الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


محمد منير مجاهد عضو مجلس أمناء -حزب التحالف الشعبي الاشتراكي- بمصر، في حوار مفتوح حول: دور الاستبداد والقمع في إضعاف حركة القوى الديمقراطية واليسارية، وكيف يمكن تعزيز قوتها التنظيمية والسياسية وتأثيرها الجماهيري.

محمد منير مجاهد

2011 / 12 / 4
مقابلات و حوارات


من اجل تنشيط الحوارات الفكرية والثقافية والسياسية بين الكتاب والكاتبات والشخصيات السياسية والاجتماعية والثقافية الأخرى من جهة, وبين قراء وقارئات موقع الحوار المتمدن على الانترنت من جهة أخرى, ومن أجل تعزيز التفاعل الايجابي والحوار اليساري والعلماني والديمقراطي الموضوعي والحضاري البناء, تقوم مؤسسة الحوار المتمدن بأجراء حوارات مفتوحة حول المواضيع الحساسة والمهمة المتعلقة بتطوير مجتمعاتنا وتحديثها وترسيخ ثقافة حقوق الإنسان وحقوق المرأة والعدالة الاجتماعية والتقدم والسلام.

حوارنا - 68 - سيكون مع الاستاذ د.محمد منير مجاهد عضو مجلس أمناء "حزب التحالف الشعبي الاشتراكي" بمصر حول: دور الاستبداد والقمع في إضعاف حركة القوى الديمقراطية واليسارية، وكيف يمكن تعزيز قوتها التنظيمية والسياسية وحركتها وتأثيرها الجماهيري لتتمكن من المشاركة بشكل فاعل في العملية السياسية التي تلت سقوط الأنظمة الاستبدادية.

 


التنظيم "كعب أخيل[i]" الثورة المصرية

 


"واسأليلي
كل عالم في بلدنا
كل برج وكل مادنه
كل صاحب من صحابنا
كل عيَّل من ولادنا
حد فيهم شاف علامة
من علامات القيامة
قبل ما تهل البشاير
يوم تمنتاشر يناير
لما قامت مصر قومة
بعد ما ظنوها
نومة
تلعن الجوع والمذلة
والمظالم
والحكومة"؟
أحمد فؤاد نجم
يناير 1977
 
بعد مرور ثلث قرن على انتفاضة 18 و19 يناير 1977 انتفض الشعب المصري وثار في 25 يناير 2011 وسط دهشة العالم كله بما فيه معظم قادة الفكر والرأي والسياسة في مصر، الذين في أحسن الأحوال كانوا يتحدثون عن حتمية تغيير الأوضاع والثورة ولكن في قرار أنفسهم لم يتصوروا أن يروا هذا اليوم بأعينهم، ولم يرى أي منهم علامة من علامات القيامة قبل أن تهل بشائر يوم 25 يناير، حينما نهضت مصر تلعن الجوع والمذلة والمظالم والحكومة وترفع شعار "عيش – حرية – عدالة اجتماعية"، وخلال الثمانية عشر يوما التي قضاها الشعب المصري معتصما في الشوارع والميادين حتى تنحى الرئيس حسني مبارك عن الحكم مسلما السلطة للمجلس الأعلى للقوات المسلحة في 11 فبراير 2011، عاشت الميادين تحت ظل "المدينة الفاضلة" فلم يُرفع أي شعار ديني أو طائفي، ولم تحدث أي حالات للتحرش الجنسي بالنساء المعتصمات، بل واختفت حالات السرقة والنشل، وكان المعتصمون يطبقون بشكل تلقائي مبدأ "من كل حسب قدرته إلى كل حسب حاجته"، فكان الثوار يوزعون الأطعمة التي في حوزتهم على المتواجدين بالتساوي، بالطبع لم يتحول الشعب المصري خلال أيام ميدان التحرير إلى شعب من الملائكة، إلا أنها أثبتت الإمكانات الكامنة وإمكانية التغيير.
 
اعتبارا من اليوم التالي مباشرة لخلع مبارك بدا أن الأمور تعود إلى ما كان سائدا أثناء عهده الكئيب، بدءا من التحرش الجنسي بالنساء في الميادين والشوارع، واستغلال الزحام في النشل والسرقة، إلى إثارة التوترات والعنف الطائفي، وانتهاء بارتكاب الدولة لمذابح رهيبة ضد المتظاهرين المسالمين في منطقة ماسبيرو يوم 9 أكتوبر، وفي ميدان التحرير في 19 نوفمبر والأيام التالية له، يمكن أن يضاف أيضا ظهور قوى وتيارات دينية بعضها قديم كالإخوان المسلمين وبعضها حديث كالحركات السلفية، وتصدرهم المشهد السياسي برغم المشاركة النشطة لنشطاء يساريين وتقدميين في الثورة، وهو الأمر الذي نلاحظه بشكل عام في الثورات العربية التي يطلق عليها إعلاميا "الربيع العربي"، في تونس وليبيا ومصر وسوريا واليمن والبحرين وغيرهم، فماذا حدث؟ ولماذا؟ وكيف يمكن لقوى التغيير الحقيقية أن تستعيد تأثيرها؟ لا أزعم أنني امتلك الإجابة على كل هذه الأسئلة، ولا المعرفة الدقيقة بأوضاع الثورات العربية، وكل ما يمكنني أن أفعله حاليا هو أن أفكر معكم بصوت عالٍ مستعرضا أوضاع الثورة المصرية عسى أن نستطيع بلورة رؤية أوضح تساعدنا في التأثير في الأحداث الجارية في أوطاننا لتصب في خدمة التحرر والعدالة الاجتماعية والمساواة والثقافة المدنية العصرية وبناء المجتمع المدني الديمقراطي الحديث.
 
قد نحتاج لفهم التطورات الجارية في مصر حاليا للعودة إلى الوراء والتعرف في عجالة على الظروف التي صاحبت دخول الدولة الحديثة إلى مصر والتي يجمع معظم المؤرخين على أنها قد بدأت مع الحملة الفرنسية على مصر (1798-1801)[ii]
 
وبعد جلاء الفرنسيين عن مصر استطاع محمد علي[iii] أن يسيطر على الوضع، وأن يحوز رضا العلماء والتجار والأعيان حتى نادوا به والياً على مصر، وبعثوا برسالة للسلطان العثماني يطالبونه بتعيين محمد علي واليا علي مصر، فاستجاب لرغبتهم، واستقر محمد علي على أريكة الحكم في مصر سنة 1805 وظل يحكمها لنحو 43 سنة.
 
أسس محمد علي للدولة الحديثة في مصر بالقضاء على أسس الإقطاع الشرقي[iv] الذي رزحت مصر تحته لقرون طويلة بإلغاء نظام الالتزام والقضاء على المماليك في مذبحة القلعة وما تبعها من حملات عسكرية عنيفة ضدهم، إلا أنه استخدم في ذلك أساليب استبدادية أخرت من تطور الديمقراطية في مصر لقرن آخر من الزمان
 
شرع محمد علي في إنشاء جيش وطني ونشر التعليم وإرسل البعثات إلى الخارج وبالذات إلى فرنسا، مما أسس للطبقة الوسطى الحديثة، وقد أدت هذه البعثات إلى انتقال كثير من الأفكار الخاصة بالتحديث والديمقراطية عن طريق رفاعة الطهطاوي إلى مصر إلا أنها ظلت محدودة الأثر في وسط النخبة الجديدة التي شكلها محمد علي ولم تبدأ في الظهور إلا في عصر الخديوي إسماعيل الذي كان يسعى لأن تكون مصر "قطعة من أوروبا"، إلا أن هذا لم يتم على أرضية علمانية بل كان هناك نوع من المساومة أدت إلى نوع من الازدواجية فبدلا من تحديث الأزهر مثلا تم إنشاء دار العلوم، واستحدث منصب مفتي الديار المصرية لإعطاء صبغة "شرعية" للحكم، وإلى جانب المدارس النظامية الحديثة تواجدت الكتاتيب، باختصار ظل هناك نوع من التعايش بين الموروث الثقافي القديم والقيم الحديثة البازغة.
 
بدأت الخطوات الأولى نحو تأسيس الدولة القومية بإدخال المسيحيين في جهاز الدولة، وإن كان لم يتم تجنيد أي قبطي في الجيش، وهو ما تم تداركه في عهد سعيد باشا ثم حدث تطور نوعي في وضع الأقباط في عهد الخديوي إسماعيل، حيث ألغى سعيد  نظام الجزية في عام  1855، وبدأ  تجنيد الأقباط عام 1857، وعندما سن إسماعيل قانون إنشاء أول مجلس نيابي لم ينص على تفرقة على أساس الدين وكان في مجلسي 1866 و 1870 نواب أقباط، وفي 1880، صدر قانون القرعة العسكرية الخاص بالتجنيد الإجباري دون النظر إلى الديانة.
 
نشأت الأحزاب وتطورت في مصر بتطور مفهوم الدولة ذاته، وظهرت البدايات الأولى للحياة الحزبية المصرية مع نهاية القرن التاسع عشر، وتطورت الحياة الحزبية فى الخبرة المصرية عبر المراحل التالية[v]:
- المرحلة التكوينية التي سبقت ثورة 1919.
-  مرحلة التعددية الحزبية التي تلت ثورة 1919 واستمرت حتى عام 1952.
-  مرحلة التنظيم السياسي الواحد من عام 1953، حتى عام 1976.
- مرحلة التعددية الحزبية المقيدة التي بدأت مع صدور قانون الأحزاب السياسية عام 1977 واستمرت حتى قيام ثورة 25 يناير 2011.
-  وأخيراً يمكن الحديث عما يُسمى بـ "المرحلة التكوينية للتعددية الحزبية الحقيقية فيما بعد ثورة 25 يناير 2011".
 
في المرحلة التكونية كان لتأسيس مجلس شورى النواب عام 1866 دورا رئيسيا فى تطور الحياة السياسية، وتهيئة الأجواء للتفكير فى العمل الحزبي، ويُعد الحزب الوطني الذي أنشأه العرابيون عام 1879 أول الأحزاب السياسية فى تاريخ مصر، ونصت لائحته على أنه "حزب سياسي لا ديني (يعني أنه ليس حزبا دينيا) فإنه مؤلف من رجال مختلفي الاعتقاد والمذاهب وكل من يحرث أرض مصر ويتكلم لغتها فهو منضم لهذا الحزب"، وقد  انتهى الوجود العملي لهذا الحزب بنفي العرابيين ، وخيانة بعض أعضائه من خلال تحالفهم مع الخديوي توفيق ، ثم جاء الاحتلال الانجليزي لمصر عام 1882 ليطوى صفحة هذا الحزب من خريطة الحياة السياسية المصرية.
 
وفي مرحلة التعددية الحزبية (1919-1952)، شكل دستور عام 1923 إطاراً دستورياً وقانونياً للحياة السياسية فى هذه المرحلة بشكل عام، وللحياة الحزبية والنيابية بشكل خاص حيث ساد البلاد مناخ ليبرالي اتسم باحترام الحقوق والحريات المدنية والسياسية، وفى مقدمتها حرية التعبير، وتكوين الأحزاب والجمعيات، إلا أنه رغم تزايد عدد الأحزاب التي تم تأسيسها، وتباينها من حيث التوجهات والأهداف وتشعب انتماءاتها، فإن الممارسة العملية أظهرت أن النظام الحزبي آنذاك غلب عليه سيطرة حزب واحد قوى تمتع بشعبية كبيرة، هو حزب الوفد فى ظل تدخل مستمر من جانب " القصر" باتجاه تزوير الانتخابات لصالح أحزاب الأقلية، وانتهاك الدستور، مما أدى إلى شيوع الصراعات الحزبية، وعدم الاستقرار الوزاري ومن ثم السياسي، وإضعاف الأحزاب والحياة الحزبية.
 
ويمكن تصنيف الأحزاب السياسية التي ظهرت خلال هذه الفترة إلى أربع مجموعات رئيسية هي:

- الأحزاب الليبرالية:  وهى تشمل حزب الوفد، والأحزاب المنشقة عليه وهى الأحرار الدستوريين (1922)، والحزب السعدي (1937)، وحزب الكتلة الوفدية (1942).
- الأحزاب الاشتراكية: ومن أهمها الحزب الاشتراكي المصري الذي تأسس في أغسطس  1921 وبعدما ارتبط بالأممية الشيوعية غيّر اسمه إلى "الحزب الشيوعي المصري”، وقامت حكومة سعد زغلول الوفدية بحله في مارس 1924، تكون في الأربعينيات عدد من التنظيمات اليسارية مثل الحركة الديمقراطية الديمقراطية للتحرر الوطني، والحزب الشيوعي المصري وطليعة العمال ومنظمة القلعة وغيرهم،
أحزاب السراي "الأحزاب الموالية للملك": مثل حزب الشعب، وحزب الاتحاد.
الأحزاب والجماعات الدينية: وهى الإخوان المسلمون، وحزب الله، وحزب الإخاء، وحزب الإصلاح الإسلامي .
 
أدى ضعف الأحزاب والحياة الحزبية إلى مرحلة التنظيم السياسي الواحد (1953-1976)، في أعقاب ثورة 23 يوليو 1952، و بدأت هذه المرحلة باتخاذ مجلس قيادة الثورة عدة إجراءات فى سبتمبر عام 1953، كحل الأحزاب السياسية القائمة، وحظر تكوين أحزاب سياسية جديدة، وبذلك انتهت مرحلة التعددية الحزبية،  وبدأت مرحلة جديدة اتسمت بالاعتماد بصفة رئيسية على التنظيم السياسي الواحد، حيث تم تأسيس تنظيم "هيئة التحرير" فى يناير عام 1953م، ثم حل محلها بعد ذلك تنظيم "الاتحاد القومي" فى عام 1956، وتبعها "الاتحاد الاشتراكي العربي" فى عام 1964 كتنظيم سياسي شعبي جديد يقوم على تحالف قوى الشعب العاملة بدلاً من الاتحاد القومي، وقد أدت هزيمة 1967 إلى نزع الشرعية عن التنظيم السياسي الواحد، وبوفاة الرئيس جمال عبد الناصر المفاجئة في سبتمبر 1970 بدأت صراعات كبيرة بين الأجنحة المختلفة داخل الاتحاد الاشتراكي العربي، وهو ما مهد لمرحلة التعددية الحزبية المقيدة التي استمرت حتى ثورة 25 يناير 2011.
 
