الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماذا يعني لقاء المجلس الانتقالي السوري وجيش سوريا الحر في تركيا؟:

خالد عبد القادر احمد

2011 / 12 / 2
مواضيع وابحاث سياسية



كما تناقلت الاخبار فقد تم في تركيا اللقاء الاول بين ممثلي جيش سوريا الحر وممثلي المجلس الانتقالي السوري, بمشاركة مسئولين اتراك التي منذ البداية احتضنت دولتهم مقولة وقوى المعارضة السورية, وممثلي الاتجاه الاسلامي الليبي المرشح كما تكشف تصريحات لرموزهم ان يلعبوا دورا عسكريا في الازمة السورية وباقي المنطقة, مما يكشف الجوهر السياسي للدور العالمي الذي لعبه عالميا تنظيم القاعدة لصالح الولايات المتحدة الامريكية ومثلهم في اللقاء عبد الحكيم بلحاج,
ان ما يهمنا هنا هو المضامين السياسية لهذا اللقاء والمسارات المنهجية التي ستسلكها الازمة السورية تاليا, واثرها على الاوضاع الاقليمية والعالمية حيث نرى ان اول المضامين السياسية التي يعكسها هذا اللقاء هي انه ياتي في محاولة لتجاوز ظروف نشأة المعارضة السورية المتعددة الاتجاهات, حيث معارضة الداخل التي تقبل منهجية الاصلاح السياسي وعلى استعداد لحوار النظام, ومعارضة الخارج التي تنطلق من شعار اسقاط وتغيير النظام وترفض الحوار معه, والاتجاه العسكري الذي جاء كرد فعل اصرار النظام على اللجوء للمعالجة الامنية للازمة وتوظيفه الجيش السوري لهذه المهمة والضحايا الذين وقعوا تبعا لذلك, وهي تعددية وتشرذم منح للنظام السوري مبررا للاستمرار في تمرير المعالجة الامنية للازمة,
لكن الى جانب ذلك يكشف هذا اللقاء وجود محاولة من المعارضة السورية في الخارج بشكل خاص للاستجابة لمتطلبات وشروط خطوة تدويل الازمة واكتساب شرعية تمثيل المجمتع السوري من خلال الحصول على الاعتراف الدولي بها, ولو بقبول اشراف الاجندات الاجنبية الاقليمية والعالمية على طبعة بناء هيكل المعارضة السورية وتحديد اتجاهات حركتها داخليا وعالميا اذا كان ذلك ثمن نيلها القبول الدوليلشرعيتها ومنهاجيتها السياسية والعسكرية ويمكنها من تجاوز المواقف الدولية الرافضة لاسقاط وتغيير النظام السوري نظرا لعدم وجود البديل القادر على اعطاء هذه الدول ضمانات تحفظ مصالحها المتحققة سابقا في سوريا كروسيا والصين الامر الذي دعاها حفاظا على هذه المصالح لاتخاذ مواقف عطلت عملية تدويل الازمة والسماح بمستويات اعلى من التدخل الاجنبي بها,
فالاعتراف بالمجلس الانتقالي السوري وقف عند خطوة اعتراف المجلس الانتقالي الليبي به في موقف مراهقة سياسي متسرع, في حين احجمت باقي الدول المشجعة على استمرار الازمة السورية عن الاعتراف به حتى تركيا نفسها التي احتضنت ولادة المجلس الانتقالي السوري, الى جانب ان النظام السوري بعدم اعترافه بوجود عمل عسكري مستقل لجيش سوريا الحر عن عمل المجموعات المسلحة كان يعمل على افقاد هذا الجيش الشرعية ويعمل على الصاق صفة الارهاب به, وحتى الموقف الفرنسي المتمادي في عداء النظام السوري وبحسب التصريحات الفرنسية نفسها فقد امتنعت عن الاعتراف بالمجلس الانتقالي السوري تحت تبرير ضرورة توحيد وتنظيم جسم وشرعية المعارضة السورية ,
ان الاجندة الدولية بما فيها الروسية والصينية ليست على استعداد للقفز بمصالحها العالمية في الهواء مع كل صراع محلي او حرب اهلية تحدث في العالم, وهي غير معنية الا بالحفاظ على مصالحها فحسب, ولعل هذا هو معنى القول الروسي بعدم الاستعداد لتكرار خطأهم في ليبيا, وهو ما يدلل على خطأ الاعتقاد بان الموقف الروسي يحمل اكثر من محاولة الحفاظ على وضمان استمرار العمل بافاقياتهم السابقة مع _ الدولة السورية_ لا مع الرموز السياسية التي تحكم فيها,
ان الاجندات الغربية اذن تحاول بهذا اللقاء تجاوز الموقف الروسي الصيني من الازمة السورية بتقديم شرعية سياسية جديدة بديلة لشرعية نظام الرئيس بشار الاسد, تمكن روسيا والصين من مساومته والحصول منه على ضمانات تحقظ استمرار العمل بالاتفاقيات المعقودة مع الدولة السوريةا سابقا, تماما كما حصلت الاجندات الغربية من المجلس الانتقالي الليبي على ضمانات, وكما حصلت من الاتجاهات الاسلامية ايضا على ضمانات الالتزام في مصر وتونس باستمرار العمل _ بكل الاتفاقيات الدولية السابقة_ وفي مقدمتها طبعا اتفاقيات كامب ديفيد بالنسبة لمصر.
