الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التقدمية الواهمة في المنطقة العربية

مازن فيصل البلداوي

2011 / 12 / 5
ملف - حول دور القوى اليسارية والتقدمية ومكانتها في ثورات الربيع العربي وما بعدها - بمناسبة الذكرى العاشرة لتأسيس الحوار المتمدن 2011


رغم المشاركة الفعّالة للقوى اليسارية والتقدمية في الثورات الأخيرة في عدد من الدول العربية في منطقة الشرق الأوسط والعالم والتي هزت الرأي العام العربي وغيرت الكثير من الرؤية النمطية لشعوب هذه البلدان وقادت إلى تغيير الكثير من حكوماتها، إلاّ أن النتائج التي أفرزتها هذهِ الثورات إلى الآن صبّت إلى حد ما في مصلحة قوى الإسلام السياسي وحركتها في الشارع العربي. ورغم ذلك أصبح في مقدور القوى اليسارية والشيوعية و الديمقراطية أن تمارس اليوم عملها بشكل علني وفي ظروف هي أفضل عموماً مما كانت عليه من قبل ُ، مما يُحتم على هذهِ القوى موازنة حركتها وإعادة تقييمها ومواكبة التطورات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية والإعلامية الجارية في الساحة وجعلها تصب في خدمة التحرر والعدالة الاجتماعية والمساواة والثقافة المدنية العصرية وبناء المجتمع المدني الديمقراطي الحديث، وتطوير برامجها وخطابها السياسي وأساليب نضالها بما يتناسب والوضع السياسي الذي أفرزتهُ هذهِ الثورات، والاستفادة قدر الإمكان من التطور العلمي والمعرفي والطاقات الشابة والنسائية التي ساهمت بشكل مباشر في إسقاط الأنظمة الاستبدادية والدكتاتورية.
******************************************************
اسئلة الملف:

1ــ هل كانت مشاركة القوى اليسارية والنقابات العمالية والاتحادات الجماهيرية مؤثرة في هذهِ الثورات؟ و إلى أي مدى؟
هذا مما لاشك فيه،فالقوى اليسارية والنقابات والأتحادات كان لها الدور الداعم الأساسي،الا انها تفاوتت من بلد لآخر وكل حسب مدى قوة اليسار فيه،الا ان هنالك ترابطا او لنسميه تداخلا بين النمطيات الفكرية للمنتمين لهذه الفعاليات الشعبية،وما لانستطيع انكاره،ان هنالك تغيرا كبيرا اصاب هذه النمطيات اذا ما قارنّا النمطية الحالية والنمطية التي كانت واضحة ابان فترة تأسيس ونشاط القوى الرسمية اليسارية والديمقراطية في المنطقة العربية خلال أربعينيات وخمسينيات القرن الماضي،لذا فهي كانت فعالة من ناحية الحشد الجماهيري،الا ان اختلاف توجهاتها الفكرية أثّر بشكل كبير على النتائج اللاحقة،مما دعانا لرؤية تخلف قوى اليسار والديمقراطية سياسيا وصعود قوى أخرى محلّها......وهذا بحد ذاته يستوجب التوقف والتحليل والدراسة!

2- هل كان للاستبداد والقمع في الدول العربية الموجه بشكل خاص ضد القوى الديمقراطية واليسارية دوره السلبي المؤثر في إضعاف حركة القوى الديمقراطية واليسارية؟
هذا امر لايختلف عليه المنصفون،فالقوى الديمقراطية واليسارية تعرضت للقمع من قبل مايفترض انها مثيلاتها (اي القوى التي كانت افكارها وبرامجها المعلنة تحمل شعارات الحرية والعدالة والديمقراطية)، اي قوى السلطة التي ادارت شؤون البلدان بعد الأنقلابات التي حدثت أبان خمسينات القرن الماضي وستيناته،فأغلبنا قد شهد الأنقلاب الذي مارسته قوى السلطة على شريكاتها من القوى اليسارية والديمقراطية بعد الوصول الى السلطة والتمكّن منها والأنحدار الى الديكتاتورية المتمثلة والمتجسدة بأبراز شخصية الفرد الواحد وتحت أسم الحزب او الأئتلاف الحزبي الحاكم،مما ادى الى انكماش النشاط اليساري والديمقراطي في البلدان المعنية،خاصة وان لاقوى معارضة حقيقية او حتى كاذبة في بعضها كانت تستطيع الأعتراض على القرارات التي تتخذها السلطة،ادى هذا الأنكماش الى تشتّت الجهود وتغير القيادات مما دعى بعضها الى الغاء تواجده السياسي لأن البيئة أصبحت غير ملائمة للعمل.