وقد بدأت إرهاصات تلك المرحة مع قرار الرئيس السادات فى مارس عام 1976 بقيام ثلاثة منابر حزبية فى إطار الاتحاد الاشتراكي تمثل اليمين والوسط واليسار، ثم تحويلها فى 22 نوفمبر من نفس العام إلى أحزاب سياسية كانت النواة الأولى للتعددية الحزبية المقيدة التي تأسست بصدور قانون الأحزاب السياسية رقم 40 لسنة 1977، وقد بلغ عدد الأحزاب السياسية التي تأسست خلال هذه المرحلة 24 حزباً، اختلفت فيما بينها من حيث النشأة وفقاً لثلاثة أساليب وهى:

أسلوب تحويل المنابر إلى أحزاب: ووفقاً له نشأت 3 أحزاب، هي: حزب مصر العربي الاشتراكي (1977)، وحزب الأحرار الاشتراكيين (1977)، وحزب التجمع الوطني التقدمي الوحدوي (1977).
أسلوب التصريح من قبل لجنة شئون الأحزاب: ومن خلاله قامت 10 أحزاب من أهمها: الحزب الوطني الديمقراطي (1978)، وهو الحزب الذي ورث حزب مصر العربي الاشتراكي، والذي بدوره كان وريثا للاتحاد الاشتراكي العربي، وحزب الوفد الجديد (1978)،وحزب العمل الاشتراكي (1978)، وحزب الجبهة الديمقراطية (2007)، وعدد من الأحزاب الكرتونية لاستكمال الشكل الديمقراطي.
أسلوب الأحكام القضائية: وبمقتضاه تشكل 11 حزباً، أهمها هو الحزب العربي الديمقراطي الناصري (1992)، وبقيتها أحزاب كرتونية.
 
نلاحظ من الاستعراض السابق أنه منذ أوائل القرن العشرين تبلورت أربعة اتجاهات سياسية هي:
 
الاتجاه الليبرالي: الذي مثله سياسيا حزب الوفد، والذي ضعف بسبب الانشقاقات المتتالية عنه قي فترة الثلاثينيات والأربعينيات، ثم تم الإجهاز عليه بحل الأحزاب في 1953، ولم يستطع الحزب أن يعيد تشكيل نفسه كقوة يعتد بها بعد وفاة عبد الناصر وبدء مرحلة التعددية المقيدة، وانسحب هذا على بقية التنظيمات "الليبرالية" كحزب الوفد الجديد، وحزب الغد،
 
الاتجاه الاشتراكي: الذي مثله سياسيا الحزب الاشتراكي المصري، والذي تعرض لضربة شديدة من الليبرالية المصرية عام 1924، حينما أصدر سعد زغلول قرارا بحله، وواكب هذا حملة تشويه شديدة لمقاصده وأهدافه ومبادئه، ومنذ ذلك التاريخ فقد هذا الاتجاه القدرة على استعادة توحده وظل مشرذما ومفتتا، سواء في مرحلة الأربعينيات التي تمثل العصر الذهبي لهذا التيار، أو في المرحلة الحديثة الممتدة منذ منتصف السبعينيات وحتى الآن.
 
- الاتجاه القومي: الذي لم يبلور أحزاب سياسية قبل ثورة 1952، وإن كان هناك عدد من الرموز التي شاركت في الحركة القومية العربية مثل الفريق عزيز المصري، وعبد الرحمن باشا عزام، وغيرهما، وبدأ هذا التيار يكتسب زخما في مصر مع تأسيس دولة إسرائيل، وكانت هناك بعض امتدادات تنظيمية لحزب البعث الاشتراكي وحركة القوميين العرب، إلا أن تأسيس هذا التيار في مصر يرجع إلى جمال عبد الناصر، وهو ما كان له تأثير سلبي على القدرات التنظيمية للاتجاه القومي في مصر الذي اعتاد أن يتحرك من خلال السلطة، وليس من خلال التواجد الفعلي في صفوف الناس، ومع تولي الرئيس السادات السلطة وتوجيه الضربات إليه فقد القاعدة التي ينطلق منها، وتفتت بين عدد من التنظيمات السياسية.
 
- اتجاه الإسلام السياسي: وهو التيار الظاهر حاليا على المشهد السياسي في مصر وغيرها من دول "الربيع العربي"، وقد مثل هذا التيار تقليديا جماعة الإخوان المسلمين التي أسسها حسن البنا عام 1928، وبدرجة أقل الجمعيات السلفية التي تأسست في نفس الفترة تقريبا كالجمعية الشرعية، وجمعية العاملين بالكتاب والسنة المحمدية، وغيرهما، وتعد جماعة الإخوان المسلمين من أكبر التيارات الدينية في مصر وتبلغ عضويتها حوالي 750 ألف عضو، وهم منظمون جيداً ومدربون على العمل الاجتماعي ومتغلغلون في الجمعيات الأهلية وفي المساجد وفي معظم النقابات المهنية ويستطيعون أن يحشدوا العديد من المنتمين والمتعاطفين وقتما يريدون، ولهم خبرة كبيرة وواسعة في خوض الانتخابات البرلمانية منذ 1984، وهم على دراية بطبيعة الانتخابات والدوائر والجداول الانتخابية،  لهم العديد من النواب البرلمانيين المعروفين مثل سعد الكتاتني – محمد البلتاجي – صبحي صالح – حمدي حسن – أحمد دياب - جمال حشمت ..وغيرهم مما يسهل من نجاحهم.
 
أما التيار السلفي فيتكون من العديد من الاتجاهات الدينية والتي لم يكن لها أي علاقة بالسياسة من قريب أو بعيد، وكان لهم موقف سلبي أثناء الثورة وكانت مباحث أمن الدولة قبل الثورة تستخدمهم لتنفيذ أغراضها، وقد انقسم السلفيون حول ممارسة الديمقراطية وذلك لأن الأيدلوجية السلفية بشكل عام ترى أن الديمقراطية كفر بالله تعالى، وذلك لأنه في النظم الديمقراطية تكون مرجعية التشريع للشعب، بينما يجب أن تكون - حسب قولهم - "لله” وبالتالي فأن ما يترتب عليها من انتخابات تشريعية وغيرها أمور محرمة، ولا يجوز المشاركة فيها.
 
أدى الاستبداد السياسي وعصف النظام بالحياة المدنية المصرية وبمنظمات المجتمع المدني من أحزاب ونقابات .. الخ، إلى تعاظم الدور الذي تلعبه دور العبادة كوسيلة للاجتماع ( لبعض الوقت) ولحل المشكلات الاجتماعية التي تقاعست الدولة عن حلها (الصحة – التعليم – التكافل الاجتماعي.. الخ)، وكان تفكك الدولة وتدهورها، وغياب الديمقراطية هما العنصران الحاسمان اللذان أعطيا للروابط والمؤسسات الدينية ذلك الزخم، ومن ثم دعم من حيث لا يدري تنظيمات الإسلام السياسي التي تمركزت في المساجد، وقدمت من خلالها مشاريع للمستوصفات الطبية الرخيصة، ومجموعات دروس تقوية لطلاب المدارس، ومشاريع للتكافل الاجتماعي لرعاية الأرامل والمطلقات وتزويج الفقيرات، وتوزيع الصدقات على المحتاجين ... الخ، ومن ثم تجنيد الأعضاء والأصدقاء والمتعاطفين.
 
من ناحية أخرى فقد كان العيب الأصيل في المستوى السياسي هو غياب الديمقراطية، فالشعب المصري لم يمارس طوال حياته الديمقراطية بشكلها المعروف في الدول المتقدمة، وفي الهند، وحاليا في معظم أقطار أمريكا الجنوبية بمعنى التعددية السياسية بلا قيود واحترام حقوق الإنسان بما فيها حق الاجتماع العارض (التظاهر) والمستمر (تكوين جمعيات أو نقابات أو نوادي أو أحزاب ... الخ)، وما يقوله البعض عن "عصر ليبرالي" عرفته مصر في الفترة 1923-1953 وهم لا تسنده أي وقائع، فدستور 1923 كان معيبا من البداية وأسمى سعد زغلول اللجنة التي وضعته بلجنة الأشقياء، وقد رفضه الوفد ثم عاد وقبل بإجراء الانتخاب في ظله ووصل الحكم في 1924، وقد أوقف العمل بالدستور أو ببعض أبوابه أكثر من مرة وألغي تماما في 1930 وحل محله دستور آخر، وإذا كان هناك عدد من الأحزاب قد نشأ في تلك الفترة فإن كلا الاتجاهات الدينية والاشتراكية حرمت من هذا الحق وعدل قانون العقوبات لتغليظ العقوبة على الحركة الشيوعية بالذات، فكان من السهل مد التحريم لأي دعوة للاشتراكية[vi]
 
في السنوات العشر الأخيرة من حكم الرئيس ازداد تردي الأوضاع المعيشية والسياسية والاقتصادية للشعب المصري، وتزايد الفساد لمعدلات غير مسبوقة، وتزايد الاعتداءات الطائفية، وهو ما أدى لتحركات جماهيرية من فئات وقطاعات عديدة كالعمال والفلاحين والطلاب والنساء ومؤخرا المسيحيين وغيرهم من غير المسلمين، وأصبح هناك اتجاه عام لتزايد الاحتجاجات بأنواعها وقد شهدت السنوات الأخيرة من حكم مبارك طفرة في استخدام سلاحي الاعتصام والإضراب، حيث تحرك المهندسون الديمقراطيون لإنهاء الحراسة الحكومية على نقابتهم، وتحرك أطباء بلا حقوق لاكتساب حقوقهم، وتحرك القضاة الأحرار واعتصموا لأول مرة في تاريخهم ونظموا وقفة احتجاجية أمام دار القضاء العالي، ونفذ 55 ألفًا من موظفي الضرائب العقارية تهديدهم بتنظيم إضراب واعتصام مفتوح أمام مجلس الوزراء، وقاد عمال المحلة تحركات الطبقة العاملة المصرية للحصول على مطالبها الاقتصادية، واستبسل شعبنا في دمياط لإيقاف مصنع أجريوم الملوث للبيئة.
 
انطلقت الثورة يوم 25 يناير 2011 الذي اختير ليوافق عيد الشرطة، وحددته عدة حركات اجتماعية من بينها حركة شباب 6 أبريل، وحركة كفاية، وكذلك مجموعات الشبان عبر موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك والتي من أشهرها مجموعة «كلنا خالد سعيد» و«شبكة رصد» وأيضا شبان الإخوان المسلمين، حملة دعم البرادعي رئيسا، والاشتراكيين الثوريين، وشباب حزب التجمع، وشباب حزب الجبهة الديمقراطية، وغيرهم من التنظيمات الصغيرة والتجمعات الاحتجاجية الذين شكلوا فيما بينهم في الأيام الأولى للثورة "ائتلاف شباب الثورة" كتجمع فضفاض لينسق حركتهم، فلم يكن هؤلاء الشبان يتصورون أن دعوتهم للتظاهر في هذا اليوم ستتحول إلى ثورة بانضمام الشعب إليهم[vii]
 
كان المشهد عشية الثورة يتلخص طبقا للاستعراض السابق في:
-  دخول مصر للحداثة لم يتم على أرضية علمانية بل كان هناك دائما نوع من المساومة أدت إلى نوع من الازدواجية التي ظلت قائمة ويتعايش فيها القديم مع الجديد، وتتجاذب مصر ما بين التقدم للإمام والعودة للخلف.
-  غياب التقاليد الديمقراطية، فالشعب المصري لم يمارس طوال حياته الديمقراطية بشكلها المعروف بمعنى التعددية السياسية بلا قيود واحترام حقوق الإنسان بما فيها حق الاجتماع العارض (التظاهر) والمستمر (تكوين جمعيات أو نقابات أو نوادي أو أحزاب ... الخ).
-  ضعف وتشرذم التنظيمات الليبرالية والقومية واليسارية بسبب الاستبداد السياسي، الذي أدى في نفس الوقت إلى تعاظم قوة تنظيمات الإسلام السياسي نتيجة لتعاظم الدور الذي تلعبه دور العبادة كوسيلة للاجتماع، ولحل المشكلات الاجتماعية التي تقاعست الدولة عن حلها.
 
لهذا لم تقم الثورة بقيادة تنظيم سياسي، ولم تكن لها قيادة موحدة، ومن ثم فقد آلت السلطة إلى المجلس الأعلى للقوات المسلحة، وكان جوهر سياسات المجلس – وما زال - هو الحفاظ على طبيعة النظام المباركي بأقل قدر من التغيير، ومن هنا فقد عقد صفقة مع تنظيم الإخوان المسلمين، تتمثل في قيام الإخوان بالحفاظ على جوهر النظام الرئاسي الاستبدادي بأن تكون حدود التعديلات الدستورية هي تلك التي أرادها الرئيس مبارك قبل الإطاحة به، والمساعدة في إيقاف الإضرابات والاعتصامات التي تقوم بها كافة الشرائح الاجتماعية المظلومة كالعمال والفلاحين وصغار الموظفين والتي امتدت إلى جهاز الشرطة ذاته، وفي المقابل يسمح المجلس للإخوان بحرية الحركة وإنشاء حزبهم رغم قيامه على أساس ديني، وبناء عليه شُكلت لجنة التعديلات الدستورية برئاسة المستشار طارق البشرى الموالي للإخوان المسلمين، وعضوية صبحي صالح الذي ليس له أي صفة داخل اللجنة سوى تمثيل الإخوان المسلمين، ثم شاركت هذه اللجنة في صياغة القوانين التي تجرم الإضرابات والاعتصامات، وتقيد تنظيم الأحزاب الجديدة، وقوانين الانتخابات وتشكيل مجلسي الشعب والشورى ... الخ.
 
من ناحية أخرى أدت الثورة إلى رفع الغطاء الذي كان يمنع التنظيم فظهرت عشرات الحركات والتنظيمات والأحزاب والائتلافات، وتبلورت بعضها في تحالفات انتخابية لمواجهة الصعوبات الناجمة عن خارطة الطريق التي وضعها المجلس العسكري وحلفاءه من تيار الإسلام السياسي، وعلى سبيل المثال لم يحصل حزب التحالف الشعبي الاشتراكي (وهو الحزب الرئيسي لليسار الآن) على الترخيص إلا قبل فتح باب الترشيح للانتخابات البرلمانية بحوالي أسبوعين.
 
الاستنتاج الرئيسي لهذا المقال هو أن ضعف التنظيمات اليسارية الثورية هو نقطة الضعف الرئيسية في الثورة المصرية (وربما بقية الثورات العربية)، ولكن هذا الأمر ممكن ويجب تغييره، والطريق لهذا غير ممهد ويتطلب إضافة للمبدئية الثورية والوضوح النظري القدرة على التعامل المرن مع الواقع، وأظن أن الطريق الوحيد لهذا هو أن نتمسك بالديمقراطية طريقا بأكبر قدر من المبدئية التي تبعدنا عن مربع "الديمقراطية جيدة طالما أتت بمن أريد"، لأنه موقف انتقائي يجعلنا نخسر الكثير على المستوى الشعبي لأن الديمقراطية جيدة لأنها قادرة على تصحيح نفسها، وهي التي توفر لنا إمكانية بناء الحزب الاشتراكي الذي نطمح إليه والذي يمكن أن يقود الثورة لتحقيق أهدافنا.
 
