الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فصلوا لنا دكتاتورا على مقاسنا ؟

احمد مصارع

2004 / 12 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


فصلوا لنا ديكتاتورا على قياسنا !
دكتاتورنا أحسن من دكتاتوركم ...؟
اسألوا كتاب الإمبريالية ( العالمية ) , ستجدهم خير من يشهد , على أن الدكاترة على طبقات , فبعض الشر أهون من بعض , فالإيدز أهون الايبولا .
من الغريب أن يغيب عن بال المتفاضلين دكترة , بندرة وجوده أصلا بالمعنى المعروف لمفهوم الدكتاتور , الذي يرمز لمرحلة انتقالية , فحين يصفر الحكم طالبا وقف المباراة الحامية الوطيس أو إلغاءها , فلن يكون بهدف إلغاء كل لعبة ,انه كحكم عادل ملتزم بضرورة حماية اللعبة من الفوضى التي تخرج عن إطار مبادئ اللعبة .
الدكتاتور الذي يطلب منه إنقاذ البلاد من الأزمة الشاملة , يكون حقه استخدام كل الوسائل المتاحة لعملية الإنقاذ , وهو حق طبيعي شأنه شأن حاجة فريق الإطفاء الى عون كل الجهات لاطفاءالحرائق الهائلة .
ان الأصل في الفلسفة السياسية , أن يكون الدكتاتور عادلا , وقادرا على إعادة الأمور الى نصابها , أي بعودة أحد الأنظمة المتعارف عليها , من ملكية أو نخبة اريستوقراطية ( النبلاء ) أو النظام الديمقراطي الشعبي .
والأهم هو معرفة ضرورة الدكتاتور , في بعض الأوضاع وعجم تصور أن كل دكتاتور ليس عادلا , فالعدل هو المهمة المركزية في ظهور الدكتاتور , ومن الصحيح أيضا القول , من الناحية التاريخية فقط وليس المنهجية , القول أن بعض القادة الدكتاتوريين لم يكونوا عادلين .
إذا لم يكن الدكتاتور في شروط المفهوم الدقيق , عادلا فهذا تناقض فلسفي , لأن الناحية النظرية تفترض صمام أمان لكي لا يقع الانفجار في الجسم الاجتماعي السياسي , ولولا انهيار قيم العدالة أصلا , لماذا ينحشر الدكتاتور ويطلق صافرته ..!!؟
حين يظهر ( الديكتاتور) فجأة وإذ .. , مدعيا قيامه بالبحث عن تصحيح وضع , ثم لا يصحح أي ورقة امتحانية ,وخلال مدة زمنية مفتوحة , ولا يشكل النظام البديل من الأنظمة المفترضة سابقا , ولا يكون غايته العدل , فعند ذلك سنكون بمواجهة ( نظام ) وماهو بنظام , و( دولة ) وماهي بدولة , إنها فترات فراغ عبثية , لطالما ضاعت من عمر الشعوب .
مفهوم الطاغية , وهو المفهوم المقصود, ويمكن إطلاق صفة أنظمة الطغيان , مع الإجحاف الكبير الذي يقع على مفهوم النظام , بل والتناقض الكبير , لأن المفهوم من النظام والتنظيم , ليست من غايات الطاغية .
لقد أدت الظروف الألمانية الى إهداء الأمة الألمانية الدكتاتور هتلر , زيادة في المبالغات والمفارقات المضحكة , فمن المعروف بأن الشخصية الألمانية صارمة القسمات بل وآلية في انضباطها الزائد عن عموم محيطها الأوروبي في جديتها , حتى تصل الى تشبيهها بالإنسان الآلي , ليزيد عليها هتلر , حين أمسك بها ليسيرها بالروبوت كنترول بين يديه .
لماذا ونحن بلاد الشمس والطاقة , وأكثر الناس ليسوا بحاجة لمعرفة الساعة , واليوم والشهر , والسنة , مالم تكن لنا حاجة لها , والناس عندنا يتواعدون ضحى وعصرا ,أو بين العصر والمغرب , وطل الصباح ولك علو ش ..
وكأن العناية اللاهية وضعت علينا شرط أن نغاث بماء مهل , وكأن الميوعة لا تنتج عندنا إلا الميوعة من جنسها ؟
والسؤال الطريف هنا , مع التساهل لغويا والمساواة بين الطاغية والدكتاتور , هو أيهما أحسن دكتاتوركم أم دكتاتورنا ؟
الطريف أن تكون الإجابة على النحو :
ان دكتاتورهم .....أفضل من كل دكاترتنا .
الأسئلة التلفيقية يكون الجواب عليها من نفس جنسها , ولابد من بيان الحد الفاصل بين الهزل والجد , فلا تقاس الأنظمة بأشكالها , وأسمائها , بل بأفعالها التي تطلق مشاريع العمل الوطني العام والتي تعلي من شأن كرامة المواطن والوطن عبر حريته السيادية , وتحقيق آماله وطموحاته , في وطن حصين يكون عرينا حقيقيا في صد الطغاة الغزاة .
احمد مصارع
الرقه-2004








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المجر بقيادة أوربان تتسلم الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي..


.. الانتخابات التشريعية الفرنسية.. التجمع الوطني: الإغواء الأخي




.. انتخابات فرنسا.. ماذا سيحدث إذا لم يحصل أحد على أغلبية مطلقة


.. مستقبل غزة في -جيوب إنسانية- .. ملامح -اليوم التالي- تتكشف




.. إسرائيل تعتزم بدء المرحلة الثالثة من الحرب على غزة خلال أيام