الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قوى اليسار... وقفة مع الذات

إيمان أحمد ونوس

2011 / 12 / 5
ملف - حول دور القوى اليسارية والتقدمية ومكانتها في ثورات الربيع العربي وما بعدها - بمناسبة الذكرى العاشرة لتأسيس الحوار المتمدن 2011


1ــ هل كانت مشاركة القوى اليسارية والنقابات العمالية والاتحادات الجماهيرية مؤثرة في هذهِ الثورات؟ و إلى أي مدى؟
ج1- لا يمكننا بأي حال إنكار دور القوى اليسارية خاصةً، أو النقابات عامةً(مع التحفّظ على دورها السلطوي في بعض البلدان) في الحياة السياسية والاجتماعية لأي من هذه البلدان، ولو بشكل غير مباشر في كثير من الأحيان لسبب بسيط، وهو أن هذه الأحزاب لم تعد تمتلك الجماهيرية الواسعة التي كانت تمتلكها في القرن الماضي، وبالتالي فإن تأثيرها غدا ضئيلاً ومحدوداً، لكنه بقي مرتبطاً بأفكار العدالة الاجتماعية والمساواة ومناهضة الديكتاتوريات، وهذا ما جعل المناوئين لتلك الثورات أو التحركات يتهمونها بدايةً أنها من صنيعة اليساريين، بدليل اعتقال الكثيرين منهم في بعض الدول. وبما أننا قلنا أن جماهيرية هذه الأحزاب والقوى قد تضاءلت لاسيما بعد انهيار الاتحاد السوفيتي السابق، فإنها بذلك فسحت المجال رحباً أمام التيارات الدينية والأصولية- السلفية التي عززت مواقعها بين الجموع بفضل تأثير العامل الديني في حياة عامة الناس من جهة، ومن جهة أخرى بسبب عدم إجابة قوى اليسار على كثير من الأسئلة الكبرى المنطلقة من واقع كل بلدٍ على حدة، وهناك عامل آخر أعتقد أنه رئيسي لدى قوى اليسار، وهو عدم القناعة الأكيدة والراسخة بالفكر الذي تبنوه، وبالتالي ارتداد الكثيرين منهم ولو بشكل خفي إلى الحالة التقليدية الاجتماعية- الدينية وقناعتهم بان تأثير العامل الديني في الناس أقوى بكثير من تأثير فكرهم اليساري، إضافة إلى عامل هام وأساسي في انتشار الأصولية – السلفية، وهو دعم الأنظمة لها كي تأمن جانبها وتبتعد عن مناهضتها في هذه الدول.
2- هل كان للاستبداد والقمع في الدول العربية الموجه بشكل خاص ضد القوى الديمقراطية واليسارية دوره السلبي المؤثر في إضعاف حركة القوى الديمقراطية واليسارية؟
ج2- بالتأكيد، فالقمع والاستبداد الذي واجهته القوى اليسارية والديمقراطية من قبل الأنظمة الحاكمة بشكل فاق كل معقول، أدى بالكثيرين من هذه القوى إلى التراجع والتقهقر إما إلى ساحات العدم واللامبالاة، أو إلى ساحات الردّة إلى الإيمان والتقوقع على الذات، أو إلى الهجرة خارج فضاءات الوطن، ومن بقي منهم قد دخل حالة التحالفات مع السلطة اعتقاداً منهم أن هذه التحالفات ستمكنهم من الوصول إلى الجماهير، لكنهم للأسف تقوقعوا على بعض مكتسبات مقابل فاعلية شبه معدومة لدى هذه الحكومات، وبالتالي غدا وجودهم في كثير من الأحيان عالة على قوى اليسار الحقيقية الناشئة فيما بعد، وربما معرقلة لها في كثير من المواقف.
3- هل أعطت هذه الانتفاضات والثورات دروساً جديدة وثمينة للقوى اليسارية والديمقراطية لتجديد نفسها وتعزيز نشاطها و ابتكار سبل أنجع لنضالها على مختلف الأصعدة؟