لتوضيح هذه النقطة اسمحوا لي أن استعرض التقييم الأولي لبعض المكاسب الناجمة عن مشاركة حزب التحالف الشعبي الاشتراكي[viii] – الذي أشرف بكوني أحد مؤسسيه – على ضوء نتائج المرحلة الأولى للانتخابات المصرية التي جرت يومي 28 و29 نوفمبر 2011
- تواجد أعضاء الحزب الوليد فى العشوائيات والأزقة والقرى والضواحي مع ما يعنيه ذلك من معرفه أكثر قربا بالجماهير ومشاكلها وتعرف الجماهير على توجهاتنا وبرنامجنا، والدعاية الواسعة لاسم الحزب وقائمته الانتخابية
-  اكتساب كوادر الحزب خبرات إدارية وتنظيمية ستكون مفيدة للحزب، ولم تكن هناك مناسبة أفضل من معركة الانتخابات لاكتسابها
-  تبني مرشحي الحزب الكامل لمطالب الثوار في ميدان التحرير فى دعايتهم، وعندما كان تعليق الحملات واجبنا علقت بشكل فعلى، وحينما أصبحت العودة للميدان ضرورية عادوا بلا تردد وسقط من الحزب مصابين جدد، وبذل شبابنا كل جهد ممكن للدفاع عن الثورة وبالتالي انحزنا للموقف الثوري بصرف النظر عما لحق بنا من ضرر انتخابي.
 
كانت هذه هي خواطري وأفكاري التي أتطلع لمساهماتكم في نقدها وتطويرها وتصحيحها كي تنطلق ثوراتنا العربية إلى المستقبل الذي تستحقه.

***********************************************
 الهوامش

[i] أخيل هو احد قادة جند الإغريق في حصار طروادة وكي يصبح من الخالدين حسب الأساطير الإغريقية كان يجب أن يغطس في الماء وهو مولدا، وعندما قامت أمه بذلك أمسكته من كعب احد قدميه وغطسته في مياه نهــــــــر سيتكس، فكان هذا المكان الوحيد في جسمه الذي لم يغمره الماء، وأصبح بذلك نقطة ضعفه، وتعارف الناس على استعمال لفظ كعب أخيل للتدليل عن نقطة الضعـف.
 
[ii] قامت بها الجيوش الفرنسية بقيادة نابليون بونابرت، بغرض جعل مصر قاعدة إستراتيجية تكون نواة للإمبراطورية الفرنسية في الشرق، وبعد فشل أهدافهم وإنهزامهم أمام الجيوش الإنجليزية بعد تحطيم أسطولهم في معركة أبو قير البحرية، رحلوا عن مصر عام 1801م بعد قضاء حوالي 3 سنوات .
 
[iii] ولد محمد علي في عام 1770م لأسرة متوسطة الحال في مدينة قولة بمقدونيا التي كانت تخضع وقتئذ - شأنها شأن مصر للدولة العثمانية - والتي تقع اليوم في شمال شرقي اليونان. وفي عام 1801، أي عندما بلغ الحادية والثلاثين من العمر انخرط في فرقة عسكرية مشكلة من جنود ألبان غير نظاميين أمر بجمعهم السلطان العثماني سليم الثالث وبإرسالهم لمصر للمشاركة في طرد الفرنسيين منها.
 
[iv] منذ انهيار دولة الفراعنة التي استمرت لنحو ثلاثة آلاف عام تحول النظام إلى ما يشبه النظام الإقطاعي حيث لم يكن هناك ملاك أراضي ولكن موظفين لجمع الضرائب الباهظة والتي استقرت أثناء الدولة العثمانية في نظام الالتزام وطبقة المماليك
 
[v] أنظر " تطور الحياة الحزبية فى مصر" على موقع الهيئة العام للاستعلامات، http://www.sis.gov.eg/Ar/LastPage.aspx?Category_ID=121
 
[vi] إسماعيل صبري عبد الله، "الأقباط والانتخابات" محاضرة في أسقفية الشباب بتاريخ 30/1/1996.
 
[vii] في لقاء مع زياد العليمي وشادي الغزالي حرب قالوا أن التخطيط كان الحشد لهذه المظاهرة بحيث يمكنهم تنظيم مظاهرات كبيرة في 6 إبريل 2011 في ذكرى انتفاضة عمال المحلة عام 2006.
 
[viii] من رسالة للزميل صبري فوزي بعنوان "افتخر بحزبي ورفاقي" بتاريخ 2 ديسمبر 2011.‏
 








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - اليسار المصري متشتت
جاسم ياسين ( 2011 / 12 / 4 - 11:44 )
الاستاذ مجاهد
ارى ان اليسار المصري متشتت , في عشرات الاحزاب
مالسبب برأيكم؟
شكرا


2 - رد الى: جاسم ياسين
محمد منير مجاهد ( 2011 / 12 / 4 - 20:45 )
نعم اليسار المصري مشتت ولكن ليس في عشرات الأحزاب، حاليا توجد خمس أحزاب هي:
1. الاشتراكيين الثوريين
2. التحالف الشعبي الاشتراكي
3. الحزب الاشتراكي المصري
4. الحزب الشيوعي المصري
5. حزب العمال الديمقراطي
والحزب الوحيد الذي تم الترخيص له لاستيفائه للشروط التي وضعها قانون الأحزاب هو -التحالف الشعبي الاشتراكي-.

أما أسباب التشتت فتعود للنشأة، فكما ذكرت في مقالي أن الحزب الاشتراكي المصري والذي تحول فيما بعد إلى الحزب الشيوعي المصري نشأ عام 1921 وتم حله عام 1924، وظهرت الحركة الشيوعية الثانية فى الأربعينات منقسمة لأنها نشأت نتيجة لجهود متفرقة مستقلة لن ندخل هنا فى تفاصيلها ولكن ساعد على هذه النشأة المتعددة أن هذه البدايات قامت بمبادرات مختلفة دون أية صلة بالحزب الشيوعي المصري فى العشرينات والذي لم يتبقى منه فى الأربعينات غير بعض العناصر غير المنظمة أو الخلايا المنعزلة المطاردة والتي لم يكن لها أي صلة بالمحاولات الجديدة، وكانت المنظمات الشيوعية تتكون أساسا من شباب خصوصا فى قيادتها . وكانت العناصر المناسبة التي بقيت منذ حزب العشرينات تعد على الأصابع ولم يكن لها دور أساسي سواء فى نشأت حركة الأربعينات أو فى قيادتها وكانت قيادات المنظمات الشيوعية فى الأربعينات تتكون من عدد من الطلبة والمثقفين والعمال الذين لم يتعدى عمرهم الثلاثينات، واستمرت تعمل سريا حتى الآن ولم يكن ذلك اختيارها وإنما فرض عليها، وقد كانت هناك عدة محاولات لتوحيدها إلا أن هذه المنظمات تعرضت لحملة إرهاب واعتقالات خلال الفترة 1959-1964 انتهت بحل المنظمات الشيوعية واندماج العديد من كوادرها في الاتحاد الاشتراكي العربي.

ونشأت الحركة الثالثة في السبعينيات من القرن الماضي بمبادرات من قيادات من الحركة الثانية وحملوا معهم الانقسامية التي كانت سائدة في الحركة الثانية، بالإضافة لتأثير الانقسامات في الحركة الشيوعية العالمية (الستالينية – التروتسكية – الماوية) على الحركة المصرية، وما لبثت أن انفجرت هذه التنظيمات ولم يتبق منها إلا الحزب الشيوعي المصري، وامتداداته داخل حزب التجمع الوطني التقدمي الوحدوي وكلاهما ضعف دوره وتأثيره، وتعرض لانشقاقات، ولم يستطيعا استيعاب الشباب الذي برز بعد ثورة 25 يناير.

وتحاول الأحزاب الخمسة التي ذكرتها في البداية أن توحد جهودها، حيث اتفقوا في مايو 2011 على توحيد جهودهم النضالية في الشارع المصري في شكل موحد تحت اسم -جبهة القوى الاشتراكية-، وتم إصدار إعلان تأسيسي شمل أن الجبهة تهدف للدفاع عن حقوق الطبقات الشعبية والمصالح الوطنية في مواجهة القوى المضادة للثورة، ومواجهة الاتجاهات المتطرفة والرجعية والطائفية والتي تهدد الثورة ووحدة الوطن ومستقبله؛ وأعلنت الجبهة أنها تسعى دائماً للعمل المشترك مع كل القوى التقدمية والديمقراطية من أجل تحقيق الأهداف الوطنية المشتركة، ويتم التنسيق في الأنشطة الميدانية بينهم كما تتضمن قائمة -الثورة مستمرة- في الانتخابات البرلمانية الجارية حاليا في مصر حزبي التحالف الشعبي الاشتراكي، والحزب الاشتراكي المصري، بالإضافة إلى ائتلاف شباب الثورة الذي يضم -الاشتراكيين الثوريين- وغيرهم.


3 - تحالف اليسار مع بقية القوى الليبرالية
وجدي وهبه ( 2011 / 12 / 4 - 18:40 )
الأستاذ مجاهد
أشكركم على هذا الطرح الموضوعي والشامل
سؤالي هو: أليس من الضروري في الوقت الراهن أن تتحالف القوى اليسارية مع بقية القوى الليبرالية بأطيافها المتنوعة من أجل الوصول إلى قدر من الاتزان وتوحيد الصفوف في مواجهة تيار ديني يتلاعب بالمشاعر الدينية للشعب البسيط؟
ما أراه أن المرحلة الراهنة تتطلب منا أن نتكاتف لا أن نتنافر حتى مزاعم وهمية بالتمسك بالمبادئ. أي مبادئ ستبقى لنا إذا كان الصف الوحيد المتماسك هو صف المتلاعبين بالدين وبالعقول؟


4 - رد الى: وجدي وهبه
محمد منير مجاهد ( 2011 / 12 / 4 - 22:23 )
بالطبع من المهم في هذه المرحلة بناء جبهة تلتزم بأهداف الثورة في إقامة دولة مدنية حديثة في مصر، وقد شارك حزب التحالف الشعبي الاشتراكي في تأسيس -الكتلة المصرية- بعد حوار ديمقراطي ساخن في الهيئة التأسيسية للحزب المنعقدة في 10 سبتمبر 2011، قررت ما يلي:
أولاً: الموافقة على قرار سكرتارية الحزب بالانضمام لتحالف -الكتلة المصرية- الانتخابي.
ثانياً: العمل على توسيع تحالف -الكتلة المصرية- بضم شخصيات وطنية وديمقراطية مستقلة وكذلك أحزاب وتجمعات أخرى يسارية وليبرالية وإسلامية، على الأسس التالية:
1- يستهدف التحالف وصول عدد مناسب من النواب المناصرين للحريات العامة والحقوق الاقتصادية والاجتماعية بما يتفق وأهداف ثورة 25 يناير، وتعميق المكاسب التي انتزعتها الجماهير من خلال ثورتها.
2- يتضمن برنامج التحالف السعي لإقرار بنية تشريعية من خلال الدستور والقوانين تحقق أهداف الثورة في بناء دولة القانون التي تضمن المساواة التامة بين جميع المصريين من كل العقائد والأديان، رجالا ونساء، شيوخا وشبابا، كما تضمن لهم جميع الحريات الأساسية.
3- اجتماعيا، يسعى حزبنا لأن يتضمن برنامج الكتلة العمل من أجل إقامة عدالة اجتماعية حقيقية.
ثالثاً: إن نجاح التحالف الانتخابي في كسب ثقة الجماهير يتطلب الامتناع نهائيا عن ضم أي عناصر قيادية في الحزب الوطني المنحل تحت أي مبررات، والمقصود بالعناصر القيادية تلك التي انضمت لتشكيلات الحزب القيادية وهيئاته البرلمانية أو ترشحت لها.
ولكن مع العمل الفعلي لتشكيل القوائم الانتخابية تبين إصرار على مشاركة أعضاء سابقين بالحزب الوطني (فلول)، وهؤلاء لا يمكن اعتبارهم مناصرين للدولة المدنية الحديثة فهم من ناحية كانوا أعضاء في حزب مارس التمييز الديني بشكل منهجي في القوانين، والتعليم والتوظف والإعلام، ومن ناحية أخرى فقد كانت مواقفهم العملية المزايدة على الإخوان المسلمين في تديين الدولة، ولعلنا نذكر موقفهم في مجلس الشعب من وزير الثقافة الأسبق فاروق حسني في قضية الحجاب.
ومع هذا فنحن نتحرك على أساس دعم قوائم الكتلة المصرية حيث لا يوجد قوائم لـ-الثورة مستمرة-، وكذلك الأمر بالنسبة للمرشحين في الدوائر الفردية، وهم أيضا يفعلون نفس الشيء، من ناحية أخرى فإن القول بتفتيت الأصوات قد يصح بالنسبة للدوائر الفردية أما بالنسبة للقوائم النسبية فليس هناك تفتيت للأصوات، فكل صوت يحصل عليه حزب أو قائمة يحسب له إما على مستوى الدائرة أو على مستوى مصر كلها، فالحزب يمنح مقاعد فى الدائرة بحسب نسبة الأصوات التي يحصل عليها، أما على مستوى مصر كلها فالأحزاب الصغيرة بحاجة لكل صوت كي تتخطى حاجز النصف فى المائة التي تؤهلها لدخول البرلمان.


5 - رأي
جلال محمد ( 2011 / 12 / 4 - 21:29 )
الاستاذ مجاهد ..تحية حارة ..كل الثورات و التغيرات الاجتماعية التي قامت في التاريخ خلقتها الطبقات و الفئات الاجتماعية المسحوقة ، استعراضك الموجز لتاريخ مصر منذ محمد على ،يوحي بان الاحزاب السياسية هي التي صنعت تاريخ مصر و ليس فلاحي مصر و عماله و كادحيه. الطبقة العاملة المصرية احدى القوى الاساسية التي شاركت في الثورة الراهنة و كان لها الدور الحاسم في اسقاط مبارك و مايجري الان باسم الانتخابات هو تحالف قوى الثورة المضادة من اجل ايقافها و منعها من الاستمرار حتى النهاية اي اسقاط النظام ا الراسمالي في مصر. كيف سمحتم لانفسكم بالمشاركة في انتخابات لاتستهدف سوى اضفاء الشرعية على التوازن الراهن للقوى السياسية الذي هو لصالح الثورة المضادة ؟ تحياتي


6 - رد الى: جلال محمد
محمد منير مجاهد ( 2011 / 12 / 5 - 10:42 )
أعتذر إن كان هذا هو ما فهمته من المقال، فلا خلاف على أن الصراع الطبقي هو الذي يحكم التغيرات الاجتماعية والثورات، ولا خلاف كذلك على أن الأحزاب تعبر عن شرائح وفئات وأجنحة لطبقات اجتماعية، وينطبق هذا على الحزب الوطني الذي أسسه العرابيون، وحزب الوفد الذي قاد الحركة الوطنية منذ ثورة 1919 وحتى ثورة 1952، وكذلك الحزب الاشتراكي المصري الذي تأسس عام 1921، وحركة الإخوان المسلمين التي تأسست عام 1928.

