الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


على الشيوعية ان تعلن عن نفسها كبديل شامل راديكالي

ريبوار احمد

2011 / 12 / 5
ملف - حول دور القوى اليسارية والتقدمية ومكانتها في ثورات الربيع العربي وما بعدها - بمناسبة الذكرى العاشرة لتأسيس الحوار المتمدن 2011


هل كانت مشاركة القوى اليسارية والنقابات العمالية والاتحادات الجماهيرية مؤثرة في هذهِ الثورات؟ و إلى أي مدى؟
ریبوار احمد: بلا شك أن هذا التأثير واضح وملموس. ولكن بلا شك أيضاً أنه كان مختلفاً بشكل كبير جداً من مكانٍ لآخر ومن ثورة لثورة. إلّا أن مفهوم القوى اليسارية والنقابات العمالية والاتحادات الجماهيرية هو مفهوم عام جداً وربما يختلف معناه من شخص لآخر. الواضح، من وجهة نظري، والجدير بالاهتمام هو أن دور الطبقة العاملة وتنظيماتها في ثورتي تونس ومصر كان بارزاً ومؤثراً بشكل كبير جداً، إذ لولا الدور والتدخل المؤثر لهذه الطبقة لكان مصير هاتين الثورتين وطابعهما أمراً مختلفاً تماماً. على سبيل المثال دور اتحاد الشغل في إشعال فتيل الثورة وتعبئة قوى الطبقة العاملة وجرها الى الساحة، وبالتالي كان دور الطبقة العاملة في إخضاع سلطة بن علي دوراً حاسماً.
كذلك كان دور الطبقة العاملة في الثورة المصرية الى الدرجة أنه لولا الحركة العمالية خلال العامين أو الثلاثة أعوام الماضية ولولا الاضرابات العمالية التي تبلورت لها مختلف أشكال الشبكات التضامنية والمؤيدة بين أوساط الشبيبة، لم يكن من الممكن تصور تلك الثورة بهذا الشكل وبهذا المضمون. والأكثر من ذلك أن من حكم مصير حكم مبارك بالسقوط في الأيام الأخيرة هو حضور الطبقة العاملة الواسع الى الميدان. وبالأضافة الى أن دور الطبقة العاملة كان حاسماً، كان له تأثير في تضييق المجال أمام القمع والقتل من قبل السلطة، كذلك تأثير على تعميق المضمون الثوري واستمرار مسار الثورة. في نفس الوقت كانت الطبقة العاملة تعاني من نقاط ضعف كبيرة أنها حددت من تأثير هذه الطبقة على الثورة حيث يمكننا الحديث عنها في فيما بعد.
‌‌
ولكن بالقدر الذي كان فيه دور هذه الطبقة بارزاً ومؤثراً في ثورتي تونس ومصر، فإنه كان غائباُ وغير واضح في الثورات الأخرى كثورات ليبيا واليمن وسوريا. فقد فشلت الثورة في ليبيا وتم فسح المجال لتستفيد الدول الغربية الأعضاء في الناتو منه في خلق سيناريو مأساوي من أجل مصالحها. وفي اليمن فإن حضور جماهيرالمضطهدة في الميدان لأشهر من أجل التغيير مع أنه كان يفتقر للراية والأفق الواضح فقد وصل الى طريق مسدود. أما في سوريا فإن المظاهرات مستمرة يومياً والمجازر متواصلة دون أن يكون هناك أفق واضح للحسم وتعريف واضح وثوري للتغيير ولنتائج الثورة لدى الجماهير المنتفضة. لهذا أتخذت القوى البرجوازية والرجعية على الأكثر دور صياغة الأفق. وباعتقادي فإن العامل الرئيسي لهذا النقص والمعضلات الكبيرة لدى حركات هذه البلدان الثلاثة، غياب أو هامشية دور الطبقة العاملة. وما أقصده ليس مشاركة الأفراد العمال الذي من غير شك يشكلون قسماُ كبيراً من الجماهير المنتفضة، بل ما أقصده هو حضور هذه الطبقة الى الميدان كما شهدناه في تونس ومصر. وعلى الرغم من أنها لم تكن تتمتع بصف سياسي وبديل وأفق طبقي مستقل، ولكن على الأقل كان دورها كطبقة بارزاً في الثورة بشعاراتها ومطالبها وأشكالها النضالية.