3- هل أعطت هذه الانتفاضات والثورات دروساً جديدة وثمينة للقوى اليسارية والديمقراطية لتجديد نفسها وتعزيز نشاطها و ابتكار سبل أنجع لنضالها على مختلف الأصعدة؟
من المفترض ان قوى اليسار والديمقراطية قد أخذت دروسا سابقة،ومن المفترض انها كانت مستعدة للمساهمة الفاعلة الجديّة في الثورات الأخيرة، الا اني لاأرى اليوم اي جديد قد أضفته التجارب السابقة على مسار قوى اليسار والديمقراطية،مازالت القوى مرتبكة تحت تأثير ماحصل،حيث انها تعلم جيدا بأنها لم تكن مستعدة بالشكل المطلوب وأنها قد أضاعت الزمن الماضي في سقم الجدالات لأعادة البناء والهيكلة كي تتماشى مع متطلبات العصر الحاضر،ولا أعتقد بان تأثيرها سيكون واضحا قريبا اذا ما بقيت متمسكة بنهجها الديناصوري القديم،لأنها مازالت تمجّد التاريخ وصوره وانجازات الماضي دون النظر الى متطلبات الحاضر،حالها حال الوعي الجمعي لسكان المنطقة،مما دعى المتسلقون الجدد لأن يطالبوا بحصتهم من الحصاد على الرغم من عدم اشتراكهم في الزراعة.

4ــ كيف يمكن للأحزاب اليسارية المشاركة بشكل فاعل في العملية السياسية التي تلي سقوط الأنظمة الاستبدادية ؟ وما هو شكل هذهِ المشاركة ؟
هنا،يجب علينا اخذ كل بيئة على حدة وسيكون اجحافا بحق القوى المقصودة ان نطلق عليها حكما او رؤية أجمالية واحدة،القوى اليسارية والديمقراطية فقدت جزءا كبيرا من قاعدتها الجماهيرية كما بينّا سابقا،لذا فهي كانت موجودة شكلا ولم تكن موجودة مضمونا بين قوى الجماهير،لذا فأن مشاركتها في العملية السياسية ستكون محدودة جدا وعلى نطاق ضيق نتيجة الفسحة البسيطة التي ستحصل او حصلت عليها،وهنا سيعتمد الأمر على شركاؤها في العملية السياسية الجديدة،واعادة صياغة الدستور وأنفاذ قانون الأحزاب وتفاصيل تطبيقه،وأقصى ماتستطيع فعله هو اعادة بناء قاعدتها الجماهيرية من خلال القطاعات القريبة والمهمة للشعب من تعليم وصحة وزراعة....فهي تستطيع تشكيل مؤسسات خاصة تمارس عن طريقها العمل الجماهيري،من مثل المدارس،المستشفيات، المزارع لتوضح للناس برنامجها على ارض الواقع اذا ما استطاعت ان تدير السلطة في هذا البلد او ذاك او ان تكون جزءا من السلطة التشريعية والتنفيذية مستقبلا،وان لاتبق حبيسة كراسي البرلمان والتصويت على القرارات الصادرة او المظاهرات المعترضه، وان كان ذلك سيعتمد على حجم مشاركتها ونسبة الناخبين في المستقبل.