ج3- بالتأكيد، يُفترض ذلك، وإلاّ فإن هذه القوى ستكون كمن يُغرّد خارج السرب. من هنا على قوى اليسار في العالم العربي خاصة استخلاص العبر والدروس من هذه الثورات، ومن الطرق التي سلكتها والآليات التي اعتمدتها حتى امتلكت كل تلك القوة في مواجهة الديكتاتوريات وقمعها الوحشي، كما على اليسار استنباط آليات ورؤى جديدة غير مسبوقة للتعامل مع الجماهير الواسعة- لاسيما في ظل التطور التقني التكنولوجي لعصر الاتصالات-، بحيث تتمكن من التأثير عليها من خلال طروحات وإجابات منطقية وعقلانية تتناسب وخصوصية كل مجتمع. وباعتقادي أن أهم الدروس التي يجب أن تُستخلص من هذه الثورات، هي آلية العمل الجماعي- الشبابي بإرادة حرّة وجريئة، أي الابتعاد عن آليات العمل التقليدية والتنظيمات الحزبية الحالية للوصول لأشكال وأنماط جديدة تتناسب وتطور الحياة بشكل عام، وكذلك المتغيّرات المجتمعية الثورية بشكل خاص. كما أرى أنه من الضروري لقوى اليسار مهما كانت مرجعياتها الأيديولوجية أن تعيد النظر بالأفكار والرؤى التي تعتنقها، وذلك من خلال إعادة قراءة النظرية بكل تفرعاتها وتشعباتها( ماركس، أنجلز، لينين، ماوتس تونغ، غرامشي...الخ) مما يسمح لهذه القوى أن تكون متمكّنة نظرياً من كل هذا وبعمق، وبالتالي يمكنها ان تستخلص من قراءاتها تلك ما يناسب واقعها الذي تعيش فيه, وكذلك عدم الاقتصار على أمهات الكتب التي أنتجتها النظرية من مصدرها الأساسي, بل يجب بالإضافة لأمهات الكتب، قراءة الشروحات والتفصيلات التي تناسب كل مجتمع على حدا بالتوافق مع النظرية الأم ونتاجاتها الأساسية( هادي العلوي، حسين مروة، سمير أمين، محمود أمين العالم... الخ)
4ــ كيف يمكن للأحزاب اليسارية المشاركة بشكل فاعل في العملية السياسية التي تلي سقوط الأنظمة الاستبدادية ؟ وما هو شكل هذهِ المشاركة ؟
ج4- بدايةً، قلت في جوابي السابق ما معناه أن شكل الأحزاب اليسارية التقليدية بما هي عليه لم يعد مقبولاً ولا فاعلاً في الشارع أو بين الجماهير، لأنها بصراحة ابتعدت عن نبض وآلام الجماهير في كثير من المواقف، ولذلك مطلوب منها أولاً إعادة اللحمة مع الجماهير واسترجاع ثقتها، لاسيما الطبقات الفقيرة والمسحوقة والمهمّشة، وهنا لا بد من إيجاد صيغة جديدة للعمل السياسي لهذه القوى يتناسب وجميع المتغيّرات داخلياً وخارجياً، عندها يمكننا القول أن هذه القوى يمكنها أن تلعب ربما دوراً هاماً في العملية السياسية للبلاد من خلال طروحات وبرامج عمل تستقطب هذا الشباب الثائر، مستغلّة إمكاناته اللامحدودة في التعامل مع روح العصر وتقنياته المتطورة باستمرار، وهي بذلك تمتلك مفاتيح القوة الأكبر في المجتمع ألا وهم الشباب، لأنها متى وصلت إلى البوصلة التي يفكّر بها هؤلاء الشباب وماهية رؤاهم وتطلعاتهم المستقبلية على صعيدهم الشخصي والعام، تتمكن قوى اليسار من امتلاك زمام ساحات الوطن، لأن هؤلاء الشباب هم عماد هذه الساحات والمجتمعات.
5- القوى اليسارية في معظم الدول العربية تعاني بشكل عام من التشتت. هل تعتقدون أن تشكيل جبهة يسارية ديمقراطية واسعة تضم كل القوى اليسارية والديمقراطية العلمانية ببرنامج مشترك في كل بلد عربي, مع الإبقاء على تعددية المنابر, يمكن أن يعزز من قوتها التنظيمية والسياسية وحركتها وتأثيرها الجماهيري؟
