الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
تونس : عودة إلى مسألة ثورة أم إنتفاضة؟
ناظم الماوي
2011 / 11 / 30ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
![](https://www.ahewar.org//debat/images/fpage/art/7.jpg)
تونس : عودة إلى مسألة ثورة أم إنتفاضة؟
( فقرة من" تونس :أنبذوا الأوهام و إستعدّوا للنضال! - خطوة إلى الأمام، خطوتان إلى الوراء ! )
" إنّ الثورة إنتفاضة و عمل عنف تلجأ إليه إحدى الطبقات للإطاحة بطبقة أخرى" ( ماو تسى تونغ)
كجزء من مخطّط الإلتفاف على الإنتفاضة الشعبية ، أخذت وسائل إعلام دولة الإستعمار الجديد تبثّ وهم الثورة ناعتة ما حدث بداية بثورة الياسمين ثمّ بثورة الكرامة و سرعان ما رأينا الأوهام تنتشر إنتشار النار فى الهشيم و تغزو غالبية القوى " اليسارية" ،ناهيك عن القومية و غيرها .فطلع علينا ، على سبيل المثال الناطق الرسمي بإسم حركة الوطنيين الديمقراطيين فى وسائل الإعلام ، مؤكّدا أن طبيعة "الثورة " التى حصلت "ثورة ديمقراطية إجتماعية" . و من جانبه سرعان ما تحوّل حزب العمّال من الحديث عن إنتفاضة إلى الحديث عن "ثورة" ديمقراطية و ظلّ " الوطد " لأشهر ينعت الحدث بالثورة ثم أخذ بعضهم يستعمل مصطلح الإنتفاضة و بقي آخرون يستعملون ثورة أو إنتفاضة دون تفرقة أو معا فى ذات الخطاب إلى هذه الأياّم الأخيرة.
و كان المستفيد الأكبر من هذا التضليل و بثّ الأوهام البرجوازية الصغيرة من قبل جبهة 14 جانفي و آخرين هو القوى الرجعية ذلك أنّه ساعدها على توجيه الرأي العام ضد بن علي و عائلته و إنقاذ النظام ككلّ حكومة و مؤسسات و شرطة و جيش إلخ و إعداد العدّة على جناح السرعة للإلتفاف على الإنتفاضة الشعبية بشتى السبل و منها بالأساس توجيه النقد لشخص معيّن لا لنظام كامل إجتماعي - إقتصادي ، و بالتالى جعل بن علي كبش فداء و إنقاذ دولة الإستعمار الجديد و إعادة هيكلها و إخراجها فى ثوب جديد و بوجوه جديدة.
و عمّا تمخّضت " الثورة" المزعومة؟
لقد تمخّضت " ثورة " حزب العمّال و حركة الوطنيين الديمقراطيين و غيرهما عن مثلا :
1- حكومات ثلاثة جميعها دستورية تجمعية عمل رؤساؤها مع الجنرال زين العابدين بن علي.
2- توطيد الجيش بالدعاية له على أنّه عامل إستقرار و مساند للشعب و تعزيز صفوفه بإرجاع حتى المطرودين منه مهما كانت الأسباب و تبييض وجهه و كأنّه محايد هو الذى كان يأتمر بأوامر بن علي و يخدمه و قبله بأوامر بوقيبة و شاركهما الحكم و قمع الشعب.
3- تعزيز جهاز الشرطة بإرجاع الآلاف المطرودين و إنتداب آلاف أخرى و رفع أجور الأعوان على نحو لم يجنيه أي قطاع آخر.
4- بقاء جهاز القضاء ،رغم كافة الجهود النضالية المبذولة لتغييره بين أيدى القضاة الفاسدين و من ثمة بين أيدى ذات جهاز الدولة الذى لم يحطّم.
5- إستمرار جهاز الإعلام رئيسيا بيد الحكومات الدستورية التجمعية المتتالية و المحافظة على ذات توجه الدولة منذ بورقيبة إلى بن علي فى خدمة الطبقات الحاكمة و الإمبريالية العالمية ضد مصالح الشعب.
إلخ إلخ...
كلّ هذا ،عدا النتائج الأخيرة لإنتخابات المجلس التأسيسي ،و يدّعى ناشرو الأوهام البرجوازية الصغيرة أنّ ما حدث "ثورة" ديمقراطية أو ديمقراطية إجتماعية و ما إلى ذلك و أنّه ينبغى " إكمال مهام الثورة" و غيرها من الترهات لا لشيئ إلاّ لأنّ النظام أقدم على بعض التنازلات الطفيفة و منها شيئ من الحرّيات الإعلامية و الإعتراف بأحزاب.