5- القوى اليسارية في معظم الدول العربية تعاني بشكل عام من التشتت. هل تعتقدون أن تشكيل جبهة يسارية ديمقراطية واسعة تضم كل القوى اليسارية والديمقراطية العلمانية ببرنامج مشترك في كل بلد عربي, مع الإبقاء على تعددية المنابر, يمكن أن يعزز من قوتها التنظيمية والسياسية وحركتها وتأثيرها الجماهيري؟
قد يكون مهما ايجاد صيغة توافق مؤسساتي بين هذه القوى على الصعيد الأقليمي من اجل ابقاء التشاور والتفاهم في القضايا التي تمس الأنسان وكرامته بشكل اساسي،لكن الأجواء الحالية غير مؤهلة لذلك،المرحلة الحالية تستوجب التركيز على العمل الداخلي،واعادة البناء والهيكلة وصياغة التنظيرات السياسية والأقتصادية وأشاعة الثقافة التقدمية العلمية التي اصابها الشلل نتيجة القهر والتجهيل من قبل الأنظمة الديكتاتورية السابقة،بأعتقادي ان هذا أهم من استهلاك الزمن لأيجاد مؤسسات موحدة للعمل المشترك،ولايضرهنا التواصل والتشاور بين تلك القوى لتبادل الأراء والخبرات أزاء قضايا محددة ومعينة.

6ــ هل تستطيع الأحزاب اليسارية قبول قيادات شابة ونسائية تقود حملاتها الانتخابية وتتصدر واجهة هذهِ الأحزاب بما يتيح تحركا أوسع بين الجماهير و أفاقا أوسع لاتخاذ المواقف المطلوبة بسرعة كافية ؟
ان قبول القيادات الشابة والنسائية يعد ضرورة ملحّة لأستمرار هذه القوى والتيارات، على ان يتم هذا الأمر تحت المشاورات المستمرة والدراسات المستديمة لمتطلبات الواقع بما يخدم المستقبل،ان التفكير الجدي من لدن القيادات الحزبية الناضجة يجب ان يحتوي على هذا العنوان ويجب ان يأخذ بنظر الأعتبار ان المؤسسة هي الأساس وليس الشخصية الفردية،وانا اعتقد جازما ان التأخر في فرز هذه العناصر الشابة ورفض بعض القيادات الأخذ بالنصيحة وآراء الأخرين الذي من شأنه التأثير على اعادة صياغة آليات التفكير والتطبيق، كان له الثقل الأساسي في الفشل الذي اصاب قوى اليسار والديمقراطية ومنعها من ان تستثمر برامجها المعلنة في سبيل خدة بلدانها،العالم والحياة تتجدد،ومتطلباتها تتغير، فلابد من مصاحبتها والا سنبقى متأخرين عن الركب الحضاري كما هو حاصل اليوم.

7- قوي اليسار معروفة بكونها مدافعة عن حقوق المرأة ومساواتها ودورها الفعال، كيف يمكن تنشيط وتعزيز ذلك داخل أحزابها وعلى صعيد المجتمع؟
نعم،ان قوى اليسار معروفة في الدفاع عن حقوق المرأة،ولكن هل استطاعت قوى اليسار والديمقراطية بناء الكوادر النسوية المؤهلة فكريا للعمل الجماهيري؟،المرأة عنصر فعال جدا ومهم جدا لأنه قادر على التأثير بشكل فاعل داخل مجتمعات مثل مجتمعاتنا العربية ناهيك عن أرتهان تربية الأطفال بالمرأة بشكل أكبر،لذا فليس من الحكمة الأعتماد على من يأتي من النساء للأنضمام الى هذه القوى،بل يجب التحرك نحو المرأة في كل القطاعات من اجل تفعيل دورها وأعطائها الأهمية التي تستحقها،والمحاولة جهد الأمكان على أشراك المرأة في المحافل السياسية والقطاعات الحكومية لتكون صورة واضحة لتصورات القوى اليسارية والديمقراطية عن المرأة ودورها.ان اعداد اوراق العمل والبحوث والمشاركة في الندوات الجماهيرية لهو من الأولويات التي تساعد على بلورة صورة المرأة المشرقة لتكون مثالا لغيرها وقدوة لمن يطمح في خدمة بلده.