ان تعددية المعارضة السورية كانت عاملا يحد ويضعف حجم تفاعل الاجندة الاجنبية مع الازمة السورية, بل كان يشقها الى الاتجاهين الغربي والاسيوي, و كان عاملا يمنع قبولها احجام اوسع من العمل العسكري ضد النظام,يضاف اليه احتساب عامل حساسية الموقع الجيوسياسي السوري بالصراع الاقليمي والعالمي, مما كان يبعد احتمال التدخل العسكري الاجنبي في سوريا, بغض النظر عن الشكل والحجم الممكن لهذا التدخل ان يتخذه.
ان مهمة اللقاء اذن هي ان يتجاوز بالحسابات الدولية معيق توسيع انخراطها في الازمة, واظن انه نجح بهذا الصدد بل وهو يحمل بوادر هذا الانخراط المباشر وان بمحدودية اقليمية مؤقتا يدشنها التدخل الليبي, وربما مناطق العزل التركية, مما يمهد ربما لتدخل عالمي _ تدريجي_ اكبر حجما مشروط بان لا يسمح بتفجر اقليمي واسع للصراع ومانع لانخراط الكيان الصهيوني كطرف مباشر فيه, في محاولة لمنع حدوث متغيرات جيوسياسية دراماتيكية اقليمية واسعة غير قابلة للسيطرة عليها, تمكن هذا الكيان من التوسع والتضخم على حساب النفوذ العالمي في المنطقة كما كان من النتائج السلبية لحرب عام 1967م, والتي لا يزال نفوذ الاجندات العالمية يعاني من اثارها حتى الان, في صورة العرقلة المحلية المستمرة لمحاولة تطبيق المنظور العالمي للتسوية السياسية للصراعات الاقليمية,
ففي الفترة الاخيرة زادت التصريحات التي تؤشر لوجود تباينات بين مناورة الكيان الصهيوني السياسية والمناورة السياسية لكل من اوروبا والولايات المتحدة الامريكية بشان تسوية صراعات الشرق الاوسط, وكان واضحا ان فاائدة حراك محور الممانعة والمقاومة السياسي انما اضعف النفوذ الامريكي الاوروبي صب موضوعيا في صالح زيادة نفوذ الكيان الصهيوني وتحرره من ضغوط هذه الاجندات, الامر الذي يجعله على تعارض مع المنظور الوظيفي الذي تصر اوروبا والولايات المتحدة على ان تبقى حركة الكيان الصهيوني ومناورته في اطارها في الصراع الاقليمي و في اطار الصراع العالمي, كما ويزيد من حجم تباين المواقف الصهيونية الاوروبية الامريكية من اطراف ونتائج متغيرات المنطقة, والتي اعادة توسيع حجم النفوذ الغربي على حساب التوسع السابق للنفوذ الصهيوني في المنطقة,
وتبعا للعرض السابق فمن الواضح ان هذا اللقاء بين جيش سوريا الحر و المجلس الانتقالي السوري, وكونه ياتي في سياق الاستجابة للمطالب الغربية وفي سياق التمهيد لمنح المعارضة السورية الشرعية اللازمة لاعتمادها بديلا عن شرعية رموز النظام السوري, فان ذلك سيفرض في المقابل تقليل هامش مساحة خلاف النظام السوري مع الكيان الصهيوني, حيث تزيد مساحة تقارب المصالح بينهما فالسوري يهمه الحفاظ على موقعه السلطوي في سوريا والصهيوني يهمه استمرار تعطيل محور المقاومة والممانعة للتسوية, مما يسمح له بتوسيع حجم نفوذه فيها,
ان الازمة السورية الراهنة جسد موضوعيا غمق ازمة علاقات الاجندة العالمية بالاجندة الاقليمية, وتعارض اتجاه مناورة الاجندة العالمية في اتجاه المناورة الاقليمية مما يعكس لها نتائج خطرة في وضع وابعاد الصراع العالمي السياسية والاقتصادية نفسها, اما المناورات الجانبية المنفردة الملتوية االتي يسلكها هذا الطرف الاقليمي او ذك, فهي لا تعدو عن ان تكون في سياق وضع الاصطفاف السياسي في المحاور العالمية, مثال ذلك موضوع المصالحة الفلسطينية الذي الى جانب ميدئيته الثقافية فانه يستهدف سياسيا اضعاف حالة التناغم بين الكيان الصهيوني ومحور الممانعة والمقاومة والتي تقف على ارض تعطيل التسوية, كذلك انقلاب مناورة النظام الاردني السياسية التي تستهدف درء خطر مقولة الوطن البديل, ,
ان هذا اللقاء هو اذن بداية مرحلة تصعيد جديدة في الازمة السورية تقود ليس فقط زيادة سرعة وتائرها المحلية الخاصة فقط وانما الى تصعيد وتائر انعكاساتها على الصراع العالمي الاقليمي, وعلى وجه الخصوص في عملية تجاذب الاجندات بين خيار منهجية التفجير العنيف الواسع لعمل عسكري اقليمي النطاق وهو ما يسعى اليه الكيان الصهيوني ومحور الممانعة وخيار منهجية حصر هذا العنف وابقاءه اسير اطاره الجيوسياسي المحدد وهو ما تحاول الابقاء عليه اجندات الاعتدال والاجندة العالمية,