ج5- بتصوري هذا هو الحل، وإلاّ لبقي الحال عما هو عليه اليوم من تشتت وضعف وترهل، ولكن وبحكم العقلية والذهنية السائدة لدى الكثيرين من هذه القوى(عقلية السيادة والتحكّم بالأمور) ربما تجعل من هكذا أمل- الوحدة- حلماً بعيد المنال، لأن ما خبرناه مثلاً في المعارضة السورية اليوم هو هذا التشتت لا بسبب الاختلاف في الرؤى والمعتقدات أو الأفكار فقط، ولكن بسبب هذه العقلية التسلطية السيادية، وهذا ما عرقل جهود المعارضة السورية، وضيّع عليها فرصة توحيدها في إطار مشترك لأهداف أسمى.
6ــ هل تستطيع الأحزاب اليسارية قبول قيادات شابة ونسائية تقود حملاتها الانتخابية وتتصدر واجهة هذهِ الأحزاب بما يتيح تحركا أوسع بين الجماهير و أفاقا أوسع لاتخاذ المواقف المطلوبة بسرعة كافية؟
ج6- بطبيعة الحال، الأحزاب اليسارية تعتمد في برامجها السياسية والتنظيمية على قوة الشباب والنساء وإن كان بنسب قليلة ومتفاوتة، كما أنها أصلاً مؤمنة كما تزعم بحقوق المرأة وضرورة مساواتها مع الرجل في الحقوق والواجبات، ومن هنا أعتقد أنها لا بدّ فاعلة، خصوصاً بعد ما أبدته شريحة الشباب(ذكوراً وإناث) في المجتمع من مرونة حقيقية في التعامل مع التقنيات الحديثة والمتطورة من جهة، وفي الجرأة بمواجهة الديكتاتوريات القمعية من جهة أخرى. لذا بتصوري لا خيار آخر أمام هذه الأحزاب سوى الاعتماد على هاتين الشريحتين الشباب والنساء ليس فقط في الحملات الانتخابية وما شابهها، وإنما في كل مجالات عملها وأنشطتها، لأنه بدون الشباب والنساء تبقى الحياة عقيمة لا روح فيها.
7- قوي اليسار معروفة بكونها مدافعة عن حقوق المرأة ومساواتها ودورها الفعال، كيف يمكن تنشيط وتعزيز ذلك داخل أحزابها وعلى صعيد المجتمع؟
ج7- كما قلت سابقاً قضية المرأة قضية أساسية وجوهرية لدى قوى اليسار، لكنها للأسف مازلت ضمن القضايا المؤجّلة أو الموضوعة على رفوف الاحتياط، بمعنى استدعاءها وقت الضرورة، أو التفاعل معها أثناء المؤتمرات المحلية والدولية، فقضية المرأة لم تكن حتى اليوم قضية حساسة وراهنة بالنسبة لهذه القوى، بدليل ارتفاع معدل جرائم الشرف في مجتمعات يوجد فيها أحزاب شيوعية في الحكومة ومجلس النواب، وبدليل عدم الحث على تغيير الكثير من القوانين الداعمة للعنف والتمييز ضدّ المرأة في هذه المجتمعات، صحيح أن هذه الأحزاب لا تتأخر في التضامن مع بعض هيئات ومنظمات المجتمع المدني المعنية بقضايا المرأة إذا ما دعت الحاجة، ولكنه يبقى في إطار التضامن المعنوي لا المادي الملموس والمطلوب من أجل الضغط على الحكومة لتعديل هذه القوانين مثلاً. من هنا، نجد أنه على هذه الأحزاب والقوى اليسارية تبني هذه القضية المجتمعية الحساسة بكثير من الإيمان والقناعة الراسخة بضرورة العمل على حلحلة معظم قضايا المعقدة والشائكة في المجتمع، لأن المرأة ليست نصف المجتمع فقط، بل كل المجتمع باعتبارها مربية الأجيال ذكوراً وإناث. فإذا ما نجحت هذه القوى والأحزاب في تلك المهمة، ووضعت قضية المرأة على سلم أولوياتها الأساسية في مرحلة التغيير الحالية، فإنها تكون قد وصلت بأهدافها تلك إلى كل شرائح المجتمع، وبالتالي فإن مجتمعاتها ستشهد تغييراً حقيقياً في تعاملها ونظرتها للمرأة.
8ــ هل تتمكن الأحزاب اليسارية والقوى العلمانية في المجتمعات العربية من الحدّ من تأثير الإسلام السياسي السلبي على الحرّيات العامة وحقوق الإنسان وقضايا المرأة والتحرر ؟
