الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في الليل سأحكى عن الليل

سعيد رمضان على

2011 / 12 / 1
الادب والفن


في الليل سأحكى عن الليل

في الليل سأحكى كيف نسجنا عشقنا بخيوط لا توجد مايشابها فى الحياة ..
وحبي يرتدى جسد امرأة سمراء ..
ولم يكن هناك امرأة أخرى يمكن أن ترتديه ..
لأنه فصّل في مساءات بهيجة، على قياس أمرأة واحدة ارتدته ولم تخلعه لحظة واحدة .
تأتى في مساء بهيج تعطره بأنوثتها ، فتداهمني بتوهج سمرتها ..
وكانت أنفاسها المعطرة بلهفتها تشعل النار في ليلتنا ..
أما الحب الذي أجدنا نسجه سويا ، في تلك المساءات المصحوبة بالدهشة والمتفجرة بالجنون ..
فكان علينا أن نتعلم كيف نحافظ عليه بتلك القوة المفرطة التي أجدنا نسجه فيها من خيوط البعاد ..
وفى البعاد ترتدي الحب بعشق أكثر منى ..
ترتديه وتعشقني .. ترتديه وتهمس بالجنون ..
وبكلمات مع غيري تترك غيرة أكثر إيلاما من البعاد ..
تكويني كالعشق المفرط نفسه الذي امتطانا ..
وبجنون أحارب غيرتي .. كأنني أنازل الموت لأتمسك بحبها ..
في الليل نجتمع وننسج تفاصيل الحياة ..
وبين الليل والليل .. تمضى ساعات لا نعرف ما نفعل بها، تقطع من رصيد عمرنا
ودون أن يكون لنا عمر أضافي نسد به عجزنا ..
في المساءات نتوهج بالنار نفسها ..
وفى المساءات نرسم تفاصيل عشقنا ..
نستمتع دون تعب بتأمل ملامحنا في عيون بعضنا ..
وعبر حوارات لا تنتهي نستمتع بالعشق الذي يظهر في الفواصل
وكانت لحظات الصمت الجنونية .. توقد بوحشية الرغبات في عتمة
الظلال ..
وبين ليل وليل يجتاح الحزن عواطفنا ..
ونحن نفكر في ليل ابتعد تاركا لنا الأحلام مع الوجع..
وليل يعاكسنا فيؤخر وصوله ..
في الليل سأحكى عن الليل
في الليل هي نفسها ..تأتى فتسحرني بسمرتها ..
تلك التي تملك الشوق لتنصت لشغف مشاعرى.
قادرة على أن تخلق لليلة سحرا .. وان توقظ جمال الأحلام
وتضرم النار في البرود ..
وحدها قادرة على إلباس الحزن ضحكته ..
وحدها قادرة على منح الحنان بلمستها
تفاصيل الليالي تثيرني .. وتمنحني الهدوء كما تمنحني الجنون ..
وهى هناك بجواري تنظر لي بعيون تنطق بعشقها ..
وتثير دهشتي .. كيف استطاعت أن تربى الحب في البعاد و ترويه بعشقها ..
بين ليل وليل ينجرف بى الشوق لعشقها .. لكنها تمضى في النهار بعيدة
كطائر مغترب يتألق في الغياب ..
معها فقط يمكن للحب أن يبتسم .. وان يكون للوجع إغراء يتلبسه ..
سمرتها التي تتوهج في الغياب .. يتلبسها حالة من الغواية
تشعل فتيل الرغبة وتسربها لدواخلي بنوع من السحر تملكه وحدها
كأن أنوثتها تملك بوصلة.. تهديها لإشعال الحرائق في جسد رجل .
وأنا الذي اكتوى بالاشتعال يداهمني حبها، في ساعات لا اعرف موعدها ..
فامتطى الجنون إليها ..محاولا إطفاء الحرائق ، فاكتوى بحرائق جديدة ..
وهى القادرة على الإطفاء تضرم النار .. ولا يلزمها سوى همسة ..
في الليل سأحكى عن الليل ..
وحبي يرتدى جسد امرأة سمراء ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - سحر الكلمات
فاطمة زيد الناجى ( 2011 / 12 / 3 - 11:33 )
ما أحلى أن تحكى عن الليل بالليل
كلماتك لها وقع السحر في النفس
تشكراتى أستاذ سعيد


2 - شكرا لك
سعيد رمضان على ( 2011 / 12 / 3 - 15:48 )
شاكرا لك الاهتمام والكلمات المعبرة
دمت بخير

اخر الافلام

.. أحمد حلمى من مهرجان روتردام للفيلم العربي: سعيد جدا بتكريمي


.. مقابلة فنية | الممثل والمخرج عصام بوخالد: غزة ستقلب العالم |




.. احمد حلمي على العجلة في شوارع روتردام بهولندا قبل تكريمه بمه


.. مراسل الجزيرة هاني الشاعر يرصد التطورات الميدانية في قطاع غز




.. -أنا مع تعدد الزوجات... والقصة مش قصة شرع-... هذا ما قاله ال