الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من يضمــــــــــــد جراحنا ؟ من يوقف مآسينـــــــــــــــا؟

يحيى غازي الأميري

2004 / 12 / 23
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


أخي العزيز فاروق* قرأت مقالتكم التي أرسلت لي نسخة منها وزادت من هموم قلبي المطعون بألاف الخناجر !!! أعرف يا عزيزي طيبة قلبك المملوء حبا ً ووفاء للناس والاهل والوطن .
أعرف ان لوعة فراق الوطن والأحبة والاهل بدأت تسري في عروقك !!! قرأت كلماتك النازفة من الفجيعة التي ألمت بالعراق وشعبه، أعرف ان من رسم لدمار الوطن وخرابه لايريد للنزيف والفواجع والخراب والتشرد الا ان يستمر ويزيد.
اذ لايطيب له ان يهدأ خراب الروح والوطن الذي بداه وجند له المئات بل ألاف من عديمي الانسانية والدين والشرف.
غريب ياصاحبي ومفجوع بألاف الأحبة وتذرف دموعك وحيدا ً.... غريب ياصاحبي في صنعاء التي
يقال كانت موطن للصابئة قبل ان تأكل الجرذان والفئران سدها.
أكتب يا فاروق مزيدا ً من كلمات الحب والطيـبة اعرف إن قلبك مليء بها ، أقرأ كلماتك الجميلة في مقالاتك التي تزداد يوما ً بعد يوم ، كلما زادت معاناتك تأتي كلماتك أكثر رقة وعذوبة .
أكتب عن أيام كاد الجلادون إن ينهوا حياتك ، أكتب عن قسوة قلوبهم وسياط جلدهم !!!! أكتب وعلمهم إن قلوب العراقـيين الشرفاء رغم كل ما يتعـرضون له على يد الجلادين المأجورين يزدادون عطاء ً للناس والوطن . أكتب وبدد صورا ً يحاول القتلة إرغام الشعب على قبولها !!! أكتب للغد الذي لا مكان لهم فيه .
أقرأ كلماتك عن الصدقة المباركة وعن تعاليم يحيى بن زكريـــا وصابئة القرآن وعن نبذك لرجس السحر والشيطان ، وعن الجبل الذي يحترق وهي تصدر من قلب مشحون بالعاطفة لا يتحمل الهجران !!
أكتب يا صاحبي قل للسفلة الذين لازالوا يريدون لليأس والبؤس والرعب والخراب والعذاب أن يستمر قل لهم يا فاروق أما كفاكم أيها السفاحون ماحل بالبلاد والعباد !!! وأي أمراض نازية تحملون !!
أكتب يا فاروق فقبل أيام قرأت أسماء كانت لسنيين طويلة كلاب لصدام وتدعي اليوم الديمقراطية !! وقد رشحت في الانتخابات العراقية !! باسم الحرية وكأنهم ليس نفس الكلاب البعثية !!
أنقش كلماتك كما تنقش أسم الله والأنبياء في المعادن الثمينة كما طرزت ورود مدالياتك الجميلة صدور الفتيات الذهبية !!
فكلماتك ويداك لا تعرف غير الحب والطيبة .
أ ُكتب ياصحبي عن لوعتك ومأساة وطنك عسى ولعل ٌّ من يسمع نجواك وشكواك. .....لعلّ ( نعيم عبد
مهلهل )** يدعو لك من موطنه أور التي بدأ منها التأريخ كما يقول كريمر !!!
نعيم عبد مهلهل وهو يرتدي يوم الأحد( الرسته البيضاء)*** وهو يردد كلمات( مند اد هيي )****!! وأناشيد الأنبياء على جرفي نهر الفرات ومائه الجاري!
فهويسكن في موطن الأنبياء وقريب من ملعب صباهم، يناجيهم باستمرار قبل أيام استجاب لنداء موسى الخميسي وهو يناجي نصب وتماثيل وآلهة روما ان تحرس عذرية المندائيات ، من الاغتصاب ، في بلد الأنبياء ومهد الحضارات !!
وهذه لوعتي ابثها مع لوعتك من بلاد الشمال الثلجية القصية ، هذه البلاد التي لاترضى وتقبل بهذه البلية،
هذه البلاد التي أجارتنا وليس كما يفعل أخوتنا وأشقائنا العرب!!
ولقربي من نجمها القطبي الشمالي !! موطن( أباثر)*****!! هنا الهواء النقي العذب ، لا صوت للبارود الذي أخترعوه لكنهم الان يوزعون جائزة نوبل للسلام وللعلوم العلمية والانسانية لكل أرجاء البرية .


يحيى غازي الاميري
مالمو / السويد في 21/12


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*فاروق عبد الجبار معلم جامعي خريج كلية الآداب اللغة العربية أحيل على التقاعد مبكرا ً ، عمل في سوق الصاغة في خان الشابندر / بغداد ينقش الأسماء على المداليات الذهبية والفضية ويجيد فن التخريم على القطع المعدنية ، باع كل ما يملك
من دار سكن ومحل عمل و... و.. لكي يهرب مع عائلته إلى المجهول في سبيل الخلاص من جحيم الرعب والهلع الذي خيم على العراق !! لم تهاجر عائلة فاروق فحسب بل هاجرت قبله كل عوائل أشقائه وشقيقاته والتي توزعت على أرجاء
المعمورة فهذا في لندن والآخر في هولندا وذاك في أمريكا وألمانيا واستراليا ولازال فاروق يقبع في صنعاء ينتظر لم شمله مع أسرته في استراليا منذ أكثر من ثلاث سنوات.

**نعيم عبد مهلهل : اديب عراقي جميل الكتابة تعجبني كتاباته يكتب نثر جميل يدخل المفردات المندائية في العديد من كتاباته
*** الرسته البيضاء : ملابس دينية بيضاء يجب ان يرتديها (الصابئي المندائي) قبل قيامه بأجراء اي عمل أو طقس ديني
وهي ترتدى عادة ً في مراسيم التعميد والزواج والذبح وحمل الجنازة وغيرها.
**** مندا اد هي :كائن نوراني وقد علم الانسان الاول عقيدة واصول الديانة المندائية ، وفي العقيدة المندائية يعتبر
المرسل الاول ،رسول النور ، الموّلد الاول للحياة .يذكر اسمه عند أجراء الطقوس الدينية. ( المصدر
من أطروحة ماجستير أسماء الأعلام المندائية في الكنزا ربا /جامعة بغداد/ عبد المجيد سعدون ص 40 )
***** أباثر : كائن نوراني ، أب الاثري(ملاك الخير) له موقع بارز ومهم في العقيدة المندائية ،وهو بالدرجة الأولى
ملاك الميزان ،أي انه يحمل الميزان الذي به يزن الأنفس المندائية عند معراجها. كما يعد هو القبلة حسب
العقيدة المندائية . ( المصدر السابق ص 15 )








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شبكة “إن بي سي”: إدارة بايدن ناقشت إمكانية التفاوض على صفقة


.. 5 مرشحين محافظين وإصلاحي واحد يتنافسون في انتخابات الرئاسة ا




.. نتائج انتخابات البرلمان الأوروبي توحي بصعود اليمين في معظم ا


.. اليمين الشعبوي يتقدم في الانتخابات الأوروبية




.. كتائب القسام تستهدف قوات إسرائيلية شرق مدينة خان يونس جنوب ق