هل كان للاستبداد والقمع في الدول العربية الموجه بشكل خاص ضد القوى الديمقراطية واليسارية دوره السلبي المؤثر في إضعاف حركة القوى الديمقراطية واليسارية؟
ریبوار احمد: ليس هناك من شك أن الحركة العمالية والشيوعية واليسار كانت دائماً الهدف الأول لقمع الدول البرجوازية. وسبب ذلك واضح إذ يعود الى أن الحركات البرجوازية حتى لو اتخذت موقع المعارضة والخلاف مع الدولة فإنها لن تعرّض سلطة ومصالح الرأسمال للخطر. ولكن الشيوعية لن تستطيع الوصول الى أهدافها التي هي عبارة عن الحرية والمساواة والرفاه للجميع من دون إسقاط السلطة البرجوازية واقتلاع النظام الرأسمالي من جذوره. بهذا المعنى فإن قمع الحركة العمالية والشيوعية واليسار هو أحد معطيات الصراع والنضال الطبقي وهو أمر متوقع. لا يمكن لهذه الحركة العتب على البرجوازية لماذا تمارس القمع؟ ولا يمكنها أيضاً أنتظار عصر للاقتدار بحيث أن البرجوازية تقوم برغبتها بفسح المجال لهذا الحركة وتسلم الساحة لها وتمنحها الحرية. إذا رهنت الحركة مصيرها بتصور من هذا القبيل لن يتبقى أمامها أفق للنصر والنجاح.
وإذن مع أن القمع كان ومازال له دور كبير في الحد من التأثير وخلق العقبات أمام تقدم هذه الحركة، إلا أنه لم يكن عاملاً رئيسياً. إنني أعتقد أن العامل الرئيسي للاجابة على سؤالكم هو غياب شيوعية بروليتارية في الساحة السياسية لتلك البلدان. لأن اليسار بمعناه الواقعي هو في التحليل الأخير عبارة عن الحركة الاشتراكية العمالية، والاشتراكية العمالية لن تصل الى أي مكان بدون الشيوعية وبدون ماركس. غير أن ما متعارف عليه في تلك البلدان على أنه اليسار والشيوعية، ليس له أية صلة بالشيوعية العمالية لماركس. هناك الكثير من الحركات البرجوازية المختلفة أطلقت تسمية الشيوعية على نفسها من أجل الديمقراطية والإصلاح والتنمية الاقتصادية والعزة والتعالي القومي ..و..الخ. بهذا المعنى فإن الشيوعية في هذه البلدان حالها حال الأماكن الأخرى من العالم تم استخدامها خلال الخمسين الى الستين سنة الماضية استخدامات اجتماعية مختلفة وتم ابعادها عن استعمالها الاجتماعي كراية الحركة المعادية للرأسمال للطبقة العاملة من أجل تحطيم نظام العمل المأجور والملكية الخاصة. وهنا تم حرمان الطبقة العاملة من رايتها النضالية ومن وسيلة تدخلها السياسي المؤثر التي هي عبارة عن الصف السياسي المستقل أي الحزب الشيوعي العمالي القادر على إدخال هذه الطبقة حول راية وأفق سياسي طبقي مستقل منظم الى الميدان. ومن الواضح أن في غياب بديل طبقي مستقل للطبقة العاملة فإنه يتم جرها الى ظل راية الحركات والأجنحة البرجوازية المختلفة. هذه هي الحقيقة والواقع الذي يشكل العامل الرئيسي ومصدر ضعف دور الطبقة العاملة والشيوعية واليسار في كل تغيرات العالم العربي الآن.
هل أعطت هذه الانتفاضات والثورات دروساً جديدة وثمينة للقوى اليسارية والديمقراطية لتجديد نفسها وتعزيز نشاطها و ابتكار سبل أنجع لنضالها على مختلف الأصعدة؟
ریبوار احمد: كل ثورة تقدم دروس جديدة ومتنوعة. وهذه الثورات قدمت مجموعة من الدروس والتجارب الكبيرة والثمينة في مجال كيفية الانتظام والتنظيم الذاتي واتخاذ تكتيك فعال لتضييق المجال على القمع الممارس من قبل السلطة وتقليل فاعلية ودور الجيش والأجهزة الأخرى في قمع الثورة والكثير من المجالات الأخرى حيث أن توضيح وبيان الجوانب المختلفة لهذه الدروس هو عمل يقبِّل أيدي القادة وناشطي تلك الثورات خصوصاً القادة والناشطين العماليين والشيوعيين إذ من المحتمل أننا نعاني من الكثير من المحدوديات مقارنة بهم في بيان تلك الدروس والتجارب.
ولكن الدرس الرئيسي لهذه الثورات بالنسبة للعامل والشيوعية، أو اليسار على حد قولكم، هو تكرار الدرس السابق وهو أن الطبقة العاملة والجماهير المضطهدة ومهما كانت تشكل القوة الرئيسية للثورة ومهما قدمت من تضحيات واتخذت دوراً حاسماً في الثورة، ولكنها إذا لم تكن تمتلك رايتها وبرنامجها وصفها السياسي والطبقي في تلك الثورة، لن يكون بوسعها قطف ثمار نضالها وتضحياتها وستكون في التحليل الأخير جيش المشاة للحركات البرجوازية وتتحول الى سُلّم يتم أنزال قسم من البرجوازية من السلطة به ويتسلق به قسم آخر من البرجوازية الى كرسي السلطة، كي يكون مجدداً ضمانة لمصالح وأرباح الرأسمال على حساب إضطهاد وحرمان الطبقة العاملة والجماهير المضطهدة.

