الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الصين ترفض الوجود الاميركي في آسيا

جورج حداد

2011 / 12 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


إعداد: جورج حداد*
افادت وكالة رويتر ان وزارة الدفاع الصينية اصدرت بيانا حول الاتفاق العسكري الاميركي ـ الاوسترالي الذي تم التوصل اليه بين الطرفين في شهر تشرين الثاني الماضي اعتبرت فيه ان هذا الاتفاق لا يتلاءم والواقع الراهن ويعمل على زعزعة الاستقرار في الاقليم الاسيوي للمحيط الهادئ. وحسب رأي وزارة الدفاع الصينية فإن تدعيم الاتحاد العسكري بين الولايات المتحدة الاميركية واوستراليا هو مظهر للتفكير العائد الى زمن الحرب الباردة ويتناقض مع التوجه الحالي نحو السلم، التنمية والتعاون. ويمثل هذا البيان اشد انتقاد وجهته بكين حتى الان نحو الاتفاق المذكور. وينص هذا الاتفاق ان ترسل اميركا اسطولا جويا و2500 من مشاة البحرية (المارينز) الى قاعدة التدريب في شمال اوستراليا، من اجل مساعدة الحلفاء والدفاع عن المصالح الاميركية في اسيا. ويرى كثير من المحللين ان هذا الاتفاق هو موجه ضد نمو العدوانية المتنامية للصين. ولكن حتى الان كانت ردود فعل بكين تتمثل في بيانات ناعمة، تشكك في مدى ملاءمة هذا الاتفاق.
وفي هذا السياق يذكر ان القوات البحرية الصينية سوف تجري مناورات تدريبية في مطلع كانون الاول الجاري في القسم الغربي من المحيط الهادئ، كما ذكرت وكالة ايتار ـ تاس الروسية ووكالة الصحافة الفرنسية، مستندتين الى بيان صادر عن وزارة الدفاع الصينية. وجاء في البيان "ان الامر يتعلق بتدريبات روتينية، مخططة في برنامج هذه السنة، وهي غير موجهة ضد اي بلد". وصدر البيان على خلفية النشاط الاميركي المتزايد في الاقليم، كما لاحظت الوكالتان. وفي الاسبوع الماضي اعلن الرئيس الاميركي باراك اوباما ان بلاده سوف تزيد حضورها العسكري في اوستراليا. ووصف بعض المعلقين في هونغ كونغ المناورات الصينية الحالية بأنها مظاهرة قوة موجهة ضد اميركا وضد الدول المجاورة للصين في جنوب شرق اسيا، التي يوجد بينها وبين الصين نزاعات اقليمية في بحر الصين الجنوبي. وفي الوقت ذاته اعلنت الصين انها تنظر برضى نحو الاتصالات بين ميانما والغرب، كما تقول وكالة الصحافة الفرنسية، مستندة الى تصريح لـ هون لاي، الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية. "نحن نعتبر ان ميانما والبلدان الغربية ينبغي ان تطور الاتصالات فيما بينها وان تحسن علاقاتها على اساس الاحترام المتبادل". كما لاحظ هون، مجيبا عن سؤاله عن الزيارة التاريخية التي قامت بها وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون الى هذا البلد. وعبر عن الامل في ان تساعد هذه الزيارة على تعزيز الاستقرار والتنمية في ميانما. وهذه هي اول زيارة لوزير خارجية اميركي الى ميانما منذ 56 سنة. والصين هي تقريبا الحليف الاساسي والوحيد لهذا البلد، الذي كان يقوده العسكريون منذ 1962 والى ما قبل بضعة اشهر.



