الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تونس : لا للأوهام الديمقراطية الرجوازية !( فقرة من- تونس :أنبذوا الأوهام و إستعدّوا للنضال! - خطوة إلى الأمام، خطوتان إلى الوراء ! لناظم الماوي- الحوار المتمدّن )

ناظم الماوي

2011 / 12 / 4
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


تونس : لا للأوهام الديمقراطية الرجوازية !
( فقرة من" تونس :أنبذوا الأوهام و إستعدّوا للنضال! - خطوة إلى الأمام، خطوتان إلى الوراء ! لناظم الماوي- الحوار المتمدّن )
أ – الديمقراطية / الدكتاتورية :
ما إنفكّ حزب العمّال و حركة الوطنيين الديمقراطيين و قبلهم و إلى جانبهم على الساحة السياسية ، الحزب الإشتراكي اليساري – فى الحقيقة " الرأسمالي اليميني "- و حركة التجديد و قوى عديد أخرى يبثّون الأوهام البرجوازية الصغيرة حول مسألة الديمقراطية. دون مراوغة و مباشرة نقولها : إنّ حزب العمّال و حركة الوطنيين الديمقراطيين الذين يدعيان تبنّى اللينينية ينظّران و يمارسان فى تضارب تام مع اللينينية التى هي منهما براء. إنّهما مرتدّان . متحدثا عن مرتدّ آخر ، كاوتسكي فى"الثورة البروليتارية و المرتدّ كاوتسكي " ( ص18)، أوضح لينين :
" أنّه طالما هناك طبقات متمايزة ، - و طالما لم نسخر من الحسّ السليم و التاريخ ، - لا يمكن التحدث عن " الديمقراطية الخالصة" ، بل عن الديمقراطية الطبقية فقط ( و نقول بين هلالين إنّ " الديمقراطية الخالصة" ليست فقط صيغة جاهلة تنم عن عدم فهم لنضال الطبقات و لجوهر الدولة على حدّ سواء ، بل هي أيضا صيغة جوفاء و لا أجوف، لأنّ الديمقراطية، ستضمحلّ ، إذ تتطور فى المجتمع الشيوعي و تتحوّل إلى عادة، و لكنها لن تصبح أبدا ديمقراطية " خالصة".)
فلينين أكّد أنّه لا وجود لديمقراطية خالصة ، فوق الطبقات و أنّ ما هناك إلاّ ديمقراطية طبقية و أنّ كلّ ديمقراطية هي فى آن واحد دكتاتورية ؛ ديمقراطية لطبقة أو طبقات و دكتاتورية ضد طبقة أو طبقات ( و قد تعمّقنا فى هذه المسألة فى مقال " أنبذوا الأوهام البرجوازية الصغيرة حول الإنتفاضة الشعبية فى تونس "، الحوار المتمدّن) فى حين أنّ هؤلاء روّجوا خيالات عن ديمقراطية لا طبقية - سياسية و إجتماعية – و ما من مرّة نعتوها أو حدّدوها طبقيّا و بذلك ساهموا و يا لها من مساهمة فى تضليل المناضلين و المناضلات و الجماهير الشعبية . إنّهم لم يقوموا باللازم لينينيّا لشرح علاقة الديمقراطية بالدكتاتورية طبقيّا و بأنّ كل ديمقراطية هي بالضرورة دكتاتورية : ديمقراطية لأقلية أو أغلبية و دكتاتورية ضد أغلبية أو أقلية و مثال ذلك فى كتاب لينين " الدولة و الثورة" أنّ الديمقراطية البرجوازية ديمقراطية للأقلية و دكتاتورية ضد الأغلبية بينما دكتاتورية البروليتاريا / ديمقراطية البروليتاريا هي فى آن أيضا ديمقراطية الأغلبية دكتاتورية ضد الأقليّة.
