الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بكاء الكويتي في عاشوراء :هل هو اغتراب نقد أم اغتراب مكان ؟

جاسم محمد كاظم

2011 / 12 / 2
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


توصل علماء الاجتماع الماركسيين إلى بديهية رائعة بان الدين وطقوسه ما هو إلى وعي مقلوب لعلاقات الإنتاج . وأن تعريف الدين في النهاية :عالم مقلوب الشكل لاغتراب الواقع المعاش " .
ويعطي ماركس تحليلا رائعا لديانة المسيح وإعتناق أقنان روما وعبيدها لذلك المعتقد : بأنة وعي مقلوب لبناء عالم خيالي المعالم عادل في "الهناك " حيث الجنة أو السماء بديلا عن عالم الظلم المعاش في اغتراب "الهنا" بواقع الأرض حيث العبودية .الأغلال والذلة كما يفصلها غاتشيف في الوعي والفن .
ويمكن تحليل تصرفات الإنسان وسلوكه المعاش من خلال علاقات أنتاجه التي تكٌون في النهاية قوانينه .عاداته .أفكاره .فنونه وديانته . وتقاليده
ويختلف اغتراب عالم اليوم عن اغتراب عالم الأمس .لان لكل عالم من علاقات الإنتاج إغترابا خاصا بها وتكمن معرفة الاغتراب في معرفة أين يكمن نوع استغلال الإنسان واستلابه .
فإذا صدًق الإنسان بتحرره من عبودية ماضية وسياط سيدة المطاع فأنة قد دخل بفخر اغتراب السلعة والنقد في عالم الليبرالية و الديمقراطية والرأسمال النهاش كفك القرش .
وحين نرى بكاء الكويتيين من خلال بعض الفضائيات في طقوس أيام عاشوراء وهم يضربون أجسادهم العارية حد الاحمرار والتورم فأنة يعطي انطباعا مرتبكا وتفسيرا يصعب بعض الأحيان على الحل لأن الكويتي لا يعيش اغتراب السلعة والنقد .فالكويتي بجملة بسيطة ملكاً غير متوج سنياً كان . شيعياً أم شخصا لا يحفل بأمر الدين .لأنة ببساطة مواطن من الدرجة الأولى يمتلك كل ما تجود به مصانع العالم قبل إن تلمسه يد إنسان بعد .
ولم تكن السلطة في الكويت ديكتاتورية الشكل بوليسية الطراز عسكرتاريه المعتقد تمتلئ بالسجون بحاكم من نوع المستبد أو حتى بكلمة مجملة "المستبد المستنير" تفضل فئة على فئة أو طائفة على طائفة ولم يرسم أمير الكويت من نفسه متسلطنا جبار قدر اعتبار نفسه شيخا وقورا جالسا بين أبناءة الأعزاء .
والشيعي الكويتي يختلف كل الاختلاف عن الشيعي العراقي الذي يعيش اغتراب الذات والنقد والسلعة في كل عصوره الماضية والآنية لأنة يرى بعينية الحقيقيتين سر استلابه المزمن من قبل السلطة الحاكمة ونظرتها العدائية له ديكتاتورية كانت أم ديمقراطية فهو في النهاية الخاسر الأوحد سواء أكان مع السلطة أم ضدها لان تعاقب السلطات واستبدالها يجعل منة ضحية تتكرر باستمرار تعاني الجوع .الفقر .البطالة.الضياع والمرض لذلك تراه دائما يبكي الذات ويعذبها كما كان الإنسان البدائي التفكير يسير بارتال حزينة تمتلئ حياته بطقوس غريبة تأخذ شكل الدين تأمل بمخلص أزلي الوجود يصنع له عالما من الأحلام تكون بديلا عن عالمة الموحش على الدوام .
وقد يقول قائل إن اغتراب هذا الشيعي الكويتي هو في حقيقته اغتراب اجتماعي لأنة يرى في نفسه أقلية تحت حكم الأكثرية وهذا ما يفنده أولا واقع الكويت السياسي والاقتصادي حيث الحريات المنفتحة والتمثيل البرلماني الحر والضمان الاجتماعي للكل والخدمات المجانية في كافة المجالات إضافة إلى حرية العبادة للجميع حتى ولو كان بوذيا أو من عباد البقر.
ويجعله خرافة ثانياً هي عدم عودة ورجوع الهاربين واللاجئين من العراقيين إلى تراب العراق بعد تخلصوا منة لأنهم وجدوا ذاتهم في دول الغرب الأوربي أو استراليا والولايات المتحدة رغم أنهم لم يكونوا من أشباه الأقليات بل إفرادا وجماعات أسرية تعد على أصابع اليد بالقياس إلى بقية السكان أو الأقليات في تلك الدول .
مشكلة الكويتي أنة لا يعاني العوز والفقر والحرمان واغتراب الذات كما يعاني منة العراقي لذلك فان طقوسه التي نراها تمتلئ بالضرب وجلد الذات لا تعطي صورة متكاملة المعالم عن بؤس واقعة المعاش قدر أنها صورة متحركة تحاكي حركات وإيقاع الآخرين بدون إن تعرف تلك الصورة لماذا يضرب الآخرون أنفسهم .
جاسم محمد كاظم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تساؤلات جديرة بالتأمل
جلال البحراني ( 2011 / 12 / 2 - 20:47 )
مقال يطرح تساؤلات جديرة بالتأمل جدا و بمنظار ماركسي أيضا
لا ينبغي النظر لشيعة الكويت بعيدا عن واقعهم التاريخي، حينها نبتعد عن ماركس و قانون الصراع الطبقي، و حينها لن نفهم لم يفعلون ذلك، و شيعة الكويت ليسوا بالغنى الذي تتصورون، هم يشكلون موظفي الدولة بالوزارات الخدمية في الغالب
تاريخا الشيعة حزب سياسي، نبع من الصراع الطبقي الذي أسس الإسلام على يد النبي محمد، فقراء الجاهلية، من بني هاشم العبيد و كل كادحي تلك الحقبة، أبو ذر عمار و أمه، و ربما لا أغالي إذ أقول أنهم ( بولشفيي) الإسلام بقيادة الإمام علي ( ستالين) ذلك العصر بنظري!
من خلال دراستي بالعراق و إحتكاكي جيدا بالشعب العراقي الشيعة ثم الكرد هم أعز أصدقائي ، عرفت أنكم تنظرون لنا على أننا أغنياء!! ذلك ليس حقيقي على الإطلاق في كل الخليج!!
سأعود للتفصيل لاحقا، لضرورة ملاحقة هذه الفكرة من الدين و معرفة دورة بهكذا بيئات