8ــ هل تتمكن الأحزاب اليسارية والقوى العلمانية في المجتمعات العربية من الحدّ من تأثير الإسلام السياسي السلبي على الحرّيات العامة وحقوق الإنسان وقضايا المرأة والتحرر ؟
هذا موضوع طويل نسبيا ويتطلب مناقشة موسعة لتشخيص الأسباب والنتائج والمفترضات الواجب عملها مع الخطوات المهمة على المدى القصير والطويل،الا ان هنا مقتضب لابد من ايجاز الكلام بموجبه......الحد من تأثير الأسلام السياسي (السلبي) يجب ان يأت على ضوء استحضارات تشخّص مواقع الخلل الجماهيري والفراغ الذي تركته القوى اليسارية والديمقراطية بعد انكماشها، وتركت المجال واسعا لقوى الأسلام السياسي ان تعمل عليه وتستفيد منه،ولكي لانكون مكابرين او نغتّر بلا أسس قوية،فاني اقول ان الحد من هذا التأثير ممكن..... اذا ما استطاعت هذه القوى اليسارية والديمقراطية توحيد صفوفها والأنطلاق بخطط مدروسة من شأنها ان تحول السلبي المشار اليه الى ايجابي لصالحها،وهذا يستوجب أشراك المخلصين والوطنيين التقدميين وان لم ينتموا حزبيا الى احداها من اجل الأستفادة من خبراتهم الحياتية والفكرية والمهنية لبلورة متطلبات العمل على المستوى الحاضر والمستقبلي وعلى كافة الأصعدة،ان ماموجود حاليا يمثل فسحة تستطيع من خلالها القوى اليسارية والديمقراطية ان تعمل بشكل يتيح لها البقاء،خوفا من تردي الأوضاع وضياع هذه الفسحة.

9- ثورات العالم أثبتت دور وأهمية تقنية المعلومات والانترنت وبشكل خاص الفيس بوك والتويتر..... الخ، ألا يتطلب ذلك نوعاً جديدا وآليات جديدة لقيادة الأحزاب اليسارية وفق التطور العملي والمعرفي الكبير؟
مما لاشك فيه ان التطور هو جوهر الحياة والعمل ومن لايأخذ به فسينعزل تماما عن العالم، التقدم العلمي الذي سبقتنا اليه دول العالم الأول والثاني هو العائق الأساسي بين مستوى معيشة الفرد في تلك الدول وبين مستوى معيشة الفرد عندنا،يجب ويجب على القيادات الحزبية ان تحاول جاهدة ترحيل طريقة تفكيرها القديمة الى اجواء الحاضر،واكاد اجزم بوجوب ترحيلها الى اجواء المستقبل كي تختصر الزمن وترى الحاضر تحت مجرى التطور الى المستقبل،فبدون الثورة التكنولوجية التي سهّلت ويسّرت الأتصال واساليبه سنكون كمن يسافر على الجمل وعنده السيارة وهو امر مناف للمنطق،نعم من الممكن جدا ان تستفد القيادات من الأتصال التكنولوجي وتقنية المعلومات بوسائل اسهل واسرع،لذا فأن أشراك الكفاءات العلمية والمهنية في مثل برامج العمل هذه يجب ان يكون اساسيا لمتطلبات المرحلة الراهنة والمستقبلية.وما مشاريع الحكومات الألكترونية الا خير مثال على هذا الخيار وقد تم تطبيقه في دول عديدة،مما ساعد على انجاز المتطلبات بشكل أسهل وأسرع.