كيف يمكن للأحزاب اليسارية المشاركة بشكل فاعل في العملية السياسية التي تلي سقوط الأنظمة الاستبدادية ؟ وما هو شكل هذهِ المشاركة ؟
ریبوار احمد: سقوط الحكومات الاستبدادية سيجلب على الأقل مناخاً سياسياً حراً ويقلل من دور القمع على اليسار والشيوعية. وهذه هي فرصة كبيرة يجب استغلالها بسرعة لتطوير قدرات واستعداد الشيوعية الى الحد الذي تصبح فيه قوة سياسية كبيرة وواحداً من اللاعبين الأصليين على الساحة السياسية لتلك البلدان. اليوم تم خلق مناخ تستطيع فيه الشيوعية بعد عشرات السنين من سيطرة القمع والاستبداد أن تصل علناً وعلى صعيد اجتماعي واسع الى العامل والمجتمع. هذه الفرصة لن تستمر هكذا الى الأبد، ويقول منصور حكمت وهو محق في قوله أن على الشيوعية في مثل هكذا فرصة إما أن تدفع بقدراتها بسرعة الى مستوى ما بحيث تقوي جذورها في المجتمع الى الحد الذي لا يمكن اقتلاعها، أو أنهم سيهجمون عليها في أول فرصة ويهزمونها.
أعتقد أن تناسي هذه الحقيقة والتوهم بالممارسة والنشاط الروتيني والطويل الأمد في قلب العملية المسماة بالديمقراطية ولعبة الانتخابات البرلمانية وما شابه ذلك، هي سموم إذا ما ابتلعتها الطبقة العاملة والشيوعية واليسار، ستصاب بمرض قاتل وسيكون مصيرها الفشل المحتوم. وهنا لا أقصد أن الشيوعية لا ينبغي لها الاستفادة من المناخ حتى شبه الديمقراطي، أو أن تُحرِّم اللعب السياسية والتكتيكي في الانتخابات والعمليات السياسية، بل بالعكس عليها الاستفادة من كل ذلك لتقوية نفسها. ولكن بشرط أن لا يراودها أي شك أن المسار الرئيسي لقوتها هو أن تستفيد من هذه الفرصة في أقل وقت من أجل ترسيخ أقدامها في المجتمع بصورة شيوعية عمالية ثورية ومتدخلة ومطالبة بالسلطة حيث تسعى من خلال تنظيم الثورة العمالية الى لملمة وإزاحة السلطة البرجوازية والنظام الرأسمالي وتجعل الاشتراكية بشارة الحرية والمساواة والرفاه للجميع.
بتصوري أن الخطر الأكبر في هذا النوع من الأوضاع هو أن الشيوعية وتهبط برادكاليتها ونموذجيتها وثوريتها وجوهرها الطبقي الى مستوى كي يتم استيعابها من قبل ما يسمى بالعملية السياسية الديمقراطية وتتقبلها وتخضع لها. إنني أعتبر هذا الأمر عملية الموت بالنسبة لليسار والشيوعية العمالية. وبعكس هذا فإن طرازاً من الشيوعية سيكون لها حظ تغيير المعادلة السياسية بصالح الطبقة العاملة والاشتراكية، فيما لو دخلت الميدان براية نضال الطبقة العاملة الطبقي وحركتها المناهضة للرأسمال، براية ماركس والثورة العمالية وفيما لو قامت بتنظيم العمال الطلیعيین والبرولیتاریا فی تلك البلدان حول هذه الراية والأفق في حزب مستقل وشيوعي. هذا هو شرط الإرتقاء بدور الطبقة العاملة واليسار وكذلك الشرط لتبلور شيوعية صلبة لا يمكن هزمها، وهذا هو في التحليل النهائي الشرط لأن يستطيع اليسار والشيوعية أن يكون لاعباً ممتازاً في العملية السياسية الحالية ولعبة الديمقراطية والانتخابات البرلمانية.
لذا فإن اليسار، أي الشيوعية العمالية، عليه في هذه المرحلة أن يعلن البديل المستقل والشيوعي للمجتمع، أن يعلن موقفه وحلوله الواضحة لكافة قضايا ومعضلات المجتمع، عليه أن يجيب على قضية السلطة، أن يبين ويطرح سبيل حله الفاعل والمختلف لقضية فلسطين، أن يفضح الحركة القومية العربية والإسلام ويوجه نقده لها..عليه أن ينظم نفسه، وباختصار على الشيوعية ان تعلن عن نفسها كبديل شامل راديكالي الى أقصى الحدود. وبهذا يمكنها أن تصبح قوية ومقتدرة، لا أن تتطابق وتتوهم بالتعايش مع الحركات البرجوازية، كي تحين تلك الحركات الفرص لقمعها.

