الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأب باولو دالوليو رمز الثورة السورية

طلال عبدالله الخوري
(Talal Al-khoury)

2011 / 12 / 2
العولمة وتطورات العالم المعاصر


الأب باولو دالوليو رمز الثورة السورية
كان بامكان الاب الايطالي باولو دالوليو ان يمضي خدمته الكنسية بموطنه الاصلي ايطاليا, معززاً مرفهاً, ولكن نداء المحبة الذي لقنه اياه معلمه رسول المحبة الصافية لكل الناس بما فيها الأعداء, جعلته يحط رحاله بدير مار موسى الحبشي,( بالسريانية ܕܝܪܐ ܪܡܪܝ ܡܘܫܐ ܚܒܫܐܝܐ, وتلفظ باستخدام احرف عربية كالتالي: دَيرو دمور موشِ حبشويو) لكي يمضي 30 عاما من عمره في البناء وخدمة اهل سوريا المسلمين منهم قبل المسيحيين ينهلون من رسالة محبته المخلصة.

لقد جعل الأب باولو من حوار الأديان بين المسيحيين والمسلمين هدف ورسالة له يريد ان يؤديها وأن يوصلها الى العالم, وقد قام بنشر كتاب بهذا الصدد تحت عنوان «الإيمان بيسوع، وحب الإسلام».

لم يقتصر عطاء الأب باولو لاهل سوريا على الحوار, وانما توج محبته بعمل وكد دؤوب وعلى مدار اكثر من عشر سنوات قام خلالها بترميم دير مار موسى الحبشي والذي كان قبل ذلك ديرا مهجورا و مجرد حطام لمبنى بيزنطي ولوحات جدارية متلاشية باهتة تعود إلى القرن الـحادي عشر الميلادي.
لقد قام الأب باولو بترميم الرسوم الجدارية والكنيسة بشق الأنفس. ثم قام بترميم بيوت الضيافة الحجرية المتمركزة بتناغم في التلال المرتفعة. ولكي يكون وفيا لحضارة سوريا العريقة, مهد الأبجدية والعلم, قام بترميم واستصلاح مكتبة الى جانب عدة مكاتب. ولم ينس ضيوفه من الزوار السوريين والاجانب ومن المسلمين قبل المسيحيين, فأنشأ لهم متنزه واسع النطاق.

ثم قام ايضا بتجديد دير آخر على بعد 30 ميلا، إضافة لبعض الكهوف القديمة التي كان النُسّاك يستخدمونها قديما كملجأ.

يعمل الأب باولو ايضاً مع القادة المسلمين المحليين في مشاريع تعليمية وبيئية وإقامة مؤتمرات في لاهوت التوحيد, حيث يجيد الاب باولو العربية مثل اهلها الى جانب عدة لغاة اخرى.

خلال اقامته وعمله بسورية على مدى اكثر من ثلاثين عاماً, لم يتدخل الأب باولو بالسياسة قط ! ولم يمالق الرئيس بشار الاسد او والده حافظ الاسد, لكي يحصل منهم على العطايا, كما يفعل رجال الدين السوريين والعرب, وهو الذي يحمل الجنسية الايطالية, وله شهرة ووزن على مستوى العالم, والتي من اجلها يسيل لعاب اي ديكتاتور عربي من اجل تسخيرها لتلميع صورته عالميا وأن أي طاغية مستعد من اجل هذا الهدف بدفع اي ثمن يريده الأب باولو ! راجعوا مقالنا: قس وعلماني, معضلة الكنائس العربية.

لم يستطع الأب باولو, وهوالذي يفيض بالمحبة والحق والذي يكره الظلم, ان يرى ابنائه من السوريين, يرتكب بحقهم الطاغية بشار الأسد وشبيحته المجازر الوحشية وبشكل يومي وممنهج, أن يلوذ بالصمت كما يفعل الجبناء ورجال الدين الدجالون, فقال كلمة حق عندما جبن الاخرون, ووقف بوجه الطاغية وقال له: كفى ارهابا ولا يحق لك بان تهمش اي فئة من الشعب, ويجب ان تحكم بالديمقراطية.

