الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أوقفوا مجازركم بحق معسكر أشرف، أيُّها الديمقراطيون

مديح الصادق

2011 / 12 / 3
حقوق الانسان


مجاهدو خلق ما عادوا خطرا على أسيادكم في طهران - يا جلالة الإمبراطور - فقد خدعتموهم، أنتم وأسيادكم الأمريكان بلعبة الثعالب الماكرين؛ أو بالأحرى أصبحوا بين فكّي كماشة؛ وما كان بأيديهم من حيلة سوى التخلي عما بحوزتهم من سلاح مقابل أن يتمتعوا بالحماية، تلك الحماية التي تعهدت بمنحها إياهم أمريكا، وهي نفسها التي استجلبتكم من المنافي، وسلطتكم على رقاب إخوان لكم في الوطن، وأغلبهم في الدين، ومنهم من كان مشاطرا إياكم خنادق القتال - هذ إن كنتم فعلا مقاتلين - ضد الدكتاتورية واستعباد الجماهير؛ وأي خطر يشكله أكثر من ثلاثة آلاف أعزل، يحاصرهم جنودكم، ومن يتبعكم من الميليشيات، وجيوش أسيادكم، حكام طهران، أغلبهم من النساء، والشيوخ والأطفال، وهناك من يعاني من علل مزمنة يحتاج إلى اهتمام خاص، وقد فرضتم عليهم طوقا من حصار ينافي كل القوانين والأعراف؛ بل أبسط ما يدعو له دين اتخذتموه غطاء كي تستروا فضائحكم التي أزكمت الأنوف، وباتت مكشوفة للقاصي والداني، داخل وخارج البلاد، شمَّ عفنها ابن القرية القاصية، والذي بترَ السبابة التي تلونت بحِبْرٍ أجلسكم على العروش، فأدرتم ظهوركم لأولئك البسطاء المساكين، حصار غادرت إثره المسكينة ( زهرا مهر ) التي نهش جسدها سَقَمٌ؛ فاستغاثت ولم تجد فيكم شريفا يُغيث، ومن عقابكم لم يسلم الأموات، فقد صادرتم جثتها ولم يستلمها أهلها المحاصرون داخل المعسكر من كل الجهات؛ فإي صنف من الآدميين أنتم، وهل يُحسب من يفعل أفعالكم على الآدميين ؟

قبل عامين كان عليك أن تزور أسيادك، في طهران، كي تؤدي فروض الطاعة بين أيديهم، وتجدد لهم البيعة؛ بل تؤكد لهم أنك مازلت ذلك الجندي الذي احتضنوه، ودربوه كي ينفذ المشروع الذي به يحلمون، فالعراق برأيهم مقاطعة من إمبراطورية فارس، حتى أنك لم تحتج لأن تحتمي، وتستمد القوة من راية العراق العظيم خلفك، كما يفعل القادة في كل مكان، واكتفيت براية أهلك الإيرانيين، ولم ينتهِ الأمر عند ذا الحد؛ بل وعدتَ سيدك الأعلى ( خامنئي ) بأن تحيل معسكر أشرف إلى رماد، وتُشتتَ أهله في الأمصار؛ فأصدرتَ الأوامر ولمَّا تعُدْ من أسيادك بعد، وكان الهجوم الذي تكرر مرتين، والضحايا سبعا وأربعين كانوا، بينهم ثمان من النساء المجردات من أي سلاح، وقفن بكل شجاعة واستبسال يتحدين مدرعات أسيادك، فيلق القدس، وهي تحمل - قصد التمويه - علم العراق، ولم تتعدَّ أعمار أغلبهن الثانية والعشرين، وأعقب الهجومين حصار كافر يمنع الماء والكهرباء والدواء والاتصالات، أضف لذلك شحة الغذاء، وتلاشت في الوديان صرخات احتجاجات العالم، برلمانات دولية، الكونكرس ومجلس الشيوخ الأمريكيين، البرلمان الأوربي، منظمة العفو الدولية، الاتحاد الأوربي، ومنظمات إنسانية من كل أنحاء العالم، وكيف لا فأنتم لا تسمعون إلا صوتا واحدا، هو صوت أسيادكم في طهران