ومع ذلك فلم يكن هدف المقال مناقشة تطور الطبقات والصراع الطبقي في مصر، ولا دور الأحزاب في مجريات هذا الصراع، أو الدور الحاسم الذي لعبته الطبقة العاملة المصرية والذي تصاعد إلى ما يشبه إضراب عام قبيل خلع الطاغية، ولكن كان ومازال الهدف منه فتح حوار مفتوح حول -دور الاستبداد والقمع في إضعاف حركة القوى الديمقراطية واليسارية، وكيف يمكن تعزيز قوتها التنظيمية والسياسية وتأثيرها الجماهيري-، مع التركيز على التنظيم باعتباره نقطة ضعف الحركة الثورية في مصر.

ليس من الواضح بالنسبة لي المقصود بـ -إضفاء الشرعية على التوازن الراهن للقوى السياسية-، فالتوازن الطبقي في أي مجتمع هو تعبير عن علاقات القوى بين الطبقات الاجتماعية (ومن ثم القوى السياسية)، ومدى قوة كل طبقة من الطبقات التي يتكون منها المجتمع وشرائحها وأجنحتها الفاعلة، فهو حقيقة اجتماعية إذا جاز التعبير ولا علاقة له بالشرعية، ويظل التوازن الطبقي لصالح القوى المسيطرة حتى تنجح الطبقات الشعبية في تغيير هذا التوازن لصالحها، ويتم هذا بالنضال المستمر ضد الطبقات المستغلة والرجعية بالإضراب والاعتصام والتظاهر والعصيان المدني، وأيضا بالانتخابات، وفي بعض الأحيان عن طريق الكفاح المسلح، في كل الأحوال نسعى لتغيير توازن القوى السائد والذي يميل حاليا كما تفضلت ناحية قوى الثورة المضادة، وكما ذكرت في متن المقال فقد أشار التقييم المبدئي لنتائج المرحلة الأولى للانتخابات إلى العديد من الإيجابيات التي تصب في النهاية في مصلحة الثورة، إذا ما استعرنا لغة رياضة الملاكمة فلا أظننا سننتصر بالضربة القاضية، ولكننا سننتصر بالنقاط.


7 - انتم من يجب أن يجر العربة نحو الاصلاح
ذ محمد كوحلال ( 2011 / 12 / 4 - 22:47 )
تحية نضالية لأستاذنا الفاضل ابن مصر العظيم الأستاذ مجاهد
بلا شك سيدي الكريم توافقني الرأي انه عبر كل المراحل التي مرت منها قاطرات الثورات الشعبية العالمية كانت الأحزب التورية خلف الشعوب.
ثورة اوكرانا رومانيا من الثورات التي معجب بها ..
نعم حزبكم له تاريخ مجيد و نضالي متماسك في وقت من الأوقات لكن سيدي الكريم عذرا . بلا شك عانيتم مع نظام فاسد و الشباب المصري العظيم قام بدوره في تغير النظام لكنه سقط في فخ نسخة من النظام القديم أي تغير عسكر بعسكر آخر. و تم توظيف مدنيين سياسيين هم مجرد بيادق عفوا سيدي الكريم..
أرى كمناضل توري يساري أن حزبكم و من هم على خطاكم لم تقوموا بواجبكم في تأطير الشارع و لو على الأقل فضاء الجامعات .
ضعفكم أو خلافاتكم أو أسباب أخرى جعلتكم لا تتبوؤن المكانة التي تستحقونها.
أنا لا افهم لماذا ركب الإخوان على أكتاف شباب ميدان التحرير و بعد اتفاق مع العسكر انسحبوا تم عاودا الكرة للركوب على أذرع شباب ميدان التحرير لتصحيح الثورة..
سيدي العزيز
استسمج من حضرتك
حبي لمصر لا يقاس إلا بحي لوالدتي لكن من واجبي سيدي الفاضل أن أقول أنكم انتم السبب في الفراغ التي احتله غيركم تاريخكم و خبرتكم في المجال السياسي تعطيكم حق جر عربة الإصلاح السياسي في مصر..
أريد الصراحة من حضرتك ..
تقبل سيدي تحياتي و مودتي و احترامي و أتمنى أن لا أكون قد أطلت أو أزعجت حضرتك .
فحضرتك مصري وانأ أحب مصر حبا عظيما
دمت عزيزا غاليا
تلميذك ذ محمد كوحلال ناشط حقوقي مستقل كاتب و مدون / المغرب مراكش


8 - رد الى: د. محمد كوحلال
محمد منير مجاهد ( 2011 / 12 / 5 - 13:28 )
أشكرك على عنايتك بمناقشة ما جاء بمقالي، واهتمامك بمتابعة الأوضاع في مصر، واسمح لي بداية أن أصحح خطأ ورد بتعليقك وهو قولكم حزبكم له تاريخ مجيد ونضالي متماسك فقد يكون هذا صحيحا بالنسبة لحركة اليسار المصري ككل الممتدة منذ عام 1921، ولكنه ليس صحيحا بالنسبة لحزبنا الوليد، فقد ولد حزب التحالف الشعبي الاشتراكي من رحم ثورة 25 يناير 2011 لبناء المجتمع الجديد الذي يقوم على أوسع أشكال الديمقراطية التي تمكن جماهير المنتجين والفقراء من تنظيم أنفسهم سياسيا، وعلى تنمية اقتصادية منحازة للإنسان المصري وقائمة على عدالة توزيع الثروة، وإعادة صياغة علاقة مصر بالعالم الخارجي على أساس هذه الخطوط العامة من أجل نهضة الوطن، للدفاع عن مصالح وتطلعات الأغلبية الساحقة من العمال والفلاحين وكل الفئات التي عانت من الإفقار والتهميش، بما يحفظ كرامة المواطن المصري، ويجعله مصدر كل السلطات، ويضمن له نصيبا عادلا من ثروات الوطن باعتباره مصدر هذه الثورة، ولم يتم إشهار الحزب رسميا إلا قبيل الانتخابات بأسابيع قليلة.

تولى المجلس الأعلى للقوات المسلحة السلطة في البلاد بسبب غياب قيادة وهيكل تنظيمي للثورة، وهو بلا شك يقود أيضا الثورة المضادة، وفي مواجهة هذا نسعى لبناء كوادرنا اعتمادا على الشباب ولنا امتدادات في الحركات الاحتجاجية المختلفة وفي أوساط الشباب بالجامعات والنقابات المهنية، ولكن هذا التواجد لا زال جنينيا ويحتاج لجهد كي ينمو ويكبر، وأظننا سائرين على الطريق الصحيح بفضل حماس الشباب، وعيون الأصدقاء مثلك الناقدة والموجهة.

أرجو أن تلاحظ أن الثورة قد ساعدت الشعب المصري على الفرز، فعلى سبيل المثال شارك شباب الإخوان المسلمين في كل أنشطة الثورة بالرغم من أن قيادتهم كانت ترفض هذا، وقد حدثت عدة انشقاقات من الإخوان بعد الثورة ومن أهمها هؤلاء الشباب المشاركين في الثورة، والذي شكلوا حزب التيار المصري، ودخلوا معنا في التحالف الانتخابي الثورة مستمرة وهم يطرحون فكرا إسلاميا مستنيرا يختلف عن فكر الإخوان والجماعات السلفية.


9 - مسؤولية الحركة العلمانية
حنان بكير ( 2011 / 12 / 5 - 07:22 )
تحياتي وتقديري لأفكارك النيّرة ايها المناضل! ودعنا نفكر كما قلت نفكر معا بصوت عال، تتحمل الحركات العلمانية واليسارية مسؤولية كبرى في هزيمتها امام المدّ الاصولي، وذلك بإبتعادها عن الجماهير، وربما تصنيف نفسها ك-نخبة- مثقفة ومتنورة، دون امتلاك برنامج سياسي تغييري، في الوقت الذي نشطت فيه الاحزاب الدينية في|- أسلمة المجتمع- تمهيدا لإلتقاط اللحظة المناسبة، وقد حانت ساعتها! وقد انشغلت الحركة العلمانية بمهاجمة الحركات الدينية عى حساب بناء برنامج عمل للتغيير، ما كرّس الاعتقاد بعداوة العلمانية للدين، وهذا اعتقاد خاطىء بالطبع. والان يجدر بالحركة اليسارية القيام بعملية نقد ذاتي بنّاء، تعيد النظرفي مكامن الخطأ والصح! بإعتقادي المتواضع ان الحركة الاسلامية، لا تمتلك مفهوما


10 - رد الى: حنان بكير
محمد منير مجاهد ( 2011 / 12 / 5 - 13:10 )
أنظر الرد أدناه بعد الجزء الثاني من تعليقك


11 - اعتذار ومتابعة
حنان بكير ( 2011 / 12 / 5 - 07:33 )
أعتذر مجددا ، ان الحركات الدينية لا تملك مفهوما واضحا لمعنى الدولة الحديثة، فالهدف لديها هو اقامة دولة دينية بتشريعات قديمة لا تتماشى ومبدأ الحريات وحقوق الاقليات والمرأة بناء ثقافة انسانية، وستنتهي تجربتها كما انتهت تجارب الأيديولوجيات السابقة. وستكون فرصة للحداثة كي تعود لبناء ذاتها


12 - رد الى: حنان بكير
محمد منير مجاهد ( 2011 / 12 / 5 - 13:08 )
لقد حاولت أن أوضح المناخ الذي تطورت فيه الحياة الحزبية في مصر والذي أدى لنمو الحركات الدينية، ولا أدل على هذا من حزب النور السلفي الذي تشكل حديثا (منذ بضعة أشهر) ويزاحم حزب الحرية والعدالة (الجناح السياسي لحركة الإخوان المسلمين الموجودة على الساحة منذ 84 عاما)، فكلتا الحركتين تعتمدان على المسجد الذي تضخم دوره بفعل تفكك الدولة وتدهورها وتراجعها عن دورها في التعليم والصحة، وغياب الديمقراطية وعصف النظام بالحياة المدنية المصرية وبمنظمات المجتمع المدني من أحزاب ونقابات .. الخ، هما العنصران الحاسمان اللذان أعطيا للروابط والمؤسسات الدينية هذا الوضع المتنامي، وأعطيا الفرصة لتيار الإسلام السياسي كي يجند أعضاءه وأنصاره، وأنا هنا لا أعفي اليسار من المسئولية عما آلت إليه الأوضاع بعدم العمل بجدية أكثر في توحيد صفوفه وبناء جبهة ديمقراطية تقدمية، رغم التحركات المحدودة في هذا الاتجاه.

لا أعتقد بوجود حركة علمانية، ومن ثم يكون عليها بناء برنامج عمل للتغيير، فالعلمانية ليست نظرية سياسية، ولكنها وصف للحالة التي لا يحكم فيها من يزعمون أنهم يتحدثون باسم الله، وتكون الدولة على مسافة واحدة من معتقدات مواطنيها الدينية، وتحمي حرية الاعتقاد وحرية الدعوة الدينية وحرية ممارسة الشعائر الدينية، والعلمانية وحدها بدون الديمقراطية لا تؤدي لمجتمع صحي، فقد كان هتلر وموسيليني علمانيين ولكنهما كانا عنصريين وفاشيين ومع عسكرة المجتمع، ولأن هدف الإسلام السياسي كما قلتِ عن حق هو -إقامة دولة دينية بتشريعات قديمة لا تتماشى ومبدأ الحريات وحقوق الأقليات والمرأة-، فقد كان من واجب كل العلمانيين التصدي لهذا الفهم وتوضيح خطورة الفاشية الدينية.

فيما يخص اليسار، وبالتحديد حزب التحالف الشعبي الديمقراطي، فقد تبنى برنامج لتحقيق أهداف الثورة (عيش – حرية – كرامة إنسانية – عدالة اجتماعية)، وهو برنامج قابل للتعديل بناء على التفاعل مع الناس الذي يتم في كافة المواقع، ويمكنك الاطلاع عليه وعلى غيره من الوثائق على موقع الحزب على الإنترنت:
http://egyleftparty.org/


13 - شكرا للاستاذ محمد منير
عبدالغني زيدان ( 2011 / 12 / 5 - 10:03 )
ضعف وتشرذم التنظيمات الليبرالية والقومية واليسارية بسبب الاستبداد السياسي، الذي أدى في نفس الوقت إلى تعاظم قوة تنظيمات الإسلام السياسي نتيجة لتعاظم الدور الذي تلعبه دور العبادة كوسيلة للاجتماع، ولحل المشكلات الاجتماعية التي تقاعست الدولة عن حلها
الاستاذ الفاضل اذا القينا نظرة برغماتية على الثورة المصرية وعلى الاحزاب التي تستحق ان تكسب الكثير فبتاكيد ستكون الاولوية للجماعات الاسلامية لما قلته بانها عملت للناس ما تقاعست عنه الدولة التي هي سبب تاخركم وضعفكم على حسب كلامك انا ارى بان السبب الوجيه للضعف هو عدم وجود استقرار الاجندة على المدى البعيد وضعف العمل الاجتماعي

اعترض على عبارتك -وهي التي توفر لنا إمكانية بناء الحزب الاشتراكي الذي نطمح إليه والذي يمكن أن يقود الثورة لتحقيق أهدافنا-0
بل يتوجب عليكم العمل على تحقيق اهداف الثورة وخصوصا والتركيز على اهداف النقاط المشتركة بينكم وبيسن التيارات الاسلامية وغيرها لفهم حسن نواياكم على المدى البعيد وشكرا لك استاذ محمد على هذه القراءة الرائعة التي احببتها الف شكر لك.


14 - رد الى: عبدالغني زيدان
محمد منير مجاهد ( 2011 / 12 / 5 - 21:08 )
بداية أشكرك على لفت نظري لخطأ مطبعي، والعبارة التي تعترض عليها صحتها (وهي التي توفر لنا إمكانية بناء الحزب الاشتراكي الذي نطمح إليه والذي يمكن أن يقود الثورة لتحقيق أهدافها)، وأظن أن السياق يوضح هذا.