لقد لخّصنا فى السابق أنّه لم تتمّ أية ثورة إلاّ فى خيال هؤلاء مدّعي تبنّى الشيوعية لأمرين إثنين متعلقين بالبنية التحتية و البنية الفوقية أي أنّه لا تغيّر نوعي / كيفي فى نمط/ أسلوب الإنتاج و لا تغيّر كذلك فى جهاز الدولة و الطبقات الماسكة به خدمة لمصالحها الآنية و البعيدة المدى و حدّدنا أنّ ما أنجزه الشعب لا يعدو أن يكون إنتفاضة و يبدو أنّ هناك تيّار الان صار يتشكّل و يقترب أكثر فأكثر من تبنّى هذه الحقيقة : إنتفاضة و ليست ثورة. لكن هناك أيضا خطر تكرار ذات الأوهام حتى فى صفوف الفئات الأكثر نضالية و فهما للمهزلة الإنتخابية بفعل رفع شعار " الشعب يريد الثورة من جديد" الذى يُقحم فيه مجدّدا مصطلح الثورة و يقرّ ضمنيّا و صراحة أن ما حصل سابقا " ثورة". و هذا من أفدح الأخطاء و تبعاته وخيمة للغاية و مخيبة الآمال و محبطة حيث عاجلا أم آجلا سيكون من عوامل عرقلة التعبئة الجماهيرية لأنّ غالبية الجماهير تعتقد فى فكرة خاطئة شائعة هي أنّ الثورة أنجزت و إنتهى الأمر و الآن حان وقت المضي نحو الإستقررار و البناء و جني ثمارها ، و لأنّ وجوها و أحزابا جديدة إعتلت سدّة الحكم و لها قاعدة إجتماعية عريضة و لم يقع بعدُ فضحها شعبيّا كبديل إمبريالي و فضج برامجها و القوى التى تمثّلها طبقيّا.
" إنّ الإستيلاء على السلطة بواسطة القوة المسلّحة ،و حسم الأمر عن طريق الحرب ، هو المهمّة المركزية للثورة و شكلها الأسمى . و هذا المبدأ الماركسي-اللينيني المتعلق بالثورة صالح بصورة مطلقة ،للصين و لغيرها من الأقطار على حدّ السواء " ("مقتطفات من أقوال الرئيس ماو تسى تونغ " ص 65).
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
التعليقات
1 - تحليل غير غير مادي
ماركسي لينيني مغربي
(
2011 / 12 / 6 - 22:59
)
طلع علينا السيد ناظم بما سماه تحليل لثورة تونس العظيمة و هو تحليل غير مادي لعدة اعتبارات منها :
ـ تناقضه مع مقولة ماو التي بدأ بها و هي : أن الثورة انتفاضة و هذا إقرار من المعلم ماو.
ـ الطبقة التي انتفضت في تونس هي طبقة البوعزيزي على طبقة بن علي.
ـ شاركت في الثورة جميع الطبقات المضطهدة و هو عامل أساسي في صفة الثورة .
ـ حسب التجارب الثورية هناك نوعان من الثورة :
ـ الثورة الروسية و هي عبارة عن انتفاضة.
ـ الثورة الصينية و هي عبارة عن حرب التحرير.
لو لم تكن ثورة تونس ثورة لما كانت لها امتدادات ما زالت مستمرة إلى حد الساعة و تؤرخ لمرحلة تاريخية غاب عنها اليسار الماركسي.
لو حضرها لينين لقال عنها إنها ثورة عظيمة أعطت إنطلاقة تاريخية و لأدخل على مفهوم الحزب و الثورة إضافات تخدم الماركسية اللينينية.
بقي السيد ناظم حبيس تطورات تونس و نسي امتداداتها بمصر و ليبيا و اليمن و سوريا و حتى البلدان الإمبريالية و لم تتوقف بعد تداعيات ثورة تونس العظيمة حتى نحكم عليه بالفشل أو النجاح.
.. ردود فعل الدول المغاربية على فوز اليسار الفرنسي في الانتخابا
![](https://i4.ytimg.com/vi/vjqtl0kyrc8/default.jpg)
.. عد تقدم اليسار في الانتخابات.. ماكرون يطلب من رئيس الوزراء ا
![](https://i4.ytimg.com/vi/HZnqsYhsm8A/default.jpg)
.. بعد فوز اليسار.. سيناريوهات تشكيل الحكومة الفرنسية
![](https://i4.ytimg.com/vi/crlbfUcR5i8/default.jpg)
.. حظوظ معسكر ماكرون في تشكيل الحكومة.. اختلاف اليسار يسهل المه
![](https://i4.ytimg.com/vi/8vYpV6lR2uQ/default.jpg)
.. الآلاف من أنصار تحالف اليسار الفرنسي يرفعون العلم الفلسطيني
![](https://i4.ytimg.com/vi/rpybIRPlM0M/default.jpg)