الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ساسة العراق الجديد، سَبع صَنايع والبَخَت مَضايع

مصطفى القرة داغي

2011 / 12 / 3
كتابات ساخرة


سَبع صَنايع والبَخت ضايع، مثل عراقي قديم يقال دائماً عَن الشَخص الذي يُجيد أكثر مِن صَنعة ولكنه غير مُحترف، ويقضي حياته مُتقلباً بين هذه وتلك دون تحقيق النجاح في إحداها. إلا إن هذا المَثل لايَنطبق على ساسة العراق الجُدد، الذين أثبتوا خطأه وبُطلانه وعَدَم إنطباقه على حالتهم الإستثنائية بكل شيء وعَن كل سياسيي العالم بفضِل أساليبهم البهلوانية التي لم يكن يعرفها آبائنا وأجدادنا يوم وضعوا المَثل. فلو تتبعنا تأريخ هؤلاء السياسيين وسِيَر حياتهم لوجدناهم يتنقلون مُنذ سنين ذات اليمين وذات الشمال بَين صَنعة وأخرى كأنهم جوكر لعبة الورق، بل إن أغلبهم كالطماطة (للطَبخ وللزلاطة)، وبالتالي فما يجب أن يقال عَنهُم هو ليسَ (سَبع صَنايع والبَخَت ضايع) وإنما (سَبع صَنايع والبَخَت مََضايع).
لقد تحَوّل الدكتور علي الدباغ مثلاً مِن خبير بشؤون المَرجعية الى مُتحدث بلسان رئاسة الوزراء وأخيراً وزير دولة ، وسَيَتبقى لديه بعدها 4 صَنايع حتى يَتم السَبع صَنايع. أما السَيد صولاغ فقد أتم حتى الآن 4 صَنايع، وبقي لديه3، بعد تحَوّله مِن رئيس تحرير جريدة نداء الرافدين التي كانت ناطقة بلسان المَجلس الأعلى سابقاً الى وزير إسكان وتعمير بحكومة الدكتور عَلاوي ثم وزير داخلية بحكومة الجَعفري، وأخيراً وزيراً للمالية بحكومة المالكي السابقة. أما الدكتور موفق الربيعي فقد تحَوّل مِن طبيب الى وكيل للمَرجعية الى مُستشار للأمن القومي، وأخيراً رئيس حِزب طامِح برئاسة الوزراء. أما الدكتور الجَعفري فشَغل حتى الآن3 صَنايع وباقي4 لتكتمل السِبحة، فبَعد صَنعة الطِب أصبح نائب رئيس جمهورية بحكومة الدكتور عَلاوي، ثم رئيس وزراء للحكومة الإنتقالية التي لم يَطِق عَنها فكاكاً (لولا المَلامة والتوازُنات التي قضَت بتنحِيَته وإستبدالِه بالمالكي) مُخلفاً ورائه تركة مِن المُستشارين أغلبهم يَمتلك سَبع صَنايَع وبَختة مَضايع. فقد تحول أحَدُهُم مِن مُهندس حَسبما كان يدعي الى رَجُل أعمال ثم مَسؤول عَن إعمار العراق الذي لم يَكُن يُطيق سَماع إسمِه.وتحَوّل آخر مِن رَوزخون ووكيل للمَرجعية بإحدى الدول الأوروبية التي تلاحِقه قضائياً بسَبَب إستمراره بإستلام مَعوناتها المالية الى مُترجم للأمريكان عند دخولهم للعراق، ثم مُستشار بوزارة النفط يُشارك بوفودها لمُنظمة الأوبك ويُفاوض عَنها مَع شركات النفط العالمية، وأخيراً أميناً عاماً لمجلس الوزراء. أما الثالث الذي يَقطُر سُمّاً فقد عَمل موظفاً بوزارة الداخلية الإيرانية، ثم مُراسلاً لإحدى الشبكات الإخبارية بإيران، وأخيراً مُستشاراً لرئيس الوزراء. فيما تحَوّل رابعهم مِن رئيس لتحرير جريدة حزبية مُعارضة في لندن قبل سقوط النظام السابق الى سَفير في دولة عربية بَعد سُقوطه، وأخيراً مُستشاراً لرئيس الوزراء. أما الخامِس فتحَوّل مِن تقني في العراق الى تاجر في الأمارات ثم كندا، وأخيراً مُستشاراً لرئيس الوزراء.أما السادسة فقد تحَوّلت من مُحامية مَغمورة وحامية لحِمى الحِزب والثورة في زمن النظام السابق الى مُتحدِّثة بلسان البيت الشيعي والمؤتمر الوطني وحامية لحِمى الطائفة والمذهب بعد سقوطه، وأخيراً وليس آخراً مُستشارة لرئيس الوزراء، وأكتفي هنا بهذا القدر فالقائمة تطول والله المُستعان.
إن مشكلة هؤلاء السياسيين هي أنهم لايَسمَحون لغيرهم مِمّن لديه المَقدرة والكفاءة بدخول مِضمار السياسة في العراق،وتولي مَناصب سيادية ووزارية وإدارية فيه. فمُنذ2003وهُم يتقاذفون مَناصِب الدولة كالكُرات فيما بَينهم، فما إن تترك إحداها يَد أحَدِهِم، حتى تسقط بيَد الآخر، وهكذا دَواليك مُنذ 7 سنوات، كأنها حَكر عليهم وعلى أحزابهم، أو ضِيَع إقتطعت لهُم ولأجدادهم. لذا لن يتسَنى للعراق أن يَتطور إن بقي دائراً بفلك هؤلاء، الذين يُمثلون جيلاً سياسياً تجمّدت أفكاره وبليت رؤاه وشاخَت دمائه، ويحتاج لأفكار حَيّة ورؤى جديدة ودماء شابة تعيد له الحياة وتمضي بحياته السياسية قدماً الى الأمام.
ربما قد يتسائل البعض ويَغمُز ويَلمُز عَن سَبَب توجيهي للنقد وإعطائي لأمثلة عَن هذه النماذج من ساسة محسوبين على تيار سياسي مُعين فقط. وأقول يوجد بين التيارات السياسية الأخرى مِثل هؤلاء، لكن نِسبة مَن شغلوا مِنهُم مَناصب ليسَت مِن إختصاصهم قليلة مُقارنة بنظرائهم الذين ذكرناهم، وقليل جداً مِنهم مَن تنقل خلال السنوات الماضية بَين أكثر مِن مَنصبين أو وظيفتين مُختلفين لا علاقة لإحداها بالأخرى، أما الجَماعة الآخرين فقد جَمَعوا بَين إختصاصات لا عِلم ولا دراية لهُم بها ولا علاقة لإحداها بالأخرى!

مصطفى القرة داغي
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - قفزة
حمورابي سعيد ( 2011 / 12 / 3 - 19:01 )
اخي مصطفى...الانكى من ذلك ,بقالون وبنجرجية ونجارون قفزوا بقدرة اعمامهم ذوي الباس والسلطة الى مستشارين وسياسيين يقبظون الملايين وهم لا يفقهون الجك من البك .تحياتي

اخر الافلام

.. المراجعة النهائية لطلاب الثانوية العامة خلاصة منهج اللغة الإ


.. غياب ظافر العابدين.. 7 تونسيين بقائمة الأكثر تأثيرا في السين




.. عظة الأحد - القس حبيب جرجس: كلمة تذكار في اللغة اليونانية يخ


.. روبي ونجوم الغناء يتألقون في حفل افتتاح Boom Room اول مركز ت




.. تفاصيل اللحظات الحرجة للحالة الصحية للفنان جلال الزكى.. وتصر