الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قوى اليسار والديمقراطية العربية واللحظة الراهنة الإلتزامات والدور المطلوب

جاسم الصغير

2011 / 12 / 5
ملف - حول دور القوى اليسارية والتقدمية ومكانتها في ثورات الربيع العربي وما بعدها - بمناسبة الذكرى العاشرة لتأسيس الحوار المتمدن 2011



تمر العديد من الدول في العالم العربي في هذه الفترة الحساسة بإحداث سياسية عنيفة حيث شهدت هذه الدول ثورات شعبية عارمة استطاعت بعضها اسقاط الانظمة المستبدة في هذه الدول كتونس ومصر وليبيا والاحداث مازالت مستمرة في بعض الدول الاخرى كسوريا واليمن وفي الحقيقة ان هذه الاحداث الكبيرة وكأي حدث تاريخي كبير ولدت مجموعة من الاسئلة التي تخص مجتمعاتنا العربية من الناحية السياسية والفكرية والسؤال الذي يهمنا ماموقع اليسار والديمقراطية وقواه من الاحداث الجارية وتاثيرها فيها وهذا السؤال يحيلنا الى حجم وجود قوى اليسار والديمقراطية في المجتمعات العربية في المرحلة المعاصرة ومن المعروف للكثيرين ان اليسار كثقافة وتوجه سياسي كان هو التيار السائد والمؤثر على المستوى السياسي والثقافي ولعقود عديدة وهي سمة من سمات الحداثة الفكرية والسياسية وافرزت ثقافة اجتماعية رصينة في المجتمعات نفتقدها اليوم حقا في زمن العولمة اما في في هذه اللحظة المعاصرة ونتيجة للمتغيرات الكثيرة التي طالت البنى الفوقية والبنية التحتية في عالمنا العربي وحضور ايديولوجيات اخرى لم يكن حضورها يشكل تاثيرا كبيرا في المجتمع في السابق كالايديولوجية الدينية بمختلف عناوينها والتيارات المذهبية والطائفية التي تعمل بقوة اليوم لا لإنها تمتلك حلولاً لمشاكل المجتمع بل لانها استفادت من اخطاء الانظمة الاستبدادية التسلطية لعقود طويلة جثمت على صدر الشعوب بالقوة والقهر وحملت قوى اليسار والديمقراطية والعلمانية وكأنهاهي المسؤولة عن هذه الاخطاء واستفادت هذه الايديولوجيات الظلامية من بعض اخطاء الاحزاب والتيارات اليسارية او بعض المنتمين اليها في تعاملها بفوقية مع المجتمع وايضا هناك سبب قوي جدا في انتعاش وصعود التيارات الدينية ولااقول الاسلامية فقط بل مختلف التيارات الدينية التفتيتية في المنطقة العربية وهو تغير النظام في ايران عام 1979 وتكوين نظام سياسي اسلامي هناك الذي حارب جميع التيارات الفكرية اليسارية والديمقراطية الاخرى بصورة قاسية كل ذلك جعل من المنطقة العربية منطقة تنتعش فيها التيارات الدينية والطائفية والمذهبية والجهوية بصورة مخيفة ناهيكم عن سقوط الدولة السوفيتية عام 1990 وهو الامر الذي هلل له المناوئون للتجربة الماركسية في ان الفكر الشيوعي واليساري سقط ولن تقوم له قائمة مرة اخرى كل ذلك ساهم بشكل سلبي في جعل صورة اليسار في ذهن المجتمع تصاب بالتشويش وهي المشوشة اصلا بسبب التثقيف المضاد السلبي ضد اليسار ومفاهيمه لافراد كثيرين من المجتمع اصبحوا اليوم شبابا ولم يواكبو الفكر اليساري في عظمته وتاثيره واصبحوا اليوم عناصر شابة في المجتمع وذهنهم خالي تماما من اي فكرة ولو بسيطة عن الفكر اليساري ورغم ذلك بقى الفكر اليساري موجودا لدى الشرائح والفئات الاجتماعية التي اصبحت كبيرة في السن في الذهن والثقافة لديهما وليس على المستوى التنظيمي لان الانظمة العربية الاستبدادية حاربته بشكل عنيف وغير اخلاقي بالمرة واوصدت اي منفذ يمكن ان ينفذ منه اليساريون بخلاف التيارات الاخرى التي بقت منافذها شاخصة كالتيارات الدينية وكانت تيارات براغماتية ونفعية بكل ماتنيبه هذه الكلمة من معنى في تعاملها مع الانظمة الاستبدادية المهم ان التيارات اليسارية التي حوربت بشدة لم ينتهي نضالها بذلك بل بقت موجودة في المجتمع ومستمرة من خلال العمل