الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وشوشه ومشاور..وكلمة رأس!؟

عبد الحسين طاهر

2011 / 12 / 1
كتابات ساخرة


وهذا عنوان كنا نزين به سطور عمودنا الأسبوعي الذي نكتبه في الصفحة ألأخيرة من جريدة الحقيقة والتي احتجبت عن الظهور لسبب نظنه ضيق ذات اليد وكلمة راس ايضاً في بعض لهجات العرب تعني قول او رأي او نصيحة تسدى وربما سر يقال في اذن صديق دون ان يسمع الاخرين!! انتشر هذا القول كلمة راس عند الاخوة اهل الخليج اما المصريين فأنهم يقولونها( وشوشه ) والوشوشه وكلمة راس نسميها نحن في العراق(مشاور)! وقد أخذت هذه المفردة في لهجتنا العراقية معنى مختلفاً تماماً عن المشورة بمعنى تبادل الرأي والأخذ والرد وقد تسببت لنا المشاور بكوارث عديدة وعلى مر التأريخ ولكنها في عهد الطاغية كانت الأخطر وعرضتنا للكثير وبسببها فقد الكثير من العراقيين حياتهم كونهم اتخذوا منها وسيلة تخاطب وتفاهم فيما بينهم لتبادل النكات احياناً وتناقل اخبار المعارضة في احيان اخرى ...(وللتخابر) عن طريق وضع الفم في اذن المشاور عرفنا مقدار الذبذبات وطول موجات اذاعات المعارضة (بالكيلو سايكالات والميكاواطات) وكنا نسهر لنستمع اليها في ساعات الليل المتأخرة...وعن هذا الطريق ايضاً عرفنا التحايل على محطات التشويش التي كانت تنتشر في اثير العراق وفضائه وبواسطتها (كلمة راس) وببركاتها تعرفنا على (الرفاق) الذين كانوا يتابعون خطواتنا ويحصون انفاسنا ومنها وفيها عدنا اتصالنا بالشيوعيين الذين انقطعوا عنا او انقطعنا عنهم وعرفنا فيما بعد اولادهم واحفادهم وتلامذتهم ....وعن هذا الطريق كانت تصلنا اخبار (قضيتهم) قضية الكادحين ونعرف اهم تطوراتها وما يدور حولها وحول القضية العراقية من نقاشات ومساجلات وقرارات في المحافل الدولية وفي العالم ...ومن أجلها وحباً بها ادخلنا جلساتنا الخاصة او شبه العلنية في بعض المرات وجلساتنا المختصره جداً جداً!!! ادخلناها في هذا الباب وفي تلك الأيام وبأختصار شديد كانت الوشوشة والمشاور وكلمة راس تعني لنا قبلة الحياة التي تجىء بوضع الفم بالفم ولكنها قد تتحول او تنقلب الى موت محقق ولعلنا نتذكر في هذا الصدد أشهر حادثة مشاورة واخطرها على الاطلاق تلك التى حدثت اثناء أجتماع كان الطاغية يديره ويشرف عليه بعقلية سجان وجلاد في آن واحد ففي لحظة ازدادت صفرة وجهه والعياذ بالله اصفراراً ودق لديه ناقوس الخطر فقد لحظ (عدنان حسين) وعدنان هذا واحد من قيادات حزبه اتهمه بالخيانة حين وضع فمه في اذن احدهم وبيده ورقه صغيرة يريد دفعها الى احد اصحابه من الذين يعارضون صعود المقبور الى قمة الهرم ولم يتمكن المسكين (عدنان حسين) من أخفائها او التخلص منها ...كان له بالمرصاد حينذاك واحد من رفاق السوء (رفاق القيادة القطرية) وهذا الرجل كانت له مواقف سيئة كثيرة لانريد ذكرها ولا ذكر أسمه( ....) !!!! لقد وضع يده على تلك الورقة وبعد ذلك حدث الذي حدث .. حدث حمام من دم ومجزرة حقيقية تعمد الطاغية اشراك العديد من كوادر حزبه في فصائل الإعدامات ليوجهوا الرصاص الى اجساد بعضهم البعض وهكذا قتل من قتل وأخاف من أخاف وأرهب آخرين . وكلمة راس التي نريد قولها اليوم سبق وان قلناها في كل اللهجات العربية ومنذ ثمانينات القرن الماضي وقد الححنا بالقول والرجاء وقبّلنا (انوف العرب وحكامهم ) كي لا يقدموا أموالاً ولا سيوفاً ولا خناجر مذهبة لدكتاتورنا الذي كان يحكمنا بالنار والحديد... قلنا وقلنا وقلناها في صحافة وأدبيات وإذاعات المعارضة...آنذاك اعلنا اننا لانلتزم بتسديد القروض التي يقدمونها للدكتاتور ولا بأثمان السيوف والخناجرالمذهبة وقلنا ايضاً سنحملكم جزاءاً مما يفعل بنا الطاغية. كل هذا موجود لمن يريد العودة اليه في الأرشيف والصحف والمجلات واذاعات المعارضة وها قد جاء اليوم وتحقق الذي قلناه ومازال بالذاكرة نقول ( للسادة) كلمة راس خالصة ولكنها مدّوية اننا لن ندفع لكم ثمن الرصاص الذي اخترق ...صدورنا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا


.. فنانون مهاجرون يشيّدون جسورا للتواصل مع ثقافاتهم الا?صلية




.. ظافر العابدين يحتفل بعرض فيلمه ا?نف وثلاث عيون في مهرجان مال


.. بيبه عمي حماده بيبه بيبه?? فرقة فلكلوريتا مع منى الشاذلي




.. ميتا أشوفك أشوفك ياقلبي مبسوط?? انبسطوا مع فرقة فلكلوريتا