2 - الأخ جاسم
جلال البحراني ( 2011 / 12 / 3 - 09:30 )
بحسب معارفي فالكثير من شيعة الكويت، هم أتباع تيار المرجع الشيرازي، و معروف عن هذا التيار أنهم مغالون جدا، بالأخص في البحرين، إذا لا زالوا يمارسون التطبير و الضرب بالسكين على الرغم من فتوى خامنئي بتحريمها، و يحدث أحيانا بينهم و بين أتباع الخامنئي أو السيستاني بعض العراك لهذا السبب!
في المحرق ثاني أكبر جزر و مدن البحرين، و يقطنها جزء كبير من السنة كلاهما من أصول مختلطة إيرانية أحوازية بحرانية، عرفوا حياة البذخ و الرفاة، بعكس شيعة الجزيرة الأم حيث العاصمة و غالبية القرى الشيعية، حتى أننا لا نتعرف عليهم بسهولة فلهجتهم سنية، تختلف عن لهجتنا التي هي أيضا لهجة كل شيعة السعودية و كذلك لهجة (قرى) المحرق فهم بحارنة أصليون، وعموما هي تقترب من العراقية جدا، عني لم أحتاج أكثر من شهرين للتحدث بالبغدادية بطلاقة أثناء دراستي هناك!
عزاء أهل المحرق، تغلب عليه النعومة و الميوعة! بنظرنا نحن و لا نعتبره عزاء حقيقي! إذ نلاحظ أنهم لا يضربون أنفسهم بحدة أو بشكل كاف كما نفعل!! أو مقارنة مع الشيعة الإسماعيلية البهرة – لدينا جزء مهاجر منهم من الهند يخرجون موكب عزاء باليوم العاشر في المنامة-!


3 - تكملة
جلال البحراني ( 2011 / 12 / 3 - 09:32 )
هؤلاء يقتلون أنفسهم!
أتباع المرجع الشيرازي يغلب على خطابهم الجهل الغير طبيعي، و الرجعية المغرقة، هم لدينا طالبان الشيعة! فأي حق فهو فقط حق الأئمة و أي عدل هو فقط عدلهم، و أي دولة هي فقط دولة المهدي و لا يعترفون بأي فكر أخر إنساني أو غيرة سوى فكرهم، و لا قانون محلي أو عالمي سوى قانونهم، و لا مواطنة بالبحرين و الكويت إلخ- تخيل- غير مواطنة آل البيت!
خطابهم مغرق في التخلف و كأنهم لا يعيشون الالفية الثالثة و لم يروا حضارتها،
أعطيك مثل لخطاب أحدهم الأراكي، الذي يفتي بثورة البحرين دائما، و كل الردود المؤيدة هي لأتباع التيار الشيرازي
نحتاج أن نسلط الدراسة على هذا الموضوع المهم، أهي مازوخية أم إيمان، أم فقر أم ماذا، مع مودتي..
http://bahrainonline.org/showthread.php?t=314466


4 - الأخ العزيز جلال البحراني تحية طيبة
جاسم محمد كاظم ( 2011 / 12 / 3 - 14:50 )
شكرا جزيلا على هذا الشرح الرائع والتحليل الممتع .وأود إن أضيف شيئا لما تفضلت بة من معلومات .
بان المدرسة الشيرازية هي من المدارس الغالية جدا والغارقة في الخيال والأسطورة وتضيف بعض المصادر بان أصولها هندية فلذلك فان مشاهد الضرب والطم ربما قد جاءت من هذا البلد . ولمزيد من الإيضاح حول الموضوع هناك كتاب جيد حول أصل شيعة العراق للأستاذ اسحق نقاش يتحدث فيه بإسهاب عن شيعة العراق وأصولهم . فرقهم ومذاهبهم وكيف توافدوا إلى العراق . مع التحية والامتنان راجيا منك التواصل .تقبل تحياتي .

اخر الافلام

.. فرنسا .. انقسام حول تشكيل الحكومة ضمن التحالف الرئاسي بين جن


.. مسيرة احتجاجية لمنظمات أهلية محلية بولاية ويسكونسن الأمريكية




.. فرنسا.. ماكرون يرفض تعيين رئيس حكومة يساري ويدعو القوى الجمه


.. ماكرون يخطط للاستفادة من انقسام اليسار




.. مظاهرات رافضة لانتخابات مجلس الشعب في السويداء.. وقوات الأمن