ج8- أعتقد أن جواب هذا السؤال يعتمد على جواب السؤال السابق، بمعنى أنه متى تمكنت هذه الأحزاب والقوى من تبني وحل قضايا المرأة الجوهرية والحساسة، يمكنها بالتالي التأثير الفعّال والحقيقي على بقية شرائح المجتمع، ولكن قبل ذلك يجب التفريق بين العلمانية والإلحاد، الإلحاد هذه الصفة التي تُطلق من قبل الإسلاميين على العلمانيين والتي جعلتهم يخسرون الكثير من مواقعهم وتأثيرهم على المجتمع، لأن الدين عامل حساس في حياة معظم الناس، وباعتقادي هذه إحدى المهمات الأساسية والملّحة أمام العلمانيين في هذه المرحلة المصيرية من حياة المجتمعات العربية السائرة باتجاه حكم الإسلاميين في معظم البلدان سواء التي شهدت ثورات كمصر وتونس وليبيا، أو تلك التي استبقت الحالة بتغييرات جوهرية على دساتيرها وأنظمة حكمها كالمغرب والكويت وسواهما. وهنا لا يمكننا أن نتجاهل ما حصل لحمّة الهمامي زعيم حزب العمال الشيوعي التونسي، والذي قضى جلّ حياته في النضال من أجل الشغيلة والفقراء، وأمضى سنوات من عمره في المعتقلات، ولم يغادر تونس أبداً، وكيف أنه لم يحصل سوى على ثلاث مقاعد في البرلمان، بينما حزب النهضة التونسي والذي كان زعيمه يتنعم بنعيم أوربا قد حصل على أغلبية مقاعد البرلمان التونسي وكُلّف بتشكيل الحكومة التونسية، ففي هذا مؤشر خطير على تأثير قوى الإسلام السياسي على المجتمعات العربية رغم التناقض في الحالة النضالية بين الطرفين( العلمانيين والإسلاميين) وهذا يستدعي تبني خطة عمل مغايرة لما كان سائداً من قبل العلمانيين واليساريين للوصول إلى معظم شرائح المجتمع عبر تبني مطالبها وتحقيق آمالها في العدالة الاجتماعية والمساواة، وكذلك الإجابة عن الأسئلة الكبرى التي تمس خصوصية كل مجتمع بعيداً عن استنساخ التجارب الأخرى التي قد لا تتلاءم والمجتمعات العربية، فإذا ما توصلت هذه القوى إلى تلك المرحلة، نقول أنه بإمكانها ليس الحد، بل التخفيف من تأثير الإسلام السياسي السلبي على الحريات العامة وحقوق المرأة والإنسان على حدّ سواء.
9- ثورات العالم أثبتت دور وأهمية تقنية المعلومات والانترنت وبشكل خاص الفيس بوك والتويتر..... الخ، ألا يتطلب ذلك نوعاً جديدا وآليات جديدة لقيادة الأحزاب اليسارية وفق التطور العملي والمعرفي الكبير؟
ج9- بالتأكيد، وهذا يتطلب تبني القيادات الشابة المؤهلة حقاً لاستيعاب تلك التقنيات بحكم مرونة التفكير والتعاطي معها، وإلاّ فإن أي جهود تُبنى على الآليات السابقة في العمل والنضال لا يمكن أن تأتي ثمارها كما نشتهي، فالتطور والحضارة لا ينتظران متقاعساً أو متواكلاً.
10- بمناسبة الذكرى العاشرة لتأسيس الحوار المتمدن، كيف تقيمون مكانته الإعلامية والسياسية وتوجهه اليساري المتفتح ومتعدد المنابر؟
ج10- كنت قد كتبت سابقاً مقالة في ذكرى تأسيس الحوار المتمدن، سأقتطف منها ما يليق بهذا الموقع الحضاري الحر:
كان الحوار المتمدن فينيقاً خرج بالمثقفين الأحرار، والكلمة الجريئة من رماد القمع والكبت والاضطهاد الذي عاث زمناً في فضاءات الروح والفكر فأسرهما في غياهب محار غاص عميقاً في بحور الظلمات والترهيب...
فينيقاً يطلع من رماد الذاكرة الحيّة... والعقل المبدع ليهبهما فضاءات لا متناهية للتحليق بجرأة وحرية في عالم الكلمة والحرف والحبر الرشيق النظيف، كي يُنصف عمراً كان مقصيّاً عن الفعل... مستلباً أبداً تجاه رّد الفعل ..