بالنسبة لدور الدولة فقد كان مزدوجا، فمن ناحية أغلق المجال العام أمام جميع الأحزاب ومؤسسات العمل المدني، وأصبح المجال الوحيد للاجتماعات والأنشطة هي دور العبادة (الجوامع والكنائس)، وهذه هي الأماكن الطبيعية للقوى الدينية، ومن ناحية أخرى استفادت هذه القوى من الأنشطة الخيرية التي نظمتها دور العبادة لتعويض انسحاب الدولة من تأدية دورها في الصحة والعلاج والترفيه وغيرها في تدعيم وجودها باستخدام مواردها المالية الضخمة التي تحصل عليها من دول خليجية، ولا يخفى عليك أن إقامة مستشفى وتوفير أطباء وممرضين ومستلزمات طبية وغيرها تتطلب مثل هذه الموارد غير المتاحة للقوى المدنية.

ليس من الواضح بالنسبة المقصود بـ -استقرار الأجندة- وإذا كنت تقصد بها -البرنامج السياسي- فأنا أختلف معك في رؤيتك بأنها وضعف العمل الاجتماعي سبب ضعف اليسار والقوى الديمقراطية، فالحقيقة أن برنامجنا وكذلك برامج بقية الأحزاب واضحة، أما بالنسبة للعمل الاجتماعي بالشكل الذي تمارسه تيارات الإسلام السياسي والذي يعتمد على الصدقة وتوزيع مواد تموينية على المحتاجين فليست هي الشكل الأمثل لحل مشكلة الفقر في مصر والمطلوب هو مساعدة الطبقات الشعبية والمهمشين على تنظيم أنفسهم للحصول على حقوقهم فكما يقول المثل الصيني من الأفضل بدلا من إعطاء الفقير سمكة أن تعلمه صيد السمك.

ولتوضيح الفكرة اسمح لي أن أنقل لك ما جاء في إحدى مطويات الترويج لقائمة الثورة مستمرة، وأعتذر لأنها بالعامية المصرية: (عارف ليه مرشحين قائمة -الثورة مستمرة - موزعوش لحمة في العيد؟؟
مش بس لأن أغلب مرشحينا من شباب ومناضلي الثورة المصرية اللي بيعتمدوا في حملاتهم الانتخابية علي الجهود الذاتية والمتطوعين المؤمنين بمبادئنا، لكن كمان لأننا ضد الرشوة الانتخابية،
مرشحين قائمة -الثورة مستمرة- عندهم رصيد كبير من النضال وانتزاع الحقوق، في ميادين العمل الحقوقي والنقابي والسياسي، وهمه دول النواب اللي مصر محتاجاهم بعد الثورة، عشان ننقل معركة ثورة يناير من الميدان إلي البرلمان).


15 - الاستبداد ثقافة اجتماعية سياسية عربية اسلامية
محمد ناجي ( 2011 / 12 / 5 - 10:44 )
تحياتي

هذا هو الموضوع والقضية الأهم المطروحة منذ قرون على الفكر والمفكرين العرب ، والذي لم يبحث فيه سوى قلة منهم ، هي اقل من القليل ، ولذا نجد الاستبداد قد تحول الى ثقافة وممارسة يومية يمارسها الجميع من دون استثناء ، وان كانت بمسميات مختلفة . ولا يمكن للمجتمعات الخروج من مستنقع الاستبداد إلا بثقافة بديلة تقوم على احترام الآخر المختلف ، ونبذ العنف بكل اشكاله ، وهذا للاسف غير موجود حتى اللحظة ، بدليل أن بعضنا يرمي الكرة بملعب الاسلام السياسي ، وهذا خطأ ، وهو بحد ذاته جزء من ثقافة الاستبداد التي ينبغي تفكيك مفرداتها التي تستقر عميقا في الثقافة العربية الاسلامية وبالتالي في العقلية والنفس العربية الجماعية والفردية ، وهناك كم هائل من الشعر والامثال والاغاني والمقولات التي تمجد الاستبداد ويتباهى بها الجميع من دون استثناء ، فهذا ابرز شاعر عربي (المتنبي) يهجو كافور ، الذي مدحه وطبل وزمر له من قبل :
لا تشتر العبد الا والعصا معه ان العبيد لأنجاس مناكيد
من علم الاسود الزنجي مكرمة أقومه السود أم آباءه الصيد

وقبله عمرو بن كلثوم ، الذي اعتبرت قصيدته من المعلقات ، وابرز ماقيل في الشعر العربي :

ونشرب ان وردنا الماء صفوا ويشرب غيرنا كدرا وطينا

وكثير غير هذا تمتلئ به بطون الكتب ، على المفكرين مراجعته وتسليط الضوء عليه .
وتجدر الاشارة الى ان أن اكثره يتعلق بالسلطة واستخدامها للسيف والمال والدين في مسخ العقل والثقافة خدمة لمصالحها الضيقة ، التي اوصلت المجتمعات العربية لما هي عليه اليوم من جهل وتخلف وخرافة (الربيع العربي) !


16 - رد الى: محمد ناجي
محمد منير مجاهد ( 2011 / 12 / 5 - 21:24 )
أعتقد يا سيدي أنك تظلمنا كثيرا بتعميماتك التي تصل بها إلى الثورات العربية المعروفة إعلاميا بالربيع العربي، نعم هناك الكثير مما ينبغي أن نواجهه مما وصل إلينا من ثقافة القرون الوسطى التي كانت سائدة في العالم كله بما فيه الأمم المتقدمة التي نتطلع لأن نكون مثلها، وهذا بالضبط ما تحاول شعوبنا القيام به بثوراتها والتي لا شك تتأثر بمجمل الظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية السائدة، وليس المطلوب أن نستورد شعوبا أخرى، وجزء هام من إشاعة ثقافة احترام الآخر المختلف، ونبذ العنف بكل أشكاله، يتم من خلال النضال المشترك وهو ما شهدناه في ميادين التحرير في مصر إبان الثورة، وتغيير هذه الثقافة يتطلب تغييرات جذرية في منظومتي التعليم والإعلام.


17 - تعليق على التعليق رقم 1 للسيد جاسم ياسين
محمود حافظ ( 2011 / 12 / 5 - 15:12 )
يبدو أن السيد الكاتب فى رده قد تناسى أن يحسب حساب حزب التجمع ضمن القوى اليسارية ومهما كان موقف هذه القوى من الحزب الأم فلا يجب أن ننكر وجوده من حقنا أن ننتقده ولكن ليس من حقنا أن نعتبره غير موجودا فكافة القوى اليسارية خرجت من عبائته وكافة عقول اليسار كانت موجودة به ومازالت موجودة إلى الآن غير الفصائل التى خرجت منه وأن قيادات حزب التحالف الإشتراكى كانت وإلى وقت ليس بالبعيد فى حزب التجمع ولاتنسى ياسيدى أن قيادات حزب التجمع هى القيادات التى كانت فى الحزب الشيوعى المنحل فى وسط الستينيات كالدكتور فؤاد مرسى والدكتور إسماعيل صبرى عبدالله وهناك العديد من الأسماء العملاقة فى الحركة اليسارية المصرية سواء من حركة حدتو أو الحزب الشيوعى المصرى كان يضمها حزب التجمع هناك أيضا من ضمن الحركة اليسارية والمحسوبين عليها قوى القوميين العرب والقوى الناصرية والذى راح جزءا منها يتحالف مع الإخوان المسامين كحزب الكرامة الناصرى إن عدم جمع القوى اليسارية فى جبهة موحدة فى مواجهة تيار الإسلام السياسى قد أضر بالتيار الضد وقد أهدر العديد من الأصوات لأحزاب فضلت خوض الإنتخابات وحدها إن مشكلتنا إننا نحترف فى الإختلاف ولا نضع للنقد الذاتى مكانا فى برامجنا أو فى منهجنا ربما هى أكبر عيوب اليسار العربى الذى أخذ يتراشق مع بعضه وترك الساحة للأصولية الدينية والتى ظهرت قوتها فى مصر الآن وقبلا فى المغرب وتونس وليبيا واليمنوالآن فى سوريا ناهيك عن الجزائر والسودان والصومال فالتشتت ليس ظاهرة مصرية ولكنه ظاهرة عربية ونأمل من قادة اليسار العربى أن تلحق بقطار وحدتها بدلا من أن تندلع الحرب الأهلية والتى مالزالت بعيدة .


18 - رد الى: محمود حافظ
محمد منير مجاهد ( 2011 / 12 / 5 - 20:05 )
لم أنسى ولم أتناسى وأنا لا أتحدث عما كان ولكن عن الواقع، وكنت قد انتقدت موقف التجمع في الانتخابات المزورة عام 2010 والتي كانت أحد أسباب ثورة 25 يناير 2010 والسبب الرئيسي في انسحاب العناصر المناضلة من التجمع ومشاركتهم مع عدد من القوى الاشتراكية في تشكيل حزب التحالف الشعبي الاشتراكي، وجاء نقدي في مقالين هما بيت اليسار (http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=237913) بتاريخ 11 ديسمبر 2010 والقاذفون بالحجارة من بيت اليسار (http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=241459) بتاريخ 12 يناير 2011 ونشرا في موقع الحوار المتمدن، نعم ينبغي توحيد القوى اليسارية فى جبهة موحدة فى مواجهة تيار الإسلام السياسي ولكن لا يعني هذا قبول لي الذراع من قبل الانتهازية السياسية، مما قد يكلفنا ثمنا سياسيا فادحا كالذي دفعه حزب التجمع وأدى إلى تفككه واضمحلال تأثيره.


19 - الاستاذ محمد منير مجاهد
tiqadine jaafer maroc ( 2011 / 12 / 5 - 17:13 )
تحية نضالية امازيغية
- الاترون ان مشروعكم المجتمعي يتخذ كل مشروعيته من ضبابية الاختيارات السياسية والفكرية وقلة وضوحها ؟
-الا يتراءى لكم ان جل اليساريين والمناضلين بشكل عام اخذوا يسعون الى الدفاع على مصالحهم الانانية والشخصية ؟لاحتلال المواقع وخاصة لما تاكد ان ذهاب مبارك لا رجعة فيه .
- والسؤال المحير هو ما مدى قابلية المصريين للتغيير؟


20 - رد الى: tiqadine jaafer maroc
محمد منير مجاهد ( 2011 / 12 / 5 - 21:36 )
أشكر لك تحيتك الأمازيغية، وأختلف مع كل ما جاء برسالتك بعد ذلك، ولا أدري كيف يمكن لأي مشروع مجتمعي – سواء كان مشروعنا أو غيره - أن يكتسب مشروعيته من الضبابية وعدم الوضوح، ولا كيف يمكن للمناضل أن يكون انتهازيا يسعى لاحتلال المواقع (المناصب؟) اللهم إلا إذا كان هناك اختلاف بيننا في تعريف كلمة مناضل، في مصر لعب اليسار دورا هاما في قيام الثورة وفي الدفاع عنها، وهناك من فقد حياته ومن فقد بصره أو أصيب بعاهة مستديمة، ولا أدري ما هي الدراسة الجادة الموثقة التي اعتمدت عليها للخروج باستنتاج خطير مفاده (أن جل اليساريين والمناضلين بشكل عام اخذوا يسعون إلى الدفاع على مصالحهم الأنانية والشخصية).

أما سؤالك الأخير فأظنه مهين وينم عن معرفة سطحية جدا بمصر والمصريين، وإجابتي عن هذا هي أن المصريين قابلين للتغيير ككل شعوب الدنيا فالحياة تتحرك وتتغير باستمرار.


21 - الاتحاد قوة
الجندى ( 2011 / 12 / 5 - 19:13 )
الاحزاب الدينية او ذات المرجعية الدينية تتلقى دعما ماليا خليجيا -خرافيا - وهذا احد اسباب نجاحهم اما الاحزاب اليسارية فليس بينهم غالبا رجال اعمال بل عمال وطلبة ومثقفين -فقراء- فما هو العمل؟
السؤال الثانى لماذا لايتم العمل داخل المساجد بجانب طبعا اتحادات العمال والطلبة ؟اخيرا لابد من وجود تنظيم موحد يضم كل قوى اليسار لان الاتحاد قوة. وشكرا


22 - رد الى: الجندى
محمد منير مجاهد ( 2011 / 12 / 11 - 21:54 )
نعم حركات الإسلام السياسي في مصر (الإخوان والسلفيين) لديهم إمكانيات مالية ضخمة جدا، على عكس الأحزاب اليسارية، ولتعويض هذا أظن أنه يجب علينا التواجد أكثر في صفوف الناس، وأن نكون معهم في تحركاتهم لحل مشاكلهم، وربما علينا أن نبحث وسائل لعمل أنشطة تجارية تستخدم في تمويل أنشطة الحزب، ورغم صعوبة هذا إلا أنه غير مستحيل.

لا يوجد اعتراض مبدئي على العمل داخل المساجد وقد كان أحد مؤسسي الحزب الاشتراكي المصري عام 1921 هو الشيخ صفوان أبو الفتح، ولكن هذا يستدعي وجود كوادر أزهرية في صفوفنا وهو ما نفتقده حاليا ويزداد صعوبة بسبب تغلغل الفكر الوهابي في الأزهر.

بالطبع توحيد اليسار في حزب واحد أمنية عزيزة على معظم الاشتراكيين، ولكن من الناحية العملية هناك صعاب كثيرة لأسباب تاريخية وشخصية، وما نفعله هو التنسيق في المعارك والأنشطة الجماهيري لتوحيد المواقف العملية، وفي الانتخابات الدائرة حاليا تضم قائمة الثورة مستمرة حزبي التحالف الشعبي الاشتراكي، والحزب الاشتراكي المصري.


23 - الاستاذ محمد منير المحترم
حسن محمد طوالبه ( 2011 / 12 / 5 - 19:49 )
تحية طيبة وبعد :
اشكرك على طرح هذا الموضوع وان كان متأخرا , اي بعد ظهور نتائج الانتخابات في تونس ومصر والمغرب .الانظمة العربية مارست شتى انماط التنكيل بكل الاحزاب العربية واليسارية والقومية والاسلامية , باستثناء بعض الدول الخليجية والاردن , حيث منح اضطهاد الاحزاب اليسارية والقومية فرصة للاحزاب الدينية فرصة العمل بين الجماهير والكسب الحزبي وتكوين قاعدة جماهيرية برزت في الانتخابات الاخيرة . اضف الى ذلك بطء حركة القيادات الحزبية وتاثرها بانظمة الحكم وانشغالهابالدفاع عنها حتى وان كان سلوكها يضر بمصالح الجماهير.المرحلة المقبلة هي مرحلة حكم رجال الدين من الاحزاب الدينية .وسيكون امامها امتحان مصيري , اما ان تنجح او تفشل في الامتحان . وهذه فرصة القوى اليسارية والقومية لاستعادة دورها في تحريك الشارع العربي .واحداث ربيع حقيقي .


