الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إعلام العسكر والضحك على الذقون

حسين عبد المعبود

2011 / 12 / 3
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


إعلام العسكر والضحك على الذقون
يحدثنا الإعلام كثيرا ويطغى علينا ببروجندا إعلامية لاتختلف عن بروبجندا الحزب الوطني المنحل ، ونظام مبارك المخلوع ، فعند كل أزمة وكل احتجاج أو اعتصام لشرفاء التحرير يخرج علينا دفاعا عن المجلس العسكري بنفس الجمل ونفس التراكيب ونفس الأفكار التي كان يروجها نظام المخلوع بحجة إعطاء الفرصة للمجلس العسكري ، وأن هذه الوقفات والاعتصامات تؤثر على الأمن الذي يؤثر بدوره على السياحة والإنتاج وأن الرسالة قد وصلت ، ولم نعترف ولو مرة واحدة بأن المجلس العسكري قد اخطأ ، وانه السبب في كل ما يحدث لأنه لم يتجاوب مع ثورة يناير إلا في البيانات العسكرية أما كل السلوكيات والممارسات فهي لا تختلف عن ممارسات نظام مبارك وتذكروا معي عبارات : قلة مندسة ، أصابع خفية ، أياد خارجية ، أطراف داخلية وخارجية ، علينا أن نختار بين الأمن أو الفوضى ، وأرجوا أن تذكروني بجملة واحدة من الجمل التي تقال اليوم لم تقال أيام ثورة يناير وقبلها ، الفرق الوحيد اننا حذفنا اسم مبارك ووضعنا مكانه اسم المشير أو المجلس العسكري .
وبسبب إعلام العسكر والذي أعطى الضوء الأخضر لفلول النظام الذي ثار الشعب لسقوطه تجمع الفلول وكل المنتفعين من النظام السابق محتمين براية العسكر كما كانوا يحتمون من قبل بالحزن الوطني في عملية استقطاب رخيصة لكل الفلول والمنتفعين والمغرر بهم لتكوين قوة أخرى مناوئة لجماهير التحرير أطلق عليها ( العباسية ) وهو اسم جميل من وجهة نظري لو عدنا للمدلول الذي كان شائعا عن كلمة ( عباسية ) حيث كنا نطلقها على البلهاء وفاقدي الأهلية .
أيعقل من مجلس يقوم مقام رئيس الدولة أن يستقطب البعض ضد البعض ؟ وماذا لو تلاقى الفريقان ؟ وماذا يريد بنا مجلس العسكر ؟ كيف يكون هذا تصرف المسئول عن إدارة الدولة ؟ فهو بذلك يؤصل للتمييز والعنصرية في الوقت الذي ينادي فيه بالعدل والمساواة بين الجميع ودولة المواطنة لا فرق فيها بين سني و شيعي ولا فرق بين مسلم ومسيحي ولا بحيري و صعيدي ، وهذا اكبر دليل على التخبط والخطأ ولكن من المنطقي أن يدافع إعلام العسكر عن العسكر .
يجب ان نتنبه إلى أننا لا ننادي بحل الجيش ولا نريد أن نسيء إليه بل نجله ونضعه فوق الرءوس ونفرق بين الجيش والمجلس العسكري الذي يدير شئون الحكم ويقوم بالدور السياسي ، فعلى المجلس ان يرحل ويعود إلى ثكناته يحمي ولا يحكم .
بعد الثورة بشهور قليلة كانت الفلول تتوارى خجلا وإذا صادفت أي منهم يسوق لك المبررات والأعذار ، وادعى كذبا أنه لم يكن راضيا عن النظام ، وأنه كان يكره أحمد عز وشركاه ، أما اليوم وقد اطمأن لتوجهات العسكر الموالية لمبارك فأصبح الإعلان صراحة ودون مواربة : نحن أبناء مبارك ، أو نحن الفلول ، وأخذ الجميع يشيع أن ثوار التحرير هم سبب الخراب الذي حل بنا ، وكأن البطالة لم تكن مجودة وان الثوار هم الذين أوجدوها ، وكأن الأسعار كانت زهيدة وان ثوار التحرير سبب اشتعالها ، وكأن مصر لم يكن بها أي نوع من المشاكل وأن ثوار التحرير هم سبب كل المشاكل خاصة الأمن وهي سياسة رخيصة ونسينا أن هناك انفلات أمني متعمد طوال العشرة شهور الماضية ولم يكن أبدا وليدا للموجة الثانية لثورة يناير .
