الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سوريا وروسيا : تحالف غير مقدس

رياض خليل

2011 / 12 / 1
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية


سوريا وروسيا : الأحرف نفسها : خمس أحرف متطابقة ، مع اختلاف في الترتيب . نعم إنه اختلاف في ترتيب الأولويات والنوايا والأهداف بين سوريا /السلطة / الدجاجة من جهة ، وروسيا /السلطة /الثعلب من الجهة المقابلة . إنها معادلة الافتراس الدرامية المثيرة .
سوريا تهرب من الحصار والمواجهة المحتدمة والمتنامية ، وتختار طريقا ذا اتجاه واحد وحيد إجباري ، ينتهي بها إلى أحضان الدب الروسي الجديد ، الذي نسي الغابة ، واختار الحياة واللعب في مقمرة السوق المزد حمة ، التي لها قواعدها الخاصة ، والتي تعتبر الأخلاق والمثل والمبادئ الخيرة والإنسانية سذاجة ومسخرة وغباء . . وتعتبر " الشطارة " بالتجارة السوداء وتسويق المصالح المافياوية على حساب أي قيم من أي نوع .
الصفقة مغرية جدا للأخوين : بوتين وميدفيدف ، سورية فريسة لاخيار أمامها سوى الارتماء في أحضان المفترس الروسي ، اللاعب الناشئ في الغابة ، والذي يبحث عن الأخذ والكسب ، باعتبارهما الغاية التي تبرر الوسيلة مهما كانت منافية للأخلاق ، روسيا الإبن ، وهو ليس النسخة المطابقة لروسيا السوفيتية الأب الذي كان يد فع .
الحصار يشتد على سوريا / السلطة ، ولم يبق أمامها سوى ممر إجباري ، لتهريب مايمكن تهريبه من أموال قذرة ومغسولة .. مع دفع العمولة المرتفعة للمحتكر الروسي . وهنا لم يعد ينفع منطق الثقة والأمانة المالية والتجارية وتقاليد السوق البيضاء ، بل سيحل محله منطق آخر ، تحكمه النوايا المبيتة غير الحسنة ، وإن شئت منطق التآمر والتضليل والمقامرة والمناورة بين الطرفين المتشابهين من زوايا عدة . وإن كان الخبث نافعا لروسيا ، فهو ليس ناجعا لسورية الذي لايسمح لها موقعها ووضعها سوى بالإذعان لشروط العقد المجحفة .
وحتى يحين موعد الوليمة الكبرى لروسيا .. بعيدا عن الشركاء والمنافسين الأقوياء ، ستظل تلعب بالكلمات والوعود والتصريحات الرنانة الطنانة ، لإقناع دمشق / السلطة ، بالكف عن القلق والخوف ، وطمأنتها من أي خطر محدق ، من خلال تأكيداتها على الوقوف إلى جانبها في تلك الضراء الفظيعة التي حلت على نافوخها البليد . وبوتين ينبري كالثعلب من خلال شاشة صغيرة ، ليؤكد أنه سيدافع عن دمشق ؟ ! ويمسك النظام السوري بالعبارة المقدسة ، يتمترس بها ، وترتفع معنوياته المنخفضة ، غير مصدق أنه في النزع الأخير . ولكن متى سيصدق ؟ هل سيدرك الحقيقة المرة قبل أم بعد فوات الأوان ؟ أم سيستمر يخدع نفسه ، ويتأمل بما لايمكن التأمل به بعد الآن ؟ متى سيدرك النظام في سوريا أن روسيا / القشة ، التي يتوهم أنها ستنقذه من الغرق الوشيك ، ستظل مجرد قشة لاتحتمل وزن السلطة السورية الغريقة ؟ وأيضا .. ما الذي سيحصل بعد أن تصبح الوليمة السورية جاهزة ، وبعد أن يأكل الأخوان بوتين وميدفيدف ، ولايشبعان ؟ بعد أن يأكلا السلطة السورية لحما .. ماذا سيفعلان بالعظام ؟ حينها هل سينكث الروس بمواثيقهم .. ويخونون الأمانة ، ويبيضون وجوههم أمام الجوقة الغربية ، ويتخلون عن العظام ، وباقي الصفقة ، وينحازون لفريق المشيعين في الجنازة التراجيكوميدية ؟ ومن سيحاسبهم حينئذ ؟
إذن سوريا / السلطة هي الجائزة المالية لروسيا ، وبعدها يحلها ألف حلال ، وكل ذلك على حساب الأخلاق ، وتجارة الموت والدم لها سوقها أيضا في قاموس رجال الأعمال الذين يهزأون بمفاهيم الوطنية والإنسانية والأخلاق والديمقراطية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسبانيا: آلاف المتظاهرين ينزلون إلى شوارع مدريد للدفاع عن ال


.. لماذا تتبع دول قانون السير على اليمين وأخرى على اليسار؟ | عا




.. مظاهرات في القدس تطالب بانتخابات مبكرة وصفقة تبادل والشرطة ا


.. Boycotting - To Your Left: Palestine | المقاطعة - على شمالَِ




.. رئيس الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة في إسرائيل: خطاب غا