النقابي والثقافي وتغذي روح التمرد والاحتجاج لدى الطبقات والشرائح الاجتماعية الموجودة في المجتمع وصولا للحظة الراهنة حيث اندلاع الاحتجاجات والثورات العارمة ضد الفقر والافقار وكبت الحريات في والإستئثاء السياسي للطغم الحاكمة في عدة بلدان عربية ومن الملاحظ عل سبيل المثال ان الاحتجاجات التي شهدتها تونس ومصر كان التيار الغالب فيها هو الشباب الذي تاثره بطروحات منظمات وطلبات المجتمع المدني المتأثرة بقوى الديمقراطية واليسار بمختلف عناوينه وتجاوز الشباب حتى الاحزاب السياسية في المجتمع التي ربما هرمت ولم تعد تستطع قيادة المجتمعات الى المستقبل لتخلف طروحاتها الفكرية ولربما عدم ثقة الشعوب بتلك الاحزاب وواضح جداً ان طروحات اليسار في ضرورة وجود مجتمع ينعم بالامل وخيرات بلاده عبر وعي عالي قد تبناها المحتجون وخاصة مع وجود مواقع التواصل الاجتماعي التي لعبت دورا رائعا في تحريض الشباب والمجتمع على الانتفاض والاحتجاج ضد الحكومات الاستبدادية التي اوصلت المجتمعات الى اوضاع مزرية وخير من عبر عن التاثير الايجابي للمواقع الالكترونية في هذه الثورات مقولة احد الكتاب الذي ارجو ان يعذرني لاني لا اتذكر اسمه عندما قال ( لو كان جيفارا اليوم حياً لحمل لابتوبه معه بدلاً من البندقية ) في وصفه الرائع لاهمية مواقع التواصل الاجتماعي ولاننسى دور موقع الحوار المتمدن في تنشيط الحراك الفكري في العالم العربي وطرحه للكثير من القضايا المتنوعة التي تهم الانسان العربي او تسليط الضوء على الانتهاكات الي يتعرض في اي مكان من العالم العربي لذلك يجب على قوى اليسار والديمقراطية الاهتمام الجدي بالجانب التقني المتعلق بمواقع الانترنيت الاجتماعية وتغذيتها بالرؤى الفكرية العميقة التي تعالج القضايا التي تهم الانسان العربي وتثقيفه بمفاهيم العصر ولذلك اتصور ان على القوى اليسارية والديمقراطية في العالم العربي المشاركة بقوة في اي عملية سياسية تنشأ بعد سقوط الانظمة الاستبدادية سواء بعمل ائتلافي مع باقي القوى الديمقراطية التي تجمعها معها قواسم فكرية اجتماعية مشتركة او بشكل منفرد اذا استدعى الامر من اجل تطبيق برنامجها في المجتمع او الاعتراض والاحتجاج على اي سلوك سياسي منافي للديمقراطية يمكن ان يحدث في الوقت الراهن او في المستقبل وعدم ترك الساحة للقوى الاخرى تنفرد بالجماهير ومن الضروري بمكان ان تشترك كل القوى التي تؤمن باهمية وفعل الانسان من النساء والرجال في العمل النضالي الانساني وعدم الاقتصار على جنس معين في هذا الامر والتفاعل مع المرأة في نضالها الانساني واشراكها في الجهد الفكري الذي يهدف الى جمع جهود الجميع في رؤى وعمل انساني مشترك بل الامر الاكثر اهمية هو تبني شريحة الشباب ومطالبهم التي افرزتها الاحداث والتي هي احدى معطيات العصر الموضوعية ويجب ان تؤخذ بنظر الاعتبار وعدم الانغلاق داخل المفاهيم الحزبية او الفكرية التقليدية سواء كانت اساليب ديمقراطية او يسارية لان الزمن بتقديري تجاوزها ولانني اؤمن كما يقول الكثيرون ان زمن الشباب قادم وليس زمن الاخوان قادم كما ينادي البعض من هنا نؤكد مساهماتنا عبر مقالاتنا في هذا المجال رؤيتنا الصادقة والمتواضعة التي تتعلق بقضايا وظواهر المجتمع التي تهمنا كمثقفين ومواطنين .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مكافآت سخية للمنتخب العراقي بعد تأهله لأولمبياد باريس 2024|


.. عقاب غير متوقع من محمود لجلال بعد خسارة التحدي ????




.. مرسيليا تستقبل الشعلة الأولمبية لألعاب باريس 2024 قادمة من ا


.. الجيش الأمريكي يعلن إنجاز بناء الميناء العائم قبالة غزة.. وب




.. البرجوازية والبساطة في مجموعة ديور لخريف وشتاء 2024-2025