نحن لا نتجنى على المجلس العسكري ولكن هذه هي الحقيقة فالكل يتغنى بانتخابات المرحلة الأولى لانتخابات مجلس الشعب والتدفق الشعبي للإدلاء بالأصوات في جو يسوده الأمن والأمان ولم تسجل حالة بلطجة واحدة رغم أن الانتخابات تجري في تسع محافظات متفرقة بين شمال وجنوب وشرق الجمهورية ، وهي دليل إدانة لا دليل براءة .
فكيف لمجلس عسكري استطاع أن يجري الانتخابات في تسع محافظات متفرقة ؟ وكيف استطاع أن يفرض الأمن فيها ؟ ولم يستطع ان يفرض هذا الأمن في ميدان التحرير ، ولم يستطع أن يفرضها من قبل في العباسية ومن بعدها ماسبيرو . أسئلة تستحق المناقشة فلم نجد في الانتخابات مندسا ولا خفيا ولا بلطجيا واحدا ، لأن كل المندسين والبلطجية لا يندسون ولا يتجهون إلا إلى ميدان التحرير وسبحان الله لم نجد ولم نسمع أن مندسا أو أجنبيا أو بلطجيا واحدا اتجه إلى ميدان العباسية أو إلى ساحة من ساحات الانتخابات . البلطجية لا يذهبون إلى العباسية عندما يكون هناك احد من التحرير !!
والأغرب أن يخرج علينا المجلس وإعلامه بعبارات تقول : أن التحرير لا يعبر عن رأي الشعب تاركا الفرصة للفلول وأتباعهم أن يدعوا أنهم الأغلبية الصامته أو من يطلق عليهم حزب الكنبة ليروجوا انه إذا كان بالتحرير مليون فنحن اكثر منهم عددا وأن المتواجدين بالتحرير لايعبرون عن الشعب ، وقد قيل مثل ذلك تماما في بداية ثورة يناير ، ومع تحفظنا الشديد على هذه المقولة إلا أننا ندعوا المجلس العسكري للعمل بها فليذهب إلى ثكناته لأنه لم يأخذ شرعيته إلا من ثوار التحرير الذين أرغموا مبارك على التخلي عن الحكم وإسناده إلى المجلس العسكري فليذهبوا وليعود مبارك إذا كان التحرير ليس معبرا عن الشعب .
في هدوء نتناقش سويا في قرار واحد أو إنجاز واحد حققه المجلس العسكري باستثناء إلغاء التوقيت الصيفي والذي ربما أن يعود مرة أخرى .
لم تتم محاكمة رموز النظام السابق قتلة الثوار وعلى رأسهم الرئيس المخلوع ، ولا تقل لي أن الموضوع أمام القضاء فهو لم يقدم للمحاكمة إلا بعد خطابه الشهير الذي بثته قناة العربية ، وهو الآن معزز مكرم في جناح خاص بالمستشفى العالمي الدولي ، ثم أنه من غير المقبول أن تترك هذه القضية لمدة عشرة شهور دون البت فيها تحت حجج قانونية باهتة .
قانون الغدر أو إفساد الحياة السياسية الذي لم نكن نسمع عنه وهم الذين نبهونا إليه هل طبق ؟ لم يخرج إلى النور إلا بعد أن تم الترشح وانتهت مدة الطعون فأصبح غير ذي جدوى وخرج مشوها ، ولا تقل لي أن القانون يمكن تطبيقه حتى بعد الانتخابات ، فقد كان الكلام أن القانون سوف يطال كل من أفسد الحياة السياسية في مصر ليحرمة من القيام بأي دور سياسي أو تنفيذي أي سيفقده ميزة أن يكون من رجال الإدارة ولا حتى رئيس عمال . ولكن انظر إلى الوزراء ووكلاء الوزارات ومديري الإدارات تجد اغلبهم من الفلول .
ولا تنسوا كلمات د / سمير رضوان وزير مالية مبارك أوائل الثورة : لاتحدثوني عن الحد الأدنى فقط للمرتبات ولكن حدثوني عن الحد الأقصى ، كلمات تغنى بها وزير مالية مبارك وتغنى بها المجلس العسكري من بعده ولم يتحرك في هذا الاتجاه لماذا ؟
كلمات جميلة وعزف جيد واسمع كلامك أصدقك واشوف امورك استعجب . ألم أقل لكم انه ضحك على الذقون .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فلسطينيون يرحبون بخطة السداسية العربية لإقامة الدولة الفلسطي


.. الخارجية الأميركية: الرياض مستعدة للتطبيع إذا وافقت إسرائيل




.. بعد توقف قلبه.. فريق طبي ينقذ حياة مصاب في العراق


.. الاتحاد الأوروبي.. مليار يورو لدعم لبنان | #غرفة_الأخبار




.. هل تقف أوروبا أمام حقبة جديدة في العلاقات مع الصين؟