الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سلام محمد..صوت متفرد من سبعينيات الشعر الكوردي والى الان

عبدالوهاب طالباني

2011 / 12 / 1
الادب والفن



الشاعر سلام محمد ولد في 1954 في حي " رحيم اوا" الذي يصبح ويمسي على اضواء النار الازلية بمدينة كركوك ، درس الابتدائية والاعدادية هناك وحاز على البكالوريوس في القانون من جامعة بغداد في عام 1978 ، وكان والده المعلم في مدرسته الاولى هو مدرسه الاول في تعلم الالفباء الكوردية .
تفتحت ذائقته الشعرية من عمق الكلاسيك الكوردي ، ليوشحها في اواخر الستينات باصداء الشعر الكوردي الرومانسي الحديث ، وقد نهل من "كوران ، و هه ردي و كامران موكري " الكثير من معاني واسلوب قصائده الاولى ، لكنه وفيما بعد ، وفي بدايات السبعينات اختار طريق التجدد والحداثة التي ظهرت بواكيرها مع اعلان البيان الادبي الكوردي المعروف ب"روانكة" الذي دعا الى الخروج من الاساليب القديمة في الابداع الادبي شعرا وقصة ، ودعا الى فهم التغيرات الحاصلة في دنيا الادب المعاصر .
حاول ان يطبع مجموعته الشعرية الاولى عام 1970 ، وارسلها بيد احد اصدقائه الى بغداد ليتابع طبعها ، وهو ظل ينتظر ، ولكن بعد فترة من الوقت اخبره صديقه انه قد ضيع المجموعة في حادثة ، وتلك كانت كارثة بالنسبة اليه ، فترك فكرة طبع مجموعته الشعرية الى حين ، وربما كان من اسباب تاجيله لطبع نتاجه في كتاب ، انه قد لاحظ ان ثمة فرق كبير قد برز بين افكار واساليب شعره بين الستينات وما تلتها من احداث ادبية وسياسية رسمت صورتها على نتاجه الابداعي ، ولكنه ظل يتواصل مع عالم الابداع بنتاجات ثرة ، احتفظت ببصمات خاصة لعالم سلام محمد الشعري الخاص.
وقد عاش الشاعر سلام محمد ككثيرين من اقرانه حياة مليئة بالتمرد والمكابدات والماسي والملاحقات في اجواء اللااستقرار التي كانت تشهدها كوردستان والعراق عامة بعد ستينات القرن الماضي ، و ظل صوتا شعريا اخاذا ومتفردا ، وعلى الرغم من انزوائه لفترة ما بعد التسعينات ولكنه ظل اسما ذو معنى كبير ووهاج في سجل الشعر الكوردي الحديث ، وما زالت قصائده تترجم وتنال المحبة من الجيل الجديد ايضا.
هو من جيل الشعراء صلاح شوان ولطيف هه لمه ت وشيركو بيكه س و جلال ميرزا كريم ، وغيرهم من الاصوات الشعرية المتميزة في تلك الفترة والان ايضا.
يعيش سلام محمد بهدوء في السويد ، ولكن روحه الشاعرية ما زالت تزين عالمه بالكثير من الجمال والاستقرار والتعمق في دنيا الادب والثقافة عامة.
وهنا يسعدني ان انقل الى قراء العربية احدى قصائده وهي بعنوان "ليالي الوحدة" ، وهي من بواكير نتاجه الشعري نظمها عام 1979 ، ومنشورة في ديوانه الجديد الذي طبعت في السليمانية عام 2009 في 342 صفحة من القطع العادي .

ليالي الوحدة*


كلما اغمض عيوني عن سعير بعادك
اغرق في احلام ضاربة في العمق
تتحولين حورية فاتنة
تلبسين ثوبا ابيض حريريا ... شفافا
تقفين على مراة الوجنة الهادئة والساكنة لبحيرة لا حدود لها ، تحيط بك اسماك صفراء وحمراء
تتهادى مع زبد مياه البحر ذات السبعة الوان
وتنفرج السماء الزرقاء عن ابتسامة شفاهها الفاتحة
ونجوم تهطل ،
تبني لك سورا
من الموجات المتخمة بالضوء الكاسر للمرايا..
وانتِ ، بكل هدوء، تزيحين بانامل الدلال لهيب عبرات البعاد والغربة
و مع انفاس النسمة ، تتمايلين كنبتة وردة نرجس وحيدة في حضن صحراء محروقة
واحيانا تترنمين بصوت ساحر كثير النعومة " اف لهم فقد فرقونا عن بعضنا في جوف ليل كان يجمعنا"
وعندما افتح عيناي يا ملكة الحوريات ارى ان كاسي المملوءة الى النصف بعرقي المر قد تحولت الى نبع للعسل
و ان كل الفراشات الملونة لربيع سنين عشقنا قد تجمعن هناك،
وبكل هدوء ، يتمايلن رقصا على ضفافها ..

*ترجم النص الشعري ايضا من قبل كاتب الموضوع








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حبيها حتى لو كانت عدوتك .. أغلى نصيحة من الفنان محمود مرسى ل


.. جوائز -المصري اليوم- في دورتها الأولى.. جائزة أكمل قرطام لأف




.. بايدن طلب الغناء.. قادة مجموعة السبع يحتفلون بعيد ميلاد المس


.. أحمد فهمي عن عصابة الماكس : بحب نوعية الأفلام دي وزمايلي جام




.. عشر سنوات على مهرجان سينما فلسطين في باريس