الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السعودية والخطاب الإعلامي

فلاح الزركاني

2011 / 12 / 3
مواضيع وابحاث سياسية



لم يثرني بالحقيقة الخبر الذي تحدث عن تحديد الجهات المسئولة عن أحداث القطيف بقدر ما أثارتني التعليقات التي انتشرت عبر المواقع الالكترونية ضد الشيعة (الروافض) كما يسمون واتهامهم المباشر بالعمالة لإيران حصرا والمصيبة في هذا الخبر هو محاولة آل سعود من خلال الأقلام المأجورة تصوير الحوادث وكأنها مدعومة خارجيا وبأيادي تستغل أيام عاشوراء لزعزعة الأمن والنظام بينما وراء الأكمة ما وراءها من محاولة لإيقاف المد الثوري للشعوب على حكامها الطغاة الذين لا يمثلون في حقيقة الأمر إلا عائلاتهم البرجوازية والتي تسلطت على رقاب الفقراء بفتاوى ابن تيمية وأشباهه المعاصرين وهم بالنتيجة يعلمون أنهم زائلون لا محالة فهناك تيارات ليبرالية وثورية في السعودية تمتلك الدراية والرؤية الكاملة عن النظام وكيفية تغييره وسرعان ما ستتحول المملكة الى ثورة عارمة يشترك فيها الجميع سنة وشيعة.
أما الخطاب الرسمي الموجه للنظام السعودي فيعتمد بالأساس على استغفال الشعب السعودي المسلم ومحاولة إيهام البسطاء منه أن الربيع العربي هو مؤامرة على الإسلام والمسلمين بينما كانت النتيجة المفارقة في بلدين محررين هو صعود التيار الإسلامي ممثلا بالإخوان في مصر والنهضة في تونس ( مع التحفظ على قدرتهم على إدارة البلاد وفق الديمقراطية ) وبالتالي سقطت كذبة عمالة الثوار لإسرائيل والغرب وهنا نقطة مهمة وهي إذا كان الغرب يعلمنا الثورة على الطغاة فأهلا وسهلا ولكن للتوضيح الغرب كان مصدوما من التغيير ووقف ضده حفاظا على مصالحه الإستراتيجية في المنطقة فأين يجد مطايا طيعة كال سعود وال خليفة وال مبارك وال زين العابدين والقائمة تطول ولا تنتهي .
وبالعودة للخطاب الإعلامي السعودي فهو يكرر نفس العناوين ونفس التفاصيل عندما يتعلق الأمر بالقطيف والإحساء أو المحافظات الشيعية وبأساليب التشويش البالية التي عفا عليها الزمن لكنني أجد العذر لأولئك الكهول الأغبياء الذين لا يحسنون حتى التحدث بالعربية والقادمون من عصور التخلف والجاهلية الأولى فما بالك بشعب تعود أن تكون المرأة فيه مجرد وعاء للجنس وخادمة لإعداد الطعام وغسل الملابس ورضاعة الأطفال ولا تقبل شهادتها ولا يمكنها قيادة السيارة و يقيمون الحد على مبتدعة الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان ويتحايلون على الدين للبقاء في السلطة لان الديمقراطية ببساطة تخيفهم حد الموت وتجبرهم على إبقاء أدمغة السعوديين مجرد خلايا جامدة تحت أغطية مزيفة ليس لهم حظ من الفكر والثقافة لأنها ببساطة عدوة لإسلامهم المبني على الخرافة والتبعية والاستحمار فهل يصح في بلد في الألفية الثالثة أن يضرب الشرطة فيه المارة لأنهم لا يدخلون المسجد للصلاة ويقصرون دشاديشهم حتى لاتتسخ بينما هم يصلون بأحذيتهم .
أما على الواقع فهم يرعون الإرهاب والإرهابيين ويساعدون كل من يحاول نشر اللا فكر السلفي المتشدد لإيقاف عجلة التغيير التي سوف تطالهم بالنهاية مهما فعلوا ودفعوا بل الأدهى من ذلك إرسال الجماعات المتشددة التي تنشط في السعودية نفسها إلى خارجها فإما أن يقتلوا أو يأسروا وبالتالي يتخلصون منهم ويظهرون بمظهر المعارض للتشدد والمحارب له وهم بالنتيجة يمالئون الغرب الذي يعارضونه كمسلمين ويعيشون بذلك حالة من الازدواجية الصعبة فحكام السعودية الذين يملكون قواعد امريكية لحمايتهم بينما يهتف دعاتهم على المساجد وفي بيت الله الحرام ويجمعون المال والرجال ( للمجاهدين ) في العراق وافغانستان لمحاربة امريكا والغرب وكان القواعد الموجودة في الخليج حصرا تدار من قبل أمريكيين مسلمين( وهابيين ) .
أما الإشكالية المعقدة للخطاب الإعلامي السعودي فهي اعتمادها خطين متوازيين متضادين
الأول هو الخط الراديكالي المتشدد الذي يمثله النظام وحماته ودعاته ويعتمد بالأساس على محاربة طوائف المسلمين كافة وبدون استثناء وتخصيص النصيب الأكبر للشيعة باعتبارهم كفارا تابعين لإيران وتصوير الأمر للشعب السعودي بان الشيعة عندما يستلمون زمام الحكم سيقتلون السنة ويستبيحون نسائهم ويأخذون أموالهم ويسومونهم سوء العذاب لذلك فمحاربتهم هو جهاد مقدس يصل بالانتحاريين الى مصاحبة الرسول في الجنة في أعلى درجاتها وهي العلة التي درج عليها آل سعود للبقاء في السلطة .
الخط الثاني والذي يمثله جيل من المثقفين والكتاب والأكاديميين الذي يؤمنون بحركة المجتمعات نحو التغيير العقائدي والفكري والسياسي بعيدا عن التوصيفات المذهبية والاثنية والمناطقية ويؤمنون بالانسان وضمان حرياته وتوجهاته ومعظم هؤلاء كانوا ضمن التيار السلفي المتشدد الا انهم انقلبوا عليه لانهم ببساطة شديدة أمعنوا التفكير وتركوا التكفير وتوجهوا بكلياتهم الى مخاطبة العقل والبحث المتأني والتدقيق في اطلاق الاحكام والوصول الى رفعة الانسان كانسان لكنهم بالحقيقة لم يتوصلوا بعد الى نشر افكارهم لعدة اسباب اهمها الخوف من النظام وعصاباته وسطوتها ثانيهما غياب الارضية الصالحة لانتشار افكارهم على الصعيد الجمعي لان السعوديين لا يؤمنون بالثقافة والحداثة باعتبارها معارضة للدين الاصولي والموالاة للغرب وهي الشعارات التي يستخدمها دائما ال سعود .
هناك نقطة اخيرة وسؤال يطرح نفسه هل من المعقول ان تسمى اكبر دولة في الشرق الاوسط على اسم طاغية اكل عليه الدهر وشرب مع العلم بانهم لايقدسون الاموات مطلقا فما هم الا جيف ( عصاتي خير من محمد ) كما أفتى ابن تيمية عفوا ( جيفة ابن تيمية ) .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتنياهو بين إرضاء حلفائه في الحكومة وقبول -صفقة الهدنة-؟| ال


.. فورين أفارز: لهذه الأسباب، على إسرائيل إعلان وقف إطلاق النار




.. حزب الله يرفض المبادرة الفرنسية و-فصل المسارات- بين غزة ولبن


.. السعودية.. المدينة المنورة تشهد أمطارا غير مسبوقة




.. وزير الخارجية الفرنسي في القاهرة، مقاربة مشتركة حول غزة