الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


محمد الصبار شاهد زور ماشافش حاجة

محمد فكاك

2011 / 12 / 2
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


الثورة لحركة 20 فبراير خط أحمر. لا للمحاولات الوحشية واليائسة والعقيمة لتصفية الثورة المغربية الربيعية.
لا لانتخابات مخترقة مزيفة ومحددة ومشروطة وموسومة كولونياليا وأمبرياليا ورعاية رجعية سعودية وهابية.
لا لانتخابات تكرس حكم الطاغية كذئب دموي مفترس يلتهم لحوم البشر ويدمر روح الانسان ويحطم عقله .
الشعب المغربي لم يقدم التضحيات الجسام في الأرواح والأموال والأولاد والمستقبل طوال عهود وعقود من الزمن الطويل فداء للحرية والكرامة والاستقلال والعدالة الاجتماعية والمساواة الوطنية والمواطنة الكاملة للمرأة والرجل ،ليستبدل الذي هو سيء وقبيح ولا معقول بالذي هو أدنأ وأدنى وأقبح وأبشع وأسوأ وأكثر عتمية وظلاميةوسوداوية أي يرضى بديلا عن الديكتاتورية البوليسية العسكرية بطغاة جدد يغلفون ويكورون ويلففون ويفلفلون ويتوبلون(من التوابل) ويثومون استبدادهم وديكتاتوريتهم بأيديولوجية دينية رجعية متخلفة لا عقلانية لا معقولية وبالتالي لا ديمقراطية.
إننا كمناضلين ديمقراطيين تقدميين ثوريين لا نعارض حق التيارات الاسلامية في الوصول إلى السلطة عبر الديمقراطية وصناديق الاقتراع ،كما نرفض بث وإثارة الرعب والخوف من هذه الحركات،لمنعها من التواجد السياسي الحزبي القانوني بقمعها وتدميرها واعتقال أطرها ومفكريها وتعذيب وتعنيف معارضيهم والتزوير ضدهم، ولكننا في نفس الوقت ضد نهجهم ومواقفهم ورؤيتهم الماضوية الرجعية للتاريخ والمجتمع والانسان والمرأة والفلسفة والديمقراطية وحقوق الانسان.
إن نظرتهم لليمقراطية هي أشد النظرات انتهازية وانتفاعية فهي حلال مصفى لهم ،وحرام قطعي على غيرهم ،فهم لا يتقيدون ولا يلتزمون بفلسفة ومبادئ وقواعد الديمقرطية الكونية والانسانية.إنهم يحتاجون إلى الديمقراطية ما دامت في صالحهم ،ويتمكنون من تمكينهم من الوصول إلى كراسي السلطة ،ثم يتحللون منها ويتطلقون منها طلاقا بائنا غير قابل للمراجعة.
إن ما لايمكن الشك فيه،أن أحزاب الحركات الاسلامية لا يمكن أن يتخلوا عن المبدأ التأسلمي المقدس والذي عبر عنه أصدق تعبير، التصريح الشهير الذي أدلى به القائد الأصولي الجزائري المتطرف علي بلحاج قال فيه " الديمقراطية عرس ليلة واحدة ثم ينتهي"
الديمقراطية في منظورها الكوني الواحد،هي بناء المواطنة وحقوق الانسان دون تمييز على أساس الدين أو العرق أو الجنس أو اللون أو الانتماء،ديمقراطية تقوم على بنا دولة المؤسسات ،دولة الحق والقانون وفصل السلطات ،وتداول السلطة سلميا واحترام الرأي والرأي المخالف وحرية التعبير والصحافة وحرية الاعتقاد والبحث العلمي والفلسفي والديني والاحزاب والإعلام ،واعتبار الشعب هو المصدر الوحيد للسلطة ،كل السلطة واحترام صناديق الاقتراع والانتخابات الحرة النزيهة دون أي ضغط أو إكراه أو استعمال المال السياسي لشراء الذمم والفساد والإفساد السياسي