24 - رد الى: حسن محمد طوالبه
محمد منير مجاهد ( 2011 / 12 / 15 - 14:24 )
نتيجة الانتخابات لم تظهر بعد في مصر فما ظهر حتى الآن هو نتيجة المرحلة الأولى ويبقى بعد هذا المرحلتين الثانية والثالثة اللتين ستنتهيان في أواخر يناير 2012، وحتى لو أكدت المرحلتين الثانية والثالثة نتائج المرحلة الأولى، فهذا كله نتاج عصر مبارك، وفي نفس الوقت فإن الانتخابات حتى الآن انتصار للشعب المصري فقد أجريت بشكل يتسم بقدر كبير من النزاهة - رغم تجاوزات من قبل التيار الديني - وقد قامت الثورة لتعيد السلطة للشعب وللشعب أن يختار ما يريد حتى ولو أخطأ – كما أخطأت شعوب أخرى - فسوف يكون قادرا على تصحيح أخطاءه.

أتفق معك في قولك -منح اضطهاد الأحزاب اليسارية والقومية فرصة للأحزاب الدينية للعمل بين الجماهير والكسب الحزبي وتكوين قاعدة جماهيرية برزت في الانتخابات الأخيرة-، وهذا هو محور مقالي، ولكني أختلف في رؤيتك لما بعد الانتخابات والتي قد يفهم منها تصيد القوى اليسارية والقومية لأخطاء الأحزاب الدينية، فالمطلوب في الحقيقة التركيز على مطالب العدالة الاجتماعية وبناء الأطر التنظيمية القادرة على استيعاب حركة الجماهير، والتحرك معها، وتنظيمها، وفي نفس الوقت حماية المكاسب الشعبية من أي محاولات للسيطرة بحجة حماية الشعب من أخطاءه وإعادة إنتاج النظام الأبوي الاستبدادي.


25 - المرأة
لينا حسن ( 2011 / 12 / 6 - 06:03 )
الاستاذ الفاضل
هل تعطينا توضيحا حول دور ومكانة المرأة في حزبك وعموم اليسار المصري؟
احترامنا


26 - رد الى: لينا حسن
محمد منير مجاهد ( 2011 / 12 / 6 - 09:56 )
لعبت النساء دورا هاما في ثورة 25 يناير 2011 فقد قمن بقيادة المظاهرات وشاركن في الاعتصام بميادين التحرير في مصر حتى خلع مبارك، وكثير من هؤلاء يمكن تصنيفهن ضمن اليسار بمعناه الواسع، ولما كان حزب التحالف الشعبي الاشتراكي قد ولد من رحم الثورة فقد كان من الطبيعي أن تحتل المرأة وضعا هاما في برنامجه وفي تشكيلاته الحزبية.

يتضمن برنامج الحزب المرحلي النصوص التالية في مواقع مختلفة منه:
• إصدار دستور جديد للبلاد تضعه جمعية تأسيسية منتخبة انتخابا حرا مباشرا لا يتضمن أي مواد تفرق بين المواطنين على أساس الدين أو المعتقد أو النوع أو العرق في الحقوق والواجبات.
• مراجعة جميع التشريعات التي تميز ضد المرأة بما يضمن تجريم العنف ضدها وإرساء مبدأ المساواة واحترام مكانتها وكرامتها في كل القوانين، وعلى الأخص قوانين الأسرة، .مع ضمان توافق كل التشريعات مع الاتفاقيات الدولية التي تؤكد علي حقوق الإنسان
• مراعاة الحقوق الخاصة بالمرأة في إطار الحقوق الصحية والحقوق التعليمية فيجب احترام وتنفيذ الحقوق الإنجابية للمرأة ويجب أيضا مراجعة مناهج التعليم المختلفة ورفع أي إيحاءات بالتمييز ضدها.

وفي تشكيلات الحزب المنتخبة:
يوجد 9 عضوات في الأمانة العامة منتخبات من أجمالي 53 عضو
يوجد 3 عضوات في هيئة مكتب الحزب من إجمالي 10 أعضاء تم اختيارهم من الأمانة العامة
ترأس النساء أربعة لجان نوعية من ضمن عشرة لجان وهي: لجنة المرأة، ولجنة العمل العمالي، ولجنة مناهضة الطائفية والتمييز الديني، ولجنة الإعلام.

ليس لدي معلومات تفصيلية عن وضع النساء في التنظيمات اليسارية الأخرى، وإن كنت لا أعتقد أنها ستختلف كثيرا عن الوضع في حزبنا.


27 - لم استغرب الرد
محمد ناجي ( 2011 / 12 / 6 - 17:36 )
تحياتي
مع كل الاحترام لشخصكم الكريم ، ولكن لم أستغرب الرد الذي تفضلت به ، بناءا على واقع الحال وطبيعة عملك ودورك كقيادي حزبي مؤدلج ينظر للواقع ، كالعادة ، من منظاره الخاص ، ويتوهم بأنه استثناء وأنه المخلص ويملك العلاج لمشاكل الناس ، والنتيجة أن يضع نفسه فوقهم ولا يرى الامور كما هي ، فيرتكب اخطاء يمكنه تجاوزها لو انه فقط وسع من أفقه وخرج من اإطاره الخاص .
سيدي الكريم شخصيا لم أعمم ، بل اتحدث عن واقع اعيشه وتعيشه ويعيشه الناس من المحيط الى الخليج . وحضرتك تتحدث عن (( الثورات العربية المعروفة اعلاميا بالربيع العربي)) فهل تعرف من سماها بالربيع العربي ؟ ولماذا ؟ هل ينطبق عليها هذا التوصيف من الناحية السياسية الواقعية ؟ اليس (الغضب العربي) أكثر واقعية وانسجاما مع واقع الحال الذي اسقط فيه الشارع طغاة وجاء بدلا منهم بطغاة أكثر تخلفا ، بدأت تظهر توجهاتهم في أكثر من مناسبة ومكان ! وهاك إقرأ هذا المقال المنشور - ليس بعيدا عنك - في موقع الحوار المتمدن ، لآمال قرامي ( إن كان العهر في شرعكم هو هذا ... فانا عاهرة ) الحوار المتمدن - العدد: 3566 - 2011 / 12 / 4 . ثم ألا ترى خطاب التفخيم والتعظيم - وهو من معالم ثقافة الاستبداد - الذي يستعمله يساريون وهم يتحاورون معك !!؟؟
نعم ليس مطلوب استيراد شعوب أخرى ، والتغيير لا يمكن أن يتم بين ليلة وضحاها ، ولكن السؤال : هل ندرك حقا ابعاد وتفاصيل ومفردات ثقافة الاستبداد ، لكي نبدأ بتسليط الضوء عليها وتفكيكها وفضحها مع رموزها ، والبدء بإشاعة ثقافة الانسان بدلا من ثقافة السلطان ظل الله في الارض ...... اشك في ذلك !


28 - رد الى: محمد ناجي
محمد منير مجاهد ( 2011 / 12 / 6 - 18:54 )
أشكر لك جم تواضعك ومساعدتك لنا معشر اليساريون في توسيع الأفق والخروج من الإطار الخاص كي ندرك أننا لسنا استثناء، ولا مخلصين، ولا نملك العلاج لمشاكل الناس.

بارك الله فيك وأكثر من أمثالك.


29 - المحك الحقيقي
ابو ذر ( 2011 / 12 / 7 - 08:34 )
رفاقنا كم كنتم معنا حقا في فلسطين وكم كنا معكم في القاهرة وباقي مصر، ومن منطلق الرفاقية والالتزام بقضية واحدة لنا جميعا، لا بد من بعض الملاحظات وهي:
1- ان الصراع مع التيار الديني في مستوى القيم والاخلاق والثقافة هو لعب في ملعبهم وينجر اليه اليسار ولا طائل من هذا الصراع، لانه يستهلك جهدا كبيرا والافضل تخصيص مساحة محدودة له.2- الصراع الاساسي يجب ان يكون في الواقع الاقتصادي الاجتماعي ويكفيكم مفكر تنموي مثل د.ابراهيم العيسوي الذي تتلمذنا من بعيد على كتاباته في هذا المجال ليقدم رؤية واضحة، لنضال حازم ضد الاستغلال والكمبرادور. فتغيير علاقات الانتاج كفيل بتسهيل عملية التغيير في البنى والافكار الثقافية ودون نظرة ميكانيكية.
3- نعرف كما نعرف حالنا انكم حزب افقر من فأر الكنيسة وهذا حال اليسار المصري والعربي عامة، ولكن ما رأيكم بخلق رأسمال اجتماعي واقتصادي لكم عبر خلق نماذج منتجة تخرج قطاعا من الفقراء من حالة الاستلاب للاعانة الى حالة الانتاج عبر تبني التعاونيات بمفهومها الاشتراكي والقائم على الانتاج قبل الاستهلاك؟
4- في مصر توجد اربع توجهات يجب ان تحدد التخوم بينها وهي التوجهات الاسلامية، الليبرالية، القومية العربية، الاشتراكية واقربهم اليكم القومية العربية، فلماذا لا يتم بناء حوار جاد مع القوميين وتوسيع جبهة القوى الاشتراكية، هذه مهمة كل من يريد للثورة ان تستمر.
5- وحدة القوى الاشتراكية لا تتعزز الا بالممارسة المشتركة في ميادين الكفاح فالاتفاقات الفوقية هشة وعرضة للانفراط، وبالتالي لا بد من وحدة ميدانية.
6- الانتخابات الحالية فرصة ولكنها ليست نهاية المطاف وممنوع على اليسار ان يحصر نفسه بهذه الفرصة.
تحية لكم من فلسطين
ومعا نحو الحرية والتقدم والاشتراكية والوحدة.


30 - رد الى: ابو ذر
محمد منير مجاهد ( 2011 / 12 / 7 - 08:55 )
أتفق معك فيما طرحته من أفكار وبعضه نعمل عليه فعلا، فكرة التعاونيات بمفهومها الاشتراكي والقائم على الإنتاج قبل الاستهلاك فكرة جيدة فعلا ولكنها تحتاج لكثير من التفاصيل لتخرج من حيز الفكرة إلى رحابة الواقع، بالنسبة لبناء حوار جاد مع القوميين فهذا أمر هام، ولكن مع ملاحظة أننا لا نتكلم عن هذا الفصيل في مرحلة النهوض كما كان أيام جمال عبد الناصر ولكن في مرحلة التراجع، فقد أصبح معظم ممثلي هذا التيار أكثر شوفينية وتعصب، وميلا نحو تيارات الإسلام السياسي في اللغة وأيضا في السياسة، وأبلغ مثال على هذا تحالف حزب الكرامة مع الإخوان المسلمين في الانتخابات الجارية حاليا بمصر.


31 - وهذا ما اقلقني
ابو ذر ( 2011 / 12 / 7 - 10:55 )
غريب امر حمدين، كيف انطلت عليه لعبة الاخوان والاغرب موقف امين اسكندر، الم يقرأوا التاريخ؟ الم يعوا الحاضر، انا حزين لهم وعليهم


32 - رد الى: ابو ذر
محمد منير مجاهد ( 2011 / 12 / 11 - 21:58 )
أشاركك الاستغراب والأسى، ولكنك لا تهدي من أحببت.


33 - مصر في القلب
tiqadine jaafer maroc ( 2011 / 12 / 9 - 15:10 )
سيدي تحية نضالية امازيغية من اعالي جبال الاطلس الشامخة شموخ مصر العربية ونحن الامازيغ لن ننسى لها وقفتها مع الخطابي ايام كنا نهان
سيدي الا ترون معي ان الشعب المصري كان قادرا على تغيير النظام دفعة واحدة لو استمر مئات الالاف في الميادين ؟ الا ترون ان العسكر يسعى بكل ما اوتي من قوة من اجل منع التغيير؟ خوفا من مطالبة الشعب بمحاكمته
ان القوى السياسية المصرية فضلت الاعتماد على المؤسسات الرسمية لا قوة الشارع فهناك على ما اظن اعتقاد بان المؤسسات الرسمية تمكنهم من تغيير الاوضاع في البلاد اكثر من الشارع
سيدي اليس هذاحشرروح الثورة في قوالب المؤسسات؟ فكيف بربكم سنحرر مصر من الامريكيين ومن الهراوات والخوذات السود والقبعات الحمر؟
سيدي نريد فقط ان نستفيد لاننا هنا في المغرب لا زلنا راكعين واقد امتطتنا العدالة والتعمية ونجهل متى يطلق الله سراحنا لنلحق بكم
الى الامام


34 - رد الى: tiqadine jaafer maroc
محمد منير مجاهد ( 2011 / 12 / 12 - 10:53 )
يا سيدي العزيز، -لو- تعمل عمل الشيطان، ولو كان الشعب المصري قادرا على الاستمرار في الميادين لاستمر، لب مقالي هو أن نقطة ضعف الثورة واليسار هو ضعف التنظيم، وقد قامت هذه الثورة دون أن يكون ورائها تنظيم سياسي ودون أن تكون لها قيادة معروفة تأتمر الناس بأمرها، لهذا فقد كان المطلب الرئيسي هو -رحيل مبارك-، وحينما حدث هذا لم يكن هناك ممثل للثورة ليستلم السلطة، وجاء الجيش بهدف رئيسي هو الحفاظ على جوهر النظام الاستبدادي بأقل قدر من التضحيات، وهذا هو ما يحدث منذ 11 فبراير 2011 وحتى الآن، وكانت القوى الوحيدة المنظمة بسبب استبداد نظام مبارك هي قوى الإسلام السياسي، ولهذا فما نراه الآن من ظهور للإسلام السياسي هو نتاج لنحو 40 سنة من الاستبداد.

لم يكن هذا اختيارا فنحن لم نفضل الاعتماد على المؤسسات الرسمية، ولكن هذا الأمر فرض علينا ولم نمتلك القوة اللازمة لفرض رؤيتنا.

الثورة أزالت كثير من القيود على حركة القوى اليسارية، ولكننا نحتاج لبعض الوقت حتى نصبح القوة الرئيسية المؤثرة في الشارع.


35 - مستقبل اليسار بعد الثوره ؟
عبد صموئيل فارس ( 2011 / 12 / 9 - 15:13 )
عزيزي الدكتور منير كيف تري مستقبل اليسار المصري بعد التحولات السياسيه الكبيره والتي تمخضت عنها ثورة يناير في ظل فتره كبيره من الركوض مر بها الفكر اليساري نتيجة المشاكل وعمليات التشويه التي تعرض لها من انظمة الحكم الفاشيه المتعاقبه ؟
خالص تحياتي


36 - رد الى: عبد صموئيل فارس
محمد منير مجاهد ( 2011 / 12 / 12 - 10:39 )
في الحقيقة أنا متفائل بالنسبة لمستقبل القوى الديمقراطية عموما ومنها اليسار، فقد جاءت ثورة 25 يناير تتويجا لنضال دءوب ضد حكم مبارك شاركت فيه هذه القوى بدور كبير، ويمكن أن نستعرض حركات احتجاجية مثل كفاية، وحركة 6 إبريل التي بدأت مع اعتصام عمال المحلة في نفس التاريخ عام 2008، وحملة دعم البرادعي، والتحركات النقابية كـ -مهندسون ضد الحراسة- و-أطباء بلا حقوق-، و-مصريون ضد التمييز الديني-، وإضراب موظفي الضرائب العقارية، الذي تمخض عنه أول نقابة مستقلة في مصر، وغيرها الكثير مما لا تسفني به الذاكرة حاليا.