القوى اليسارية في معظم الدول العربية تعاني بشكل عام من التشتت. هل تعتقدون أن تشكيل جبهة يسارية ديمقراطية واسعة تضم كل القوى اليسارية والديمقراطية العلمانية ببرنامج مشترك في كل بلد عربي، مع الإبقاء على تعددية المنابر، يمكن أن يعزز من قوتها التنظيمية والسياسية وحركتها وتأثيرها الجماهيري؟
ریبوار احمد: أعتقد أن "جبهة يسارية ديمقراطية واسعة تضم كل القوى اليسارية والديمقراطية العلمانية ببرنامج مشترك" هي قصة الحياة والتجربة الفاشلة لعقود من الزمن لذلك الشيء المسمى في العالم العربي والمعروف بالشيوعية واليسار. خلال هذه العقود تم عقد العديد من الجبهات من هذا النوع حيث لم يكن المعنى العملي لها سوى جر قوى اليسار والشيوعية الى ظل راية حركات الجناح اليساري للبرجوازية وفي التحليل الأخير لخدمة الأهداف البرجوازية.
بعد عقود من استخدام مصطلح اليسار حان الوقت لأن ندقق قليلاً بمعنى ومضمون هذا المصطلح. ما المقصود باليسار؟ يتم إعتبار مختلف أنواع الأحزاب البرجوازية القومية والإصلاحية والديمقراطية وحتى الإسلامية يسارية في المقارنة مع الأحزاب الأخرى لنفس تلك الحركات البرجوازية. فحزب العمال البريطاني والاشتراكي الفرنسي والأحزاب الاشتراكية-الديمقراطية في الدول الاسكندنافية و...... الخ تعرف بأنها يسارية مقارنة بالأحزاب اليمينية البرجوازية لتلك البلدان. فهل يعني هذا أنها أقرب للعامل والشيوعية وتحترق قلوبها على العامل ولن تمتص دماء العمال؟ إننا نرى بأم أعيننا أن قسماً من العالم الرأسمالي وبربرية هذا النظام يتم إدارتها من قبل هذه الأحزاب اليسارية. إن هذه هي مجموعة من الأحزاب البرجوازية التي ترى أن النظام الرأسمالي وأرباح الرأسمال يتم ضمانها بشكل أفضل على حساب امتصاص دماء العمال فيما لو تم إدارتها بشكل مختلف عن ما تقوم به الأحزاب اليمينية. وإذن لماذا ينبغي اعتبار نموذج آخر من امتصاص دماء العمال صديقاً ومقرباً من العامل؟!
لن يتقوى اليسارالمارکسی والشيوعية العمالية بالاختلاط مع هذا القسم من البرجوازية وإزالة أو التقليل من شأن الحدود الفاصلة معه، وليس هذا فحسب بل وأنهما سيخسران الرهان وسيصبحان وسيلة تحقيق أهداف ذلك القسم المعادية للعمال والشيوعية. فحين تتحدثون عن " تشكيل جبهة يسارية ديمقراطية واسعة تضم كل القوى اليسارية والديمقراطية العلمانية ببرنامج مشترك" يتم استنتاج هذا المعنى مما تقصدونه وهو أن القصد خلق جبهة علمانية مقابل الإسلام السياسي. ومن غير شك أن الإسلام السياسي هو خطر ومصيبة كبيرة على هذه المجتمعات، وعليه فرض التراجع عليه وتهميشه في الساحة السياسية هو عمل بالغ الأهمية وينبغي القيام بعمل بهذا الخصوص. هذه هي واحدة من الأولويات الرئيسية للشيوعية واليسار، ولكن السؤال هو لماذا يجب أن يكون النضال ضد الإسلام السياسي على حساب فقدان الصف المستقل للطبقة العاملة؟! لماذا ينبغي أن يكون على حساب تعطيل الميادين الأخرى للنضال الطبقي وخلق الجبهات مع الإتجاهات البرجوازية الأخرى؟! لماذا لا يمكن النضال ضد الإسلام السياسي وفي نفس الوقت الحفاظ على الصف المستقل للطبقة العاملة مقابل كل البرجوازية وبالألتفاف حول أهداف الطبقة العاملة؟! هل أن ذلك القسم من البرجوازية الذي يدعي خطورة الإسلام السياسي ويتبجح بأنه علماني على أستعداد أن يأتي تحت ظل راية الطبقة العاملة في سبيل خلق جبهة قوية علمانية ومناهضة للإسلام السياسي؟! من غير شك أن الشيوعية أكثر إصرار من كافة التيارات الأخرى حتى بأشكالها المتنوعة اليسارية الديمقراطية والعلمانية أيضاً على تقصير يد الإسلام السياسي. وإذن إذا كان الحديث عن برنامج مشترك من أجل العلمانية، من الضروري على جميع هذه القوى التي تعتبر نفسها شريكة في هذا الهدف أن تأتي تحت أكثر البرامج راديكالية من أجل العلمانية ألا وهو برنامج شيوعية الطبقة العاملة. إذا قامت تلك القوى بهذا العمل فإن على الشيوعية، بتصوري، أن تشد على أيدي تلك القوى وترحب بها. ولكن إذا لم تأتِ تلك القوى للعمل تحت هذا البرنامج الأكثر إصرار وراديكالية، لا ينبغي على اليسار الشيوعي أن يتنازل عن برنامجه الراديكالي وأن لا يعمل تحت برنامج غير راسخ وغير ناجز أو علمانية بالإسم.
كذلك ينبغي أن يكون واضحاً أن العالم ليس عالم صراع اليسار واليمين، ليس عالم صراع العلمانية والإسلام بهذا المعنى العام، بل العالم عالم الصراع الطبقي. صراع الطبقة العاملة والطبقة البرجوازية هو الصراع الأصلي للعالم الراهن ومصدر كافة المعضلات والصراعات الأخرى. ولذا فإن كلمة "اليسار" إذا تم تجريدها من الطبقات والصراع الطبقي لن يتبقي لها أي معنى. وإذا أضفينا عليها طابعاً طبقياً حينها لا أرى هناك مبرراً لخلق جبهة بين اليسار العمالي واليسار البرجوازي. إن هذا لا يفتقر لأي مبرر فقط بل إنه يعني فقدان الصف المستقل للطبقة العاملة والخضوع للأفق البرجوازي. وبالطبع أنا لا أرفض أن بإمكان اليسار، بمعنى الشيوعية العمالية، الحوار مع القوى والأحزاب الأخرى حول الكثير من المسائل المحددة والاتفاق وحتى الموقف والعمل المشترك على مسألة محددة، ولكن أولاً بشرط أن لا تفقد صفها المستقل وثانياً أن تقوم بهذا الأمر مع طرف يتعهد فعلاً بهذا المسألة وأن يمتلك القوة والتأثير. على سبيل المثال الدفاع عن الحرية السياسية أو مقاومة الإسلام السياسي أو ...
ولأقل بصراحة أن استقواء الشيوعية واليسار العمالي، برأيي، لن يكون أبداً نتيجة عقد الجبهات ونوع من توحيد الاتجاهات والتيارات المختلفة المسماة يسارية وديمقراطية واشتراكية غير عمالية أو اليسار الهامشي. وحتى لو بحثنا للحظة عن الجوهر السياسي والاجتماعي، فإن يساراً قوياً لا يمكنه أن يكون حصيلة جمع مجموعة من الأطراف اليسارية الضعيفة والهامشية. مشكلة ضعف الشيوعية هي في الأساس مشكلة نوعية وليست كمية. هناك نوع من الشيوعية واليسار قادر على الإجابة القضايا والتحديات أمام الشيوعية وهناك أنواع أخرى حتى لو جمعتها وخلطتها ببعض ووحدتها لا يمكنها تقديم تلك الإجابة. من يستطيع الاجابة حتى لو كان صغيراً بوسعه أن ينمو ويكبر بسرعة ، ومن يعجز عن الاجابة لا يمكنه أن ينمو ويكبر، وحتى لو قمت بتنميته بفن إقامة الجبهات سيصغر من جديد. إن يساراً يمكنه أن يكون مجيباً لو رفع راية شيوعية بروليتارية راديكالية وثورية ورسم حدوده الواضحة مع كافة الحركات الأخرى بكافة أشكالها اليسارية والشيوعية غير العمالية أيضاً ومثَّل الصف الطبقي العمالي المستقل.

