الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثوره عن ثوره بتفرق

علي طلعت عرار

2011 / 12 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


ساهمت الثوره الفرنسيه في القرن الثامن عشر بتخليص المجتمع من الأمتيازات الاقطاعيه للطبقه الأستقراطيه, لتنهي عقود طويله من أستغلال النبلاء للفقراء والفلاحين, وفي بداية القرن العشرين كانت الثوره البلشفيه تتويجاً للحراك الذي قاده العمال والفلاحين وبعض المثقفين لأنهاء حكم العائله (رومانوف) الذي استمر قرنين من الزمن وليتوج بمقتل القيصر نيقولا الثاني وكل أسرته..
قادت الشعوب نضالاتها من أجل صيرورة البقاء والانعتاق من العبوديه بكل اشكالها اعتمادا على عواملها وقواها الداخليه, فالشعوب حيه لا تموت ونحن العرب لسنا أستثناء, فالربيع العربي جاء بعد فصول عجاف أكلت من لحمنا وشربت من دمنا حتى الثماله, فأطيح ببعض الطغاة والبعض الاخر ينتظر.
أدرك الغرب ولا لوم عليه بأدراكه, فهو يعرف مصالحه أكثر من أي أحد,أن الحريه والديمقراطيه في الشرق الاوسط نقيض للعنصريه والتطرف المتمثل بالكيان الصهيوني وأن خطر حقيقي يتهدد مشروعهم الأستعماري في فلسطين, فجندت كل أدواتها الداخليه والخارجيه لتحد من هذه الثورات وتخرجها عن مسارها كما هو واضح وجلي في الثوره السوريه حيث كانت الأمتداد الطبيعي للحراك العربي لو لم تسطو عليها خلطه عجيبه غريبه من التحالفات التي لم تجتمع يوما الا على الدم السوري.
سلبوا الثورة نقائها وعفتها وشوهوا انتفاضة شعبها من المطالبة بالحريه وثورة سلميه الى الحظر الجوي والتدخل الخارجي, واخيراً بوقف أمداد حركات المقاومه بالسلاح, والتحالف مع الشيطان ليخلصهم من الديكتاتوريه متجاهلين حقيقة أنها لا تفهم ألى لغة الشيطنه التي يجيدها الشياطين أنفسهم فقط والشعب السوري ليس كذلك ولن يكون.
لا مجال للسجالات والخوض في التفاصيل أكثر فطبول الحرب قرعت واستهداف سوريا أرضا وشعبا قد بدأ, والعقوبات العربيه والغربية مقدمه من مقدمات حرب شعواء وألا كيف يفهم تهديد تركيا بقطع الكهرباء عن المنازل والمستشفيات, ام يريدون اقناعنا ان وجود الاناره تعيق تقدم الحريه وتمنع وصولها للناس أم أن عائلة الأسد ستقضي ليلتها بالظلام وفي صباح اليوم التالي ستخلوا موائدهم من الطعام بسبب العقوبات الاقتصادية.
هراء محض, فالمراد تركيع الشعب السوري والحض على فتنة داخليه أوسع وأشمل مما هو حاصل الآن ينتج عنها تفتيت المجتمع وشرذمة مكوناته, مما يسهل خضوعه وتركيعه, فالدفاع عن سوريا ليس دعما للنظام ,فالنظم تأتي وتزول أما سوريا الجغرافيا والتاريخ باقيه ,فالطائرات التي ستدق بيوت الآمنين وتحرق جلودهم لا تجيد لغتهم ولن تسألهم ان كانو مع او ضد الاسد.
الحكم على الحراك العربي لا ينطلق كون النظام ممانعاً أو معتدلاً, فكلاهما لم يمنع حرق الاطفال والنساء بالفسفور الابيض في غزة ,ولم يوقفوا تهويد مدينة القدس ولا عائقا في أحتلال العراق وتقسيم السودان.
المطالبه بالناتو والتدخل الخارجي والمعطيات على الارض كلها تشير ان الأمور تسير بأتجاه أعادة الأحتلال وتقسيم للمنطقه, فحصار العراق ومن ثم أحتلاله وما خلف من دمار بالجسد العربي حاضر في الاذهان.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شاهد ما حدث لناطحات سحاب عندما ضربت عاصفة قوية ولاية تكساس


.. المسيرات الإسرائيلية تقصف فلسطينيين يحاولون العودة إلى منازل




.. ساري عرابي: الجيش الإسرائيلي فشل في تفكيك قدرات حماس


.. مصادر لـ-هيئة البث الإسرائيلية-: مفاوضات إطلاق سراح المحتجزي




.. حماس ترد على الرئيس عباس: جلب الدمار للفلسطينيين على مدى 30