لن ينطلي علينا أبدا أن النظام الإقطاعي الكولونيالي الاستبدادي الحسني يمكن أن يتخلى عن امتيازاته ومصالحه ودوره كوكيل ونائب للإستعمار والأمبريالية والرجعية السعودية والصهيونية في إفريقيا واسيا وأمريكا اللاتينية،إنه صحيح نظام قمعي يلبس في بعض الأحوال ثوب الديمقراطية الصورية المزيفة،لكنه يبقى على حقيقته كتنين يدافع عن دولته وطبيعته اللاوطنية اللاديمقراطية اللاشعبية اللادستورية اللاقانونية اللاعقلانية،ولماذا لا يتخفى في جبة الفقيه السلفي ليتاح له بحرية سرقة دموع وآلام وآهات الجماهير الشعبية،وما دام النظام مطمئنا لحركات متأسلمة معتدلة تزكي النظام وتحميه من رياح التغيير الثوري،وتتيح له الإبقاء على 98℅ من الشعب المغربي الكادح، يفترسها الفقر والتفقير والجهل والتجهيل والبطالة والمرض والأمية والمهانة والإذلال والعنف والإكراه ،لا بسبب فقر المغرب وقلة الموارد والثروات والمعادن والزراعة،بل بسبب التفاوت الاجتماعي الطبقي،والظلم الاجتماعي ،والتوزيع غير العادل للثروات؟
إن أمريكا هي الطاعون،والطاعون أمريكا.هكذا كان محمود درويش شاعرنا العربي الفلسطيني الكبير حين صدع بصرخته الشعرية.
ولا مناص أمام الشعب المغربي من أجل التحرر والانعتاق والخلاص والتحلل من دولة استبدادية تابعة للغرب الاستعماري ،وعلى أساس اتفاقية الخزي والعار والخيانة الوطنية تسمى إيكس ليبان.
كما ما زالت نخبة العهر السياسي والحقوقي والدستوري ( عبد اللطيف المنوني ومحمد الصبار)تواصل تؤجر قرانها لنظام إيكس ليبان وتنكرها لحق الشعب المغربي في تقرير مصيره،بإضفاء الشرعية السياسية والأخلاقية والقانونية،دون أي اعتبار للسيادة الوطنية المهدورة والمباعة في سوق النخاسة، مقابل دراهم معدودة زهيدة ،وكراسي مهزوزة متمزقة.
إن المغاربة لا يمكن أن يوافقوا على انتخابات تعرقل طموحاتهم المشروعة لصنع وإبداع مغرب ديمقراطي حداثي حديث، وإعادة بنا النظام الاجتماعي الوطني التقدمي،وتشييد المدارس والجامعات والمعاهد العلمية والفلسفية والأدبية والثقافية والجمالية والسينمائية والمسرحية،والمصانع والمعامل والمتاجر والغابات والمناطق الخضراء والشوارع وكهربة الأرياف والقرى والمستشفيات والمستوصفات،ونظام تعليمي متطور.لذلك رفضنا المصادقة والتصديق لهذه الانتخابات التي لا تقطع مع الاستعمار والنظام المعبر عن الامبريالية والصهيونية والرجعية السعودية الوهابية. نرفض حكومة لا تخرج من تحت أفخاذ النظام الاقطاعي الكولونيالي الملكي الاستبدادي الديكتاتوري البيروقراطي البوليسي. بشعاراته الأربع : الملكية الاقطاعية. البيروقراطية العسكرية والبوليسية، الاقطاع والطبقات الطفيلية من كومبرادور وكبار الأراضي والبرجوازية الاحتكارية.وبعبارة واضحة أننا ضد هذه الانتخابات ومؤسساتها وحكومتها لأنها لن تنقل مجتمعنا الاقطاعي الفيودالي إلى المجتمع الصناعي البرجوازي فأحرى الاشتراكي.؟أي من مرحلة الاقطاع وما اتسم به من سيادة علاقات الانتاج الاقطاعية إلى علاقات الانتاج الرأسمالية المتطورة البرجوازية المتقدمة والمؤسسات الديمقراطية والتغيير في البناء الاجتماعي التقدمي والقيم الاجتماعية التقدمية.