لقد منعتم على سكان معسكر أشرف السفر خارج البلاد، ومنهم مَنْ هو بحاجة إلى علاج من أمراض لم يجدوا لها علاجا - بفضل حصاركم اللا إنساني عليهم - داخل العراق، وأغلقتم الأبواب بوجه أي حل توافقي؛ بل أنكم أمهلتموهم لغاية نهاية هذا العام 2011 الذي لم يتبق منه سوى أيام معدودات؛ لطردهم الذي يعني تسليمهم لقمة سائغة بأيدي أجهزة مخابرات إيران، وعندها يواجهون الموت بأحكام الإعدام التي تم إعدادها - وبالأسماء - قبل أن يسلمهم لأسياده سيادة رئيس الوزراء الذي تناسى أنه، ومن معه؛ كانوا يوما مُطارَدين من نظام لم يرتوِ إلا من دماء الشعوب، وهاهو اليوم يلعب نفس السيناريو بثوب مختلف، وبدور جديد؛ ولعل السيناريو الأخطر هو ما يجري خلف الكواليس من اتفاقات؛ إما بطرد سكان معسكر أشرف - قسرا - إلى إيران، أو بتفريقهم على مختلف المحافظات في العراق، وفي حال رفضهم لأي من الاختيارين فإنهم مهددون بشن هجوم كاسح قبل أن ينتهي هذا العام

إننا من هذا المنبر نوجه نداءنا إلى الحكومة العراقية، بمن فيها الوزراء ورئيسهم، ووكلاؤهم، والمستشارون، ولا نستثني سيادة رئيس الجمهورية، ونوابه، ومستشاريه، وأولئك الذين انخدعت بهم الجماهير فاستحوذوا على قبة البرلمان، وإن كانوا لا يسمعون؛ لكننا نستنجد بالشرفاء الأنقياء من شعب العراق، وأحراره، ومثقفيه الملتزمين بقضاياه؛ أن يمارسوا دورهم المفروض عليهم في الدفاع عن سكان معسكر أشرف، بمنع جريمة سترتكب بحقهم خلال أيام قلائل قادمة، وعلى كل المنظمات الإنسانية داخل العراق، والعالمية، أن تمارس مسؤولياتها في هذه القضية، وأن تطالب حكومة الولايات المتحدة الأمريكية بتنفيذ وعدها في حماية مجاهدي خلق بعد أن سلموا السلاح؛ أم أنها شريعة الغاب تمارسها حكومة أقسمت على أن تكون كلمة الجماهير هي الفصل، وأن الهادي هو شرع الله الذي لا يفرق بين هذا وذاك؛ إلا بالحق، وأين هم - في كل أفعالهم - من شريعة الله ؟

نسخة منه إلى : مكاتب سيادة رئيس الجمهورية ونوابه
مكاتب رئيس الوزراء ونوابه ووزرائه ووكلائهم
مكاتب مجلس النواب ومن ادعوا أنهم يمثلون الشعب
الأحزاب والكيانات السياسية الوطنية وغير الوطنية
الشرفاء من أحرار العراق الذين سيقشعون الظلام
إلى نساء وشيوخ وأطفال معسكر أشرف الصابرين
ما تبقى من ضمير العالم، ومن يدعي حقوق الإنسان
الأول من ديسمبر - 2011