هل تستطيع الأحزاب اليسارية قبول قيادات شابة ونسائية تقود حملاتها الانتخابية وتتصدر واجهة هذهِ الأحزاب بما يتيح تحركا أوسع بين الجماهير و أفاقا أوسع لاتخاذ المواقف المطلوبة بسرعة كافية؟
ریبوار احمد: أولاً باعتقادي أن الحملات الانتخابية ليست الميدان الرئيسي لصراع الشيوعية اليوم في العالم العربي وقد طرحت رأيي بهذا الخصوص فيما تقدم. إنني لا أعتبر مشاركة اليسار الشيوعي والعمالي في الانتخابات والحملات الانتخابية تابو محرماً، حيث يمكن في حالة خاصة تفسح مجالاً واقعياً للشيوعية ان يتم اختيار تكتيك المشاركة في الانتخابات. ولكن الاحتمال الأكبر هو أن لا يفسح هذا المجال وتتحول الانتخابات كما هو الأمر في الكثير من أرجاء المنطقة الى سيناريو. لذا أعتقد يجب أن تكون المشاركة مشروطة أن تكون الانتخابات على الأقل واقعية. بالطبع أن الانتخابات البرجوازية لا يمكنها أن تكون حرة وما يقال بهذا الخصوص هو خداع لا غير، ولكن على الأقل يجب أن تكون انتخابات واقعية بمفهومها البرجوازي.
ولكن فيما يتعلق بالقيادات الشابة والنسائية، أعتبر مشاركة هذين العنصرين في قيادات الأحزاب اليسارية الشيوعية أمراً بالغ الأهمية والضرورة. إن قيادة لا تحتوي على عناصر شابة ستضعف قدرتها على تمثيل تطلعات الشبيبة وستعجز عن تنظيم وتعبئة الشباب وستضعف أيضاً ضماناتها لقيادتها القادمة. كذلك إن قيادة لا تشارك فيها النساء بشكل واسع فإن هذا يعني أن ذلك الحزب عاجز عن التدخل الفعال في قضية المرأة التي تعتبر واحدة من الميادين المهمة للنضال الشيوعي وواحدة من قضايا ومعضلات العالم العربي ولن يكون له أي تدخل في المستقبل أيضاً، كذلك هذا يعني أنه عجز عن حشد النساء في ميدان النضال السياسي ومقاومة الحرمان من الحقوق والاضطهاد الطبقي والاجتماعي والتمييز الجنسي. لا يمكن تصور حركة قوية داعية للمساواة وراديكالية نسوية بدون قيادات نسوية راديكالية وشيوعية. ولكن أجد من الضروري التأكيد على أن ما أقصده هو أهمية مشاركة قيادات شابة ونسائية شيوعية وماركسية، ويجب تأمين هذين العنصرين القياديين بهذا الطابع وهذه الصفة. ومن دون شك يجب إبعاد هذا الأمر المواجهة بين قيادة كبار السن والشباب أو المرأة والرجل.