مشكلة القوى الديمقراطية واليسارية هي ضعف التنظيم وقد ألقت الثورة بملايين من المصريين معظمهم من الشباب في خضم السياسة والاشتباك مع الواقع بغية تغييره، وظهرت مجموعات وأحزاب يسارية، أمامها فرصة كبيرة للنمو، وهذا هو ما أراهن عليه لتجاوز الأزمة التنظيمية التي يعاني منها اليسار وغيره من القوى الديمقراطية.


37 - عمال مصر
ابو يلدز ( 2011 / 12 / 12 - 12:05 )
المناضل الكبير محمد منير مجاهد
السلام عليكم
هل يمكن للاستاذ ان يتطرق الى النقابات العمالية التى تشكلت بعد الثورة وقتها ونفوذها
وكيف يتعامل معها اليسار المصري وهل اثرت خلافاتهم الفكرية على تلك النقابات
شكرا لكم وللحوار المتمدن الكبير


38 - رد الى: ابو يلدز
محمد منير مجاهد ( 2011 / 12 / 12 - 16:12 )
نشأت أول نقابة مستقلة في مصر قبل الثورة خارج -الاتحاد العام لعمال مصر- - التنظيم الرسمي والوحيد وقتذاك - وهي نقابة العامة للعاملين بالضرائب العقارية بعد إضرابهم الشهير في 2007، وقد أعلنوا عن إنشاء نقابتهم في عام 2008، وتبعها – إنشاء النقابة المستقلة للمعلمين، ثم الاتحاد العام لأصحاب المعاشات، وفي نهاية عام 2010 نشأت النقابة المستقلة للفنيين الصحيين، وأثناء الثورة عقد رؤساء هذه النقابات ومعهم مؤسسة دار الخدمات النقابية والعمالية (إحدى المؤسسات الأهلية المعنية بالقضايا العمالية لأكثر من 20 عاما) وقرروا في 30 يناير 2011 إعلان -الاتحاد المصري للنقابات المستقلة-، وفي مارس 2011 اصدر وزير القوي العاملة في حكومة عصام شرف إعلان الحريات النقابية الذي أعطى للعمال الحق في تكوين والانضمام للكيانات التي يرتضونها في تنظيم أنفسهم.

منذ ذلك الحين تشكل العديد من النقابات المستقلة في عدد من المواقع، وبخاصة في المدن الصناعية وفي المناطق الاستثمارية في بورسعيد والسويس والإسماعيلية، وقد وصل عدد النقابات المستقلة بين نقابات عامة ولجان نقابية بمواقع العمل إلي ما يزيد علي 200 نقابة، وحتى الآن ترفض الحركة النقابية المستقلة تسييس حركتها وإن كانت بعض التحركات العمالية قد رفعت شعارات سياسية عامة مثلما حدث يومي 9 و10 فبراير 2011، مما أدى ضمن عوامل أخرى لحسم تنحي مبارك عن الحكم في 11 فبراير.

أحد أهم التحديات التي تواجهها الحركة النقابية المستقلة هو استعادة الحرس القديم للاتحاد العام لعمال مصر – التابع للدولة والذي يسيطر عليه فلول الحزب الوطني الديمقراطي - قوته وإعادة تنظيم صفوفه في مواجهة الحركة النقابية المستقلة، ولكن هذا لا يعني إن الحركة النقابية المستقلة قد توقفت عن العمل، بل هي ما زالت تواصل عملها وتواصل نضالها في بناء حركة نقابية ديمقراطية ممثلة للمصالح الحقيقية لعمال مصر.

لا زالت مشاركة اليسار المصري بأحزابه المختلفة ضعيفة في الحركة العمالية، سواء من حيث الدعم أو من حيث التناول البرنامجي لقضايا العمال ومشاكلهم.


39 - القضية القبطية تتفاعل يوميا مالحل؟
جورج البرت ( 2011 / 12 / 12 - 20:00 )
لك مواقف معروفة ضد التميز الديني في مصر، القضية القبطية تتفاعل يوميا مالحل؟ لكي يكون لنا مساواة كاملة كمواطنين


40 - رد الى: جورج البرت
محمد منير مجاهد ( 2011 / 12 / 17 - 09:18 )
رغم الظروف الصعبة التي يمر بها الوطن حاليا ويعاني منها الكثير من أبنائه وعلى رأسهم الأقباط، فقد حققت -القضية القبطية- تقدما غير منكور في السنوات الماضية، فحين نشأت مجموعة -مصريون ضد التمييز الديني- عام 2006، كان الكثيرون ينكرون وجود تمييز ديني من الأساس، وهذا الأمر تغير من ناحية أخرى فقد كان السادات ثم مبارك وتيار الإسلام السياسي يسعون لتكريس وضع الأقباط كطائفة لها -كبير- هو من يتم التحاور معه، ومن ثم كانوا يشجعون عزلة الأقباط عن الشأن العام.

منذ سنوات كان الأقباط يظهرون احتجاجهم بالدعاء والصلاة والتجمهر داخل الكنيسة، ثم أصبحوا يتظاهرون على الرصيف المجاور للكنيسة، وفي أعقاب مذبحة نجع حمادي خرجوا إلى الشارع، وبعد أحداث العمرانية تبلور موقفهم كمواطنين يواجهون ظالميهم فتوجهوا إلى مبنى محافظة الجيزة واصطدموا بقوات الأمن هناك، وأخيرا وليس آخرا اشتركوا في ثورة 25 يناير وقدموا شهداء رغم معارضة القيادات الكنسية لهذا كي يدشنوا أنفسهم كمواطنين متساويين مع غيرهم من المواطنين.

الطريق واضح فهو من ناحية الإصرار على التمسك بالحقوق وبلورتها للحصول على تأييد أغلبية المصريين، وتضييق استخدام الشعارات الدينية، فهناك آلاف المسلمين على استعداد للمشاركة في مظاهرات مناصرة لحقوق الأقباط ترفع شعارات مثل -حرية العقيدة وحرية ممارسة الشعائر الدينية-، و-حرية بناء الكنائس للمسيحيين- ... الخ. ولكنهم ليسوا على استعداد للمشاركة في مظاهرة ترفع شعار -كلنا فدائك يا صليب-، وغيره من الشعارات الدينية.

من ناحية أخرى الاندماج في المعارك الوطنية والطبقية التي يتحد فيها الجميع تحت هدف واضح، ولدينا أمثلة لأقباط يعترف بهم الجميع كقادة وطنيين مصريين مثل جورج اسحق، وأمين اسكندر، وعماد جاد، وغيرهم


41 - مارأي الاستاذ الكبير بهكذا ارأء؟؟؟
جمال جميل ( 2011 / 12 / 13 - 13:59 )
تحياتي
احد الماركسين العراقيين قدم هذه النصائح والتوجيهات الدقيقة للشيوعين في مصر
مارأي الاستاذ الكبير بهكذا ارأء؟؟ ومدى واقعيتها لكم


*****************************
اولا: يجب التركيز والتاكيد على الاطاحة بالمجلس العسكري بالكامل وليس بالمشير طنطاوي فقط، هذه خطوة مهمة الى الامام وخطوة مهمة لقطع الاوهام الذي كانت سائدة قبل سقوط مبارك- حيادية الجيش-.
ثانيا: تأجيل الانتخابات: هذه قضية مهمة جداً. ان الانتخابات سياسة برجوازية لاجهاض الثورة او احتوائها تحت تسمية الانتخابات...لدفع الناس الى الاقتراع وبالتالي دفعهم الى بيوتهم. من يرضى بالانتخابات يرضى بسياستها حتى اذا كان غير راض بنتائجها . واليوم انتم تعرفون اكثر مني ليس وقت الانتخابات، وخصوصا اذا كنا نهدف الى انتخابات نزيهة و شفافة، هذه الانتخابات تتطلب وقتا، للدعاية و تعريف المرشحين، و الندوات السياسية و البرنامج الاعلامية... وتعريف سياسات هذا الحزب او ذاك.. وهذا يتطلب من جملة ما يتطلب قانون لحرية التعبير عن الرأي، حرية التظاهر و الاضراب ....وتوفير ميزانية خاصة لهذه الحملة وتوزيعها على الاحزاب والقوى المشاركة فيها... اذن ليس وقتها والثوريين في ميدان التحرير وميادين اخرى في الاسكندرية والاسماعيلية والسويس..

ثالثا: يجب البدء فورا باضراب عام في كل المصانع والشركات العمالية وخصوصا القطاعات المهمة مثل البترول و السكك و المواصلات و الاسمنت والبريد وقناة السويس والنسيج... اضراب عام ولكن ليس لوقف الانتاح فقط او لرفع المطالب هذا خطأ فادح في المرحلة هذه، ويعني القبول الضمني بالحكومة الحالية والمجلس العسكري، بل للسيطرة على الانتاج بمعنى المصادرة الثورية لتلك الشركات و المعامل و ادارتها من قبل العمال في كافة النواحي... هذه القضية تجري وفق توازن القوى وليس قضية اجتهادية او قرار فوقي من قبل هذا الحزب او تلك النقابة. اذن يجب توعية العمال و حشدهم حول هذا الامر و توضيح مدلولاتها السياسية والنضالية والاتحاد ورص الصفوف وتحشيد القوى حول هذا الامر. البدء فورا بتنظيم المجالس العمالية و انتخاب الممثلين عن كل معمل وكل قطاع عمالي في كل مدينة ومن ثم على الصعيد العام للبلاد.

****************************


الحكومة الثورية هي حكومة يجب ان تتشكل من:
1- ممثلي الطبقة العاملة المنتخبين في اماكن عملهم. للمثال في كل قطاع النسيج ممثل واحد مثلا. بهذا المعنى النقابات الثورية جزء من هذه العملية.
2- ممثلون عن الاحزاب الاشتراكية واليسارية الثورية الموجودة. لكل حزب او منظمة شخص واحد للمثال فقط.
3- الأحزاب السياسية البرجوازية الأخرى التي شاركت في الثورة. شخص واحد لكل منهم...
4- ممثلون عن ائتلافات وجماعات شبابية ثورية : لكل جماعة شخص واحد..
5- واخيرا يجتمع كل هؤلاء لانتخاب الحكومة او تحديدها وفق برنامج الثورة والمتفق عليه من قبل كل هؤلاء الممثلين... للفترة الانتقالية القادمة
************************************************

المرحلة الانتقالية حتى عندما توصل الثورة الى تطبيق كل هذه الامور اعلاه، مرحلة عصيبة ودقيقة.. تعتمد على مدى قوة الطبقة العاملة ومنظماتها و بالتاكيد على التحزب الطبقي بالاخص ، تحشيد وتنظيم القوى الطبقية وكل القوى الثورية الداعية الى استمرار الثورة من الشباب والنساء... بدون ايجاد حزب شيوعي وعمالي ذو رؤية سياسية واستراتجية واضحة ليس بامكان الثورة ان تستمر، الرؤية التي اوضحها ماركس في البيان الشيوعي- الغاء الملكية الخاصة، وسيطرة الطبقة على السلطة- طبعا عبر ممثليها وحزبها لحين تقوية و ترسيخ سلطة الطبقة ومن ثم تحولها الى منظمات الطبقة العاملة.. اي المجالس العمالية المنظمة. هذا يجب البدء به فوراً وفق خطة واضحة من قبل القادة الماركسيين وقادة الطبقة العاملة الشيوعيين، والبدء بالتنظيم الحزبي فورا وفق اللجان الشيوعية في المعامل والمصانع والاحياء السكنية ومؤسسات الدولة. فلهذا الامر تفاصيله العديدة .
*********************************************************


42 - رد الى: جمال جميل
محمد منير مجاهد ( 2011 / 12 / 17 - 09:29 )
بداية أشكر الرفيق العراقي على مساهمته ونصائحه وهو أمر لا نستغربه من ولا من بقية الرفاق الذين كانوا دائما على صلة وثيقة برفاقهم في مصر.

المقولات البسيطة لا تصلح دائما كأجوبة على أسئلة معقدة، والوضع في مصر – وربما في العراق أيضا – شديد التعقيد، ورغم أن بعض الأهداف والتكتيكات التي ذكرها الرفيق قد نجحت في بلدان أخرى إلا أننا لا نستطيع أن نستنسخ هذه الحلول.

لا نتملك أزرارا نضغط عليها فيتم إلغاء انتخابات تجري بالفعل ويشارك فيها الشعب المصري بشكل غير مسبوق، ولا نتملك أزرارا نضغط عليها فيبدأ إضراب عام، أو تشكيل حكومة ثورية فكل هذه الأشكال هي قمة الحدث في حركة جماهيرية متصاعدة وتقودها الطبقة العاملة وهذه كلها أمور غير متوفرة في مصر حاليا ولا أظنها ستتوفر في المستقبل القريب، وفي حدود متابعتي المحدودة فنفس الشيء ينطبق على العراق الشقيق.


43 - الفقر ورجال الدين
rawaa ( 2011 / 12 / 16 - 07:16 )
مادامة الشعوب العربية بائسة وفقيرة ورجال الدين عندهم المال واحبولة الدين لن تكون هناك ديمقراطية العجيب ان بعض المناطق السكنية الفقيرة انشأها رجال او حكام ديمقراطيون مناضلون شرفاء ينظرون الى العامل على انه هو اساس تطور البلدان والشعوب ولهم بصماة في كل مكان لكن بعد مدة من الزمن عندما يذهب زمن هذا الحاكم تجد ان المناطق الفقيرة التي انشأها لهم سمية بأسماء رجال دين ليس لهم فضل على هؤلاء الناس ونسوا صاحب الفضل عليهم الديمقراطية في البلدان العربية تعتبر تهمة


44 - رد الى: rawaa
محمد منير مجاهد ( 2011 / 12 / 17 - 09:38 )
بلا شك فإن ما ذكرت يمثل عوائق، ولكنها لا يمكن أن توقف الثورة. فهل كان من قاموا بالثورة الفرنسية، أو الثورة الروسية، أو الصينية أو الفيتنامية من الأثرياء، أو من كبار المثقفين أو حتى المتعلمين؟.

كما قلت في ردود على تعليقات أخرى يمكن للشعوب أن تخطئ والديمقراطية نمكنها من تصحيح أخطائها، الشعوب كالأفراد تتعلم من أخطائها، ولا ينبغي لنا كورثة لكل قيم التقدم والحداثة في تاريخ البشرية أن نتنكر للديمقراطية إذا ما أتت بخصومنا أو بمن نعتبرهم الاختيار الخطأ.