لم يعجب طبعا كلام الأب باولو الطاغية بشار وأمره بمغادرة سوريا؟؟

الأب باولو يرفض ان يغادر سوريا ويترك ابنائه للجزار وللغدر, وسيثبت, ولن يحيد عن الحق, لان معلمه قد تجلى بضوء باهر كالشمس رمز الحقيقة والحق.
طبعا بشار الاسد سيحسب كثيرا قبل ان يفكر بآذية الأب باولو, فهو له مكانته العالمية, وبشار يعرف بان ثمن آذية الاب باولو اكثر من ان يستطيع ان يتحمله نظامه البائد في هذا الوقت الحرج له.

الف تحية للأب البطل وابن سوريا عى مدى اكثر من ثلاثين عاما لموقفه المشرف الى جانب الحق والحقيقة.
ونحن نقترح بان يتم تسمية الجمعة القادمة للثورة السورية باسم الأب باولو رمز الشجاعة والحق والوفاء.
ونقترح ايضا بتسمية ساحة باسمه بعد انتصار الثورة وفاءاَ لاخلاصه لوطنه الثاني سوريا.


طلال عبدالله الخوري

هوامش:
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=265297

الويكيبيديا:
دير مار موسى الحبشي ( بالسريانية: ܕܝܪܐ ܪܡܪܝ ܡܘܫܐ ܚܒܫܐܝܐ دَيرو دمور موشِ حبشويو) هو دير سرياني قديم في سوريا يبتع جماعة دير مار موسى الحبشي الرهبانية بحسب طقس الكنيسة السريانية الكاثوليكية يقع على مسافة 80 كم شمال دمشق و15كم عن مدينة النبك، على سلسلة جبال القلمون السورية، يرتفع 1320م عن سطح البحر، تشير الكتابات على جدرانه أن بناء الكنيسة الحالية يعود إلى سنة 1058م
تعود تسمية الدير إلى القديس موسى الذي ترك الحبشة وهاجر إلى سوريا، وقد عاش أولًا في دير مار يعقوب التاريخي الشهير بالقرب من بلدة قارة شمالي مدينة النبك ثم أتى وادي الدير وأقام في إحدى المغر متنسكًا، حيث يقوم اليوم دير مار موسى. يتميز الدير بموقعه المهيب المشرف على وادٍ سحيق وفيه كهوف وآثار.
بعد أن طاف في أماكن مقدسة في سوريا قام المستشرق الإيطالي باولو ديل أوغليو (بالإيطالية
)Paolo dall Oglio
اليسوعي وسمي لاحقًا (الراهب بولص)؛ بزيارة الدير صيف عام 1982، لقضاء بضعة أيام في التأمل في هذا المكان المقدس، لكنه بعد ذلك قرر البقاء فيه وبدأ عملية ترميمه عام 1984. تطوع بعض الشباب للمساعدة في الترميم الذي استمر حتى صيف عام 1991، حيث بدأ الأب بولص بإعادة الحياة الرهبانية إلى المكان بمساعدة الشماس الحلبي يعقوب مراد








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - استلم امر بمغادرة سوريا
بشارة خليل قـ ( 2011 / 12 / 2 - 06:56 )
يبدو انه بالغ في الخروج عن نطاق العمل الرعوي وتأكيدا لشكي هذا هو طلبه الغاء امر المغادرة
ووعده بعدم مزاولة نشاطاته الاجتماعية والتزامه فقط بالجانب الديني
هو يعتبر سوريا وطنه الدعوي الاول ويتكلم العربية بطلاقة


2 - إفلاس النظام وكتبته، المعلق الأول كمثال
نبيل السوري ( 2011 / 12 / 2 - 07:51 )
من لايعرف من هو الأب باولو لن يستطيع أن يفهم
هذا رجل دين (ورغم أنني لاديني للنخاع) محترم ترفع عن سخافات الكهنوت المسيحي والإسلامي، وهو صوفي نزيه وصادق بحبه لسوريا ولشعبها وبدون مصلحة شخصية، وأصلاً هذا الرجل ليس له مصالح دنيويةاً
تعليقاته (الدنيوية) كما قال بوق السلطة المفلس تنبع من حبه للبلد والبشر، وهو لم يطلب إسقاط النظام أو شيء من ذلك، بل أن يتم التعامل بين الناس بإنسانية.... ولأن اللي فيه شوكة بتنخزو، فهم النظام أن باولو يصفه بأنه لاإنساني (يا عيب الشوم عليك يا باولو يا مفتري) فلم يتوانى هذا النظام الحضاري العلماني جداً عن استعمال الحل الأمني، وهو الشيء الوحيد الذي يجيده، مع هذا الإنسان المحترم، لأنه يتدخل بين الحاكم-الرب وبين عبيده، فحق عليه القول
رغم أنني أكره ذلك لكنه يسرني من زاوية أنه يعطينا فكرة عن الشطط الذي وصله النظام وومدى الأزمة التي يعانيها فصار يحارب الأشباح (وهو الشبيح الاختصاصي) والأوهام، وهذا دليل أنه آخر أيامه