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ان ارض الله واسعه
عبد الحسن حسين يوسف ( 2011 / 12 / 3 - 10:09 )
استاذي العزيز0قضية معسكر اشرف لا تناقش بهذه العصبيه بعيدا عن تاريخ هذه المنظمه في العراق رغم اني لا اؤيداي اسائه لهم الان0
عزيزي 0لقد استخدم صدام هذه المنظمه كاءحد اجهزته القمعيه في ضرب العراقيين سكان منطقة ابي غريب فى بغداد وسكان منطقة العلويه في بغداد ومتضاهري مدينة الثوره الذين ابيدو بسلاح منظمة خلق معروف للجميع
ولكنى اتمنى ان يرحل منتسبي هذه المنظمه بدون الاساءه لهم وترك ما فعلوه بالعراقيين بعيدا عن التشفى والانتقام


2 - لمن النداء ؟؟
سرحان الركابي ( 2011 / 12 / 3 - 10:56 )
اذا كان رئيس الوزراء لا يستجيب الا لاسياده في طهران فلماذا توجه له النداء
هل بات هذا الاسلوب مكشوفا وممجوجا الى درجة القرف
نمنظمة مجاهدي خلق محبوبة من العراقيين لكنها مكروهة فقط من ايران
هل ايران حريصة على دماء العراقيين الذين قتلتهم هذه المنظمة اكثر من العراقيين


3 - أرض الله واسعة، ولكن
مديح الصادق ( 2011 / 12 / 3 - 16:47 )
الفاضل الأستاذ عبد الحسن حسين يوسف المحترم، تحية طيبة، وشكرا لأدبك الراقي في الرد
لايُنكر احد ما تفضلتَ به، فالنظام المقبور سلّط أغلب أبناء الشعب العراقي ممن طالتهم يده؛ ضد أبناء جلدتهم، وهذا ديدن الانظمة الفاشية؛ وهو لم يترك مجالا للانتقام من الشعب الذي انتفض عليه إلا ووظفه بهذا الاتجاه، وكان هذا الحال مع مجاهدي خلق؛ لكننا لا نتحدث عنهم الآن كمقاومين مسلحين، فقد جُرِّدوا من سلاحهم، بل من منطلق إنساني، ففي المعسكر شيوخ ونساء وأطفال ومرضى، ومصيرهم يجب ان تتحكم به الأمم المتحدة، لا رغبة الحكام، أخانا العزيز


4 - النداء لمن يسمع، مثلكم، ولمن في أذنه وقر
مديح الصادق ( 2011 / 12 / 3 - 17:03 )
الأستاذ الفاضل، سرحان الركابي المحترم، شكرا لتفاعلكم مع هذا الموضوع الحساس جدا
جنابكم يتحدث عن منظمة مجاهدي خلق وكأنها لا تزال كما كانت، بكل ما تمتلك من أسلحة تقولون بأنهم استخدموها ضد شعب العراق؛ لكننا نتحدث عن قانون دولي يجب ان يُحترَم، فهلاَّ قرأتَ المحور الذي نشرنا تحته المقال، إنه ( حقوق الإنسان ) التي اُنتهت بحقنا من قبل نظام دموي فاشي؛ فلماذا نكرر انتهاكها مع غيرنا - مهما كانوا - ونحن ضحايا خرقها عدة عقود
أما عن دور حكومة إيران فلا أحد ينكر تأثيرهم في هذا المجال، وهم في موقف الدفاع عن أنفسهم فلماذا لا يفرضون رغبتهم على حلفائهم في العراق


5 - الرد
بهنام نصر ( 2011 / 12 / 3 - 18:55 )
السيد عبد الحسن حسين يوسف
اعتقد انك من عملاء النظام الايراني ومن قاتلي الشعب العراقي لان العراقيين الوطنيين يعرفون جيدا الشخص الوحيد الذي قتل العراقيين هو المالكي بامر من
اسياده في طهران فعليك ان تسكت ولا تدعي بانك عراقي وانك لست عراقيا لان العراقيين اعلنوا دعمهم من منظمة مجاهدي خلق الايرانية في بياناتهم خاصة بيان اكثر من مليون من الشعب العراقي قبل ايام
اذا كنت عراقيا حقيقيا فعليك ان تدافع عن شعبك وبلدك ومو المالكي العميل


