الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


محاولة لتحطيم أنف العالم ..

عبد العظيم فنجان

2011 / 11 / 30
الادب والفن


( صياغة أخيرة .. )
____________________

أتدربُ ، مذ عرفتكِ ،على أن أكون خاسرا .
أضفتكِ ، مذ أول لهفة ، إلى مفقوداتي ، قبل أن يحصلَ ذلك ، وأفقدكِ فعلا .

لم احبكِ
إلا لأن الحبَّ تنشره الصبايا ،
على حبال الغسيل ،
لتتبخرَ ، من أرواحهن ، الطعناتُ تحت الشمس .

لم أغرم بكِ
إلا لأنكِ مخمورة ٌ بالألمِ وبالتوبيخِ ِ ، حدّ الثمالة .

وها أني أشربُ خمرَ غيابكِ ،
واضعا وجهكِ على طاولة مخيلتي لأسكرَ :

أسكرُ
من أجل أن اجرجرَ العالمَ من شَعره ،
وأرميه بين قدميكِ :
يصفعونكِ في البيتِ ،
فأسقط ُ ، بدلا عنكِ ، في الشارع .
أما امكِ فلن يغفر لها الشِعرُ ،
وستفرّ الجنة من تحت أقدامها نحو الشيطان ، لأنها تراني ، عندما تبكين ، طافرا من بين دموعكِ ، فلا تحرّك ساكنا .

تطبخكِ وجبة من تعاليم ،
وتبني ،
من صفعاتها على خديكِ ،
مطبخا تأكلكِ فيه العائلة ُ ..

احبكِ .
اقسمُ بالقمر ،
وهو يرفرفُ جريحا فوق رؤوس العشاق ،
إثر انفجار عبوّة ناسفة في قلبه .
اقسمُ بالخوف :
ينشرُ راياتِه فوق رؤوس متظاهرين ،
في مسيرة ٍ لا يعرفُ فيها أحدٌ أحدا .
لا يعرفون لِمَ هم هكذا محمولين على أكتاف الهتافات بدون فائدة .

احبكِ حتى الأخير .
حتى الأخير ، حتى الأخير
رغم أننا نعيشُ مرحلة ما بعده .
حتى عندما يأتي يومٌ
ترشّنا فيه خراطيمُ المياه بدموع الحكومة ،
حتى في وشايات الأصدقاء على بعضهم البعض ، من أجل عضّةٍ من تفاحتكِ المنهوبة منذ أول غابة .

ماذا أكثر من هذا شِعر ؟
ماذا أكثر من هذا جنون ؟

غير أني لا أعرفُ كيف احبكِ دون أن أسكرَ .
دون أن أبيتَ ليلتي عند عتبة اسمكِ ، فلا تمرين إلا وأنتِ مبتورة العواطف ، في سيارة طواريء .

أحسبُكِ تنادين الأقاصي من مستوصف الزمن ، وتحسبيني انادي الشِعرَ ، ممتطيا حصان الرصيف ، لكنني اغنيّكِ أيتها الشقية .

أخسركِ يوميا ، وأكتبُ :
إذا كنتِ امرأة ، فكوني امرأة حقا ، لأنني إذا ما سكبتُ عليكِ من مياه فرحي ، فلن تفيض على وجهكِ إلا صفعات اخرى ، يزرعها الأصدقاءُ على خديكِ ، واحدا تلو الآخر ، فتدفعني لأشرب من أقرب غيمة ترفرفُ فوق رأسكِ :
أسكرُ
كي أحطم أنفَ العالم ،
فلا يتحطم سوى رأسي ، وأنا أضربه بالحائط .

لكِ
أن تختفين في شِعري دائما ،
ولي
أن أقطعَ المسافة بين القصيدة والشـِعر حافيا .

أمشي على شظايا مرآة هاويتي المنثورة طول الكتابة ، فألمحكِ تقفزين ، من جملةٍ إلى جملةٍ ، وخلفكِ يقفزُ ثعلبٌ ، سيواصل لعبته ، حتى وأنا أحذفه من هذا المقطع .

غير أني مللتُ .

مللتُ أن احبكِ بهذا الشكل ،
حتى صرختُ ثانية :
إذا كنتِ امرأة ، فكوني امرأة حقا .
فخرجتِ من غرفة النقاط :
مشيتِ ، كالحِبر ، في عروق الحروف ، ولم أجد لكِ معنى عندما وضعتُ كلماتكِ ، تحت عدسة مكبرة :

يحتلني غيابـُكِ ،
واقترابي يحعلكِ تفلتين من قبضة الحضور .

احبكِ .
اقسمُ بكل ما فقدتُ من أصدقاء في الحروب ، وبكل جرعة خذلان كرعتها ، وأنا جالسٌ على شرفة الحب في الشوارع الخلفية .

أضمّكِ إلى مفقوداتي ، واغنيكِ ،
ثم أضحكُ جزعا ،
لأن اللعبة هذه لا يفهمها أحدٌ سواي :

أنا الخاسرُ مذ قلتِ : احبكَ ،
لأنني خالي الوفاض إلا من عطش الرحيل ،
ولستُ بنادم .

أنا الرابحُ الأزلي مذ تدرّبتُ على اضطرابكِ بين مقبض الوردة وغصن الخنجر ،
ولستُ فرحا :

لا فرق ،
ففي الحالتين يصفعكِ أحدٌ ما ،
فأسقطُ ، بدلا عنكِ ، في الشارع :
تجمعني امكِ مع دموعكِ ،
لأعودَ مثل نهر ٍ
ترمين زوارقكِ الورقية الى مجراه ،
ولا أفعلُ شيئا سوى أن أسكرَ :

أرفعُ قبضتي عاليا لأحطم انف العالم ،
فأرتطم بأول حاجز .
يركلني الجندُ على مؤخرتي فأطيرُ ،
كقنبلة تنوير في ساحة حرب .

اراقبكِ تغرقين غيابا ، واراقبني أفيضُ حبا لكِ ،
يوما بعد آخر ، حتى آخر ركلة ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حورية فرغلي: اخترت تقديم -رابونزل بالمصري- عشان ما تعملتش قب


.. بل: برامج تعليم اللغة الإنكليزية موجودة بدول شمال أفريقيا




.. أغنية خاصة من ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محمد علي وبناتها لـ


.. اللعبة قلبت بسلطنة بين الأم وبناتها.. شوية طَرَب???? مع ثلاث




.. لعبة مليانة ضحك وبهجة وغنا مع ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محم