... فكان منبراً للمرأة عبر( المركز التقدمي لدراسات وأبحاث المرأة ) هذا المنبر الذي حمل كل آلام وآهات النساء فارتقى بهن نحو المطالبة الجريئة بحقوقهن.. والكشف الصريح والواضح عن مشاكلهن واضطهادهن والتمييز ضدهن... ابتداءً من النضال الخاص داخل الأسرة، مروراً بالنضال عبر المجتمع الكبير، وصولاً للنضال ضد المحتل المغتصب للأرض والبشر في فلسطين والعراق وكل مكان يشهد تضحيات النساء اللامتناهية ، وصمودهن في وجه كل ما من شأنه أن يسرق الوطن والحلم، فانبرت أقلام الأديبات والشاعرات والباحثات في فضاء هذا المنبر والمركز لتعلن ثورة فكرية على شتى أنواع الظلم والتمييز والاستلاب بكافة اتجاهاته..
الحوار المتمدن فاقت سمعته ومكانته كل توقع لإعلام إلكتروني حر، إعلام ديمقراطي، علماني، يساري، وطني يعترف بالتعددية واختلاف الرأي والحوار البنّاء على قاعدة أن الحياة تتسع للجميع...ولا يمكنها الاستمرار والتطور إلاّ بحضور الجميع أحراراً من كل تعصب وتحزب سوى للكلمة الجريئة والرأي السديد.. فهو فخر لكل من دوّن اسمه، وأدرج كتاباته عبر صفحات موقع اسمه الحوار المتمدن...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الشيوعية وهذا الزمن
رمضان عيسى ( 2012 / 1 / 12 - 11:07 )
هذا الزمن حالة شاذة في تاريخ البشرية وتاريخ الصراع حيث التميع الطبقي بامتياز , بسبب الحضارة الناعمة والعولمة المعلوماتية وتفكك المنظومة الاشتراكية . ان تراحع البناء الاشتراكي في روسيا جاء بأسباب داخلية بيروقراطية وفرق أجيال وتميع في التربية الشيوعية ,وانعكس هذا التراجع على الأحزاب الشيوعية في العالم وخاصة العربي لما له من مميزات خاصة جدا وأولى هذه الميزات هو العيش في المستنقع الديني والانعزال عن المجرى الثقافي العالمي , كل هذا جعل الاحزاب الشيوعية في أزمة , والانتماء للحزب الشيوعي هو القبض على الجمر ,فالمنتمي يتعذب ولا يستطيع أن يعلن عن عذابه , لأنه يؤمن بالجدلية المادية ويعيش في مجتمع أساطير ونصوص غابرة ليست لهذا الزمن .لهذا فالأحزاب الشيوعية يجب عليها أن تتحرك تحرك جبهوي لتوسيع قاعدة الأنصار مع المحافظة على الأدبيات الداخلية للتنظير الشيوعي . وضمن الجبهة التابعة للحزب يجب أن تقبل كل مؤيد لسياسة الحزب في الظرف الراهن وكل علماني وكل مؤيد لنظرية التطور وكل ليبرالي يرفض أدبيات الأحزاب الدينية , أو جزء منها , ومع اشتداد الصراع ستجد هؤلاء مدافعين عن الحزب أثناء الثورة والانتخابات .


2 - نعم انها الذات
سامي بن بلعيد ( 2012 / 3 / 29 - 05:23 )
تحية حارة للكاتبة على الطرح الموضوعي الرائع
وكم نحن محتاجين للوقوف امام الذات ومراجعتها
فالذات التي تضع نفسها في عمق الاشياء وتبتعد عن الحيادية تحكم على نفسها بالسجن في قمقم المفاهيم التي تصبح متعصبة لها دون ان تسطيع الوصول بها الى الجماهير مهما كانت عميقة في منطقها
والذات العربية بغالبيتها تمثل مركز الخلل الذي يحتاج الى اصلاح قبل اي شيئ آخر

اخر الافلام

.. -أسلحة الناتو أصبحت خردة-.. معرض روسي لـ-غنائم- حرب أوكرانيا


.. تهجير الفلسطينيين.. حلم إسرائيلي لا يتوقف وهاجس فلسطيني وعرب




.. زيارة بلينكن لإسرائيل تفشل في تغيير موقف نتنياهو حيال رفح |


.. مصدر فلسطيني يكشف.. ورقة السداسية العربية تتضمن خريطة طريق ل




.. الحوثيون يوجهون رسالة للسعودية بشأن -التباطؤ- في مسار التفاو