وهنا لا يسعني إلا أن أدين بقوة شهادة الزور التي تقدم بها رئيس ما يسمى ( المجلس الوطني لحقوق الانسان) محمد الصبار والتي تلتقي موضوعيا مع التنويه المشروط للامبريالية الامريكية والبريطانية والفرنسية
إن شهادة الزور لمحمد الصبار لتعد أخطر من القنابل العنقودية الامريكية الصهيونية المتسرطنة التي نزلت على الشعوب المكافحة والثورية في فلسطين والفيتنام والعراق وأفغنستان وليبيا ولبنان،وما أنزله النظام الملكي من قنابل على الريف والبيضاء وفاس ومراكش.كما أنها شهادة قاتلة وأشد تحريقا وتقتيلا من بلاغات الأجهزة القمعية من وزارة الداخلية الملكية والتلفزة الملكية والاذاعة الملكية والجرائد الملكية والاعلام السعودي المستمرك للجزيرة،وأية جريمة أكبر من هذه الجريمة الشنعاء التي من شأنها طبخ الأمخاخ والأدمغة والعقول والقلوب والأرواح لشعب بكامله،إنها شهادة منحازة لنظام الأسياد في مواجهة العبيد والاماء.إن أكاذيب ( المجلس الملكي لحقوق الانسان) هي أكبر من القتل لأنها تبرر وتبرئ ما قام ويقوم به القتلة والجلادون والسفاحون الملكيون من اختطافات واغتيالات وتعذيب وقتل وسحل ونفي وطرد وتجويع،.فهل يعقل أن تكون آفة شعبنا النسيان والغفلة وترك القتلة ينفلتون من العقاب؟وأين سيذهب دماء الشهداء والشهيدات من ملايين الشعب والذين أعتذر لذويهم وأسرهم إن كنت لا أستطيع أن أذكرهم جميعا ،وكل ما أستطيع أن أستحضره هو كوكبة من الشمس والقمر يحومون في مدار البطل العظيم محمد بن عبد الكريم ومنهم موحا وحمو الزياني وعلال بن عبدالله والزرقطوني والمهدي بنبركة وعمر بنجلون وسعيدة الشهيدة في سجون النظام، وعبداللطيف زروال.
إن حركة 20 فبراير ليست حركة من أجل السلطة وانتزاع المناصب السياسية والبرلمانية والمجالس البلدية ،بل ثورتها الديمقراطية هي من أجل التغيير الثوري للدولة والمجتمع والانسان والقيم والعادات والتقاليد والاخلاق والنظم السياسية.إنه صراع طبقي وسياسي بين ديناصورات منقرضة تاريخيا المصطنعة أمبرياليا تحاول ابتلاع الوطن والشعب والمستقبل.
ليس لنا أوهام لنبني تصوراتنا على الاعتماد على الامبريالية لبناء نظام ديمقراطي لأنها هي الطاعون الاستبدادي وهي التي أبلتنا بهذا النظام الطاعوني السرطاني. والنضال الحقيقي هو جدلية النضال والربط الجدلي بين النضال ضد النظام الاستبدادي المحلي والامبريالية خالقة وموزعة الاستبداد والديكتاتورية وأنظمة التعفن و"التخمج والتقيح السياسي"لن نقبل أبدا العصف بكل المكتسبات الديمقراطية الكونية ،لنقبل بدولة دينية ميثيولوجية أوتوقراطية بديلا لدولة مدنية علمانية مادية بقوانينها الطبيعية التقدمية والعقلانية والفلسفية.فهل يعقل أن تنتحر جماعات الاسلام السياسي في المغرب ويتنكرون لمرجعياتهم ويتبنون مرجعية ديمقراطية تستند إلى مرجعيات الاعلان العالمي لحقوق الانسان والمواثيق الدولية بما فيها التي تتعلق بقضية المرأة ومساواتها مع أخيها الرجل ورفع الحجاب والحجر والوصاية والأبوية والأستاذية والولاية عليها؟هل تتراجع الحركات المتأسلمة من نظرتها الونية والاحتقارية للمرأة وفرض أحجبة الجهل والتخلف والجمود والقيود والأغلال والتضييقات وفتح آفاق الحرية وتمكينها من حق الولوج غلى كل المجالات الانسانية بما فيها حق رئاسة الدولة والإمامة الدينية والكمال الانساني ؟