45 - أزمة اليسار أزمة فكرية وثقافية وتاريخية
على الضفة ( 2011 / 12 / 16 - 14:17 )
كثيرا ما يبرر اليسار في البلدان العربية ضعفه وعجزه بالتعدد التنظيمي رغم أن هذا التعدد نتيجة وليس سببا. وكثيرا ما يبرر هذا التعدد وهذا العجز بتدخل الأنظمة الحاكمة والاضطهاد والمحاكمات وغيرها، بالرغم من أن التيار الديني المنافس له تعرض لنفس التدخل... يبدو لي أن أزمة اليسار أزمة فكرية وثقافية وتاريخية، أزمة خصام مع المجتمع، أزمة خصام مع العمال، ثم أزمة عمالة للنموذج الغربي في أشكال الأنظمة الحزبية وفي الحلول النظرية الجاهزة والمعلبة وبعضها تجوزت مدة صلاحيته؛ وليست أزمة تنظيمية، مثلا عندنا في المغرب أحزاب يسارية قوية قبل 1990 أصبحت اليوم ضعيفة وخطابها غير مرغوب فيه شعبيا وأحيانا نخبويا.... عندما تبرر يا سيدي - كما يفعل كثير من اليساريين عندنا- صعوبة اتحاد الأحزاب اليسارية بأسباب شخصية أفلا يحيل مثل هذا التبرير إلى أن المحرك الحقيقي للتاريخ هو البنيات النفسية والأوهام البيولوجية؟؟؟؟
أظن أن على اليسار في العالم -كل العالم- وليس العربي فحسب أن يبدع نماذج فكرية وقراءات جديدة للواقع تتجاوز مفردات القرن 19 والتجارب الكارثية للقرن 20 ، وبعد ذلك سنرى يوما يسارا عربيا جديدا وتابعا كعادته؛ وإلا فإن اليسار مجرد تيار تاريخي انتهى.ـ


46 - رد الى: على الضفة
محمد منير مجاهد ( 2011 / 12 / 17 - 10:13 )
لست أفهم يا سيدي المقصود بـ -أزمة عمالة للنموذج الغربي في أشكال الأنظمة الحزبية- ولكن مثل هذه اللغة تستخدم غالبا من الرجعية في الحفاظ على الأوضاع القائمة، لسنا كائنات فضائية وأجسادنا كأجساد بقية البشر، ومجتمعاتنا تتطور بنفس القوانين التي تتطور بها بقية مجتمعات البشر، لست في حاجة لأن أذكرك أنه في سنوات -المجد- لم يتحرج المفكرون العرب والمسلمون من إطلاق لقب -المعلم الأول- على أرسطو ذلك الفيلسوف اليوناني الذي لم يؤمن بمحمد ولا بالمسيح، ولم يطلقوا هذا اللقب على احد من الخلفاء الراشدين مثلا. حينما يصاب مواطن مصري بمرض ما فإنه يأخذ نفس الدواء الذي يحصل عليه المريض الصيني أو الأمريكي أو البرازيلي، ومجتمعاتنا تتطور بنفس الآلية التي تتطور بها بقية المجتمعات وقد أصبحنا مواطنين بعد أن كنا رعايا مثلنا في هذا مثل بقية الأمم، إذا كنت ترى أننا يجب أن نحتفظ -بنماذجنا- باقتصار السلطة على أهل الحل والعقد، فاسمح لي أن أختلف معك.

فيما يخص الإبداع والتجديد فهو مطلوب لكل البشر وبلا شك فإن الأحزاب اليسارية أولى به وتحتاج إليه، وأنا وغيري لم ندع الكمال للأحزاب اليسارية وقد قدمت رؤيتي التي اقتنع بها، وكما قال الإمام الشافعي رأيي صواب يحتمل الخطأ، ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب


47 - الحل
محمد بوعلام عصامي ( 2011 / 12 / 17 - 09:18 )
إشاعة ثقافة الإختلاف والإيمان بحق الإختلاف واحترامه دلك هوالحل ولا مفر من الحل السلمي والإنساني..صناديق شفافة وديمقراطية متوازنة للجميع


48 - رد الى: محمد بوعلام عصامي
محمد منير مجاهد ( 2011 / 12 / 17 - 09:48 )
أوافق بلا تحفظ


49 - وحدة القوى الديمقراطية
مهدي مولى المولى ( 2011 / 12 / 17 - 11:26 )
لا شك ان الربيع العربي قتح المجال على مصراعيه امام القوى اليسارية والديمقراطية وعليها ان تتحرك بقوة ونشاط ونكران ذات نعم ان الربيع العربي قتح المجال لقوى معادية للديمقراطية وفعلا استطاعت ان تحصل على مكاسب مهمة لاتها بالحقيقة نتاج الاستبداد والظلام الذي كان مخبم وعلى القوى اليسارية والديمقراطية ان لا تشعر بالاحباط واليأس بل ترى الامر طبيعي لهذا على القوى اليسارية والديمقراطية ان تتوحد بجبهة موحدة وفق يرنامج واحد واضح وشفاف لمواجهة قوى الظلام ويكون الهدف الاول هو ترسيخ الديمقراطية ودعمها وتكيون سلوك وقيم ديمقراطية وعلى القوى اليسارية والديمقراطية الابتعاد عن الانانية والمصالح الشخصية الضيقة اما اذا بقيت القوى اليسارية متشرذمة وكل شرذمة تقول انا الافضل والاحسن فعلى الديمقراطية الفاتحة والسبب القوى الديمقراطية واليسارية وليس القوى الظلامية


50 - ضعف الحراك اليساري
سيف الدولة عطا ( 2011 / 12 / 17 - 18:32 )
أولاً ,جزيل الشكر للكاتب . أستاذي الجليل .....في اعتقادي أن اليسار ودعني أحدد وأقول العربي بالذات لم يتحرك من منطقة منهج الأيديولوجيا الإقتصادية وصراع الطبقات في صورها المنتمية لعهود خروج الثورة الإشتراكية ناهيك على أن هناك كانت ثورة صناعية أحدثت تحولاً في المجتمع وبالتالي تغيرت أشكال السلطة, وبالنقد المكثف من جانب اليسار الأوروبي والأمريكي إنكشفت عورة القمة البطراركية ومن ثم أصبح الكل يشارك في حلبة النقاش وهو ما أفضي إلى المواجهات الجماهيرية مع النظام المالي للرأسمالية المترهلة .....إختصاراً أردت ألقول أن المعركة لم تعد طبقية صارمة وإنما جماهيرية مفتتة وفي الغالب ينجح الواعظ الغيبي في كسب الجماهير إ غير المرتبطة بمدأ عقلاني منتج من واقع ثقافتها وفي ظني أن ثقافتنا العربية الممارسة ليست مؤهلة لإنتاج هذا العقل على الأقل في الوقت الراهن إذ أن الجماهير العربية قد أستيقظت فجأة لتجد أمامها شيخ ملتحي يحدثها عن الأمل يوم القيامة وكان من الأجدر أن تجد من يحدثها عن الحياة أولاً ويدفعها لتعمل عقلها في اختياراتها السياسية والإقتصادية حتى لا يظلمها أصحاب الرواية .....أن الفرصة أمام اليسار لا زالت أمامه إذا ابتعد عن سطلة الخطاب التراثي وبدأ في نقد الواقع الجماهيرى من منصة -سلفية اللغة الروائية- وليست المنطقية فهي نمط من الوعي لا يحتمل العقل وفي التربية الأبوية فإن مفردة حرية هي من مفردات العقوق .... ومن هنا تكون الثورة الحقيقية.... ويمكن أن يكون اليسار المعاصر هو القائد.............


51 - مصير اليساريين في مصر
كوثر ( 2011 / 12 / 17 - 18:48 )
سلام أستاذي الفاضل, ما هو مصير اليساريين بعد فوز الإسلاميين في مصر, وهل هناك يساريين في تونس وإذا وجد فما الفرق بين نشاط اليساريين في تونس ومصر؟ شكرا


52 - أزمة عمالة للنموذج الغربي
على الضفة ( 2011 / 12 / 17 - 19:13 )
المقصود بهذه المقولة هو أننا في عالمنا المتخلف كان أولى بنا أن نكون متخلفين صناعيا وتقنيا وليس فكريا. أن لا يكون عندنا إنتاج صناعي مفهوم لكن أن لا يكون عندنا إنتاج فكري فذلك غير مفهوم. إننا في مرحلة تاريخية تاه فيها اليسار في العالم كل العالم وتخشب فيها اليسار العربي... يعيش اليسار العربي على المنتوج الغربي يأكله وقليلا ما يهضمه. واليسار العالمي ما استطاع أن يبدع فكرا جديدا يتجاوز فكر القرن 19 إلا قليلا وكل من يبدع شيئا آخر في الغرب سرعان ما يتهم بالانحراف. وبعضهم منحرف بالنسبة لبعض: ماو منحرف وستالين منحرف وتروتسكي منحرف وهوشي منغ منحرف وغارودي منحرف ... أصبح اليسار سلفية متحجرة وتكفيرية لكن بمفردات منسجمة معها... ثم ياسيدي ما ركزت على جوهر تعليقي... لم أطالب الاحزاب اليسارية بالكمال بل أطالبها بالوجود؛ في بلدي كلما اتجه فكر الحزب اليساري نحو الاشتراكية العلمية كلما حكم على نفسه بالموت، وحدها الاحزاب اليسارية قولا والليبرالية فعلا هي التي تسري فيها بعض الحياة رغم شيخوختها المزمنة... يا سيدي رغم ما يبدو على خطابي فأنا لست رجعيا... عاش أرسطو قبل المسيح وقبل محمد بكثير فكيف تريد ان يؤمن بهما؟ آمن أرسطو بأوهام عصره كما نؤمن نحن اليوم بأوهام عصرنا... أثر المسيح في العالم وأثر محمد في العالم إيجابيا أكثر مما أثر فيه أرسطو...لا أدري لماذا أقحمت الخلفاء في ما نناقش، أعلم كذلك أن لا احد من الخلفاء يستحق الحذاء الذهبية... جوهر فكرتي هو: على اليسار في العالم -كل العالم- وليس العربي فحسب أن يبدع نماذج فكرية وقراءات جديدة للواقع تتجاوز مفردات القرن 19 والتجارب الكارثية للقرن 20


53 - رد مع آراء الأستاد محمد نتي مجاهد
موسى غافل الشطري ( 2011 / 12 / 18 - 15:06 )
هذا الموضوع يحتاج إلى دراسة مستفيضة.
أنا لا يرهبني إستلام المتدينين السلطة بمختلف توجهاتهم . فهي تجربة من حقهم أن يمتحنوا أنفسهم بها .
إستلام السلطة مسألة لها أبعاد و دخول بتجربة تستدعيهم أن يصطدموا بالعديد من المعوقات . أو أنهم ينقسمون ـ وهذا محتمل ـ إلى تيارات عديدة متصارعة . و ربما سنشهد موت ، أو على الأقل إضعاف تيار الحكم الإسلاموي إلى أدنى حد .هذه التجربة سوف تكون سائرة باتجاه هذا الإمتحان . ومن المحتمل أن تكون هناك معارك دموية .
في كل الأحوال أود أن أعقب على محنة اليسار
إن محنة اليسار بدأت بشكل واضح أبان استلام العسكريين ( الكاكيين) الحكم و تبنيهم الخط و التطلعات القومية ، بما فيها إلقاء اليهود في البحر . ومن ثم إنجرار القوى السياسية ، بما فيها اليسار ، بدعم هذه الحكومات ( الكاكية ) و من ثم ازدياد المد الجماهيري و تلاحق ( الثورات الكطاكية ) و حدوث رجوح الكفة لصالح التيار القومي السائر خلف القيادات العسكرية . ومن ثم تسيد المد الدكتاتوري، بينما يندمج التيار اليساري بالتيارالقومي ومن ثم تصل الأمور أن ينصهر اليسار الماركسي بالأحزاب (الناصرية ) و يساهم بإمحاء مكانته المترعة بالنضال المشرف . ثم احتساب اليسار ، و قد اتُسغل ذلك من قبل اعداء اليسار ، و جرى التشهير بأن اليسار قد خان قضية الجماهير الكادحة و فقد هويته . إن ذلك ، لا نستطيع أن نقول هذا لم يكن منصفاً . نعم حدث هذا في مصر عندما حل الحزب الشيوعي تنظيمة و اندمج باللاتحاد الاشتراكي و في العراق بدأت المناقشة بهذا الشأن . و أصبحت الأحزاب الماركسية رهينة بيد الأحزاب القومية و بالأخير بدأت التصفية . إضتافة إلى ذلك : إن فراغ الساحة من الأحزاب اليسارية و بالأخص الأحزاب الشيوعية ، مهد المجال للأحزاب و التيارات الدينية أن تركب الموج و تقود الجماهير خلفها ، إعتقاداً من هذه الجماهير : بما أن اليسار أصبح ذيل للحكم الكاكي فليس أمام الجماهير الساخطة إلاّ تبني التوجهات الدينية المتسيسة لخلاصها من الحكام المستبدين .
و لذلك أنا أعتقد : إن على جميع القوى اليسارية أن تعيد النظر بمسارها . قد تكون ظروف مصر و غيرها أفضل . لكن الوضع في بلدان مثل سوريا و العراق و غيرها ، تحتاج فعلاً إلى مراجعة جادة و شجاعة . و تحتاج أن - تلتفّ على دسائس البرجوازيين و القومجيين و الإسلامويين ، الذين يهمهم جداً إضعاف التيار التقدمي . لكي يتم سحب البساط من تحت قدمه . ما ينبغي أن يحدث هو المراجعة الجادة . و الشجاعة . و عدم التمسك بالكلاسيكيات التي بقي هواتها في بلداننا متمسكون بها
كل الدلائل تشير إلى تردي و انحراف و انجراف التيارات الدينية المتسيسة و القومجية . نحو التداعي أو التبدل في مسارها و انفتاحها ، أو الموت . و هذا ما يستدعي اليسار أن يكون متيقضاً مبدعاً يمتلك المبادرة الثورية . .

اخر الافلام

.. القناة 12 الإسرائيلية: المؤسسة الأمنية تدفع باتجاه الموافقة


.. وزير خارجية فرنسا يسعى لمنع التصعيد بين إسرائيل وحزب الله في




.. بارزاني يبحث في بغداد تأجيل الانتخابات في إقليم كردستان العر


.. سكاي نيوز ترصد آراء عدد من نازحي رفح حول تطلعاتهم للتهدئة




.. اتساع رقعة التظاهرات الطلابية في الولايات المتحدة للمطالبة ب