الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
محاولة لتحطيم أنف العالم ..
عبد العظيم فنجان
2011 / 11 / 30الادب والفن
![](https://ahewar.net/Upload/user/images/5d078164-d63f-45d7-89a3-13f8106bffdc.jpg)
( صياغة أخيرة .. )
____________________
أتدربُ ، مذ عرفتكِ ،على أن أكون خاسرا .
أضفتكِ ، مذ أول لهفة ، إلى مفقوداتي ، قبل أن يحصلَ ذلك ، وأفقدكِ فعلا .
لم احبكِ
إلا لأن الحبَّ تنشره الصبايا ،
على حبال الغسيل ،
لتتبخرَ ، من أرواحهن ، الطعناتُ تحت الشمس .
لم أغرم بكِ
إلا لأنكِ مخمورة ٌ بالألمِ وبالتوبيخِ ِ ، حدّ الثمالة .
وها أني أشربُ خمرَ غيابكِ ،
واضعا وجهكِ على طاولة مخيلتي لأسكرَ :
أسكرُ
من أجل أن اجرجرَ العالمَ من شَعره ،
وأرميه بين قدميكِ :
يصفعونكِ في البيتِ ،
فأسقط ُ ، بدلا عنكِ ، في الشارع .
أما امكِ فلن يغفر لها الشِعرُ ،
وستفرّ الجنة من تحت أقدامها نحو الشيطان ، لأنها تراني ، عندما تبكين ، طافرا من بين دموعكِ ، فلا تحرّك ساكنا .
تطبخكِ وجبة من تعاليم ،
وتبني ،
من صفعاتها على خديكِ ،
مطبخا تأكلكِ فيه العائلة ُ ..
احبكِ .
اقسمُ بالقمر ،
وهو يرفرفُ جريحا فوق رؤوس العشاق ،
إثر انفجار عبوّة ناسفة في قلبه .
اقسمُ بالخوف :
ينشرُ راياتِه فوق رؤوس متظاهرين ،
في مسيرة ٍ لا يعرفُ فيها أحدٌ أحدا .
لا يعرفون لِمَ هم هكذا محمولين على أكتاف الهتافات بدون فائدة .
احبكِ حتى الأخير .
حتى الأخير ، حتى الأخير
رغم أننا نعيشُ مرحلة ما بعده .
حتى عندما يأتي يومٌ
ترشّنا فيه خراطيمُ المياه بدموع الحكومة ،
حتى في وشايات الأصدقاء على بعضهم البعض ، من أجل عضّةٍ من تفاحتكِ المنهوبة منذ أول غابة .
ماذا أكثر من هذا شِعر ؟
ماذا أكثر من هذا جنون ؟
غير أني لا أعرفُ كيف احبكِ دون أن أسكرَ .
دون أن أبيتَ ليلتي عند عتبة اسمكِ ، فلا تمرين إلا وأنتِ مبتورة العواطف ، في سيارة طواريء .
أحسبُكِ تنادين الأقاصي من مستوصف الزمن ، وتحسبيني انادي الشِعرَ ، ممتطيا حصان الرصيف ، لكنني اغنيّكِ أيتها الشقية .
أخسركِ يوميا ، وأكتبُ :
إذا كنتِ امرأة ، فكوني امرأة حقا ، لأنني إذا ما سكبتُ عليكِ من مياه فرحي ، فلن تفيض على وجهكِ إلا صفعات اخرى ، يزرعها الأصدقاءُ على خديكِ ، واحدا تلو الآخر ، فتدفعني لأشرب من أقرب غيمة ترفرفُ فوق رأسكِ :
أسكرُ
كي أحطم أنفَ العالم ،
فلا يتحطم سوى رأسي ، وأنا أضربه بالحائط .
لكِ
أن تختفين في شِعري دائما ،
ولي
أن أقطعَ المسافة بين القصيدة والشـِعر حافيا .
أمشي على شظايا مرآة هاويتي المنثورة طول الكتابة ، فألمحكِ تقفزين ، من جملةٍ إلى جملةٍ ، وخلفكِ يقفزُ ثعلبٌ ، سيواصل لعبته ، حتى وأنا أحذفه من هذا المقطع .
غير أني مللتُ .
مللتُ أن احبكِ بهذا الشكل ،
حتى صرختُ ثانية :
إذا كنتِ امرأة ، فكوني امرأة حقا .
فخرجتِ من غرفة النقاط :
مشيتِ ، كالحِبر ، في عروق الحروف ، ولم أجد لكِ معنى عندما وضعتُ كلماتكِ ، تحت عدسة مكبرة :
يحتلني غيابـُكِ ،
واقترابي يحعلكِ تفلتين من قبضة الحضور .
احبكِ .
اقسمُ بكل ما فقدتُ من أصدقاء في الحروب ، وبكل جرعة خذلان كرعتها ، وأنا جالسٌ على شرفة الحب في الشوارع الخلفية .
أضمّكِ إلى مفقوداتي ، واغنيكِ ،
ثم أضحكُ جزعا ،
لأن اللعبة هذه لا يفهمها أحدٌ سواي :
أنا الخاسرُ مذ قلتِ : احبكَ ،
لأنني خالي الوفاض إلا من عطش الرحيل ،
ولستُ بنادم .
أنا الرابحُ الأزلي مذ تدرّبتُ على اضطرابكِ بين مقبض الوردة وغصن الخنجر ،
ولستُ فرحا :
لا فرق ،
ففي الحالتين يصفعكِ أحدٌ ما ،
فأسقطُ ، بدلا عنكِ ، في الشارع :
تجمعني امكِ مع دموعكِ ،
لأعودَ مثل نهر ٍ
ترمين زوارقكِ الورقية الى مجراه ،
ولا أفعلُ شيئا سوى أن أسكرَ :
أرفعُ قبضتي عاليا لأحطم انف العالم ،
فأرتطم بأول حاجز .
يركلني الجندُ على مؤخرتي فأطيرُ ،
كقنبلة تنوير في ساحة حرب .
اراقبكِ تغرقين غيابا ، واراقبني أفيضُ حبا لكِ ،
يوما بعد آخر ، حتى آخر ركلة ..
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. حبيها حتى لو كانت عدوتك .. أغلى نصيحة من الفنان محمود مرسى ل
![](https://i4.ytimg.com/vi/4U9S5FH-MJA/default.jpg)
.. جوائز -المصري اليوم- في دورتها الأولى.. جائزة أكمل قرطام لأف
![](https://i4.ytimg.com/vi/r_wuQqWwBmA/default.jpg)
.. بايدن طلب الغناء.. قادة مجموعة السبع يحتفلون بعيد ميلاد المس
![](https://i4.ytimg.com/vi/rjxOn_szJvI/default.jpg)
.. أحمد فهمي عن عصابة الماكس : بحب نوعية الأفلام دي وزمايلي جام
![](https://i4.ytimg.com/vi/hFanCCRQ4k0/default.jpg)
.. عشر سنوات على مهرجان سينما فلسطين في باريس
![](https://i4.ytimg.com/vi/rnU5jcBhHj8/default.jpg)