وما أروع الكواكبي في كتاب" طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد" قوله الشهير" بين الاستبدادين الديني والسياسي علاقة لا تنفك،متى وجد أحدهما في أمة استدعى وجر الآخر إليه"
إن فوز المتأسلمين في كل العالم الاسلامي العربي سوف يعتبرون ذلك بشارة عصر "التمكين والوعد الالهي" لبناء دولة الخلافة على شاكلة دولة عثمان بن عفان في المدينة وسوف يتحولون بعد إرساء كراسي السلطة من اختيارات ديمقراطية سياسية أساس السلطة هو الشعب ،إلى استقطابات عقائدية أساسها التفويض الالهي باعتبارهم ظل الله في الأرض،اختارهم الله وفضلهم على كثير من عباده المؤمنين.
والدليل على ما أقول هو مناهجهم ومواقفهم وطرائقهم في إدارة الانتخابات،حيث لا يخفون نواياهم ومقاصدهم في إقامة دولة دينية عقائدية دوغمائية متعنصرة ومتعصبة وظلامية،وحيث تجند الشيوخ والخطباء والوعاظ من سلفيين وحنابلة وأشاعرة ووهابيين وأصحاب الفتاوى الدينية وسخروا بلا حياء أو خجل الدين واستخدموه أسواطا وعصيا ورماحا وسيوفا ومديات للترويع والتخويف والترهيب والانذارات والتهديدات وبالويلات والثبور لمن عصى أمرهم فلم يصوت لصالح الشيوخ مقابل جنات عدن وفراديس وحورعين وجوار حسان ،لكن الذين يعصون أمرهم ،فليستبشروا بنار جهنم خالدين لا يزحزح عنهم العذاب ولا ينصرون ،ولم يكتف شيوخ الاسلام السياسي بهذا فحسب بل طلبوا من الناس أن يكفروا ويبدعوا ويقبحوا المذاهب الديمقراطية ودعاة الدولة الطبيعية العلمانية المدنية الديمقراطية،وبالتالي تسفيه الحداثي العقلاني ولعن المعارضين لمنهج التأسلم ومنهج الاستبداد الملكي.
إن الديمقراطية والاشتراكية والعلمانية لا تتناقض أو تتعارض أو تتضاد مع الاسلام ولا تجافيه بل هذه الأنظمة هي التي تحافظ عليه وتسمو به وترفعه من أن تغتصبه الرجعية.
فكن مستيقظا مع نار الليل.ولا تستسلم أبدا لهؤلاء المتاجرين بالدين ،فإن من يكذب على الله ،فلن يجد أي تورع أتحرج أوت هيب ليكذب على الناس.
وليكن ما شاءت الأوضاع،فإن وصول اللاديمقراطيين عن طريق الديمقراطية ألف خير وخير من الاستبداد الذي عانى منه المتأسلمون أيضا،وألق ألف لعنة على الكلاب الفاجرة التي شهدت شهادة الزور وما رأت ولا علمت بشيء إلا ما أملي عليها.
محمد فكاك خريبكة المغرب .02.12.2011








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما أبرز رهانات الدورة الأولى من الانتخابات التشريعية الفرنسي


.. كلمة رئيس حزب -فرنسا الأبية- جان لوك ميلنشون عقب صدور نتائج




.. بسبب التنقيب عن الآثار.. مقتل طفل بجريمة مروعة في مصر


.. بالمسيرات الانقضاضية.. حزب الله يستهدف إسرائيل.. والغرب يحذر




.. حزب الله.. القدرات العسكرية | #التاسعة