قوى اليسار معروفة بكونها مدافعة عن حقوق المرأة ومساواتها ودورها الفعال، كيف يمكن تنشيط وتعزيز ذلك داخل أحزابها وعلى صعيد المجتمع؟
ریبوار احمد: إن التصدي للظلم ضد النساء هو ميدان مهم جداً من نضال اليسار الشيوعي والعمالي. ولأوضح قليلاً أنكم تستخدمون باستمرار في أسئلتكم مصطلح اليسار وأنا أؤكد على الشيوعية والطبقة العاملة واليسار الشيوعي، وما أقصده أن اليسار من وجهة نظري هو اليسار الماركسي والعمالي. إن يساراً لا يكون شيوعياً ولا يكون جزءاً من حركة الطبقة العاملة المناهضة للرأسمالية لن تكون له أية صلة بهذه الحركة التي أتحدث عنها، على سبيل المثال الاشتراكية-الديمقراطية، اليسار القومي، اليسار الديمقراطي...جميعها ليست ما أقصده وأعنيه، خصوصاً فيما يتعلق بقضية المرأة التي هي الآن موضع بحثنا، حيث أن هذه الأنواع من اليسار تقف بشكل أو بآخر خلف إخضاع المرأة ومكانتها المتدنية.
على الشيوعية في العالم العربي أن تعرض وتطرح، كرد فعل مقابل تشدد الإسلام والحركة القومية ضد حقوق النساء، برنامجاً عملياً بالغ الراديكالية والنموذجية للدفاع عن حقوق المرأة وأن تنظم حركة راديكالية ومتدخلة حول هذا البرنامج، أن تطرح برنامجاً وحركةً لا تساوم أبداً مع الذكورية والمكانة المتدنية للمرأة ولن تقبل أي تنازل عن الحقوق الإنسانية والمساواتية للمرأة، لا تعترف بأي تبرير لأضطهاد النساء، وعليها أن تقف من أجل حقوق المرأة بصراحة ودون مواربة وتردد ضد كافة الحركات والتقاليد والقوانين والأحكام التي تقف خلف أي شكل من أشكال التمييز والاضطهاد الممارس ضد المرأة. ويجب الاخذ بنظر الاعتبار أن النضال الشيوعي لتحرير المرأة ولقبر الاضطهاد والتمييز الجنسي لا يتحقق ببرنامج غير كامل وخطوة بخطوة، بل يتطلب راية واضحة ومعلنة وإصرار وثبات. وإلا سيكون بوسع ليس أي يسار برجوازي ببرنامجه المتضمن لمكانة المرأة المتدنية فقط، بل وكذلك الإسلام السياسي ببرنامج استعباد النساء، أن يضيق ميدان قضية المرأة على الشيوعية. على الشيوعية أن تقول كلمتها الأخيرة بخصوص هذه المسألة وأن تتحرك عملياً من أجلها.

هل تتمكن الأحزاب اليسارية والقوى العلمانية في المجتمعات العربية من الحدّ من تأثير الإسلام السياسي السلبي على الحرّيات العامة وحقوق الإنسان وقضايا المرأة والتحرر ؟
ریبوار احمد: أعتقد أن بإمكانها ذلك ولكن هذا مرهون بالكيفية التي تقوم بها بهذا العمل. يمكن للشيوعية البروليتارية وينبغي عليها أن تمسك بدور الطليعة في هذا العمل وأن تقف ببرنامج راسخ وشامل وراديكالي ضد الإسلام السياسي، وأن تفضح بشكل صريح للمجتمع جوهره الرجعي والمعادي للحرية والمناهض لكل شكل من أشكال التقدمية وتوجه له نقدها الشيوعي الصريح. في نفس الوقت عليها أن تطرح لائحتها الراديكالية لمقاومة هذه الخلايا السرطانية، وأن تدعو كافة الجماهير المحتجة وكافة القوى المناصرة للحرية والعلمانية للعمل تحت برنامجها. يجب أن يكون واضحاً أن الشيوعية ليست فقط قوة علمانية كي تكتفي بشعار فصل الدين عن الدولة والتربية والتعليم، بل إن على الشيوعية بوصفها حركة معادية للدين والخرافات الدينية وتعتبر التدين مثل الإدمان على المواد المخدرة، كذلك لأن الإسلام السياسي ليس فقط حركة تنشر وتروج لتلك الخرافات الشبيهة بالمواد المخدرة فقط، بل وأنه حركة للقتل والإبادة وحركة إرهابية تحول تجعل البشر قنابل إبادة الجماعية للمدنيين الأبرياء، على الشيوعية أن تنظم نضالاً شاملاً فكرياً وسياسياً وأيديولوجياً وحتى عملياً ضد الإسلام وخصوصاً الإسلام السياسي.