لاتقلق يا باولو، إن رحلت إلى بلدك الثاني إيطاليا فذلك لأجل قصير وستعود قريباً لبلدك الأصلي سوريا
أما مدلسي النظام فباولو هو المواطن السوري الحر وأنتم العبيد


3 - المسيحي الحقيقي ؟
سرسبيندار السندي ( 2011 / 12 / 2 - 16:19 )
بداية تحياتي لك ياعزيزي طلال ، نعم هذه هى رسالة كل مسيحي حقيقي وهى قول الحق والحقيقة ولاشئ غيرهما وتعلقي ؟

1 : أليس معلمهم من قال (السيد المسيح ) ليكن كلامكم نعم نعم ولا لا ، ومازاد عن ذالك فهو من الشرير ؟

2 : أليس معلمهم من علمهم حب الجميع وحتى حب ألأعداء ؟

3 : أليس معلمهم من فدى نفسه عن أحبائه وغفر لأعدائه ؟

4 : أليس معلمهم من قال أتيت لتكون لكم حياة أفضل إن عملتم برسالتي ؟

5 : صدق من قال ( كيف تحب ألله الذي لاتراه ، بينما أنت تكره أخاك الذي تراه )؟


4 - مشارك في جرائم الأسد وحاشيته
Elias Ashor ( 2011 / 12 / 2 - 22:14 )
كرجل مسيحي
أقول كل رجل دين مسيحي يدافع عن القتلة ومصاصي دماء الشعب وسارقي لقمة عيش الفقراء، هو مشارك في جرائم الأسد وحاشيته


5 - شكر للسادة القراء والمعلقين
طلال عبدالله الخوري ( 2011 / 12 / 3 - 21:32 )
اتقدم بشكري وامتناني لكل السادة القراء والمعلقين واللذين قرأوا المادة وعلقوا عليها بأرائهم القيمة والتي اضافت للمادة واغنتها.,
واخص بالشكر الاستاذ نبيل السوري
والفاضل س السندي
وابن الاصالة السورية الياس الاشوري

كل المودة


6 - نظام جربان اقصائي
بشارة الخوري ( 2011 / 12 / 4 - 21:21 )
هذا النظام لا يريد من يبني بل يريد من يخرج وراءه ليؤيد سرقاته و ظلمه
و أعتقد ان العمل الرعوي من اركانه الاساسية العمل في كل الاتجاهات لصالح الرعية من اجل كامل حقوقها و الالاتقاء بها
و ليس كاشباه رجال الدين الحالين اللذين لا يستحون و يهينون ما يمثلونه بتقبيل الايادي و همهم ان يزدادوا ثراءً و ان يرضى عنهم الطاغية لا هم يجب ان يكونوا منارة لشعلة الشهداء
فهم اساسا وهبوا حياتهم للخدمة و التضحية لاجل الاخر
فهؤلاء هم تجار و خونة ليسوا كهذا الرجل العظيم


7 - تحية للأب باولو
أبو خالد الحزواني ( 2012 / 6 / 5 - 16:50 )
السلام عليكم
تحية للاب باولوا وتحية لكل الاخوة المسيحيين الشرفاء بكل العالم
وأشكر الاخ طلال على كتابة هذا الموضوع

اخر الافلام

.. 9 شهداء بينهم 4 أطفال في قصف إسرائيلي على منزل في حي التنور


.. الدفاع المدني اللبناني: استشهاد 4 وإصابة 2 في غارة إسرائيلية




.. عائلات المحتجزين في الشوارع تمنع الوزراء من الوصول إلى اجتما


.. مدير المخابرات الأمريكية يتوجه إلى الدوحة وهنية يؤكد حرص الم




.. ليفربول يستعيد انتصاراته بفوز عريض على توتنهام