و كذلك لم يبذل مدّعو تبنّى اللينينية قصارى الجهد – فى الواقع لم يبذلوا أي جهد – لتفسير أنّ لكلّ طبقة ديمقراطيتها و أنّ الديمقراطية ذاتها كشكل للدولة مآلها تاريخيا الإضمحلال مع إضمحلال الدولة مثلما بيّن ذلك لينين فى " الدولة و الثورة".
ب- إنهيار المنطق البرجوازي الشكلاني :
و فى إرتباط بهذا رصدنا إندحارا عمليّا و فعليّا للمنطق الشكلاني لفهم الديمقراطية لدى كلّ من حزب العمّال و حركة الوطنيين الديمقراطيين. و اليوم و بعد أن ركّز حزب العمّال على تكتيك الحريات السياسية الذى تحوّل لديه إلى إستراتيجيا ( نفس التكتيك دام عقودا) نلمس من جهة مدى إنعكاس ذلك التكتيك الإصلاحي الخاطئ الذى ما فتأ يأجّل العمل الحقيقي من أجل الثورة بقيادة البروليتاريا ، على المبالغة فى وصف ما حدث فى البلاد جاعلا إيّاه بمثالية و بعيدا عن التحليل الملموس للواقع الملموس لينينيا " ثورة"؛ و من جهة ثانية نلمس ما أفرزته الإنتخابات من كسب القوى الرجعية فى فترة الحريات السياسية البرجوازية فى ظلّ دولة الإستعمار الجديد.
و كذلك إندحر المنطق الشكلاني الذى خرج به علينا شكرى بلعيد مؤكّدا فى ردّه على حزب العمل الوطني الديمقراطي بأنّ الرئيسي فى هزيمة التجارب الإشتراكية السابقة هو عدم إعتمادها الإنتخابات. فإضافة إلى كون هذا غير صحيح بالنسبة للصين الماوية و خاصة فى حقبة الثورة الثقافية البروليتارية الكبرى 1966- 1976 ( مثلما أشار له مقال فى العدد الرابع من " لا حركة شيوعية ثورية دون ماوية !") ؛ فإنّ ما جدّ اليوم فى القطر يوجه لتنظيراته الشكلانية طعنة مميتة حيث نرى بأمّ أعيننا كيف أن الإنتخابات معزولة عن جملة عوامل أخرى – و ماويّا رئيسيا الخطّ الإيديولوجي و السياسي الثوري المحدّد – ليست سوى شكل من أشكال إصباغ الشرعية حتى على الظلاميين و المستعمرين ...فهل تقبل دكتاتورية / ديمقراطية البروليتاريا بالإنتخابات الشكلية لوحدها و بمشاركة القوى البرجوازية القديمة منها و الجديدة التى تنشأ فى المجتمع الإشتراكي بما هي مرحلة إنتقالية من الرأسمالية إلى الشيوعية ، و قد تفوز و بالتالى تعيد تركيز الرأسمالية؟
و مثلما أنّ الديمقراطية دون تحديد طبقي جدّ ضارة بالوعي الطبقي للطبقات الشعبية ، فإنّ المنطق الديمقراطي الشكلاني ( و النكوصي الذى يتنكّر لتجربة الإشتراكية فى كلّ من الإتحاد السوفياتي و الصين و يعود بنا إلى ما قبلهما) ، فإن المنطق الديمقراطي الشكلاني مخرّب للمنهج المادي الجدلي و المادي التاريخي الذى علينا كشيوعيين نشره فى صفوف الشعب كي يتحوّل إلى سلاح علمي تستخدمه البروليتاريا و الطبقات الكادحة الأخرى لتفسير العالم و تغييره.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد فوز اليسار.. سيناريوهات تشكيل الحكومة الفرنسية


.. حظوظ معسكر ماكرون في تشكيل الحكومة.. اختلاف اليسار يسهل المه




.. الآلاف من أنصار تحالف اليسار الفرنسي يرفعون العلم الفلسطيني


.. بعد فوز اليسار: ما سيناريوهات تشكيل حكومة مستقرة في فرنسا؟ |




.. فرنسا.. مواجهات بين الشرطة وأنصار اليسار أثناء احتفالهم بالت