ثورات العالم أثبتت دور وأهمية تقنية المعلومات والانترنت وبشكل خاص الفيس بوك والتويتر..... الخ، ألا يتطلب ذلك نوعاً جديدا وآليات جديدة لقيادة الأحزاب اليسارية وفق التطور العملي والمعرفي الكبير؟
ریبوار احمد: بالتأكيد أن لكل هذه لها دور مهم في كافة نواحي الحياة الاجتماعية، ومن ضمن ذلك في ميدان النضال السياسي والإعلام والعلاقات وإيصال الأصوات الى صعيد واسع جداً..ومن غير شك يجب الاستفادة بشكل كامل من هذه الإمكانيات التقنية. ولكن أجد التأكيد على نقطتين أمراً ضرورياً. أولاً كل هذه الإمكانيات ومع الحاجة للاستفادة منها، لا يمكنها مطلقاً الإحلال محل الآليات الروتينية الاجتماعية للقيادة. وما أقصده هو أن الانترنت وفيس بوك، لا يمكنها أن تحل محل الممارسة الاجتماعية والصلة المباشرة واللقاء الحي سواء في مجال الحياة الحزبية أو في مجال قيادة المجتمع. إذا لم يتم أخذ هذا الأمر بنظر الاعتبار ستتحول الانترنت وفيس بوك من إمكانيات تقنية مهمة جداً لتسهيل الأمور وإدارتها حيث بوسعها ملئ فراغ كبير، الى وسيلة وسبب لتخريب الحزب وتوجيه ضربة شديدة لعلاقة الحزب والمجتمع. على سبيل المثال يمكن للحزب بالاستفادة من هذه الإمكانيات أن يوسع من علاقته مع المجتمع ويتواصل كلا الطرفين بشكل أسهل، ولكن الحزب لا يمكنه تنظيم و قيادة المجتمع من خلال الانترنت وفيس بوك. إن حزباً منظِّماً، بوسعه أن يكون حزباً فقط بحضوره الميداني والملموس وأن يكون متواجداُ فعلياً في كافة مجالات النضال والصراعات السياسية والاجتماعية وأن يتخذ دوره المنظِّم والقيادي في كل تلك المجالات. على الحزب المنظم والقائد أن يكون له حضوره الفعلي بملامحه المعروفة وقادته الذين يتقدمون الصفوف الأمامية للنضال الجماهيري، وأن لا يكون له حضور فعلي وميداني فقط في تنظيم وقيادة الأضرابات والمفاوضات والتظاهرات وحتى القيام في حينه بالهجوم والمواجهة المسلحة، بل يجب أن يكون منظِّماً و قائداً لها. وهذا ليس عملاً يتم القيام به بالجلوس خلف الكومبيوتر ولا يمكن للانترنت والفيس بوك القيام بهذا العمل، بل بوسعهما أن يكونا وسيلة لتسهيل الأمور ووسيلة مساعدة. بنفس الشكل‌ إذا تم إحلال العلاقات والعمل التنظيمي والمؤسسات الحزبية التي تنظم الناشطين الحزبيين في إطارها لممارسة النشاط السياسي والعملي المشترك، وكذلك الاجتماع الحزبي الحي الذي يجمع الناشطين الحزبيين في اللقاء المباشر لبعضهم البعض الآخر، بالاجتماع والعلاقات والعمل والمؤسسات التنظيمية الانترنيتية فإن عملية حل الحزب، باعتقادي، قد بدأت.
المسألة الثانية هي صحيح أن الانترنت وفيس بوك كان لها دور مهم في ثورات هذا العصر وفي كافة جوانب الحياة الاجتماعية، ولكن بمعزل عن هذا الدور الواقعي والخاص، ثمة مبالغة كبيرة جداً بخصوص دور الانترنت وفيس بوك في الثورة المصرية. الى حد أن ثورة مصر سميت بثورة الفيس بوك في بعض الأحيان، في حين أننا لو ضاعفنا، باعتقادي، من دور الفيس بوك لمرات عدة، إلا أنه بدون تلك الحركة العمالية التي ظهرت قبل السنتين الى ثلاث سنوات، كذلك بدون تلك الحركة الشبابية التي تنظمت في شبكات ميدانية واسعة، لا في الفيس بوك، والذين قادوا محيطهم الاجتماعي بملامحهم، لما كان من الممكن تصور تلك الثورة.


