الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


زوبعة الكلمات

فاطمة الفدادي

2011 / 12 / 1
اراء في عمل وتوجهات مؤسسة الحوار المتمدن


يعرف المغرب اليوم ضجة كبيرة بعد الفوز الكاسح لحزب العدالة والتنمية، بحيث نجد هناك من يناصر هذا الفوز وبين رافض له بالإدعاء أن هذه الانتخابات مزورة رغم أنها في الظاهر تظهر مغرب الحداثة والديمقراطية، وأن هذا الحزب أحرز هذا النجاح من خلال تصويت المواطنين واختيارهم له ليمثل مرحلة جديدة في مغرب (القرن 21)، لكن الجميل ومايهم في كل هذه الزوبعات التي لم تعد تدر في فنجان، بل تعدته، لأن الزوبعة قوية وكسرت كل الفناجين التي لا طالما تبجحت بجمالها كطاووس منفوش الريش، وبمكانتها الاجتماعية.
أقصد هنا تلك الأحزاب التي عمرت طويلا في دائرة السلطة، لكنها لا تخدم المغرب في أي شئ، ولم تجعله يرتقي في مصاف الدول المتقدمة، بل أعادته إلى الخلف بأميال وأميال، ليحتل ليس مراتب متأخرة، وإنما احتل وعلى جميع الأصعدة مراتب مخزية جعلته في أذيال المراتب وأوضعها، سواء في التعليم، الصحة، الاقتصاد، وحتى على مستوى السياسة منذ الاستقلال والمغرب يرزح تحت سياسة الخداع والمحسوبية وإلغاء المصلحة العامة، التي ترتقي بالمغرب. لماذا لا نتفاءل خيرا في حزب إسلامي لا تمنه خلفياته أو توجهاته، بقدر ما تهمنا الإنجازات التي يسعى إلى بلوغها.
في المغرب توالت حكومات متعددة، لكنها كانت كأرض فلاحيه متوارثة عن الأجداد يتقاسمها قطبين كبيرين هما: حزب الاستقلال والاتحاد الاشتراكي، لكن طيلة هذه السنوات التي تقاسم فيها هذين القطبين السلط ماذا حدث في المغرب؟ وماذا تغير؟ وما الجديد؟
لاشئ الوضعية راكدة منذ زمن بعيد، فالمغرب منذ الاستقلال وهو يسير بوثيرة بطيئة كسلحفاة فاتها الركب وتداعت بها السنوات وعجزت عن مسايرة الطريق، ماذا قدموا للمغرب؟ لاشئ الفقر وإقصاء الكفاءات المغربية، إقصاء الفئة الشابة تشغيل أبنائهم وإقصاء أبناء الشعب، حتى عند تفكيرهم في تشغيل أبناء هذا الشعب، فلا يمكن حتى ينال هؤلاء شواهد عليا ويمرون من أمام قبة البرلمان لنيل الشرف، أتعلمون شرف ماذا؟ شرف العصا لكي يتم فعلا المصادقة على شواهدهم والاعتراف بها ضمن المواثيق المغربية.
هؤلاء المتبجحون بانجازاتهم أين ملفات نهاية خدمتهم؟ أين ملفات وإحصائيات إنجازاتهم الطويلة؟ لم يقدموا شيئا سوى أنهم كانوا دائما يأتون بمخططات فضفاضة لتطبق على الشعب المغربي، نذكر مثلا: مدونة السير لكريم غلاب، هذه الأخيرة التي فصلت على قياس دولة غربية وليست لدولة بشمال إفريقيا بنيتها التحتية هشة لا زالت إلى اليوم تتطلع إلى إصلاحها وهيكلتها، أيضا في التعليم تطبق منظومة تعليمية فاشلة بكل المقاييس ، لا تراعي البعد الديني ولا الثقافي ولا الاجتماعي، ولا الخصوصية المغربية.
عندما تطبق كفايات الإدماج في المنظومة التعليمية مثلا: أن تعطي التلميذ نماذج وأمثلة من خلال درس معين وتترك له مثلا تمارين منزلية لينجزها، من سيساعده في إنجازها؟ ومن سينجزها معه؟ ونحن نعلم أنه أكثر من نصف المجتمع المغربي يعاني من الأمية، هذه العملية تصلح أن تطبق في مجتمع متعلم، بحيث يعود الطفل من المدرسة فيجد من يساعده، وليس طفلا في المغرب يرجع ليرمي بالمحفظة ويخرج للشارع للعب لأنه ليس هناك من يساعده. فهنا لا يمكن صنع جيل متعلم، وإنما صنع جيل صحيح بشهادات عليا، لكن بجماجم فارغة المضمون والمحتوى، وعندما سيصبح جيلا حاملا لشهادات عليا وسنحتاج إلى توظيفه في مجالات متعددة، فسنكون جيلا آخر أسوء منه. أما على مستوى الصحة، فيكفي الحديث عن زنازين للمساجين، وليس للاستشفاء وتقصد للعلاج. عندما يدخل مواطن مغربي للمستشفى ويجده يعج بالقطط التي تصول وتجول بين المرضى لا يمكن التفريق بينها وبين عدد الأطباء الذين في المستشفى، فحتى ولو دخل المريض بداء واحد يعاني منه، فسيخرج منه وهو يشكو من كل الأمراض الموجودة على سطح الكرة الأرضية، بطبيعة الحال الحكومات السابقة لم يكن يهمها مجال الصحة، لماذا؟ لأنهم كانت لهم مصحات خاصة يرتادونها سواء داخل المغرب أو خارجه، هذا إن اعترفوا بالمصحات المغربية الخاصة أصلا، بل هم كانوا من صنع فرنسا على مستوى التعليم، وحتى على مستوى الاستشفاء توجد دول أخرى يلجؤون لها في وقت المرض، عندما تسأل وزيرة للصحة من حزب الاستقلال عن مرض اللشمانيا، فتبدأ بالضحك والسخرية من مرض يجعل لحم الإنسان يتآكل، مرض يتداعى له البنيان الجسماني للإنسان، فلا تهتم، صحيح لا يمكنها أن تهتم لأنها لا تفقه شيئا في ميدان الصحة ولا حرفا واحدا.
هنا تطرح تساؤلات لماذا يتم توظيف أناس في مجالات لايفقهون فيها شيئا يرتادونها ويتطفلون عليها؟
عل الأقل كانت الصحة بخير ولو قليلا في عهد الشيخ بيد الله، لأنه كان طبيبا على الأقل عارفا بالمجال، الحديث طويل. لكن ما يمكن قوله فلنترك الفرصة لحزب لم نفكر يوما نحن كمغاربة أنه سيكون على رأس الحكومة، ولنترك له فرصة التغيير والبدء من جديد في إصلاح كل قطاعات الدولة التي شاخت وتآكل عليها الدهر، لا داعي لإصدار أحكام قبلية ومسبقة، ولا نشرع منذ البداية بالتسطير بأقلامنا الحمراء، صحيح أننا مللنا لكن لنجدد العزيمة ونتطلع للتجديد وانتظار الحصيلة ولا نعجل بالنتائج... وللحديث بقية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فلسطينيون يرحبون بخطة السداسية العربية لإقامة الدولة الفلسطي


.. الخارجية الأميركية: الرياض مستعدة للتطبيع إذا وافقت إسرائيل




.. بعد توقف قلبه.. فريق طبي ينقذ حياة مصاب في العراق


.. الاتحاد الأوروبي.. مليار يورو لدعم لبنان | #غرفة_الأخبار




.. هل تقف أوروبا أمام حقبة جديدة في العلاقات مع الصين؟