الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في محرقة الاسلاميين مجددا

بركات العيسى

2011 / 12 / 4
اراء في عمل وتوجهات مؤسسة الحوار المتمدن


أدخلوها بسلام امنين واخرجوا منها غوغائيين وقتلة لكل ما لا تشتهوه من حولكم ...... إن الصلاة كانت على المؤمنين في زاخو قنبلة موقوتة ستنفجر في أية لحظة من لحظات رغبة الاسلاميين المتشددين .....
هكذا قد يبدو المشهد وما يتم التخطيط له من لدن محميي بيوت الله التي تحولت بعضها في زاخو وما حولها كمدارس لأيواء المخربين و(أعداء الويسكي والسكرانين جميعا) .
يا ترى ماذا كانت النتيجة لو قام شخص ايزيدي أو مسيحي بحرق جامع أو دكان من دكاكيين احد الاسلاميين هناك ، ربما الكل يتفق أن النتيجة كانت إبادة جماعية تتحمل عقباها ما يتم تسميتهم الكفار من كلا الاقليتين في كوردستان الأمن والأمان .
تعود مجددا مشاهد غلفتها السياسة في أحداث الشيخان وما تم حرقه هناك وكذلك رزالة سكان زاخو للعمال الايزيديين حين خسروا في مبارة لكرة القدم وفعلوا بأولائك العمال ما فعلوه ليس لأنهم أيزيديين بل لأن السكان اسلاميين ولا يجب أن يعلوا صوتا فوق صوتهم ، فمن يخسر في السياسة والرياضة أو الدين ويرى أن زجاجة الويسكي الحرام أو عامل من عمال الأيزيدية هو السبب ليست سوى اقتباس من احدى مسرحيات عادل إمام حين قال ( خروج سعودية من كأس العالم أنا السبب ، بوسنة وهرسك أنا السبب ) .
التداول في الاتهامات بين الحزب الحاكم في كوردستان الجنوب والحزب الاسلامي بعد الرد على محرقة زاخو الذي جاء من الشارع وأيا كان لونه ، بات مصدر الخشية من إخفاء جريمة حرق الويسكي وزجاجاته المسالمة في كوردستان تتصارع بين المدنية والاسلامية ، وضحاياه الأيزيديين والمسيحيين وشعبين أكتفيا بالشرب حتى وإن ضاع الحقوق .
الاسلاميين في كوردستان العراق يبدو أنهم قد شموا رائحة الكوكايين الحلال من الربيع العربي الذي يتحول بالدول الثائرة من دكتاتوريات الى حكم اسلامي في أسهل سباق للاسلاميين مع منافسيهم العلمانيين القلائل في الشرق العربي المنتفض ، وهذا ما يحرك في صدورهم الضمير الاسلامي بالاسراع في بواكير ثورتهم ضد الحرام في كوردستان وتطهير المدن والقصبات الكوردستانية من بائعي الخمر كضرورة ثورية من أجل الحفاظ على المكتسبات وترك البصمات حتى وإن فشلت مزامع الاسلاميين باستحداث فراغ أمني في كوردستان .
طالما لم يكن للايزيديين والمسيحيين ولو شخص واحد ضمن الذين احرقوا مقار الحزب الاسلامي الكوردستاني في منطقة بادينان فهذا يقتل الشك امام عدم رغبة أكثرية سكان المنطقة ومن المسلمين بالافكار المتشددة لدى الاسلاميين في كوردستان والتي سبقت وإن دفعت كوردستان ثمن تحركات حلالهم ضد حرام الاخرين .
صعود الاسلام السياسي في العراق بعد الانسحاب الامريكي أكبر هدية لاسلاميي كوردستان وفرصة للكل الشرقي ضد القليل الكوردي في المنطقة ، والحل هنا إما القبول باسلمة كوردستان أو معانقتها لاسرائيل التي كانت مواقفها متباينة من السلفيين والإخوان المسلمين في مصر ،والعدالة والتنمية في المغرب ، وكذلك الحال مع النهضة الاسلامية في تونس ، واشقائهم الاسلاميين في ليبيا كضيوف جدد على كوردستان وعرقلة أمنها واستثمارها واقتصادها الوليد فوق الشبح التركي والايراني الذي لم تجد منه كوردستان مخرجا حتى الان وهذا ما يعد فرصة ثمينة ايضا لسد الباب السوري بوجه اكرادها حتى بعد اقتلاع الاسد من الوجود السوري .
الايزيديين والمسيحيين بردود افعالهم الخجولة حيال ما تم حرقه من ممتلكاتهم الحرام في زاخو ربما ينظرون بعين العطف لحكومة الاقليم وعائلة البارزاني على وجه الخصوص بالتعويض ليس إلا ...... كبديل عن فوضى قد تعم كوردستان وبالتالي يكون الخاسر الاكبر فيها بالارواح هاتين الاقليتين باعتبار ابنائها من المغضوبين عليهم دينيا ودنيويا حسب نظر المتشددين الاسلاميين اليهم .
بركات العيسى








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - كما قال سليمان الحكيم
مجدي محروس عبدالله ( 2011 / 12 / 5 - 15:54 )
لو حداش احت هشمش-او بالعربية
لا جديد تحت الشمس
يبدو ان الشرق الاوسط لن يتغير كثيرا
والضحايا دائما هم المستضعفين من الاقليات وغيرهم

اخر الافلام

.. استمرار التظاهرات الطلابية بالجامعات الأميركية ضد حرب غزّة|


.. نجم كونغ فو تركي مهدد بمستقبله بسبب رفع علم فلسطين بعد عقوبا




.. أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني يبحث تطورات الأوضاع


.. هدنة غزة على ميزان -الجنائية الدولية-




.. تعيينات مرتقبة في القيادة العسكرية الإسرائيلية