6 - الرد
بهنام نصر ( 2011 / 12 / 3 - 18:56 )
السيد عبد الحسن حسين يوسف
اعتقد انك من عملاء النظام الايراني ومن قاتلي الشعب العراقي لان العراقيين الوطنيين يعرفون جيدا الشخص الوحيد الذي قتل العراقيين هو المالكي بامر من
اسياده في طهران فعليك ان تسكت ولا تدعي بانك عراقي وانك لست عراقيا لان العراقيين اعلنوا دعمهم من منظمة مجاهدي خلق الايرانية في بياناتهم خاصة بيان اكثر من مليون من الشعب العراقي قبل ايام
اذا كنت عراقيا حقيقيا فعليك ان تدافع عن شعبك وبلدك ومو المالكي العميل


7 - سلاما لك يا عزيزي بهنام
عبد الحسن حسين يوسف ( 2011 / 12 / 3 - 20:29 )
السيد بهتام 0لااستطيع الرد عليك بنفس الطريقه التي تكلمت بها فامبادئي الشيوعيه لا تسمح لي بذلك كل ما اقوله لك بامكانك ان تقرء كتاباتي في الحوار المتمدن ومن خلالها تستطيع ان تحكم ان كنت عميلا للمالكي او لا فقط اطلب منك ان تكون منصفا واشكرك جزيل الشكر مع امنياتي لك بسداد الراي


8 - عاش التضامن الأممي ضد الظلم مهما كان مصدره
ييلماز جاويد ( 2011 / 12 / 5 - 05:47 )
عزيزي أبو سولاف
قرأت مقالتك وأعجبت بما ورد فيها من نقد عميق وإستنكار للظلم الذي وقع على مجموعة ( مجاهدي خلق ) . إنهم بشر ومهجرون من أرضهم وأرض أجدادهم ولااجئون إلى العراق ( فهم ضيوف ) فإن كان قادتهم أو فصائل منهم أدوات بيد طاغية العراق ، فالطاغية ولّى وهم أصبحوا عزّل فمن الإنصاف أن يتضامن معهم وعوائلهم كل شريف إن لم يكن( تضامناً أممياً ) فيكن من أخلاقنا الأصيلة في إكرام الضيف . فكم كنا بحاجة لأصدقاء يقفون معنا يوم كنا نعني ظلم الطاغية . عشت يا أبا سولاف وأحاسيسك الإنسانية


9 - أين المعايير الإنسانية، أستاذ ييلماز ؟
مديح الصادق ( 2011 / 12 / 5 - 15:19 )
تحية طيبة لك ولكل من تنبض في عروقه دماء الإنسانية التي تتعامل مع الإنسان المجرد من سلاحه معاملة الضيف - كما تفضلتم - وتلك الأخلاق ليست غريبة عن العراقيين؛ بل أن جميع الأديان، والأفكار الخيرة قد دعت إليها، وهذا ما رضعناه مع حليب أمهاتنا، فبأية مبادئ يهتدي أولئك القابعون في المزبلة الخضراء، ولا يُجيدون - هم وأسيادهم - سوى لغة الانتقام والتشفي، أليسوا هم من اغتال العلماء والطيارين ؟أهم من صنف البشر هؤلاء ؟ تقديرنا لإنسانيتك الرائعة، أستاذ ييلماز

اخر الافلام

.. موجز أخبار السابعة مساءً - النمسا تعلن إلغاء قرار تجميد تموي


.. النمسا تقرر الإفراج عن تمويل لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفل




.. طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة يعيش حالة رعب ا?ثناء قصف الاحتل


.. النمسا تقرر الإفراج عن أموال -الأونروا- التي تم تعليقها سابق




.. -غوغل مابس- قد يكون خطرا عليك.. الأمم المتحدة تحذر: عطل إعدا