10- بمناسبة الذكرى العاشرة لتأسيس الحوار المتمدن، كيف تقيمون مكانته الإعلامية والسياسية وتوجهه اليساري المتفتح ومتعدد المنابر؟
حتى لاأكون مجاملا......أتقدم اولا بالتهنئة الخالصة لمجلس أدارة الموقع بمناسبة الذكرى العاشرة لتأسيسه واقول:
لقد ساهم الحوار المتمدن وعلى رغم العقبات التي واجهها بفسح المجال للجميع ومن انتماءات فكرية متنوعة ان تطرح آراءها وبحرية،الا ماشاب بعض تلك الحرية من سلبيات قد تكون تصرف شخصي من لدن الرقيب في بعض التعليقات،الا انه وبشكل عام ساهم مساهمة كبيرة في رفع مستوى الوعي الثقافي والسياسي والأجتماعي لدى شريحة كبيرة خاصة على الصعيد العربي واتاح المجال للتعارف بين المثقفين بمختلف انتماءاتهم الفكرية مما اسهم في تطوير صيغة الحوار المتمدن كخط عام يجب على المثقفين اتخاذه،وسيتعزز هذا الأنجاز عندما تبدأ قناة اليسارية بثها الفضائي قريبا كما يرجو الجميع لتصبح صيغة التفاعل اكثر تأثيرا وانتشارا مما قد يساعد على اختصار الزمن للأرتقاء بواقع الوعي الجماهيري الى مصاف اعلى مما هو عليه الآن.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - طروحات واقعية
علي الشمري ( 2011 / 12 / 5 - 19:03 )
الاخ العزيز مازن البلداوي الحترم
كل ما تفضلت به هو ما يعاني منه قوى اليسار والديمقراطية ,توحيد الجهود للوقوف بوجه تيارات الاسلاام السياسي ضروري جدا في هذه المرحلة ,لكن الانا والفوقية تحول دون ذلك ,التنظير والايدولوجيات سبب اخر يحول دون توحيد جهود اليسار,الدعم المالي يقف حائلا هوالاخر دون توسيع نشاطات القوى اليسارية بكافة المجالات.عدم تبديل القيادات بأخرى شابة وفق اطر ديمقراطية ساهم بشكل كبير في تحجيم نفوذ قوى اليسار اجتماعيا ,لان الكثير من الحركات اليسارية تعز بقياداتها وتعتبرها تاريخية ,فكيف يمكن أقناع المواطن بالديمقراطية وهو يرى قيادات معمرة لا تزال موجودة على رأس الهرم ؟ وهناك الكثير من التنظيمات اليسارية ترفض بشكل قاطع أي نقد يوجه اليها سواء على مستوى القيادة او التنظيم او الايديلوجية ويعتبرونها نوع من المساس بثوابت المقدسات ,يقابل كل هذا وجود اعلام مكثف مضاد لتوجهات اليسار وخطاباتهم ,وهناك ممن تم تجنيدهم لغرض أصدار فتاوي تكفيرية بحق كل من ينادي بفصل الدين عن الدولة ,وتغليب الدستور الوضعي على الدستور السماوي؟
تقبل تحياتي


2 - السلفية
مازن البلداوي ( 2011 / 12 / 6 - 04:38 )
الأخ المحترم علي الشمري
اذا..نستطيع القول ان السلفية تسربت الى الفكر اليساري والديمقراطي،وهنا نستنتج بأن كل مآسي السنوات الماضية لم تكن كافية ليعي اليساريون والديمقراطيون بأن التجديد هو جوهر البقاء ؟ وهذا يعني بأن اليسار أصبح لايختلف عن غيره من الأيديولوجيات، لا بل قد يتطابق معه ويتوافق، وهذا مايدعو الكثير من اليساريين وحتى الجمهور المؤيد له لمغادرته والأبتعاد عنه
لاأستطيع القول الا ان هذا هو مقتل الفكر الذي يدعو لتحرير العقول والأمكانات،اذ لايستطيع ان يحرر نفسه.
شكر لمرورك اخي
تحياتي


3 - يمين يرتدي قناع أليسار‏
طلال الربيعي ( 2011 / 12 / 12 - 22:10 )
ألعزيز مازن ألبلداوي ألمحترم
شكرا جزيلا على مقالك ألممتاز.
أن هذا أليسار ألسلفي وديناصوراته ألذي تشير أليه في مقالك وتعليقك لا يمت لليسار ألحقيقي بأية صلة رغم أدعائاته ألمغايرة أو حمله لأسم ألشيوعية. فقد تم ترويضه وتدجينه من قبل ألسلطة وأصبح بذلك جزءا من هيكل ألسلطة أليمينية وتركيباتها, رغم أدعاءات معاكسة ومنافقة. ومع أنه جسم يحتضر ألآن, فأنه لا يزال يشكل عائقا كبيرا أمام نشوء تيار يساري ديموقراطي حديث, كفوء وفعال, وملتصق بألكادحين وألمسحوقين ومعبرا, بألفعل وليس بألكلمة, عن مصالحها, وليس يمينا يرتدي زيفا وبهتانا قناع أليسار.
لقد آن ألأوان لأن نحكم على ألأمور بما يمليه ألواقع وليس بألتمنيات, وبعكس ذلك فأننا سنكرس وجود أليمين سواء ألبس قناع أليسار أم لم يلبس.
مع فائق مودتي


