الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


1912-2012 م – المغرب: من صدمة الحماية الفرنسية إلى تعايش الشرعية الديمقراطية والتاريخية.

عبدالحق فيكري الكوش

2011 / 12 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


مئة عام انصرمت من تاريخ الدولة المغربية المعاصرة، وهو عدد حبات "السبحة "، التي يمسك بها حزب العدالة والتنمية في المغرب، الذي أمسك بكرسي رئاسة الحكومة في المغرب، بعد عشر سنوات من الصراع الذي كاد يؤدي به إلى الحضر والمنع. وبعد أن حاولت الأجهزة الأمنية توجيه مختلف الضربات العنيفة لمعاقل الإسلاميين وجميع تنظيماتهم، بل وشيطنتهم داخل المجتمع، لكن كان للربيع العربي رأي آخر، ارتفاع مفاجئ لأسهم الإسلاميين في بورصة السياسات العربية.
سنته 1912 كانت أقدام أولى طلائع الجيش الفرنسي تلامس التراب المغربي، و 2012 م كانت السنة التي يضع فيها أول إسلامي قدمه في قصر الملك، ليغادره وفي يده ظهير شريف لتولي رئاسة وزراء المغرب.. إنها الصدفة وحدها لعبت لعبتها في المغرب، والجفاف والصدف هو من يصنع سياسة المغرب، وبناء عليه، سنشهد أول تعايش بين الشرعية الديمقراطية (صناديق الاقتراع) والشرعية التاريخية( المؤسسة الملكية) في ظل حذر سياسي وشكوك متبادلة بين الطرفين، رغم التطمينات التي يبعثها حزب العدالة والتنمية من خلال جمجمته الأولى.
قرن انصرم من عمر شعب ودولة، لم تستطع بعد إيجاد الوصفة الملائمة للنهوض، فنهاية الحماية الفرنسية لم تكن غير بداية لها بطريقة أو بأخرى، ولم تكن الأخطاء غير اجترار لنظيرتها في الماضي، لكن المغاربة تغيروا، وان ملف التطرف تم تضخيمه والنفخ فيه، وان تقليم أظافر الإسلاميين وشيطنتهم أدى إلى نتائج عكسية في العالم العربي. ولم يكن الصراع في حقيقته حول تطبيق الشريعة ولكن كان صراعا بيزنطيا عقيما، لجأت الأنظمة فيه إلى جميع أنواع وأصناف الخداع والتضليل، لكن الربيع العربي خلط الأوراق، بل تنفس عبقه الإسلاميون وهم على كراسي الحكم. ومما لا شك فيه أن الإسلاميين لن يخذلوا الشعوب، بالتهور وتحوير المهمة الملقاة على عاتقهم إلى نقاش جانبي.
حزب العدالة والتنمية لا يوجد فيه قزم واحد، فجميعهم لهم أعناق طويلة، وهم مصرون على صعود شجرة الحكم، ولن يعدموا الوسيلة في إسقاط ثمار الشجرة على المغاربة، وأثبت الصراع مع حزب يمسك بسبحة "الصداقة" مع الملك، قدرته على المواجهة، لأن العدالة والتنمية كان مسلحا بالكبرياء المغربي.
عندما كان بنكيران يضع ببطة العنق الحديثة، وكأنه لأول مرة سيضع هذا البلد الإسلامي ربطة عنق حديثة، وكأن المغرب أخيرا يمكن أن يكون له استقلال في اتخاذ القرار السياسي بعد عقود طويلة من الوصاية المخزنية والأجنبية.

ملف الإرهاب،:
طي ملف السلفية الجهادية، سيكون من ضمن أهم الملفات التي يتوجب معالجتها من طرف سياسيي العدالة والتنمية، وسيفرض نفسه على الحزب؟، خصوصا وأن الملك، أشار الى حدوث خروقات أثناء معالجة هذا الملف، والمعالجة ممكنة، فقط الشجاعة السياسية والتوافق بين الشرعيتين: الديمقراطية والتاريخية.

نزاع الصحراء أو الدجاجة التي للجنرالات في المغرب والجزائر ذهبا:
-لعل الملف لعبة خاصة بالقصر، والاقتراب منها سيكون ممنوعا، ولكن مما لا شك فيه، أن حزب العدالة والتنمية لن يعدم المناورة ومن دس رأسه في ملف هو يخص كل المغاربة.
-معالجة تبعات مابعد مخيم كديم ازديك ستكون من مهام الحزب، واستثمار لحظة التخبط التي تعاني منها البوليساريو، رغم محاولتها الظهور بمظهر اللامبالي بالسقوط المدوي لحليف استراتيجي وهو القذافي، ايضا ورقة في صالح الحزب.