بمناسبة الذكرى العاشرة لتأسيس الحوار المتمدن، كيف تقيمون مكانته الإعلامية والسياسية وتوجهه اليساري المتفتح ومتعدد المنابر؟
ریبوار احمد: الحوار المتمدن مشروع ناجح، صوت مرتفع، له تأثير جید وواسع. وبالطبع أنا أعتقد أن الحوار المتمدن بوسعه أن يكون له دور أكبر على المناخ الفكري والسياسي في العالم العربي بصالح الحرية والمساواة وتقوية دور اليسار، فيما لو حدد بشكل أدق أولوياته. خصوصاً أن من الضروري أن يهتم أكثر باليسار الماركسي والعمالي وأن لا يخلط بين اليسار بشكل عام والديمقراطية والمدنية والعلمانية وحتى الليبرالية. إن القارئ يستنتح من الحوار المتمدن أن القضية الرئيسية والصراع المحوري للعالم العربي هو أن صراع العلمانية والأسلمة وكذلك صراع اليمين واليسار بشكل عام، هي القضايا والصراعات الأصلية، في حين أن القضية والصراع الأصلي هو في الواقع الصراع الطبقي بين الطبقة العاملة والطبقة البرجوازية. يمكن للحوار المتمدن في هذا الصراع أن يتخذ دوراً مهماً في تقوية جبهة الطبقة العاملة والشيوعية واليسار العمالي والماركسي. وبهذا الشكل يتخذ دوراً أكثر تأثيراً في صراع العلمانية والأسلمة و في الصراع الواقعي لليسار واليمين من أجل تقوية العلمانية واليسار الواقعي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ما مدى وعي الطبقة العاملة العربية بمصالحها
وصفي احمد ( 2011 / 12 / 23 - 11:14 )
الرفيق ريبوار تحية طيبة
أرى أنكم تعتقدون أن بامكان الطبقة العاملة في البلدان العربية أن تصنع المعجزات و أن تقوم بقلب موازين القوى لصالحها بحيث تتمكن من تحقيق الثورة الاشتراكية . إن هذا يحمل وهم كبير لأن الطبقة العاملة و غيرها من الشرائح المهمشة كالنساء و الشباب ما زالت واقعة تحت وهم تحقيق النظام الديمقراطي دون أن تحدد ما هية هذا النظام طبقيا . هذا من جهة و من جهة أخرى لابد لنا أن لا ننسى العامل الخارجي - الدول الرأسمالية - فس سعيها لتفريق الثورات من محتواها من خلال التعاون مع الحركات الاسلامية (المعتدلة ) على حد تعريف هذه الدول لكي تكون البديل عن الأنظمة المستبدة السابقة .
أعتقد أن المرحلة تتطلب وجود تنسيق واسع بين مختلف الحركات اليسارية مهما اختلفت مواقعها الطبقية للوقوف أمام المد الاسلاموي المدعوم بالبترودولار , فبدون هذا التنسيق ستكون الغلبة للتيارات الدينية لما تمتلكه من بنى تحتية قادرة على ابقاء الوهم لدى الشارع العربي .
ثم أين اليسار الرادكالي القادر على قلب موازين القوى لصالحه ؟ و أترك الجواب لك و لكل الحالمين و شكرا


2 - عيون بهية
واعي جدا ( 2011 / 12 / 24 - 07:25 )
اعجبني المقال واعجبني تعليق السيد وصفي احمد
واود ان اضيف من خلال سماعي من بعض الأصدقاء الليبيين الموثوقين ان هناك امريكان على الأرض يقيمون محاضرات حول الأحزاب وكيفية انشاءها
وامريكان اخرون يلتقون بالمواطنين ويحثوهم على جمع تواقيع من اجل اقامة الفدراليات والجميع مستمتع لأن الأمريكان جايين لسواد عيون ليبيا
وهناك من يجوب البلاد لحث واعطاء الدروس التحريضية والتي تصب في هذا المجال اضافة الى القنوات الفضائية الممولة
بالتأكيد واعتقد جازماً ان نفس هذه الأمور تحدث في مصر وتونس واليمن وسوريا والعراق وكل البلدان العربية هدفها تفتيت الوطن العربي شئنا ام ابينا كل ذلك من اجل عيون حبيبة الأمبريالية اسرائيل
فاليلتفت الشباب العربي الى ما يجري حولهم وليكسروا شوكة الأستعمار الجديد

اخر الافلام

.. الشرطة تقتحم جامعة كولومبيا لتفريق المحتجين| الأخبار


.. مؤشرات على اقتراب قيام الجيش الإسرائيلي بعملية برية في رفح




.. واشنطن تتهم الجيش الروسي باستخدام -سلاح كيميائي- ضد القوات ا


.. واشنطن.. روسيا استخدمت -سلاحا كيميائيا- ضد القوات الأوكرانية




.. بعد نحو 7 أشهر من الحرب.. ماذا يحدث في غزة؟| #الظهيرة