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تضخيم الجرذان
سلام العمري ( 2011 / 12 / 2 - 12:48 )
كانوا يطلقون لخيصانهم العنان هولاء من تصفهم بالمقاتلين الليبين هربا كلما سمعوا ان قوات القذافي قادمة واضهرت شاشات الفضائيات بما فيها الجزيرة كيف ان هولاء الجرذان يجفلون فزعا كلما سقطت قذيمة ومن ثم يولؤن الادبار مذعورين كالجرذان لكن ماحصل هو ان القصف الجوي العنيف الذي كان يحرق كل شي ثم يتم الايعاز للجرذان بالذهاب ومسك الموقع المدمر ودوليك الى ان تم قتل اكثر من ستين الف عسكري في الجيش الليبي كما افاد عبد السلام جلود في لقاءه على الجزيرة .ماحصل تماما هو ابادة الجيش الليبي بحيث لم يتبقى منهم احد فمن الطبيعي ان يتم الامر للجرذان.ونفس النتيجة متوقعة في سوريا اذ الهدف في النهاية هو سحق الجيش عاجلا او اجلا بحجة ان تركيبته طائفية


2 - الاخ سلام العمري
خالد عبد القادر احمد ( 2011 / 12 / 4 - 16:04 )
تحية طيبة وبعد
اشكرك على مرورك الكريم
بالنسبة للموضوع لا محاولة مني للتقليل او تضخيم احد بل هو محاولة لقراءة اثر اللقاء في الية الصراع وحسب
احترامي مرة اخرى

اخر الافلام

.. #ترامب يهدي #بايدن أغنية مصورة و النتيجة صادمة! #سوشال_سكاي


.. التطورات بالسودان.. صعوبات تواجه منظمات دولية في إيصال المسا




.. بيني غانتس يهدد بالانسحاب من حكومة الحرب الإسرائيلية


.. صحفيون يوثقون استهداف طاي?رات الاحتلال لهم في رفح




.. مستوطنون ينهبون المساعدات المتجهة لغزة.. وتل أبيب تحقق