في المجال الاجتماعي:
-يواجه الحزب تحديات كبرى في مجال إسكان المغاربة، وان كان قد تحقق الكثير، فلا زال هناك ما لم ينجز، في ظل سيطرة لوبيات معينة على ملف العقار، احتكرته وحولته إلى تجارة مربحة وحققت من خلاله ثروات طائلة على حساب عرق الأغلبية من الشعب، الشيء الذي أدى فقدان الكثيرين من الطبقات الفقيرة العريضة والواسعة، للأمل في الحصول على سكن، وهذا أدى إلى تعاظم الشعور بالغبن من طرف فئات عريضة من الفقراء من هته السياسة، التي زادت الهوة بين الأغنياء والفقراء.
-التعليم، وقد تحول إلى "بيت جحا" ، ومختبرا للتجارب الفاشلة، الوضع كارثي، ومؤلم، وحزب العدالة والتنمية يمتلك القرار السياسي الشجاع بغاية إحداث تغييرات جوهرية وحاسمة تعيد للتعليم ألقه ووهجه. فقد تم هدر الكثير من المال والجهد، والنتيجة هؤلاء المتخرجون الجدد، الذين يبق مستوى تحصيلهم العلمي والمعرفي والأكاديمي هزيلا..
-الصحة، وهو مرفق لا شك أن أي حزب سيضع يديه في هذا القدر ستحترقان، فالخدمات الصحية وصلت إلى الحضيض، بل إن الطرق البدائية أكثر أمانا من دخول مستشفيات هي عبارة عن مزاد علني، ومكانا لممارسات لأخلاقية مشينة.
-التشغيل، وهو المجال الذي لن يترك للحزب أي فرصة للفوز في الانتخابات المقبلة في حال عدم تحقيق أي نقلة نوعية وكمية فيه. فأعداد المتخرجين من الجامعات تتكدس، والاحتجاجات تتعاظم، ووحدها تعويضات للمعطلين ولو بسيطة قد تؤدي إلى تعاظم شعبية الحزب. أيضا اعتماد مغرب مبدأ تكافؤ الفرص والشفافية والكفاءات، سيؤرق الساسة الجدد، لان طاعة القانون تنتج العدل...
-الأمن المائي والتصحر، هي من الملفات المتوارثة، وهي من الميادين القليلة التي برع فيها المغاربة ونجحوا والمطلوب دعم المكتسبات والسير بنفس الوتيرة في اعداد استراتجية تكفل ضمان الامن المائي المغربي.
-الفلاحة، وهنا نقترح مؤسسة ذات طبيعة اجتماعية مهمتها الفلاح المغربي، ولا شيء غيره، ومجال ضعف الحزب هو انه غير مسنود من الفلاحين المغاربة الذين ستسلمون للأعيان والإقطاعيين.


في المجال الاقتصادي :
-سيكون على حزب العدالة والتنمية أن يهضم التجارب الإسلامية الرائدة، مثل تجربة ماليزيا وتركيا في تحقيق الإقلاع الاقتصادي، أوجه التشابه هو أن إسلاميي العدالة والتنمية مهووسون بالماضي كما نظرائهم العثمانيين الجد في تركيا، الكبرياء نفسه، والرغبة في إعادة أمجاد الماضي ولكن في عالم مختلف وبطرق مختلفة.
-صندوقي المقاصة والتقاعد، وهما الصندوقين الذين قد يعصفان بشعبية الحزب، وإصلاحهما لا مفر منه، وإن كانت التكلفة السياسية ستكون على عاتق الحزب.
- تحقيق نسبة نمو مرتفع ومستقر على مدى الست السنوات القادمة، وهذا يحتاج الى كرامة من الكرامات.
-سن سياسة جبائية عادلة، والإصلاح الضريبي هو واحد من آليات المصالحة مع المواطن المغربي.

خارجيا يواجه حزب العدالة والتنمية تحديات خارجية، في عالم متغير وبراغماتي:
-العلاقات مع الغرب التي لا بد أنها ستؤرق إسلاميي العدالة والتنمية، وان كنا نرى انه سيكون هناك تعاون اكبر مع هذا الغرب، وان العدالة والتنمية ستكون أكثر براغماتية في سياستها الخارجية من أي حزب مغربي، على اعتبار أن المغرب والمغاربة هم شعب "دبلوماسي"، وعلاقاتهم مع الغرب تعود إلى مئات السنوات، وليس غريبا أن المغرب أول بلد عربي وإسلامي اعترف بالولايات المتحدة الأمريكية،
-العلاقات مع اسبانيا بعد صعود حزب الشعب اليميني المعروف بعدائه الشديد للمغرب. وسيلقي الماضي بظلاله في السياسة الخارجية المغربية خصوصا في شقها مع الجار الاسباني، وعقدة الماضي هي حاضرة في نظرة هذا الجار الذي لم يستسغ عقدة الثمانية قرون من حكم المغاربة لبلدهم، ولا الطريقة التي أتوا بها، ولا الكفية التي تمثلت في احراق المراكب، وكأن المغاربة بهذا التصرف، بصموا اسبانيا وللأبد بطريقتهم.
-العلاقات مع الجار الجزائري، ونراهن على ان الحزب قادر على خلق تقارب تاريخي وتحول غير مسبوق في العلاقات المغربية الجزائرية وضخ دماء جديدة في هته العلاقات.
-الأزمة النووية الإيرانية التي ستلقي بظلالها على السياسة الخارجية للقادمين الجدد إلى الحكم،
-الأزمة السورية، وتصريحات بنكيران بهذا الشأن، تتناغم والمواقف العربية والدولية.
-التغييرات في سدة الحكم في الدول العربية، وطريقة التعامل والتعاون مع نظرائهم من الإسلاميين في مصر وتونس وليبيا.. والمستقبل الغامض للعلاقات الليبية المغربية في ظل فرض تأشيرة على المواطنين المغاربة من طرف ليبيا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجامعات الأميركية... تظاهرات طلابية دعما لغزة | #غرفة_الأخب


.. الجنوب اللبناني... مخاوف من الانزلاق إلى حرب مفتوحة بين حزب 




.. حرب المسيرات تستعر بين موسكو وكييف | #غرفة_الأخبار


.. جماعة الحوثي تهدد... الولايات المتحدة لن تجد طريقا واحدا آمن




.. نشرة إيجاز بلغة الإشارة - كتائب القسام تنشر فيديو لمحتجزين ي