الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أيها الطلل ....المبارك

فرات إسبر

2004 / 12 / 23
الادب والفن


مساء الخير أيها الطلل المبارك .
في حقيبة يدي جواز سفر مزور لامرأة لا تنتمي لأي الجهات
وكتاب التاريخ بورقه الأصفر ،يعلن سقوط إمبراطوريته المتآكلة.
كان عليها أن تعيد تركيب الأصباغ لأن اللون تأكسد بغياب الأوكسجين .
زجاجة العطر لا تكفي لأزاحة هذه العفونة العالقة في بطن هذه الكتب المهترئة.
مساء الخير أيها الطلل المبارك ، يقيناً مني ،إنني لا أجيد الهروب، الفخاخ في المصيدة ، و الأوكار خرجت لملاقاتي.
غلطة واحدة كانت سببا في ما ارتكبته من أخطاء ،الحقيقة التي لا أنكرها ، إني أعجبت بالبطولات ، والخنساء كانت شاعرتي المفضلة ، وعنترة كان فارسي ، كنت أعشق سيفه البتار ، ليس في وجهي ، وأنما في وجه أعدائي.
ها هو عنترة بن عمي، ينهض، بسيفه يشحذ ، وأنا أصرخ به، لقد وودت تقبيل السيوف لأنها لمعت ….كبارق ثغرك المتبسم ، ولكن ليس في وجه أخوتي ،ولا ابنا ء عمي ، ولا أبنا جلدتي .
أنت أيها الفارس المتخفي أغمد سيفك لن تكون إلا الورق الأصفر لهذا التاريخ والرطوبة المتهالكة في جدرانه ،والعبسي لن ينهض، والخنساء لن ترثي أخوتها اليوم ، بل سترثي أبنا ء أمتها وجلدتها ودينها.
مساء الخير أيها الطلل المبارك من الأندلس إلى بغداد ،فتوحات مجدها التاريخ ،وتاريخ أحيته البطولات ، وعلم من أقصى الصين طلبناه ، كان وما زال تاريخا أورثنا المجد، وها نحن أحفاده نهدم الجدران .
مسا الخير أيها الطلل المتهدم .
الحصان والسيف والبطولات صار ت بالذبح وقطع الروؤس ، هنيئاً لمن لا رأس له ، لن تطله السكاكين باسم الله والفتح العظيم
في يدي كتاب تاريخ.. سيزّور ، في حقيبتي مذكرات امرأة ماتت وأحياها ،عندما قال لا لوأدها ….أحياها ،عندما علمها الشعر والبطولة والحرب في الحق ونصرة المظلوم.
لكننا اليوم ، قتلنا ارثنا الموروث، وما من أتدلس ولا من بغداد ،صار الدم مطلوباً في ثياب الاخوة.
أين دمك يا يوسف ؟
أين قميصك؟؟
أين سفينتك يا نوح ؟
من دلك يا قابيل على هابيل؟
ألا يجمعنا الدم والأرض والماء والله .
مساء الخير أيها الطلل المبارك
يا تاريخاّ مستباحاً ، يا كل المدن المفجوعة بأبنائك ، دماء الاخوة تجري فيما بينهم .
الأنبياء في السماوات العلى يتألمون ، من دلك يا هابيل إلى قابيل من دلك إلى هذا الخراب المبين
مساء الخير أيها الطلل المبارك
أعلن موتي باسمك ،ويا كل الفتوحات لن اعترف بك، دم أخي يجري في دمي ، ولكن بالهتك أتربص له ، بالذبح أتوعده .
أيها الطلل المبارك ، أتعلن عصيانك معي ؟
أم ستبقى أصفر اللون هزيلاً ، مريضاً ، تزيد من عفونتك رطوبة الحياة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استشهاد الطفل عزام الشاعر بسبب سوء التغذية جراء سياسة التجوي


.. الفنان السعودي -حقروص- في صباح العربية




.. محمد عبيدات.. تعيين مغني الراب -ميستر آب- متحدثا لمطار الجزا


.. كيف تحول من لاعب كرة قدم إلى فنان؟.. الفنان سلطان خليفة يوضح




.. الفنان السعودي -حقروص- يتحدث عن كواليس أحدث أغانيه في صباح ا