق يكتفون بالمتاح من ظل كي يحتموا فيه من بطش السلطة، أو أن يصبحوا هم جزء من هذه السلطة، والأمل ألا يتجاوزوا هم أيضا القانون، بل أن يسهموا مع شباب التحرير في إرساء دولة القانون، التي لخصها أحد شباب التحرير بقوله "إحنا عايزين حكومة كاملة الصلاحيات، ومجلس شعب كامل الصلاحيات،" .. مهم جدا حكاية كامل الصلاحيات دي، الصلاحيات هي اللي ها تحط المسئول في حجمه الحقيقي، يقدر يعمل كل المطلوب منه، ويُحاسب –في نفس الوقت-على كل اللي عمله.

فالصلاحيات المنقوصة، تستكمل بالتعليمات التي يمكن أن تقود لجرائم الكشف عن العذرية، أو اصطياد عيون الأبطال، أو لتقاعس وزارة بحالها زي وزارة عصام شرف عن القيام بدورها، أو عن ملاحقة الشناوي الهارب من العدالة، أو قل الهارب عندما اختفت شمس سكسونيا، وظهرت ملامح شمس القانون.

(1) في قانون سكسونيا؛ كان اذا ارتكب الفقير جريمة يقف امام الجميع عند اكتمال الشمس وتنفذ فيه العقوبة واذا ارتكب الغنى جرما يقف أيضا أمام الجميع، وعند اكتمال الشمس يعاقب فقط ظله الذى يظهر عند اكتمال قرص الشمس.










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيديو: الكوفية الفلسطينية تتحول لرمز دولي للتضامن مع المدنيي


.. مراسلنا يكشف تفاصيل المرحلة الرابعة من تصعيد الحوثيين ضد الس




.. تصاعد حدة الاشتباكات على طول خط الجبهة بين القوات الأوكرانية


.. برز ما ورد في الصحف والمواقع العالمية بشأن الحرب الإسرائيلية




.. غارات إسرائيلية على حي الجنينة في مدينة رفح