هذا وقد أنزلت الصين مؤخرا الى اليم اول حاملة طائرات لها، وهي حاملة طائرات اوكرانية قديمة تم تجديدها. وسميت حاملة الطائرات الصينية "شي لانغ". وقد جذبت فورا الكثير من الاهتمام. ويعتبر الخبراء ان "شي لانغ" هي فقط للتدريب وليست مجهزة لخوض المعارك. والتهديد الذي تمثله هو فقط رمزي.
وقد تم شراء حاملة الطائرات هذه من اوكرانيا قبل 10 سنوات، وجرت اعادة بنائها واطلق عليها اسم "شي لانغ". ويقول المحلل "او فان" ان "شي لانغ" هو جنرال انتصر على تايوان سنة 1681. واسمه يمثل تهديدا رمزيا لتايوان.
ويرى "او فان" ان الولايات المتحدة الاميركية هي قلقة جدا حيال حاملة الطائرات، لان التوسع العسكري للصين يعتبر تهديدا للولايات المتحدة الاميركية.
ويضيف او فان: "ان حاملة الطائرات تسهم في تحقيق هدفين: الدفاع عن الطرق البحرية لنقل الوقود؛
والتوسع اللاحق للقدرات العسكرية للصين، لا سيما في الاقليم الاسيوي للمحيط الهادئ. فالصين تريد ان تطرد قوات الولايات المتحدة الاميركية من اقليم آسيا والمحيط الهادئ".
وحسب رأي الاميرال الاميركي روبرت ويلارد ينبغي ان "تمر مرحلة طويلة من التدريب والتطور، والتعليم المفترض، قبل التوصل الى اي شكل من الجهوزية العملانية" لحاملة الطائرات.
ويعتبر الخبراء ان القوات العسكرية البحرية للصين لا تزال متأخرة كثيرا عن مثيلتها الاميركية واليابانية. وانه سيمر لا اقل من 10 سنوات قبل ان تطور الصين اسطولا حربيا يمكنه ان يزاحم الاسطول الاميركي.
ويقول او فان: "اولا، انها حاملة طائرات عادية، وليست نووية. وثانيا انها متوسطة الحجم. وثالثا انها تحمل ما بين 20 ـ 30 طائرة، وهو عدد غير كبير. ولا يزال هناك طريق طويل قبل ان يمكنها التحول الى اسطول عملاني".
وجاء في تصريح الى "صوت آسيا" ادلى به خوان تون، وهو معلق من ماكاو، ان "شي لانغ" يمكنها ان تخدم فقط مهمات التجارب والتدريب. فهي غير مجهزة للمعارك.
ولكن حسب رأي البروفسور الاميركي دايفيد كانغ من جامعة شمال كارولينا USC، فإن التوسع العسكري للصين يتناقض مع تأكيدها على "النهضة السلمية".
وفي سنة 2005 كان الجنرال الصيني جو تشينغهو قد صرح انه "اذا قامت اميركا بشن هجوم صاروخي ضد الصين، فإن الصين سوف ترد بالاسلحة النووية" و"نحن ينبغي ان نكون مستعدين لاحتمال القضاء على جميع المدن شرقي شيان". اي بما فيها بكين وشانغهاي وكانتون. ولم يتم في حينه توجيه الانتقاد للجنرال جو بسبب تصريحه هذا.
وفي شهر كانون الثاني الماضي قامت الصين باختبار طائرتها المقاتلة ـ الشبح من طراز J-20، وذلك في اثناء زيارة وزير الدفاع الاميركي روبرت غايتس. وقال الرئيس الصيني هو جينتاو لروبرت غايتس "انه لم يكن يعلم" بذلك. ويقول احد الخبراء لـ "صوت آسيا" انه اذا كان "هو" يقول الحقيقة، فهذا يعني ان الحكومة فقدت السيطرة على العسكريين، وهذا يمثل وضعية اشكالية.
وحسب تقدير "او رينهوا"، رئيس تحرير الجريدة الاميركية Press Freedom Guardian، فإن الحزب الشيوعي الصيني يقوم فقط بعمل عرض “show”.
وقد اعلن هو نفسه امام "صوت اسيا": "ان سيطرة الحزب على العسكريين لن يتبدل من حيث المبدأ، خصوصا بعد ان أمن الحزب الشيوعي الصيني السيطرة على الشرطة وعلى الاوساط الاكاديمية. ان العسكريين لا يمكنهم المشاركة في حرب. والحزب الشيوعي الصيني يعمل فقط عرضا “show” امام العالم الغربي".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*كاتب لبناني مستقل








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مشاهد تظهر فيضانا يغرق قرى في البوسنة


.. مظاهرة وسط العاصمة الأردنية عمان دعما للمقاومة الفلسطينية وا




.. انفجارات في الضاحية الجنوبية لبيروت


.. في اجتماع انتخابي له في كارولينا الشمالية .. ترمب يعد بتصنيع




.. مروحية إسرائيلية تقصف الحدود اللبنانية