4 - الأنقراض
مازن فيصل البلداوي ( 2011 / 12 / 13 - 03:35 )
شكرا استاذ طلال
اي متتبع لمسيرة الأخفاق الطويلة يستنتج باكثر مما سطرته من خطوط عريضة هنا،ودفن الرؤوس في الرمل،لن يؤدي الى نتيجة من شأنها ان تكون لائقة بالتضحيات الجسام التي بذلها الرعيل الأول على الأقل،فاليسار روح تجددية متغيرة بموجب متطلبات الواقع وحاضره،ومن لايستلهم عناصر خلق هذه الروح سيبقى يراوح مكانه
تحياتي


5 - اسباب سيطرة الاسلامين ونيلهم الاغلبيه في اغل
افرام ابو جورج السويد ( 2011 / 12 / 18 - 08:21 )

ان ظروف الاستبداد والتهميش الذي اصابة المواطن خلال عقود من الزمن وفقدان دوره كمواطن فعال جعلت من المواطن يبحث عن هويه على الاغلب كانت دينيه.ونتيجه للاضهاد والفراغ السياسي لجأ قسم كبير من اليسار العربي الى احزاب جهاديه كحزب الله مثلا.واليسار لم يكن له هذا الدور الكبير بالعكس قسم من الاحزاب الشيوعيه الكلاسكيه خونت الثوار ووقفت مع الحكومات واعتبرت هذه الحركات جزء من مؤامره خارجيه هذا لاينفي دور اليسار العربي في تهيئة الاجواء خلال نضاله الطويل


6 - عطاء بلا طائل
مازن فيصل البلداوي ( 2011 / 12 / 18 - 12:56 )
المحترم افرام
لا احد يستطيع ان ينكر دور اليسار في رفع مستوى الوعي الشعبي، والتاريخ يشهد بذلك،الا اننا نتحدث عن نتائج استغلت المشاركة اليسارية موضع البحث وحولتها لصالح القوى المستفيدة،وكان الانغلاق والتشرنق اليساري للقيادات خاصة هما العاملان الاساسيان المساهمان في الوصول الى نتائج نراها اليوم واضحة وجليّة حيث انها بعيدة كل البعد عن المنهج اليساري
تحياتي مع الشكر لمساهمتك


7 - اليسار والتاطير
ميس اومازيغ ( 2012 / 1 / 4 - 20:29 )
عزيزي مازن فيصل البلداوي تقبل تحياتي/حقا لايمكن لأي منصف انكار دور اليسار الأيجابي طبعا في انفجار الثورات في اقطارنا غير انني اعتقد ان تاثيره لم يتجاوز ما كانت تتضمنه خطابات رموزه التي بقيت مجرد كلام لم يسبق ان اقترنت بالفعل على ارض الواقع بل المحير يا رجل هو ميل معظمهم الى اليمين بمجرد اتاحة الفرصة لهم بالفوز بكرسي بالمجالس النيابية او الوزارات وتحضرني هنا واقعة يساري مغربي وامانة للتاريخ ساشير الى اسمه وهو اولعلو كان وزيرا للمالية فرغم ما كان يتشدق به من مبادء اشتراكية فانه عمد الى خصخصة مجوعة من ممتلكات عامة.ان القمع لم يكن اليساريون موظوعه لوحدهم بل ايضا المتاجرون بالدين غير ان هؤلاء الأخيرين ركزوا جهودهم على التاطير والتنظيم الذين لم يوليا ما يستحقانه من اهتمام من قبل اليساريين ثم يجب الا يغيب عنا ان الفكر اليساري يتطلب مخاطبا مثقفا واعيا بخلاف الفكر الديني الذي يعتمد زعماؤه على الدهماء والأميين يجب الا يراهن اليسار على صناديق الأقتراع وهو مجرد من اهم اداة للفوز والتي هي التاطير والتنظيم وهذا يتطلب بذل اقصى ما يملك من جهد
تقبل تحياتي


8 - تشخيص وحلول
مازن فيصل البلداوي ( 2012 / 1 / 5 - 00:52 )
عزيزي ميس اومازيغ
شكرًا لمرورك وإفادتك الجميلة
على الرغم من ان المقال كان مختصرا اعتمادا على صيغة السؤال والجواب،وما تفضلت به انت يصب في ذات السياق
المنطقة بين المحيط الى الخليج لديها مشاكل اجتماعية بنيوية في تركيب الشخصية الانسانية المفردة،فتراها متذبذبة غير واثقة في كثير من المواضع والفكر اليساري لم يجد البيئة المناسبة لانتشاره بسبب هذه البنيوية،لذا،فقد كان يسبح ضد التيار،وعلى الرغم من النتائج البسيطة المحدودة التي حققها هنا وهناك،الا انه ظل حبيس المجموعات السياسية الصغيرة،وان كبر في منطقة ما لفترة،فقد عاد للانكماش مرة اخرى
الاحزاب الشمولية لديها مشكلة مستعصية مع الديمقراطية،ترفض التجديد والتجدد والحوار،وهذا ماقصم ظهرها
وكما تفضلت،فان من يعمل في النطاق الديني لايحتاج اكثر من ان يعيد شحن بطارية الوهم الراسخة في نفوس الناس وعقولها كي تعود للعمل،ولايحتاج الى نظرية وتفاصيل تطبيقية ومراحل،ومن هنا فأنك ترى سهولة التحرك والانطلاق والسيطرة.

شكرًا لك اخي مرة اخرى


9 - القرعة وشعر بنت الاخت
محمد البدري ( 2012 / 1 / 9 - 16:57 )
هناك مثل مصري قديم يقول: القرعة تتباهي بشعر بنت أختها. والقرعة هي الصلعاء. فعندما وصف اليسار المصري نفسه بانه تقدمي لم يكن باكثر من كونه يتباهي ليس بشعر بنت اخته انما بشعر من اكل وشرب علي جثثهم. فمن الاقوال التي رددها اليساريون طوال زمن المد القومي أو اليساري او الاشتراكي الاعرج بقياده العنصرية العربية احتجاجا علي المد الديني الاسلامي المتخلف بان في زمن الليبرالية امكن لمثقف ان يكتب لماذا انا ملحد ورد عليه متخلف اسلامي بكتاب لماذا انا مؤمن. تباكي اليسار علي تلك المرحلة لسبب بسيط انه لم يقدم خطابا يتجاوز هذين الكتابين فارتدت السهام اليه ولم يعد بقادر عبر تنظيماته واحزابه الرسمية مشاركة شباب الثورة. تحية للاستاذ مازن بمقالاته النقدية والمعرفية علميا وادبيا. شكرا والف شكر.


10 - ضياع
مازن فيصل البلداوي ( 2012 / 1 / 10 - 02:44 )
الاستاذ العزيز محمد البدري
شكرًا لمرورك وكلماتك القيّمة
المثل ذاته عندنا في العراق الا ان التباهي يتم بشعر الاخت!يعني لم نبتعد كثيرا
ان تعلم جيدا اخي وكما تمت الحوارات على بعض المواضيع،ان هنالك مشكلة كبرى تكمن في البنيوية الفكرية،ومن الظاهر والواضح حتى ان لا احد من دعاة اليسار يود الخروج من الإملاءات المحددة والصارمة للايديولوجيا،وهذه النقطة هي مقتل الفكر اليساري،لذا فهو يتوهم وجود الاستعداد لدى الشارع للأخذ بالتقدمية وكأنها سلعة يتعامل معها،وليس باعتبارها بناءا فكريا يجب ان يكون متواصلا على مدى زمني وترافقه تغييرات تطبيقية على ارض الواقع
هذا الخمول والانعكاف الذي ميز اليسار خلال السنوات الثلاثين الماضية جعل الفكر الاسلاموي ينشط ويوسع من قاعدته خاصة وقد كان مدعوما من قبل الانظمة الديكتاتورية للأخذ بالمجتمعات الى مرحلة الاعتقاد الرجعي
واليوم ترانا نحصد نتاج هذا الانكفاء والعجز عن تجديد الفكر اليساري
لان قياداته لاتملك القدرة على التفكير للتنظير

تحياتي

اخر الافلام

.. اجتهاد الألمان في العمل.. حقيقة أم صورة نمطية؟ | يوروماكس


.. كاميرا CNN داخل قاعات مخبّأة منذ فترة طويلة في -القصر الكبير




.. ما معنى الانتقال الطاقي العادل وكيف تختلف فرص الدول العربية


.. إسرائيل .. استمرار سياسة الاغتيالات في لبنان




.. تفاؤل أميركي بـ-زخم جديد- في مفاوضات غزة.. و-حماس- تدرس رد ت